أشار تقرير أممي إلى وجود مخاوف من نفاد احتياط الدولار بمناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على خلفية قرارهم بمنع صرف الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتهم بالدولار، مؤكداً أن هجماتهم في البحر الأحمر لم تؤثر على واردات المواد الغذائية والوقود إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتهم، حيث ارتفعت بنسبة كبيرة مقابل انخفاضها في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

وأكد برنامج الأغذية العالمي في تقريره أنه على الرغم من أزمة البحر الأحمر، فإن البيانات لا تكشف عن أي اضطرابات في واردات الوقود حتى الآن، وأنه وخلال الأربعة الأشهر الأولى من هذا العام، زاد إجمالي الوقود المستورد عبر موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة أربعة في المائة، مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة، وبنسبة 37 في المائة على أساس سنوي.

وعلى العكس من ذلك، بيّن برنامج الأغذية أن واردات الوقود عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة (عدن والمكلا) انخفضت بنسبة 31 في المائة عن الأشهر الأربعة السابقة، وبنسبة 34 في المائة على أساس سنوي.

وأعاد البرنامج أسباب ذلك بشكل أساسي إلى أن إنتاج النفط الخام المحلي من مأرب يغطي إلى حد كبير احتياجات الوقود المحلية في تلك المناطق، ومع ذلك نبه البرنامج إلى ضرورة المراقبة الدقيقة لواردات الوقود في الأشهر المقبلة، خصوصاً في ظل زيادة تكاليف التأمين على الشحن إلى الموانئ اليمنية.

ووفق التقرير انخفض الريال اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى أدنى مستوى له، ووصل إلى 1681 ريالاً يمنياً مقابل الدولار، بحلول نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وخسر حوالي 28 في المائة من قيمته مقابل الدولار على أساس سنوي.

وعزا البرنامج الأممي هذا الانخفاض في المقام الأول إلى انخفاض احتياطات النقد الأجنبي، وانخفاض صادرات النفط الخام، وانخفاض تدفقات التحويلات المالية. وذكر أن تعطيل صادرات النفط نتيجة هجمات الحوثيين أدى إلى خسارة ما يقرب من ملياري دولار من عائدات الحكومة الشرعية، كما أدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في مناطق سيطرتها.

ووفق ما جاء في التقرير، فرغم الاستقرار النسبي في سعر الصرف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين عند 527 ريالاً يمنياً، فإن حظر فرع البنك المركزي اليمني تسلُّم التحويلات الخارجية بالدولار «أثار مخاوف محتملة بشأن انخفاض احتياطات النقد الأجنبي هناك».

زيادة الواردات

أكد برنامج الأغذية العالمي أن إجمالي واردات المواد الغذائية زاد عبر جميع الموانئ اليمنية بنسبة تسعة في المائة منذ بداية العام وحتى أبريل الماضي مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة، وبنسبة 20 في المائة على أساس سنوي.

وأوضح أن واردات الغذاء ارتفعت سنوياً بنسبة 30 في المائة عبر موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينما انخفضت بنسبة 13 في المائة عبر عدن والمكلا. وشدّد على أهمية مراقبة تدفق واردات الغذاء عن كثب، خاصة مع زيادة أسعار التأمين البحري.

ومع تأكيد البرنامج الأممي أنه يواصل دعم حوالي 3.6 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية بحصص غذائية مخفضة بسبب نقص التمويل، أوضح أن تمويل خطته القائمة على الاحتياجات لم تتجاوز نسبة سبعة في المائة فقط للفترة من يونيو (حزيران) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وحذّر التقرير الأممي من أن أزمة التمويل قد تؤثر بشكل أكبر على توصيل المساعدات الغذائية إلى ما يقرب من 2.5 مليون شخص خلال الأشهر المقبلة ما لم يتم تأمين تمويل إضافي.

وفي المناطق الخاضعة للحوثيين، أكد برنامج الأغذية العالمي أن تقديم المساعدات الغذائية العامة لا يزال متوقفاً، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في الحرمان الغذائي الحاد، وانخفاض ملحوظ في استهلاك المغذيات الأساسية بين المستفيدين السابقين. وقال إنه يقوم حالياً بعملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين على مستوى البلاد؛ لإعطاء الأولوية للفئات السكانية الأكثر ضعفاً.

ووفق بيانات الأغذية العالمي، فإنه بعد انخفاض مؤقت في مارس (آذار) الماضي بسبب شهر رمضان، ارتفع معدل استهلاك الغذاء غير الكافي على مستوى اليمن من 46 في المائة إلى 51 في المائة.

ومع ذلك، يظل هذا الاتجاه - وفق البرنامج - أقل من مستوى 54 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، وقال إن ما يقرب من 55 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة و49 في المائة في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الغذائية الدنيا، وهو يمثل زيادة قدرها 13 و16 نقطة مئوية على التوالي على أساس سنوي. وسُجلت ذروة ذلك في محافظات الجوف ولحج وأبين والضالع وشبوة والبيضاء وحجة.

ونبه البرنامج الأممي إلى أن الظروف الاقتصادية المتدهورة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، والتوقف المستمر للمساعدات في مناطق الحوثيين تشكل عوامل رئيسية لانعدام الأمن الغذائي.

وأكد البرنامج أن حوالي 50 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن تبنت استراتيجيات سلبية للغاية للتعامل مع أزمة الغذاء، مع نسبة أعلى في مناطق الحوثيين (52 في المائة)، مقارنة بمناطق الحكومة.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية مع ترقب محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين

تراجع الدولار الأمريكي، أمام جميع العملات الرئيسية خلال تداولات اليوم الإثنين، إذ تلاشت حالة التفاؤل التي أعقبت صدور تقرير قوي للوظائف الأمريكية لتحلّ محلها حالة من الحذر قبيل انطلاق محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في العاصمة البريطانية (لندن).

وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية - بنسبة 0.07% إلى 99.045 نقطة، وسط تراجع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد مكاسب يوم الجمعة الماضية، حسبما ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني.

وسجّل الين الياباني مكاسب بنسبة 0.31% ليصل إلى 144.425 ينًا مقابل الدولار، مدعومًا ببيانات أظهرت انكماش الاقتصاد الياباني خلال الفترة من يناير إلى مارس الماضيين بوتيرة أبطأ من المتوقع، فيما أبدى رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا اهتمامه بتأثير أسعار الفائدة على النشاط الاقتصادي.

وارتفع اليورو بنسبة 0.18% ليسجل 1.1417 دولار، مدفوعًا بتسعير الأسواق لنهج السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي الأوروبي، والذي تم التأكيد عليه الأسبوع الماضي.

كما صعد الفرنك السويسري بنسبة 0.17% إلى 0.8209 مقابل الدولار، وارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.27% إلى 1.3555 دولار.

وتأتي هذه المحادثات في توقيت حساس لكلا الاقتصادين، حيث تواجه الصين ضغوطًا انكماشية ومخاوف تجارية، بينما تعاني الثقة بين الشركات والمستهلكين في الولايات المتحدة من حالة من الضعف، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم موقع الدولار كملاذ آمن.

ومن المتوقع أن يترأس الوفد الأمريكي في المحادثات كل من وزير الخزانة سكوت بيسينت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جايميسون جرير، بينما يُرجّح أن يشارك نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينح على رأس الوفد الصيني.

وعلى صعيد العملات الآسيوية، تم تداول اليوان الصيني الخارجي عند 7.187 مقابل الدولار، بعد صدور بيانات تُظهر تباطؤ نمو الصادرات الصينية إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، وتفاقم انكماش أسعار المنتجين إلى أسوأ مستوى خلال عامين.

أما الدولار النيوزيلندي فقد استقر عند 0.6037 دولار أمريكي بينما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.25% ليبلغ 0.6511 دولار، في تداولات خفيفة بسبب إغلاق الأسواق الأسترالية لعطلة رسمية.

الأخضر بكام في البنوك؟.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 9 يونيو 2025

بكام النهاردة؟.. أسعار الدولار في مصر اليوم الاثنين 9-6-2025

تراجع اليورو مع ارتفاع سعر الدولار بفضل بيانات الوظائف في الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار
  • الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية وترقب لمحادثات تجارية بين واشنطن وبكين
  • الحكومة: جريمة قتل مصلين في مسجد بالبيضاء يُجسّد المأساة الإنسانية والأمنية بمناطق سيطرة الحوثيين
  • الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية مع ترقب محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين
  • المغرب يتصدر طلب الأغنام الأوروبية للتربية.. والجزائر ترفع مشترياتها من إسبانيا
  • تقرير أممي: ليبيا ضمن دول مهددة بموجة تفشي جديدة للجراد
  • لماذا يغيب الصوت العربي في مناطق سيطرة قسد؟
  • الدرهم يرتفع بنسبة 0,2 في المائة مقابل الأورو
  • برنامج الغذاء العالمي يتبنى مطالب الحوثيين ويعممها على كافة شركائه ... مليشيا الحوثي ترفض دخول المساعدات عبر مواني الشرعية وتشترط دخول المساعدات الإنسانية لليمن حصرا عبر سلطنة عُمان
  • برنامج أممي: الحوثي يشترط قدوم المساعدات الإنسانية لليمن "حصرا" عبر مسقط