كنت دائمًا أدعو وأعتقد بأن الصديق هو أغلى شىء يمكن أن يحصل عليه الإنسان، فالصديق خير من ( المال والبنون ) حيث لا يربطك بهذا(الصديق)إن وجد، إلا الشعور بالصدق دون مصالح متبادلة أو منفعة، وحتى أن وجدت، فإنه زخر للحياة، وأيضًا رصيد لك بعد مماتك، حيث يمكن أن يؤتمن على ما تتركه من المال أو بنون، وهذا شىء خيالى، لا يمكن أن نصدقه فى هذا الزمن الردىء، وأن كان هناك بعض القصص حول أصدقاء، من الله عليهم بهذه الشعيرة، وجعلها صافية، ورائعة، يجب علينا أن نسلط الضوء عليها، ربما يكون لذلك مغزى أن يتعلم أحد أو ( يمرض ) أحد بهذه الخاصية الإنسانية الرائعة  ، فالنجاح يمكن نقله ( كعدوى ) بين البشر، والفشل أيضًا ( عدوى ) يمكن نقلها وكذلك ( الندالة والخساسة ) مرض يمكن نقله كعدوى بين الناس، فلنسلط الضوء على أحلامنا روئانا لمعنى الصديق !! 
نعمة من الله عز وجل أن يكون للإنسان أصدقاء فالصداقة شيىء جميل وعظيم وأصبح من النادر تكوين الصداقات الحقيقية والتي تحمل بين طيات علاقتها المودة والمصادقة وتفضيل ما للنفس للصديق والتضحية والعمل على إزالة العوائق من أمام صديقك والإحساس بما يعانيه أو بما يسعده وبمشاركته السراء والضراء.


الأصدقاء أنواع فهناك صداقة دراسة وصداقة من جيرة وصداقة من خدمة فى الجيش أو فى العمل سويًا وهناك صداقة المصلحة لا تنقطع منافعها المتبادلة والأهم هى الصداقة فى فكر وطنى أو دينى أو حتى فى تلاقى الأفكار والخواطر ومن الأصدقاء تأتى كل الإنفعالات بالراحة أو بيسر الحياة وأيضًا بالقلق أو تعثر الحياة.
وفى الثانية النكبة الكبرى أو ما يسمى بالأثار السلبية للصداقة.
وحينما تتسلط الصداقة على العلاقة الثنائية وتشتد أواصرها، فبجانب أنها شيىء جميل،وشيىء نخاف عليه،وشعور يجب حمايته، لندرة هذه العلاقة خاصة فى زمن أصبحت وتيرته المصالح الشخصية، والمنافع الخاصة، والمتبادلة بين أطراف "سادها النفاق والرياء" وإزدواجية المصالح وضيق الأفق وإظهار عكس ما يبطن من مشاعر حينما تسود تلك المشاعر السيئية علاقة ما فلا يمكن أبدًا تسميتها بصداقة أو زمالة.

فهذه العلاقة لها إسم واحد " ترانزيت حتى إشعار أخر" والحياة علمتنا ورأينا الكثير من المنافقين وللأسف تتغير مواقفهم فى أيام "ولا كسوف ولا خجل" بأن ترى الوجه الأسمر أصبح أصفر ثم أحمر ثم أزرق فالألوان جاهزة فى " البورتوفوليو" يمكن إخراجها مثل " البيزنس كارد" فى ثانية من الزمن.
يارب حافظ لى على صديقى ولا تهدر وقتى الذى ضاع من عمرى فى تكوين تلك العلاقة الطيبة فلا يوجد وقت فى حياتنا لتكوين علاقة جديدة ولا يوجد فى العمر وقت أخر لعمل تجارب على هذه الشعيرة الجميلة وهى شعيرة الصداقة.
فالصديق هو زخر الحياة … وهو لسان حالى بعد مماتى … وهو السجل الذى أسطر فيه تاريخى وكذلك أحلامى…
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: حديد وأسياخ السودان القادم…

حديد وأسياخ السودان القادم…

يشغلنا القادم ونستعير له من الماضي
لهذا ننقل أنه في دافور القديمة كان المتنافسان (على الوظيفة) يقتتلان بالسيوف…
والأسلوب هذا يصلح لملء مليون وظيفة قادمة
على الأقل واسطتك هي سيفك
وأسلوب للحاضر والحرب
والإمام اليمني حين يدخل الحوثيون البيضاء يقول لهم من على المنبر
: دخلتوا البيضاء بإسلوبكم ولن تخرجوا منها إلا بإسلوبنا …. أقم الصلاة
ونقول للمرتزقة
دخلتوا السودان بإسلوبكم ولن تخرجوا إلا بإسلوبنا
…ونلتفت إلى إعلام الحرب
وإلى أن عبدالله عزام يدير إعلام حرب أفغانستان ضد أعتى إمبراطورية …. وينتصر
ولم تكن عنده إذاعة ولا محطات تلفزة ولا صحف ولا وجود لشعب بمعني شعب
وعزام كان يكتفى بطبع صور الأطفال الذين مزقتهم قنابل الروس (خمس طن) ويكتب على الصور
: أهلنا أطباء العالم المسلمين … نحن بخير… طمئنونا عليكم ….
ومخابرات الاتحاد السوفيتى تهزم أما الأوراق هذه وتنسف عبدالله عزام
القنبلة زرعها المتعاونون فى عربته
…….
لكن ما يشغلنا هو
السفراء كلامهم محسوب … لكن السفير أحمد دياب يجعلنا نتشكك وهو يكتب عن النميري
وكتابه هو (خواطر وذكريات…)
قبلها بساعات كنا نقرأ كتاب النميري (النهج الإسلامي …. كيف)
وفيه مجاهدات لها صليل
وفيه أيام الشريعة
تعاد بعد مئات الأعوام
وفيها القيادة الرشيدة …. وتحريم بنت ألحان وإستباحة الحسان
وقبلها مصادفة نكتب هنا عن أن النميري لما سمع/ قبل نزوله من الطائرة فى القاهرة إنه لم يعد رئيساً
يرفض السير على البساط الأحمر
وإنه يوصى بتسليم الزي العسكرى للجيش
وتسليم ما بقى من مصاريف الرحلة للسفير
ولما فتحوا خرانته فى بيته وجدوا فيها بضع جنيهات
وعقد من الجذع يخص والدته
……
لكن السفير دياب/ الذى لا يخفي يساريته على درجة التشيع … ويرثى لعبد الخالق ولمحمود محمد طه/ الرجل هذا يحكي كيف أن شقيقه ينصحه بإعداد السجادة. وتحديد القبلة .. و…
قال دياب
وانا أعددت هذا وحددت مواقيت الصلوات هناك وكتبت هذا على ورقة سلمتها النميري
قال: ونميري يقرأ الورقة ثم ينظر إلى بنظرة غريبة
والسفير يفسر النظرة هذه حين يقول
: ولم أر .. النميرى يصلي أبدا
قال
: وفى ساعة خروجه إلى الطائرة يدخل يده فى جيبه ويخرج الورقة تلك ويسلمنى أياها ونظراته تقول لى
: ألعب غيرا…
ودياب يقص حكاية أخري مع نقد الله/ حزب الأمة/ الذى حين يساله عن قبلة الصلاة يجد أنه لا يعرف
….. من يكتب تاريخنا
وأن كان دياب حيا نقول له
: إتلومت ….
وانا لا أصدقك

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دعاء استقبال العشر من ذي الحجة.. احرص عليه هذه الأيام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (مغالطات….)
  • د.حماد عبدالله يكتب: سوء الظن من سوء السبيل !!
  • الإيجار القديم يكتب فصله الأخير.. زيادة الأجرة 20 ضعفا أم إنهاء العلاقة؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: "مطلوب" مراكز للتميز !!
  • اهالي بيت محسير عامة وآل حماد النجار خاصة ينعون المرحومة الشابة المتعبدة ريانا احمد حماد
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: حديد وأسياخ السودان القادم…
  • جورج مكرم: هناك قوانين حالية يمكن الرجوع إليها في تنظيم العلاقة الإيجارية
  • د.حماد عبدالله يكتب: العمل العام "والمصالح" !!
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه