2025-12-08@09:42:50 GMT
إجمالي نتائج البحث: 457
«حین کان»:
د. إبراهيم بن سالم السيابي عاد بعد غياب طال أكثر مما ظنّت، فتح الباب ببطء وكأنَّ العمر كله يثقل كتفيه. نظرتْ إليه أخته بعين الأم التي غربت شمسها منذ سنين، فاقتربت منه، وضعت يدها على كتفه وقالت بصوتٍ خافت: "اشتقت إليك يا أخي…" جلس أمامها، أرسل تنهيدة طويلة كأنَّها تحمل سنوات من الكلام المؤجل، ثم قال: "أحاول الهرب… لكنه قدري". ابتسمت ابتسامة تعرفه أكثر مما يعرف نفسه، ومسحت على يده كما كانت تفعل يوم كان طفلًا لا ينام إلا على صوتها: ألم يقل نزار يومًا: (وَكيفَ أهربُ مِنهُ؟ إنَّهُ قَدَري // هل يملك النهر تغييرًا لمجراه؟) ثم أضافت برفق: "فكيف تهرب منه وهو قدرك؟ أنت تمضي فيه، لا منه". إنه قدرك… في نفسك. قدرك أن تحمل قلبًا...
عادل الحسني حين كانت تتردد مقولة “سنرفع العلم على جبال مران” فما كانت النتيجة إلا إهانة راية الجمهورية في وادي حضرموت، كما أهينت سابقًا في عدن، وفي كل رقعة أرض ابتلعها التحالف. هل وصل الجميع إلى الحقيقة المجردة؟ بلدكم يُهان على يد القوى الخليجية وأدواتها. الأرض اليمنية الكبيرة، بتاريخها وبأس رجالها؛ يحكمها ضباط السعودية والإمارات. واقع كان متوقعًا منذ أن بانت المخططات، ولقد أرسلنا التحذيرات مبكرًا إلى كل من يخالف التحالف، ولا زلنا نحذر ونكرر ألَّا تركنوا إلا إلى الدفاع عن ثوابت البلد وثروات أرضكم. قد أُصيبت قبلكم أبين وشبوة، وامتد الأذى إلى حضرموت، واستفرد التحالف بكل محافظة على حدة؛ فالعصا الواحدة ليست عصية على الكسر. استغلال الخلافات بين اليمنيين هو الثغرة التي تسلل منها كل طامع. وها نحن اليوم...
الجديد برس| بقلم- عادل الحسني| من الذاكرة المضحكة،حين كانت تتردد مقولة “سنرفع العلم على جبال مران” فما كانت النتيجة إلا إهانة راية الجمهورية في وادي حضرموت، كما أهينت سابقًا في عدن، وفي كل رقعة أرض ابتلعها التحالف. هل وصل الجميع إلى الحقيقة المجردة؟ بلدكم يُهان على يد القوى الخليجية وأدواتها. الأرض اليمنية الكبيرة، بتاريخها وبأس رجالها؛ يحكمها ضباط السعودية والإمارات. واقع كان متوقعًا منذ أن بانت المخططات، ولقد أرسلنا التحذيرات مبكرًا إلى كل من يخالف التحالف، ولا زلنا نحذر ونكرر ألَّا تركنوا إلا إلى الدفاع عن ثوابت البلد وثروات أرضكم. قد أُصيبت قبلكم أبين وشبوة، وامتد الأذى إلى حضرموت، واستفرد التحالف بكل محافظة على حدة؛ فالعصا الواحدة ليست عصية على الكسر. استغلال الخلافات بين اليمنيين هو الثغرة التي تسلل منها...
في كل عام، حين يقترب الثالث من ديسمبر، تشعر مصر وكأن صفحة من صفحاتها القديمة تفتح من تلقاء نفسها، يعلو غبار الذكريات، وتتحرك في الذاكرة أسماء الرجال الذين جعلوا من التاريخ أكثر من سردٍ للوقائع، بل شهادة حيّة على ما كانت الأمة تحلم به، وما حاولت أن تكونه، وفي مقدمة هؤلاء يطلّ عبد الرحمن الرافعي، المؤرخ الذي لم يكتفِ بتسجيل ما حدث، بل حاول أن يكتب ما كان يجب أن يحدث، وأن يلتقط حرارة اللحظات التي صنعت مصر الحديثة.كان الرافعي أشبه بنافذة واسعة تطل منها الأجيال على ماضيها القريب؛ نافذة لا تعتم، ولا تتكسر، مهما تغيّرت الفصول، لأن صاحبها لم يكتب بقلم مؤرخ فحسب، بل بقلب رجل عاش اللحظة ودفع ثمنها.غدًا تحلّ ذكرى رحيله، فتعود كتبُه إلى الواجهة، وتعود مواقفه...
صالح بن سعيد الحمداني "الفلوس تغيّر النفوس".. عبارة طالما اعتبرها البعض مبالغة أو حكاية شعبية تتداولها الألسنة في المقاهي والمجالس، لكن الوقائع اليومية تثبت أن لهذه المقولة جذورًا واقعية لا يمكن إنكارها، قد نشك أحيانًا في صحتها، لكننا نكتشف مع مرور الوقت أن المال ليس مجرد وسيلة للعيش وإنما أداة قادرة على قلب القيم والموازين وتحويل الصديق إلى خصم والمبادئ إلى شعارات مهجورة. شهدتُ شخصيًا موقفًا يُجسِّد هذا التناقض الصارخ؛ شخصٌ كان بالأمس ينتقد فردًا آخر علنًا ويشكك في نواياه وأعماله ويمتدح من هو على النقيض منه متغنّيًا بنجاحه وتميّزه، لكن ومع أول بريق للمال تغيّر المشهد كليًا فأصبح ذلك المنتقد بالأمس صديقًا حميمًا لمن كان يُهاجمه، متجاهلًا كل ما كان يقوله وكأنَّ ذاكرته قد مُسحت...
هناك لحظة يا صديقي يتوقف فيها الإنسان أمام نفسه كما لو أنه يراها لأول مرة؛ لحظة لا تعود فيها الإجابات القديمة قادرة على تهدئة القلق الذي يتحرك تحت الجلد. في تلك اللحظة لا نبحث عن يقين جديد بقدر ما نبحث عن مساحة نتنفس فيها، مساحة تقول لنا إن الضياع ليس خطيئة، وإن السؤال ليس علامة ضعف بل بداية فهم أعمق لما يحدث داخلنا.وما يجعل السؤال خلاصًا في أوقات كهذه هو أنه يوقظ شيئًا في أعماقنا كان نائمًا لسنوات طويلة. عزيزي القارئ، المجتمع يحب الإجابات لأنها تمنح شعورًا بالبقاء في منطقة آمنة، لكن الفلسفة – ذلك الفن القديم الذي يعلّمنا كيف ننظر للعالم – تخبرنا أن السؤال هو الخطوة الأولى للخروج من الظلام. السؤال حركة، والروح التي تتحرك تبدأ في التعافي...
لا أظن أن جيلا من أجيال مصر عرف معنى الكلمة الحرة، أو أدرك قيمة الصحافة حين تكون في صف الوطن وحده، إلا ووقف أمام اسم واحد يقف كالراية فى وجه الريح: أمين الرافعي. ذلك الشاب الذى ولد فى الزقازيق عام 1886م من أسرة سورية الأصل، لكنه لم يعرف لنفسه وطنا غير مصر، ولا قضية غير قضيتها، ولا قلما سوى ذاك الذى جعل الحبر فيه شاهدا على حب لا يصدأ، وإيمان لا يشترى. نشأ الرافعي بين مدارس الزقازيق والإسكندرية، حيث كان والده يشغل منصب الإفتاء، ثم أتم تعليمه في مدرسة الحقوق بالقاهرة، لكنه فى الحقيقة لم يتخرج صحفيا ولا سياسيا من أي مدرسة سوى مدرسة الوطن.حين انضم الرافعي شابا فى مقتبل العمر إلى الحزب الوطني بقيادة مصطفى كامل، لم يدخل السياسة من باب...
كان نهارا جميلا حين كنت أتنقل بالقاهرة، حين مررت أمام مبنى الهيئة المصرية العامة للكتاب، قبل 36 عاما، فرجت أتأمل المبنى الكبير الخاص بالكتاب. كانت السنة الدراسة الأولى بكلية الآداب قد انقضت، وكنت أعرف أن هذه الهيئة هي التي تنظم معرض القاهرة الدولي للكتاب، كواحد من أكبر معارض الكتاب في بلادنا والعالم.سرّ زميلي وأنا أقول له بأنني أشعر أن هذه الهيئة الثقافية هي لنا أيضا؛ فثمرها يصلنا نحن العرب في بلادنا جميعها، أن كان تأليفا أو ترجمة، ورحت أذكره بنهارات معرض الكتاب وأمسياته الليلية التي كانت تستضيف الشعراء العرب.تذكرت طفولتي حينما صافحت مجلة "العربي" عيوني ذات نهار في السبعينيات، فقد أعجبني كثيرا استطلاعاتها، ولم أعرف البلد الذي تصدرها، ولم يدر الطفل الذي كنته أنني سأكون أحد كتابها بعد عقدين من...
د. إبراهيم بن سالم السيابي هزّت البلاد فاجعة ثقيلة حين رحلت أسرة كاملة في ليلة واحدة: أمّ، وزوجها، وأربعة أطفال، وجنينٌ كان يستعد كي يرى نور الحياة. سبعة أرواح غابت دفعة واحدة، وتركت صمتًا لا يشبه أي صمت، وجرحًا لا يخص أهل الأسرة وحدهم؛ بل يمسّ كل بيت في هذا الوطن. خسارة الإنسان لا تُقاس بعدد، ولا تُختصر في سطر من الأخبار. كل فرد هو مشروع حياة… وظيفة كان سيشغلها، قصة كان سيكتبها، وحلم كان سينمو معه. فكيف إذا كانت الخسارة سبع مرات في لحظة واحدة؟ أما الأطفال، فهم وحدهم كافون ليدرك القلب أن ما حدث ليس حادثًا عابرًا؛ بل وجعًا سيظل يتردد طويلًا في ذاكرة البلاد. ومع ثقل الفاجعة، امتلأت مواقع التواصل بالروايات المتباينة والاتهامات الجاهزة،...
صراحة نيوز- بقلم / عاطف أبو حجر في الماضي، كان الشتاء يمتد بهدوء، كأنه يرسم لوحات من المطر والريح والثلوج على جبال الأردن. كنا نصحو على صوت المطر، ونشمّ رائحة الأرض بعد أول قطرة ماء، ونتذكر دفء الصوبة في البيت، وكأن كل قطرة تحكي قصة. أمّا اليوم، فالسماء صامتة، والأرض تنتظر نبضة المطر كما ينتظر العاشق رسالة من حبيب غائب، والرياح لا تهدر، والصوبات تبقى بلا شعلة. الشتاء الذي عرفناه أصبح ذكرى بين الماضي والحاضر، والمنخفض المفقود سؤالًا يتردد في كل بيت، وكل شارع، وكل قلب يحنّ إلى دفء الشتاء الحقيقي. كان الزمن يمضي بهدوء، وكأنه يخشى أن يوقظ بساطته، وكانت الحكايات تُنسج من تفاصيل صغيرة لا يلتفت إليها أحد اليوم. أتذكر رحلاتي مع خالي إلى الكازية على ظهر الحمار، محاطًا...
صراحة نيوز -كشف موظف هندي عن موقف غريب وُصف بالجدلي، حين طلبت منه مديرته إكمال واجبات ابنها المدرسية أثناء ساعات العمل الرسمية. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “يوم عمل غريب آخر”، نشر الموظف صورة لمخططات فيزياء مدرسية بجانب حاسوبه المحمول، موضحًا أنه كان منشغلاً بمهامه الروتينية حين تلقي الطلب. وقال الموظف: “اتصلت بي مديرتي وطلبت مني خدمة شخصية، قائلة إن ابنها لديه واجبات للصف الثاني عشر استعدادًا للالتحاق بمعهد التكنولوجيا الهندي. كان المطلوب مني رسم المخططات، وحتى إنها اتصلت بي لاحقًا لتتأكد من أنني أقوم بها بشكل صحيح”. وأضاف أن الموقف أربكه وجعله يتساءل إن كان رفضه سيؤثر على موافقة خروجه من الشركة أو يزيد صعوبة الأسابيع المتبقية من عمله. وحظي المنشور بتفاعل واسع، ووصف مستخدمون الطلب بأنه...
منذ قرون بعيدة، دأبت السلطة على آلية بسيطة لضبط الجماهير، خلق ضجيج أعلى من صوت الأسئلة. في روما القديمة، ابتدع الأباطرة سياسة "الخبز والسيرك"، حيث تُوزَّع الفُتات على الشعب بينما تُقام الألعاب الضخمة لتلهيته عن الأزمات، وفي عصور أخرى، اتخذت الممالك والإمبراطوريات أشكالا مختلفة لهذه الحيلة: مواكب، مهرجانات، احتفالات مهيبة؛ لكن الهدف ظل واحدا؛ هندسة الشعور العام وإغراقه في الفرجة بدل الانشغال في التفكير. اليوم، تشهد ليبيا -شرقا وغربا- نسخة حديثة من هذه الحيلة، ولكن بملابس معاصرة؛ ملاعب تُفتتح، ومباريات كبرى تُنظم، وحفلات تُقام، ومؤتمرات إعلامية تُعقد بوتيرة عالية وبمبالغ خيالية للضيوف، وصور مشاريع عملاقة تُعلن كل شهر تقريبا، مع تغطية إعلامية مكثفة تُقدّم الأمر كما لو أن البلاد تخطو نحو نهضة وشيكة. ورغم اختلاف السياسيين والجهات والإدارات، إلا...
لم يكن المشهد داخل أروقة مجلس الأمن مساء السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، مجرد إجراء وتصويت دبلوماسي عابر، بل كان لحظة مفصلية دشّنت فصلا جديدا تناسلت من خلاله أسئلة كثيرة في مسار القضية الفلسطينية. فمع اعتماد المجلس للقرار رقم 2803 بأغلبية 13 صوتا، وسط امتناع لافت لروسيا والصين، انتقلت خطة اليوم التالي في غزة من دائرة التسريبات ومسودات الغرف المغلقة إلى واقع النص الدولي المُلزم. هذا القرار، الذي شرعن رسميا تأسيس "قوة المهمة الدولية للأمن" (ISF) لا يمكن قراءته بمعزل عن سياق الفشل العسكري الإسرائيلي المستمر منذ ما يزيد عن عامين؛ إذ يبدو في جوهره محاولة التفافية ماكرة لمحاولة تحقيق ما عجزت عنه الدبابات، بالمناورات الدبلوماسية، ومنح الاحتلال فرصة ثمينة لالتقاط الأنفاس، ولكن هذه المرة تحت مظلة أممية وبأدوات...
حين ينكمش #الإعلام… ويتضخم #الفساد! ويُطلب من #الأردني أن يصدق #رواية بلا #رواة! بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة إذا كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله يقلق، ولكنه لا يخشى إلا الله، فإن الأردنيين من حقهم—بل من واجبهم—أن يقلقوا. وأن لا يخافوا. فالأردن الحر الأبي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يقبل أن تُدار شؤون دولته في العتمة، بينما يواجه أبناؤه الضباب وحدهم، ويتخبطون في ظلال روايات مبتورة، وصمت رسمي مُطبِق. نحن اليوم أمام مشهد يوجع كل من يحمل الأردن في قلبه. وطنٌ تتكاثر فيه الأسئلة، وتتعالى فيه الهمسات، ويملأ فضاءه القلق… بينما الإعلام الذي يفترض أن يكون صوت الدولة ونافذتها إلى الحقيقة يقف مثل تلميذ خائف في الصف، يتهيّب من رفع إصبعه، ويخشى قول...
في مشهد ليس جديدا على مصر، لكنه هذه المرة أكثر فجاجة ووضوحا، جاءت انتخابات البرلمان 2025 لتكشف عن منظومة سياسية فقدت آخر خيوط الحياء، وتحولت إلى ساحة مغلقة مُحكمة، تُدار بأوامر الأجهزة الأمنية، وتُحسم بنتائج معروفة سلفا، في انتخابات لم يكن للمنافسة فيها سوى دور "الكومبارس". قوائم صُنعت لتفوز.. ومقاعد مُحددة قبل الاقتراع لم تكن القوائم الانتخابية سوى منتج أمني جاهز؛ أسماء اختيرت بعناية داخل غرف مغلقة، ووزعت وفق توازنات الأجهزة، لا وفق إرادة الناس، قوائم لا تعرف منافسة ولا خصوم، لأنها صُممت أصلا لتنجح دون أن تتعرّض ولو لصداع سياسي بسيط. أما المقاعد الفردية، التي كانت في الماضي مساحة محدودة لشيء من التنوع، فقد خضعت بالكامل لـ"ختم الموافقة الأمنية"، حتى المستقلون الذين ظهروا على الساحة كانوا...
الرؤية- كريم الدسوقي ما كان أحد ليتخيل أن ممرضًا مسؤولًا عن رعاية المرضى قد يحول ليله إلى دوامة من الجرعات القاتلة، فقط لأنه أراد أن "يستريح"! هذا ما جرى في مدينة فورزلن غرب ألمانيا، حيث اكتشفت السلطات واحدة من أبشع الجرائم في القطاع الطبي حين تبين أن ممرضا في الأربعينيات من عمره كان يقوم بحقن مرضاه ليخدرهم، ليس بدافع الرحمة، بل لتسهيل مناوباته الليلية. بدأت الشكوك حين لاحظ الطاقم الطبي في المستشفى ارتفاعا غير طبيعي في عدد حالات الوفاة لمرضى حالتهم كانت مستقرة، لتكشف التحقيقات أن الممرض، الذي بدأ عمله عام 2020، كان يستخدم مواد مثل المورفين وميدازولام، وهو مخدر يُستعمل أحيانا في الإعدامات بالولايات المتحدة، ليُبقي المرضى في "هدوء تام". حين واجهه المحققون بالأدلة أمام...
عندما نمضي في الحياة بقلوب صغيرة وتجارب محدودة، نُفسّر كل ما حولنا بنوايا بسيطة. نعتقد أن الحب وعد لا يتبدّل، وأن القرب يعني البقاء، وأن كل من يبتسم لنا يحمل نية صافية. نمنح ثقتنا سريعًا، ونغفر بسهولة، ونرى الناس كما نحب أن يكونوا، لا كما هم في حقيقتهم. ومع مرور الوقت، ومع الوعي الذي يتشكل داخلنا بفعل التجربة، نكتشف أن الحقيقة لا تظهر دفعة واحدة، بل تتكشف شيئًا فشيئًا. نفهم أن الوقت لا يغيّر الأشياء بقدر ما يرفع الغطاء عنها، فيكشف لنا ما كان خفيًا خلف الزينة والمظاهر.فالإنسان يستطيع أن يُخفي جزءًا من ذاته لبعض الوقت، أن يتصنّع اللطف، أو يتجمّل بالاهتمام، أو يقدّم كلمات منمقة تبدو محمّلة بالدفء. لكن الأقنعة مهما كانت متقنة تتعب مع الأيام، والمشاعر المصطنعة تبهت...
آخر تحديث: 15 نونبر 2025 - 9:12 ص بقلم:د. نوري حسين نور الهاشمي إن سألوك عن العراق، فقل لهم: لم يعُد العراق هو العراق الذي نعرفه؛ ذاك الذي كان يمشي في مقدّمة الأمم رافعًا رأسه كمنارةٍ لا تنحني، ولا عاد الفرات نهرَه القديم الذي كان يجري بالعزّة في عروق الأمة ويُعلِّم الأجيال معنى الندى والشموخ. الفرات اليوم حزين؛ ماؤه نضب، وما تبقّى منه يشبه دمعةً سالت من عين حضارةٍ أرهقها الإنهاك وأثقلتها التبعية، حتى بدا وكأن الأرض نفسها باتت تتنهّد في صمتٍ موجع. تراجعت ضحكته التي كانت تُنير المشرق في زمنٍ كان العراقي فيه يضحك فيضيء وجه الأمة، وغاب الكبرياء الذي كان يسكن ملامحه، وانطفأت هيبته بين دهاليز القرار الموجَّه من وراء البحار، حيث لا يُسمع لصوته صدى ولا لحلمه...
استضافت الإعلامية ياسمين عز، الفنانة هالة فاخر، في برنامجها كلام الناس، المذاع عبر قناة إم بي سي مصر، مساء اليوم الجمعة، في لقاء عن حياتها الشخصية ومشوارها الفني.نجاح أول عملية إصلاح لـ تمدد ضخم بـ الأورطي البطني بجامعة كفر الشيخ30 دقيقة.. منتخب أوزبكستان يتقدم بهدف على مصر ببطولة كأس العين الوديةوقالت الفنانة هالة فاخر، أن الفنان محمد رمضان في مسلسل "حبيشة" كان ونِعم الزميل، وشوفت منه كل حاجة حلوة.واستطردت: "أكثر دور تعلقت به؛ هو دوري في مسلسل "حين ميسرة، وحصلت على عدة جوائز عن دوري في هذا الفيلم للمخرج خالد يوسف".وأضافت الفنانة هالة فاخر، كنت أتمنى أعمل كمضيفة طيران، ولكن خوف والدتي من هذه المهنة؛ كان سببل لعدم عملي فيها. طباعة شارك هالة فاخر ياسمين عز محمد رمضان
خالد بن يحيى بن محمد الفرعي إن كنا قد قرأنا شيئا عن حياة الزاهد العابد الشيخ الوالي القاضي سالم بن سيف (بن مسلم) الفرعي فإنا عايشنا جزءا من حياة الزاهد العابد المتواضع المصلح الشيخ سالم بن سيف (بن حمود) الفرعي. نعم شابهه اسما وخلقا.. لقد كانت حياة سالم بن سيف بن حمود الفرعي دروسا في الأخلاق ومناهج في التربية، حيث لا تكاد تسمع له صوتا؛ ولكنها كلمة هادئة تخرج من فيه لتتغلغل في القلوب والعقول معا فتؤثر في السلوك وتجبرك على الاحترام "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها...". تلكم الكلمة الطيبة هي التي لمت الشمل وألفت بين قلوب المتخاصمين وجمعت بين المتنافرين، فكم استفادت...
كأنه مازال حاضرا بيننا لم يغب. ساكنا فينا لم يرحل. متحركا معنا ولم يقعد. سابقا لنا ولم يتعب. ومتقدما علينا ولم يتأخر. يتطلع لما فيه الخير لوطنه. ويعمل لما يحقق مصالحه ويحفظ حقوقه. يعلو صوته محذرا. ويتوعد المفرطين مهددا. ويذكر الغافلين موجها. إذ كان يدرك بنفسه حقائق السياسة، ومتاهات التفاوض. ويعرف خاتمة المقاومة. ومآل الاستسلام. ويعرف حقيقة عدوه. ويملك القدرة علي تحديد نقاط ضعفه. ومواضع الخلل عنده. ومعرفة عوامل قوته، وأسباب تفوقه وتقدمه. إذ كان يحسن قراءته. ولا تخيب فيه نظرته. فأعيا العدو يقظته. وأقلقه وعيه. وأربكه سعيه. فظن أنه يستطيع تغييبه. ويقوي علي تعطيل فكره. والحد من انتشار فلسفته المقاومة. منذ ولادته، وحتي استشهاده. كأن فلسطين كانت علي موعد مستمر معه، ومع ذاتها. فقد حمل ياسر عرفات، في مسيرة...
سلطان بن محمد القاسمي أحيانًا، لا تأتي الدروس الكبرى في الحياة من الكتب ولا من التجارب الشخصية؛ بل من مشاهد عابرة تمر أمامنا كهمسة خافتة، لكنها تترك في القلب صدى طويلا. مشهد بسيط، جملة قصيرة، أو حتى خبر عادي، كفيل بأن يعيد ترتيب أفكارنا عن الحياة، والعمل، والوجود، وما الذي يستحق حقا أن نمنحه عمرنا. رأيت يوما تغريدة كانت أشبه بمرآة للعمر. لم تكن فخمة الألفاظ، ولا مزينة بالبلاغة، لكنها حملت من الصدق ما يكفي ليوقظ ضميرا غافلا. كانت تحكي عن موظف رحل (توفى)، لم تمض أيام حتى بدأت الموارد البشرية في تجهيز إعلان "الوظيفة الشاغرة"، بينما عائلته لا تزال تبكيه، وتبحث في تفاصيله الصغيرة عن بقايا حياة لن تعود. كم بدت الصورة مؤلمة وبسيطة في آن...
د. محمد بن ربيع بن عبدالله التوبي ** في زمنٍ لم تُقرَع فيه طبول الحرب، تحوّل الناس إلى جنودٍ يعيشون داخل ثكنةٍ ضخمة اسمها الحياة. لا تسمع فيها إلا وقع الأقدام المتسابقة نحو "المطامع"، ولا ترى فيها إلا وجوهًا متجهمة تترقّب سقوط غيرها لتتقدّم خطوة إلى الأمام. كأنّ العيش صار سباقًا في ميدانٍ لا يعرف راية نصر، بل يعرف فقط من بقي واقفًا بعد أن أُطيح بالبقية. لم تعد المبادئ تُقاس بالقيم، بل بالمكاسب، من يتقن فنّ الصمت في وجه الباطل يُعدّ "حكيمًا"، ومن يرفع صوته بالحقيقة يُوصم بـ"التهوّر". وتلك الكلمات التي كانت تُلهب القلوب - كالصدق والإخلاص والأمانة - صارت شعارات تُقال في الاجتماعات وتُنسى عند أول اختبارٍ حقيقي. في هذه الثكنة، لا أحد يعين الآخر...
الإسلامويون و «الجنجويد».. مخزون القساوة وتجسيد العنف في أبشع صوره..!! خالد أبو أحمد يلازمني هذه الأيام تفكيرٌ عميق في كنه هؤلاء المنتسبين إلى الجنجويد: أي قساوةٍ هذه؟ وأي قلوبٍ يحملون في صدورهم؟ هذا ليس هو السؤال فحسب، بل السؤال الأعمق: من أين أتى الإسلامويون بالجنجويد ليعيثوا في دارفور فسادًا وقتلًا واغتصابًا وتشريدًا، ليسكتوا صوت الضمير الحي هناك؟. من أي كوكبٍ جاءوا؟ واضحٌ أن اختيارهم لم يكن عبثًا، بل كان مقصودًا لتحجّرهم وقساوتهم اللا محدودة ليؤدّوا المهام التي تُريح الحركة (الإسلامية) في مأمنها، وقد وجدت ضالتها فيهم. وثمة سؤالٌ أعمق: لماذا أحسّت منظومة الإسلامويين في الخرطوم أنها بحاجة إلى مخزونٍ من القساوة خارج الجيش النظامي؟ فلدى أجهزتها الأمنية المخزون (الاستراتيجي) الذي قتل بجرعةٍ منه الدكتور علي فضل بمسمارٍ في أمّ رأسه!...
فى مساء سكندرى جميل، وفى قاعة الأوديتوريوم بمكتبة الإسكندرية، تحدث الدكتور محمد عادل الدسوقى فى محاضرته المعنونة «إسكندرية كفافيس: بين البيوت والأبيات» عن وجه آخر للمدينة الخالدة، وجه تسكنه الذاكرة ويغذيه الشعر المبدع. لم يكن اللقاء محض تأمل فى قصائد شاعر يونانى عاش فى بلدنا، بل محاولة لاستنطاق روح الإسكندرية نفسها من خلال قصائد كفافيس، شاعر الانتظار والخذلان والدهشة.سألته بعد المحاضرة عن سر هذا الشغف المتجدد بتاريخ المدينة الكوزموبوليتانى، فأجابني: «فى الأصل هو اهتمام بالمدينة، بالإسكندرية، وبمحاولة ادراك تعقيداتها وطبقاته. قرأت قصائده وأعجبتنى، لكننى أدركتها بشكل مختلف تماماً عندما أتيحت لى الفرصة للعمل كعضو فى اللجنة العلمية لتجديد متحفه بالإسكندرية. توفرت لى الفرصة حينها للقراءة والتساؤل والنقاش مع مجموعة من أهم المتخصصين فى شعره وسيرته».قلت: ألا ترى أن الاهتمام بتاريخ...
في عالمٍ تنقلب فيه الموازين بسرعة، وتُقاس القيمة بالمظاهر، والنجاح بالضجيج، أصبح من السهل أن يختلط على الناس معنى القوة، ومعنى الهيبة، ومعنى الحضور.يظن البعض أن السلطة تمنح الهيبة، وأن المال يصنع المكانة، وأن ارتفاع الصوت دلالة على النفوذ. ولكن الحقيقة أن ما يُمنح يمكن أن يُسحب، وما يُرى يمكن أن يزول.أما الأخلاق… فهي الشيء الوحيد الذي يبقى حين يسقط كل شيء آخر.الهيبة ليست في الكرسي الذي نجلس عليه، ولا في الألقاب التي نُعرّف بها أنفسنا، ولا في ما نملك من مالٍ أو جاه.فهي تُولد في اللحظة التي يعرف فيها الإنسان نفسه، ويقف ثابتًا أمام العالم دون حاجة لإثبات وجوده. هي سكينة داخلية قبل أن تكون حضورًا خارجيًا، ووقار في الروح قبل أن تكون مظهرًا.وقوة الشخصية ليست في السيطرة على...
الثورة نت/.. اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اسماعيل بقائي، اليوم الجمعة، تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول العدوان على إيران حين قال: “كنتُ مسؤولًا تمامًا عن ذلك”، اعترافا و دليلاً دامغاً على تورط أمريكا المباشر وتواطؤها النشط في العدوان الإسرائيلي غير المبرر ضد إيران. وقال بقائي، في تدوينة على منصة “اكس” رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “هل تذكرون تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في 13 من يونيو 2025، حين أعلن أن واشنطن لم يكن لها أي دور في العدوان والإرهاب الإسرائيليَين ضد إيران، زاعماً أن ما جرى كان “عملاً أحاديّ الجانب” من قِبَل إسرائيل، ومؤكدًا “أننا” لسنا متورطين في الضربات ضد إيران؟”. وأضاف “كان هذا الادعاء، بطبيعة الحال، محضَ كذبٍ وتضليلٍ؛ إذ كان واضحًا منذ اللحظة الأولى أن...
خالد بن سالم الغساني حين قرأت منشور فيصل القاسم الأخير، هذا الرجل الذي امتهن الفتنة تخصصاً دقيقاً، ووجد المساحة القادرة والكافية دون أية ضوابط أو روابط أو حدود، يمارس من خلالها بحرفية عالية ما كان قد اكتسبه وأضاف عليه من فتن نتنة ارتبطت كثيراً بحقده وقناعاته التي تربى عليها واكتسبها نظير حرصه على الاجتهاد والإبداع المطلوب لتنفيذ سياسة البرنامج الشهير الذي يعده ويقدمه بنفسه "الإتجاه المعاكس" البرنامج الذي حوّل شاشات الإعلام إلى صراع ديكة ولا يمكن أن تؤدي نهايتة إلا إلى مزيد من الحقد وإشعال نار الفتنة، ومن ثم مزيد من التفرق والتشتت والتمزق للجسد الواحد، فما بال الأجساد المتعددة. وتحت العنوان الذي يذكّر بأفلام الكابوي في مطاردة السلطات لأفراد العصابات، "Wanted" "مطلوب فوراً فوراً فوراً"، وقفت مشدوهاً لا...
في مثل هذا اليوم، استيقظ التونسيون على بيان رئاسي جديد يُقرأ بصوت حازم. كان بن علي يُعلن توليه الرئاسة بعد إزاحة "المجاهد الأكبر" وأول رئيس لتونس بعد الاستقلال. وُصف ذلك اليوم بأنه "تغيير" ضروري لإنقاذ البلاد، لكنه تحوّل إلى بداية عهد استبدادي جديد دام 23 عامًا، وانتهى بثورة شعبية أطاحت بصاحبه. قبل الحديث عن الانقلاب، لا بد من العودة إلى طبيعة النظام الذي أطاح به زين العابدين بن علي، إذ حكم الحبيب بورقيبة تونس لمدة ثلاثة عقود متواصلة (1956-1987)، بنظام رئاسي شديد المركزية، جمع بين الحداثة الاجتماعية والتوجه الغربي من ناحية، والاستبداد السياسي والتفرد بالسلطة من ناحية أخرى. تميز عهده بإلغاء التعددية الحزبية الفعلية وأسّس لنظام الحزب الواحد، الحزب الاشتراكي الدستوري، وامتد نفوذه ليشمل جميع مفاصل الدولة، من الحكومة إلى...
يأتي هذا المقال في سياق سلسلة المقالات الخاصة التي تنشرها عربي21 للكاتب والباحث الجزائري الدكتور أحمد بن نعمان، تحت العنوان العام: "معادن الشعوب العظيمة... تُفتن في الشدائد الأليمة"، وهي سلسلة فكرية ووطنية تسعى إلى استنهاض الوعي الجمعي العربي والإسلامي في مواجهة أخطر التحديات الداخلية والخارجية التي تستهدف وحدة الأمة وثوابتها، وتعيد قراءة الواقع السياسي والثقافي العربي بمنظار التجربة الجزائرية العميقة، التي جسّدت معنى التحرّر والوحدة في أنقى صورها. وفي هذا الإطار، يواصل الدكتور بن نعمان في هذه الحلقة الجديدة تأملاته الفكرية والسياسية حول أبعاد الفتنة الممنهجة التي تُحاك ضد هوية الجزائر ووحدتها الترابية والوجدانية، واضعًا تلك التطورات في سياقها التاريخي الممتد من تجربة الجهاد التحرّري إلى رهانات الحاضر الوطني، ومن التحصين الثقافي إلى الوعي بالذات كشرط للسيادة والاستمرار. ...
كتب زهران ممداني الذي فاز بمنصب عمدة نيويورك٬ مقالا في صحيفة "Bowdoin Orient" تحت عنوان “Bearded in Cairo”، عن رحلته إلى مصر وتجربته السياسية والإنسانية في قلب الأحداث التي سبقت الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي في 6 آب/أغسطس عام 2013 ، واصفا ما عاشه بأنه “تجربة غيرت رؤيتي للعالم ولنفسي”. يقول ممداني إنه وصل إلى القاهرة يوم 19 يونيو/حزيران 2013، أي قبل 11 يوما فقط من اندلاع الاحتجاجات الواسعة التي أطاحت بالرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. ويضيف: “استأجرت شقة في شارع بستان رقم 15، على بعد دقائق قليلة سيرا من ميدان التحرير. دفعت ضعف الأجرة كسائح أجنبي، وسحبت حقائبي إلى البهو. حاولت أن أشرح لحارس المبنى أنني مصاب برهاب الأماكن المغلقة وسأصعد الثمانية طوابق سيرا على الأقدام، لكنه...
المدرعات: حين ثبت الرجال.. فى مثل هذا اليوم من 5 نوفمبر من العام (2023م) ، وفى مثل هذا الوقت ، حشدت مليشيا آل دقلو الارهابية كل قواتها ، كل عتادها وكل قادتها وكل آلتها الاعلامية داخليا ومنصاتها خارجيا للدخول إلى المدرعات ، وذلك بعد يوم طويل من التدوين والقصف ، وبعد ايام من الهجمات المتواصلة والمحاولات المتكررة ، فى ذلك اليوم بلغت القلوب الحناجر ، وثلة الصابرة المحتسبة تتماسك بصفها وعزمها ، والعدو يزحف على اطراف المعسكر ، وافواج الشهداء تصعد ، والصف مرصوص والراية المرفوعة..كان احد الأيام الفاصلة فى تاريخ المعارك ، واهل السودان يتابعون التفاصيل من خلال بث مباشر من العدو ، وما اقسى أن تسمع هيجان العدو وانت مكره ، فقد كانت المدرعات ذات قيمة رمزية وقيمة...
د. هبة محمد العطار لم يكن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا عابرًا في روزنامة المناسبات الوطنية، بل لحظةً فارقة في خطاب الدولة المصرية إلى نفسها وإلى العالم. لم يكن عن الآثار بقدر ما كان عن الذاكرة، ولا عن الماضي بقدر ما كان عن استعادة الحاضر في أبهى صوره. كانت مصر، في تلك الليلة، تُعيد تقديم ذاتها للعالم عبر رمزها الأقدم، لتؤكد أن التاريخ ليس حائطًا من حجارة، بل مشروع وعي ممتدّ من فجر الحضارة حتى الدولة الحديثة. منذ لحظة وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة الأولى قرينته، بدا كل تفصيلٍ في المراسم منضبطًا على إيقاع فكرة واحدة: مصر تتحدث. المشهد البروتوكولي الدقيق لاستقبال الوفود، وعددهم نحو 80 وفدًا رسميًا من مختلف القارات، كان في...
عند فتحة الأبواب الضخمة للمتحف المصري الكبير، يوم السبت الماضي، كانت أضواء الكاميرات تتسابق لالتقاط ضوء الذهب والأحجار القديمة، بظلالها الفخمة على ضفاف النيل بجوار المعمار التاريخي العظيم والضخم؛ الأهرامات. في ذلك المشهد الصاخب، وقف، كعادته مثلما فعل منذ سنوات عند حفل نقل المومياوات، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متألقا بين شخصيات من كل حدب وصوب، يردّد بحماس مفردات "النهضة التاريخية" و"إرث الحضارات"، ويؤكد أن مصر تثبت للعالم عظمة أم الدنيا. ولكن، وسط زحمة الأغاني الوطنية وموسيقى الأوركسترا وكلمات الحمد، تبرز مفارقة حرجة: في هذا العرض الكبير للتراث الفرعوني، ما هي أحوال المواطنين؛ الشعب المصري؟ هناك حيث تختفي الأضواء، ينهض المصريٌّ في أول الضحى ليبدأ يومه المنهك في لقاء الذل المعيشي من أجل حياة بسيطة، وبينما تتسابق الوفود العالمية...
أين كان شعار لا للحرب أيام مفاوضات الإطاري؟ قبل ١٥ أبريل ٢٠٢٣ كان شعارهم المرفوع “الإطاري أو الحرب” وتهديد مثل لدينا “خيارات أخري”. وبعد إندلاع الحرب ودخول الجنجويد في نفق مسدود سياسيا صار الشعار بقدرة قادر لا للحرب – أي لا للمقاومة. علما بان لا للحرب شعار سليم سلامة نعم للماء والهواء حين يرفع في وجه المعتدي ولكنه تدليس متواطئ مع العدوان حين يرفع في وجه الضحية أو يستخدم للمساواة بين العدوان والدفاع عن النفس.معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر 2025، بدا أن الأمل في هدنة مستقرة يخفق بصعوبة في قطاع غزة. لكن ما لبث أن تحوّل هذا الأمل إلى هشاشة، حين جددت القوات الإسرائيلية قطاع غزة القصف الجوي والبري، ما شكّل خرقاً مباشراً للاتفاق وأعاد المشهد إلى مربع العنف. التقرير التالي يستعرض هذه التطورات ، يمانيون / تقرير / خاص لم يكن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة سوى فصلٍ جديد من مسرحيةٍ قديمةٍ باتت معروفة النهايات. فمنذ اللحظة الأولى لإعلان التهدئة في أكتوبر 2025، لم يصدّق الفلسطينيون أنّ الغارات ستصمت طويلاً، كان المشهد في غزة يحمل مزيجاً من الترقّب والريبة، كأنّ الجميع يعلم أن الهدوء ما هو إلا استراحة قصيرة تسبق الإعصار. وكما في...
ريم الحامدية [email protected] تمُرّ الأعوام، لكنَّ الحنين لا يعرف التاريخ، يظل في القلب حيًا كما لو أن الفقد حدث البارحة، وفي هذا التاريخ من أكتوبر في كل عام تتجدد الذكرى الأشد حزنًا وهي رحيل أبي، الرجل الذي لم يكن مجرّد أب؛ بل كان ظلًا وسندًا ومعنى كاملًا للحياة.. رحل جسدًا، لكن حضوره لا يغيب عن تفاصيل الأيام، عن الذاكرة، ولا عن الدعاء الذي لا ينقطع. كان أبي كريمًا بطبعه، بشوش الوجه، مطمئن الصوت، كأنَّ في نبرته وعدًا بالسكينة، ما كان ينتظر من عطائه شكرًا، ولا من إحسانه مقابلًا، كان يؤمن أن الكلمة الطيبة رزق، وأن الفضل لا يُقاس بما يُعطى؛ بل بما يُقال بعد الغياب، ولذا، ما زال الناس إلى اليوم يذكرونه بالخير، يروون مواقفه في المجالس، ويتناقلون...
محمود الرحبي«الذي لا يتكلم،عادة لديه ما يقوله» - بريخت-يقترب لْحسن، راعي الغنم، برفقة حفيده. كانا عائدين من سوق المرجة بدون قطيع. توقّفا قليلا في مقهانا للسلام علينا، أخي رشيد وأنا. يدأب هذا الراعي على ذلك في الربيع ليوثق العلاقة ويُمهّد لفترة ما بعد الحصاد، حين سينشر قطيعه في حقلنا.عندما جاء أول مرة، ذات خريف، كان يقود قطيعا وافرا من الخرفان، بعضها رضيع. ترك قطيعه يرعى في ربوع حقلنا واثقا ودون استئذان. ثم اقترب معرّفا بنفسه:- أخذت الإذن من والدكما قبل سفره، في آخر مرة، حين اشترى مني سبعة رؤوس للعيد الكبير (رفع سبعة أصابع ثم أشار إلى رقبته بعلامة الذبح).سأله أخي:-هل هذا القطيع كله لك؟تشكّلت في سحنته ملامح جادة وهو يرفع سبابته إلى الأعلى:-كلها لله.كان هذا الجواب الغامض محرجا لرشيد،...
#فاطمة #يحيى .. كانت الليلة ثقيلة، كأنها تمتدّ بلا نهاية. جلست فاطمة أمام المرآة، لا لتُصلح شعرها، بل لتُحاول أن ترى نفسها كما يراها يحيى لو وقف أمامها الآن.لم ترَ في عينيها سوى امرأة تائهة، تعرف تمامًا أنها خسرت الرجل الذي كان يمكن أن يكون ملاذها الأخير.جلست تُحصي ما تركه فيها من ضوء، كأنها تتفقد أثر دفئه في كل زاويةٍ من قلبها:كان صبورًا، أكثر مما تحتمل الطبيعة.يستمع حين يصمت الآخرون، ويصمت حين يفيض الكلام بلا فائدة.كان صادقًا إلى حدٍّ يُرهق من حوله، لا يُجيد المواربة، ولا يعرف كيف يلبس الأقنعة.حين يُحب، يُحبّ بكلّه، لا يترك لنفسه مخرجًا ولا احتمالًا للنجاة.هذا ما كان يُربكها دائمًا، أن يرى فيها ما لم تَرَه هي في نفسها.ثم تتنفس بعمق… وترى وجهًا آخر له:يحيى الذي...
هناك لحظة يصل إليها الإنسان بعد كثير من السير والتجربة والصمت، يفهم فيها ما لم يكن يفهمه من قبل. يكتشف أن ما ظنه خسارة لم يكن إلا حماية خفية، وما اعتبره ألمًا كان تمهيدًا لطريق جديد، وأن الأقدار وإن بدت غامضة في لحظتها فهي منسوجة بدقة لا تخطئ. لا شيء يحدث عبثًا، ولا تفلت من يد الله تفاصيل العمر مهما ظننا أننا نتحكم بها. نحن فقط نسير بين ما كان وما سيكون، نحمل من الماضي درسًا، ومن الحاضر اختبارًا، ومن المستقبل يقينًا يتشكل ببطء.الماضي لا يرحل تمامًا، بل يبقى فينا بقدر ما نتعلم منه. تعود ذكرياته بين الحين والآخر لا لتؤلمنا فقط، بل لتذكّرنا بالطريق الذي قطعناه. في علم النفس تُسمى هذه العودة بالعقل العاطفي، حيث تعود الذكريات مصحوبة بمشاعر...
18- ثورة التعليم لاقتصاد المعرفة تخيّل؛ معك طالب مصري يجلس في فصل يضم خمسين طالبا على الأقل، يحفظ معلومات لامتحان آخر العام. وفي الطرف الآخر من العالم، طالب سنغافوري في فصل لا يتجاوز خمسة عشر طالبا يستخدم التكنولوجيا لحل مشكلات حقيقية بينما معلمه يركز على التفكير والإبداع.. النتيجة؟ سنغافورة تحولت من دولة فقيرة لا تملك حتى ماءها إلى قوة اقتصادية عالمية؛ المفتاح كان بسيطا ومعقدا في "التعليم". المفارقة المؤلمة أن مصر -التي علّمت العالم حين كانت الإسكندرية منارة المعرفة، والأزهر جامعة الدنيا- تجد نفسها اليوم في ذيل القائمة. سبعون في المئة من أطفالنا لا يفهمون نصا بسيطا مناسبا لأعمارهم. هذه ليست مشكلة ذكاء -أطفالنا أذكياء بالفطرة- لكنها منظومة فقدت بوصلتها منذ زمن. حين نزل الوحي بـ"اقرأ"، لم...
ما وراء الجدران الصامتة والمحتضنة لجمال لا يضاهيه جمال، وبين ممرات تُزيّنها أعظم أعمال البشرية، وقعت العديد من الحكايات التي ستظل تروى لعقود عن أطماع نفوس آثرت أن تهرب بالجمال ملفوفًا في صمت الخيانة.فعبر سنوات كان أخرها منذ يومين فقط.. فارقت لوحات بملايين الدولارات، تماثيل نادرة، ومخطوطات لا تُقدّر بثمن جدران أكبر المتاحف العالمية.. والتي تعد أكثر الأماكن حراسة وأمن.. والمحير أكثر أن بعض تلك السرقات تم في وضح النهار وأمام الأعين لتبرهن على صدق المقولة.. لم يعد هناك مكان آمن على هذا الكوكب.سرقة من قلب اللوفر بين الماضي والحاضرففي واقعة سرقة هزت العالم.. تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، لعملية سرقة صباح الأحد، وفق ما أعلنت السلطات الفرنسية، نحو الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي.حين اقتحم...
د. هبة العطار حين تضيع قيمة الأشياء، لا تعود للحياة ملامحها الأولى. كل ما حولنا يصير نسخة شاحبة من ذاته، كأن الضوء ذاته صار يتعثر في العتمة. الأشياء لا تموت فجأة، لكنها تذبل فينا ببطء، حين نكفّ عن الإيمان بها. فالقيمة لا تُفقد من الخارج، بل من داخلنا، حين نتوقف عن منحها معناها. نكتشف متأخرين أن الامتلاء لم يكن في ما نملك؛ بل في ما نشعر به تجاه ما نملك. فحين تُفرغ الأشياء من معناها، تظل بين أيدينا لكنها لا تسكن أرواحنا. المال، المنصب، التصفيق، كلها أوهام مجسّدة لقيمةٍ زائلة. ما جدوى الارتفاع إن كان الصعود على سلّمٍ من هواء؟ النضج لا يمنحنا راحة؛ بل بصيرة مؤلمة، تكشف لنا هشاشة ما كنّا نعدّه عظيمًا. نرى الوجوه بلا أقنعة، والنجاح...
في صباحٍ لم تعلنه الشمس، وعند مفترق نارٍ وسحاب، ترجل القائد. لا صوتٌ للوداع، لا صدى لخطوة أخيرة، فقط السماء تنفجُر على جسدٍ طالما مشى بثباتٍ في طرق لا يعرفها إلا أصحابُ العقيدة، وذوو البصائر، هناك، في ميدان المهمة المقدسة، خطّت دماؤه آخر سطرٍ في حكاية رجلٍ لم يكن مجرد اسمٍ في قائمة الشهداء، بل أسطورة صيغت من العزم والبصيرة، اسمه، محمد عبد الكريم الغماري. يمانيون / خاص أعلنت القوات المسلحة اليمنية، ببيان مليء بالفخر والاعتزاز، نبأ استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة، الرجل الذي كان يوقّع بيانات الحرب بدمه، قبل أن يوقّعها بالحبر. غارة صهيونية استهدفت روحه، فارتقى كما يليق بالرجال العظماء، واقفًا في الميدان، باسلًا، لم ينكسر. لكن مهلاً .. من هو الغماري؟ من هذا الرجل الذي حين...
كان دونالد ترامب يأمل بأن يتزامن توقيع اتفاق تبادل الأسرى، الذي تم التوقيع عليه قبل ثلاثة أيام، مع دخوله إلى البيت الأبيض، حيث نجح الوسطاء حينذاك في الحصول على موافقة المقاومة، لكن بنيامين نتنياهو المطلوب لـ»الجنائية الدولية» استمر في التلاعب بالبيت الأبيض وأفشل تلك الصفقة. في حينه لم يكن ترامب يتحدث عن وقف الحرب العدوانية، والبدء بعملية سلام في الشرق الأوسط كما يفعل اليوم، بل كان كل همّه أن يضع وسم بطولته على اتفاق يؤدّي إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين فقط. وكما نجح نتنياهو في التلاعب بإدارة جو بايدن، استمراراً لنهج التلاعب، بإدارات سابقة، فإنه نجح في التلاعب بإدارة ترامب لأكثر من تسعة أشهر، منحه خلالها الأخير أكثر من فرصة، وقدم له كل ما يلزم، لإنهاء المهمة، لكنه فشل...
حمود البطاشي في إحدى القرى الهادئة التي كانت تُعرف بتكاتف أهلها وحبهم للعمل الجماعي، نشأ مجتمعٌ صغير تسوده البساطة ويغمره الأمل. كان الناس فيها يختلفون في الرأي، لكنهم يتفقون على محبة المكان والحرص على مصلحته. ومع مرور الأيام، تغيّر الحال، وبدأت الوجوه الجديدة تتصدر المشهد، وجوه لم تعرف معنى المسؤولية، ولا تحمل سوى حب الظهور والرغبة في التحكم بمصائر الآخرين. كان “العم سالم” أحد كبار القرية، رجلًا حكيمًا تجاوز السبعين من عمره، عرفته الأجيال بأمانته وصدقه وحرصه على الصالح العام. عاش عمره بين الناس بالحق، لا يجامل أحدًا، ولا يسعى لمصلحة شخصية. كلما واجهت القرية أزمة، كان صوته حاضرًا، وكلمته تُحترم. لكن الزمن تغيّر، وبدأت فئة من الشباب- الذين لم يُختبروا بعد في المواقف الصعبة- تتصدر المجالس والقرارات،...
صراحة نيوز-بقلم: دلال اللواما ها هو فجر الخميس الموافق 9/10/2025 في هذا اليوم جاء القرار بوقف اطلاق النار دخوله حيز التنفيذ بعد ان تتم المصادقة عليه في مصر هذا الفجر المنتظر يُطل أخيرا بعد عامين من الانتظار الثقيل، عامين تشققت فيهما الأرواح من الحزن، واهترأت القلوب من الخيبة، وتبددت الأحلام بين رماد الحرب وصمت العالم. عامان مرا كعقود من الوجع، كانت فيهما الإنسانية تختبر في أقسى صورها، وكانت القلوب ترتجف على أمل أن تنقشع الغمامة، ولو قليلاً. في هذه الحرب الموجعة شاخت الأرض وتجرعت دماء طاهرة وبكت الأمهات حتى جفت الدموع، وذبلت المعاني في ضجيج السياسة ومصالح القوى. لكن هناك — في قلب الشرق — ظل وطن صغير بحجمه، كبير بموقفه، يقف بثبات نادر وسط عواصف...
بثَّت إذاعة القرآن الكريم فجر يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ آيات تحمل بشارة النصر .وتلا الشيخ محمد أحمد شبيب، آيات من سورة آل عمران وكان من بينها {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُم}، فجر ٦ أكتوبر ١٠ رمضان ١٩٧٣.وكانت هذه التلاوة المباركة فجرَ يوم النصر، من رحاب مسجد سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة 6 أكتوبر 1973م - 10 رمضان 1393هـ.ووسط احتفالات نصر السادس من أكتوبر المجيد، يرصد موقع “صدى البلد” أبرز كواليس تلاوة الفجر التي تلاها الشيخ الراحل محمد أحمد شبيب، التي بلغت مدتها نحو 57 دقيقة، فبعد أن انتصف ليل السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، حمل الشيخ مصحفه ليستعيد ما يحفظ من كتاب الله تبارك وتعالى من آيات مباركات من سورة آل عمران، كأنها مراجعة...
في مشهد صادم ومباشر أمام آلاف الحضور، أُطلق النار على الناشط اليميني البارز «تشارلي كيرك» خلال فعالية طلابية في جامعة «يوتا فالي» ما أدى إلى مقتله على الفور. وبينما تواصل السلطات الأمنية مطاردة القنّاص الذي لا يزال مجهول الهوية، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات المثيرة للجدل من بعض النشطاء الليبراليين، وصلت إلى حدّ السخرية والشماتة، بل والتبرير. إطلاق ناري وسط فعالية سياسية.. وكيرك يسقط قتيلاً ووقع إطلاق النار خلال فعالية بعنوان «العودة الأمريكية» كان «تشارلي كيرك» يقدّم خلالها مداخلة حول العنف المسلح، حين تلقى سؤالًا عن مرتكبي حوادث إطلاق النار الجماعي. وبينما كان يهمّ بالإجابة، انطلقت رصاصة أصابته في رقبته، وسقط على الأرض وسط ذهول الحضور. وأعلنت الشرطة الأمريكية أن الرصاصة أطلقت من أعلى مركز لوزي، على بُعد...
في ليلةٍ مثل هذه، حيث يختفي القمر خلف ظل الأرض، يعود بي الحنين إلى قريتي تلبانة. يخفت نور السماء، لكن ذاكرتي تضيء ببصيص من الطفولة، كأنها تنسج خيطًا من ذهب بين الماضي والحاضر. أتذكر كيف كانت القرية كلها، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، تخرج بعد صلاة المغرب في مواكب عفوية تقودها رايات الطرق الصوفية. لم يكن أحد يسأل عن الأسباب العلمية للخسوف، بل كانت الأرواح تنشغل بالدعاء والهتاف: "يا سيدنا يا عمر… فك الكرب عن القمر." كان صوت الطرق على الأواني النحاسية والألومنيوم يعلو في الأزقة، يختلط بصوت الأطفال وضحكاتهم، وكأن القرية كلها تتحول إلى كرنفال شعبي. ما زلت أرى ذلك المشهد ماثلًا: رجال يحملون عمي عبد الله عمر - الرجل الطيب الفطري الذي رحل إلى رحمة الله - على الأكتاف،...
في مسيرة نادرة جمعت بين الدقة العلمية وروح الإبداع الفني، تحل اليوم ذكرى رحيل الدكتور سمير الملا، الذي رحل عن عالمنا في السادس من سبتمبر عام 2021، بعد أن سطر اسمه في سجل تاريخ مصر الحديث كأحد القلائل الذين جمعوا بين الطب والفن، واستمروا في خدمة كليهما بإخلاص حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم، كان وجهه مألوفا للمشاهدين في دور الطبيب على الشاشة، تماما كما كان اسمه موثوقا في أروقة المستشفيات وقاعات المحاضرات الجامعية. ولد الدكتور سمير الملا في الأول من يناير عام 1940 بالقاهرة، وكان متفوقا في دراسته حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة بجامعة عين شمس عام 1964، وواصل مسيرته الأكاديمية بتفوق، فنال دبلوم الجراحة العامة عام 1967، ثم زمالة الكلية الملكية للجراحين في إدنبرة عام 1973، وأعقبها بالحصول...
وقت الحروب تكون للكلمة أثر لا يقل عن أثر الصاروخ أو الرصاصة.. كما أن لمن يلقى هذه الكلمة دوره فى حشد الهمم وبث الثقة فى نفوس المقاتلين على الجبهة وطمأنة الجمهور فى ربوع البلاد وبث الرعب فى قلوب الأعداء.. من يتولى مسئولية إلقاء البيانات أو التصريحات وقت الحروب يترك أثرًا وذكرى فى وعى الشعوب وذاكرتها.. منهم من يذكرنا بطرائف أو مواقف علقت بأذهاننا ووعينا مثل ما كان يصدر من وزير الإعلام العراقى محمد سعيد الصحاف أبان غزو العراق ووصفه للقوات الأمريكية والبريطانية بـ«العلوج» وبياناته النارية عن تحقيق انتصارات للجيش العراقى حتى سقطت بغداد.. ومنهم من تميز بصوته الرصين والذى أطلق عليه صوت النصر كصوت حلمى البلك الذى أذاع البيان الأول لنصر أكتوبر المجيد والعديد من بيانات الحرب.. منهم أيضًا من...
بثينة تروس هل تكفي أطراف أصابع قائد الدعم السريع على سطح مصحف، لتقيم ميزان الديموقراطية والعدالة؟ وهل المصحف حجاب من المحاسبة عن جرائمهم في حق الوطن؟ أن قسم حميدتي، الذي كان يشتهي رتبة لواء، صار اليوم رئيسًا بفعل إخفاقات الحركة الإسلامية التي جعلت الجيش رهينة لتنظيمها، حتى خرج عن نظم المؤسسة العسكرية، وشرع في تشكيل ميليشيات موازية لحماية الإسلاميين. لقد نجح الكيزان حقًا في جعل السودان مثل (الدلقان المهرود)، لا يمسك من أي طرف. شعب جزِع، تتقاذفه حكومتان كسيحتان بلا سوق أخلاقي تستندان عليه، تتسابق في مطاعنات عبثية من نوع عندنا حكومة (أمل) مجدها البندقية، وعندنا حكومة (علمانية) كدمول على ظهر دبابة! موارد مهدرة، والدم المراق سوداني. والناجي منهم فاقد لأبسط مقومات الحياة في الأمن، الغذاء، والصحة. لاجئ داخل حدوده،...
في عالم الفن، هناك أصوات لا تُطرب الأذن وحسب، بل تلامس الروح وتصبح جزءًا من ذاكرتنا الجماعية. وصوت أنغام واحد من تلك الأصوات النادرة، التي تجعلك تعيش حالة من الشجن العميق في أغنية، ثم تنتقل بك بروح مرحة إلى حالة أخرى من الحنين الهادئ اللطيف. أنغام محمد علي سليمان، المولودة في الإسكندرية في 19 يناير 1972، والتي تربت في كنف عائلة فنية، فوالدها هو الموسيقار محمد علي سليمان، وعمها المطرب الراحل عماد عبد الحليم، هذا الإرث الفني كان نقطة انطلاقها، حيث درست الموسيقى في معهد الكونسرفتوار وبدأت رحلتها مبكرًا، لتصبح فنانة عابرة للأجيال، قادرة على أن تكون رمزًا للطرب الأصيل، وفي الوقت نفسه، جزءًا من حياتنا اليومية، وتلك هي العلاقة الخاصة جدًا التي كانت تربط أنغام بجمهورها الذي أطلق (أفيه)...
مصطفى بن خالد “هُوَ اليمنُ الصريحُ على لسانِكْ … وقد أســـرى الوفـــــاءُ بِــــهِ بُــــراقاً” في مساءٍ تتثاقل فيه الغيوم وكأنها تشارك الأرض حزنها، انسحب كريم سالم الحنكي من ضجيج الحياة بصمتٍ يليق بالكبار، تاركاً وراءه فراغاً لا يملؤه إلا صدى قصائده . لم يكن رحيله عابراً، كما لم تكن حياته عادية ؛ فقد كان شاعراً يرى في القصيدة كائناً حيّاً يتنفس بدم القلوب، وناقداً يجعل من الكلمة أداة للفهم لا للزخرفة، ومترجماً يمارس عبور الثقافات كمن يعبر بين شاطئين يحمل في كلتا يديه ماء الروح . كان يسير بين الناس وفي يده لغة تُمسك بالذاكرة، وفي الأخرى بصيرة تُمسك بالمستقبل. وحتى بعد أن غاب الجسد، بقي صوته يتردّد في فضاء الثقافة اليمنية والعربية، كما لو أنه يجيب عن سؤال الغياب...
غزة - خـاص صفا في ركن غرفة من أركان بقايا منزل بسيط تفوح منه رائحة الذكريات، تجلس أم شادي على كرسيها تنظر بشرود إلى ذلك الفراغ الذي لازم روحها، فباتت تعد أنفاسها بثقلٍ وكأنها تتنفس من خرم إبرة، تحتضن صورة شهيدها إلى صدرها تهمس بدعاء الرضى والرحمة بينما الدموع تسابق الكلمات التي لم تقال. لم يكن فقد الزميل الصحفي أنس الشريف، مجرد غياب جسد بالنسبة لوالدته، بل كان غياب روح.. فلم يعد للبيت صوته ولا للنهار معناه، فباتت الألوان باهتة، وذبلت العيون حتى كانت دمعتها لألئ من نار تتهاوى على وجه الخالة أم شادي. "في الليلة التي استشهد فيها أنس كنت حاسة في ثقل على صدري وكأن صخرة حطت رحالها على قلبي، كنت كتير خايفة على أنس وقلبي قابضني وبدعي...
لم يتغيرّ كثيرا عن أول مرة رأيته فيها، فكل الناس تتغير ما عداه، كان استثناء في الشكل والمضمون؛ فقد ظل حيويا بحماس عجيب وغريب حتى آخر أيامه حينما زرناه في المستشفى، فلم أر في حياتي إنسانا تماهى فيه ما هو شخصي بما هو مسرحي وفني كما في شخصيته، ولم أر من أحبّ الحياة بمثل شغفه. في ظل هذا الحب للفن وحيوية الروح، ظلت فلسطين حاضرة في حياته، كما ظلت العروبة دوما حاضرة من خلال التراث الذي استلهم منه أجمل الحكايات.عرفته عام 1994، في بداية كتابتي عن المسرح والحركة المسرحية الفلسطينية، كان ذلك في مسرح «السراج»، في مدينة رام الله. كان قد بدأ سلسلة حكايات «أبو العجب» قبل ذلك بعام، كأنه اختار جمهور الأطفال والفتيان، للاستثمار بوعيهم في زمن صار يرى...
محمد أنور البلوشي كان هناك زمنٌ كانت فيه الدنيا تنبض بفكر العرب، زمن كانت فيه رائحة الحبر والورق تعبق أزقَّة القاهرة وبغداد ودمشق وفاس. في تلك القرون الذهبية، كان الكتاب خبز الناس، وكان الجدل العلني أكسجين الحياة. كان العلماء والشعراء يتجولون في الطرقات، من أزقة باب المعظم في بغداد، حيث كانت الكتب تملأ كل زاوية، إلى مقاهي القاهرة حيث صدى صوت طه حسين يشعل العقول ويُلهم الأجيال. الماضي العربي زاهر بأسماء لا تزال أفكارها تتردد عبر الزمن. طه حسين من مصر "عميد الأدب العربي"، تحدّى السائد وفتح دروبًا جديدة للفكر النقدي والإنسانية. كان يؤمن بتحرير العقل، داعيًا العرب للانتقال من مجرد التقليد إلى الإبداع الحقيقي. وتوارث هذا النهج الكثير من أبناء الفكر إن لم يكن بالاسم فبالروح....
في زمن كانت فيه السماء تُنتظر بقلق، وكان للماء قدسية لا يعلوها شيء، وُلد تقليد مصري فريد اسمه "وفاء النيل". هو ليس مجرد احتفال موسمي، بل حكاية عشق خالدة بين شعب ونهر، بين حضارة وأم، بين أرض لا تعطي إلا إذا فاض النيل حبًا."وفاء النيل" هو الاحتفال الذي كان يُقام سنويًا في مصر القديمة عند اكتمال فيضان نهر النيل، في أواخر يوليو وحتى منتصف أغسطس. في هذا التوقيت، كان النهر يعلو، ويغمر الأرض بالطمي والماء، إيذانًا ببدء موسم الزراعة والحياة.كان المصريون يرونه هبة الآلهة، وكان فيضان النيل هو الوفاء المنتظر كل عام، والضمانة الأساسية لاستمرار الحضارة.حكاية من قلب التاريخ: في مصر القديمة، لم يكن نهر النيل مجرد مجرى مائي، بل كان إلهًا يُعبد، اسمه "حابي"، رمز الخصب والعطاء.كان الكهنة يراقبون...
#سواليف نجا ثلاثة أشخاص من مناطق مختلفة في #سيبيريا من #حوادث_صاعقة #برق_مروّعة، في وقائع أقرب إلى المعجزات، بعدما تعرضوا لتفريغ كهربائي هائل كان يمكن أن يودي بحياتهم في لحظة. ففي أنغارسك، كان فيكتور يعمل في حديقة منزله الريفي تحت طقس ماطر ومثلج، حين ضربته صاعقة قوية اخترقت جسده من الرأس حتى القدم، فسقط أرضاً فاقد الوعي، بينما انبعث دخان من حذائه الممزق وظهرت على رقبته آثار حرق على شكل سلسلة. ونُقل إلى المستشفى بحالة متوسطة الخطورة، وأمضى أياماً في العناية المركزة قبل أن يتعافى تدريجياً، مؤكداً أن الصاعقة مرّت عبر سلسلة عنقه وتجنبت قلبه، ما أنقذ حياته. مقالات ذات صلة عضوية صالة رياضية لمدة 300 عام!.. حيلة غريبة تُكلف رجلاً ثروة طائلة 2025/08/12 أما في إيركوتسك، فقد كان يِفغيني...
د. مجدي العفيفي (1) في رحاب المقاومة؛ حيث لا مكان للخوف، ولا صوت إلا صوت الحق، أهلًا بك أيها القارئ، في كتابٍ لا يُكتب بالقلم فقط؛ بل يُنسج بالدم والروح. هنا نذكرُ ما حاولوا محوه، ونُعيدُ للحكاية عطرها الأصلي، نُشعل فتيل الحقيقة بين السطور، لكي تعرف أن المقاومة ليست مجرد كلمة، بل وعدٌ ووصيةٌ وجرحٌ لا يندمل. (2) واذكر في كتاب المقاومة... وخطّ في هامشه أن العالم، مذ عرف القهر، عرف من يتصدى له. أن الحقيقة الصلبة التي يصعب مطابقتها مع التصورات الرخوة، لا يدركها إلا من عرف معنى أن تُولد حرًا في زمن الاستعمار، أن تحيا على ترابك وتُطالب به، فيُقال لك: هذا ليس لك. لكنّ المقاومة لا تحتاج إلى تفسير. هي الفطرة حين تُنتهك،...
(عن مجنون ليلى) لم يكن يحمل سيفًا، ولا يعرف كيف يُطعن… إلا بالحرف. كان قلبه خيمةً، وفيها “ليلى” تتقلب بين صدره ولسانه. لكن العاشق، حين يُسمّي من يحب، فقد خالف سُنن الحيّ، وكسر واجب الصمت… وترك القصيدة تهتف بما لا ينبغي أن يُقال. كان قيس يقول شعرًا ناعمًا، لكن فيه من الجرأة ما يخلخل أعمدة الخيمة: تعلّق قلبي طفلةً عربيةً نؤومُ الضحى، لم تتخذ بعدُ مضجعًا بيت واحد فقط… فجّر العاصفة. الرواية: حين شاعت أشعاره في ليلى، – غضب والدها، – واشتد حنق الحيّ، – وقيل له: “عيبٌ أن تذكرها باسمها، والناس يسمعون.” لكنه لم يتوقف. بل أنشد في مجلس قِيل إن أخاها أو عمّها كان حاضرًا فيه: وإني لمفتونٌ بها، متعلّقٌ كما تعلّق الحبلُ الطروبُ المُجاشِعُ فأُخذ من المجلس،...
الثائر والثوار.. حين يعود الوفاء من آخر الأرض.. في زحام العالم المتغير، وفي زمن خفتت فيه أصوات المبدأ، يطل علينا مشهد إنساني يعيد الاعتبار للذاكرة الجماعية للشعوب الحرة. مشهد لا تصنعه عدسات الكاميرات، بل تصوغه الأخلاق الثورية، ويخطه الوفاء الصامت. في زيارة رمزية تحمل أكثر مما تعبر عنه الكلمات، وصل الرئيس الفيتنامي "لوونج كوونج" إلى القاهرة، وتوجه مباشرة إلى بيت الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، الذي أصبح اليوم متحفًا لتاريخ لم يغادر ضمير الأحرار. لم تكن الزيارة بروتوكولية عابرة، بل كانت رسالة محبة وامتنان باسم شعب انتصر قبل خمسين عامًا، ولم ينسَ من وقف إلى جانبه حين كان العالم يصمّ أذنيه عن المظلومية. ناصر وفيتنام.. التحالف الأخلاقي تعود بنا الذاكرة إلى ستينيات القرن الماضي، حين كانت فيتنام تحترق تحت نيران...
حين أؤكد أننا بحاجة لاستعادة السياسة وأن هزيمتنا الأساسية كانت هزيمة سياسية، ولولا الهزيمة السياسية ما نجحت الثورة المضادة في افتتاح حقبة العنف واستباحة كل شيء.. حين أؤكد هذا وأكرره، يظهر من تعليق بعض الأصدقاء الكفر بالسياسة والإيمان بالقوة، وكأنهما نقيضان. وهذا، على الأرجح كما يبدو لي، نتيجة تشوه معنى "السياسة" في واقعنا حتى يتصورها البعض حديثا فارغا في الإعلام أو موقفا مستسلما للواقع، أو أنها خديعة النظام العالمي للمجتمعات الإسلامية، مع ترديد شعارات عاطفية فارغة المضمون مثل: كيف ننتصر بوسائل أنتجها لنا أعداؤنا؟ في دراسته الموسوعية "مصادر القوة الاجتماعية" (The Sources of Social Power)، يدرس مايكل مان مسألة القوة ومصادرها في المجتمعات عبر قرون طويلة، وما هي مصادر القوة المتاحة للأفراد والجماعات والسلطات باختلاف أنواعها التاريخية منذ القبيلة...
د. مجدي العفيفي (1) ها هم الإرهابيون الصهاينة -أبناء وأحفاد هرتزل- كُتّاب جريدتهم "معاريف" وأذناب الإعلام الإسرائيلي المزيّف، يهاجمون الأزهر الشريف لأن الأزهر قال كلمة الحق: "إسرائيل ذئب مسعور.. تقتل الأطفال وتشرب دماء الأبرياء!" فليُجيبوا: أين كان صراخهم عندما كانت طائراتهم تمزّق أجساد الأبرياء في غزة؟! أين كانت دموعهم المزيّفة عندما حوّلوا المستشفيات إلى مقابر؟! (2) يا من تدّعون أنفسكم «خبراء»! هل تعرفون من هو شيخ الأزهر الإمام الأكبر؟ إنه سيف الحق الذي لا ينثني، لسان يزلزل الأرض تحت أقدامكم، قلم يفضح جرائمكم في سطور، سيف يجعله في مقدّمة المجاهدين! إذا كان الأزهر وصفكم بـ«الذئب المسعور»، فاعلموا أنكم في الحقيقة جرذان تختبئون خلف الدبابات، وتقتلون بالليل، ثم تتباكون بالنهار! (3) أنتم آخر من يملك شرعية الاعتراض أو...
من وحي زياد الرحباني #جودت_سرسك حين تنظر إلى لبنان وثقافة لبنان وصنّاع اللغة والأدب والشعر والثقافة والموسيقى فلا بد أن تنعم بكلمات جبران خليل جبران الشاعر والروائي والفيلسوف، وتعتريك قشعريرة الكلمات ووهجها حين تذكر بشارة الخوري الذي مزج العامية بالفصحى في رائعته: يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك، يهدي إليك الأمل والهوى والقبل. مقالات ذات صلة محمد نزار يشارك في مهرجان تورنتو بـ “Sink”: “قصة تطلبت منا الكثير” 2025/07/29 ترنّم ايليا أبو ماضي شاعر المهجر بريشته الرنانة: كم تشتكي وتقول إنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم ولك الحقول وزهرها ونخيله ونسيمها والبلبل المترنم وما بين إيليا أبو ماضي وإلياس فرحات وغيرهم ممن تعجّ الساحة الثقافية اللبنانية والعربية بنجومهم تدوّن الصفحاتُ أعمالَ الأخوين رحباني. رحل نجلهم الغامض...
كانبرا شهد أحد معابر المياه في الإقليم الشمالي لأستراليا مشهدًا مرعبًا كاد أن ينتهي بكارثة، بعدما اندفع تمساح ضخم من تحت سيارة رباعية الدفع كانت تشق طريقها عبر معبر غمرته المياه. ووثق المصور ماتيو ماستراتيسي اللحظة المذهلة بعدسته، حين ظهر التمساح فجأة من تحت سيارة من طراز “تويوتا هايلوكس” سوداء اللون، أثناء عبورها معبر “كاهيلز” الواقع داخل متنزه كاكادو الوطني، يوم الأحد الماضي. ماستراتيسي، الذي كان يراقب الوضع من طرف المعبر بانتظار انحسار المد، فوجئ بالمشهد، مشيرًا في حديثه لصحيفة “ديلي ميل أستراليا” إلى أن التمساح كان مخفيًا تمامًا تحت المياه المرتفعة، ولم يظهر إلا عندما علق للحظات بين إطارات السيارة الخلفية. الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل، أظهر التمساح الضخم وهو يحاول التملص من أسفل المركبة...
عدتُ بعد غيابٍ امتدّ لعشرة أعوام، عدتُ لا لأكتشف مدينة جديدة، بل لأستعيد مدينةً قديمة تسكنني، مدينةً لا ترتبط في ذاكرتي بجغرافيتها، ولا بتاريخها، ولا بمعالمها، بل ترتبط بشخصٍ واحدٍ كان فيها، فصار كل ما فيها يُشبهه، ويُحاكيه، ويُعيدني إليه. لم تكن العودة صدفة، ولم تكن رغبةً عابرة في السفر، بل كانت شوقًا متراكمًا، حنينًا دفينًا، بحثًا عن أي شيء يخصه، عن رائحةٍ علقت في زاويةٍ من شارع، عن مقعدٍ جلس عليه، عن طريقٍ مشيناه سويًا، عن لحظةٍ عشتها معه ولم أُدرك حينها أنها ستكون من كنوز العمر. حين وطئتُ أرض المدينة، شعرتُ أنني لا أعود إليها، بل أعود إليه، أعود إلى نفسي القديمة، إلى ذلك الطفل الذي كان يُمسك بيد أبيه ويشعر أن العالم كله آمنٌ ما دام إلى...
صراحة نيوز-كتبت مساعد نائب رئيس مجلس النواب هدى نفاع في خضم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها التاريخ المعاصر، حيث تُباد غزة على مرأى ومسمع من العالم، وقف الأردن كعادته في صف المبدأ والحق، دون أن يبحث عن شكر أو مجد، بل استجابة لنداء الضمير والواجب. منذ الأيام الأولى للعدوان الوحشي على قطاع غزة، لم يتردد الأردن، بقيادة جلالة_الملك عبدالله الثاني، في التحرك العاجل لتقديم كل ما يمكن من دعم ميداني، إنساني، وطبي. فقد تحركت القوافل الأردنية، وفتحت المستشفيات الميدانية أبوابها، وتحرك سلاح الجو الملكي محلقًا فوق الموت لإسقاط المساعدات على من تقطعت بهم السبل في شمال القطاع، في مشهد يجمع بين الشهامة الأردنية والرجولة العسكرية والإنسانية العميقة. ومع ذلك، خرجت بين حين وآخر أصوات ناعقة، مشبعة بالجحود والنكران،...
في أعماق كل إنسان جرح، جرح لا يُرى ولا يُمس، لكنه يشكل النفس ويوجه المسار، وقلة هم من يجعلون منه مصدرا للمعنى والإلهام. زياد الرحباني هو من هؤلاء القلة. عنده لم يكن الجرح ندبة صامتة، بل نداء. نداء دفعه إلى البحث والإصلاح والسعي الذي طالما أسيء فهمه. هذا المقال ينطلق في قراءة حياة زياد الرحباني، ويسعى إلى توليف مساره مع رؤاه وهدف حياته، انطلاقا من البحث في ملفه الجيني. من خلال قراءة ملفه الجيني تتضح لنا خيوط مساره الوجودي، تتبدى جروحه وتتكشف ملامح رحلته على هذه الأرض: من ألم خفي إلى رسالة عميقة، من رغبة في التقدير إلى قيادة عبر الخدمة، من رفض قديم إلى إبداع ملهم.لقد كان طريق زياد الرحباني مرسوما بدقة متناهية، وقد تشكلت صورته الأخيرة حين وضع...
سعيد الحاتمي -وصلت متأخرا.. كان أغلب المتسلقين قد توزعوا على فنادق المدينة الصغيرة. حجزت غرفة مشتركة في أحد النزل. وجود السباق الجبلي أوجد ضغطا على أماكن السكن القليلة المتوفرة. لذلك دون تردد قبلت بهذا السرير الشاغر في غرفة ضيقة. حين وصلت كانت السماء تنفض على الجبل بقايا غيمة عابرة. أشار السائق إلى مبنى صغير تطل إضاءته الخافتة من بين الأشجار اللامعة. «هذا هو نزل سيدة الجبل». أخرجت حقيبتي وودعته على وعد بأن يأتي ليحملني فجر يوم السباق. كانت بعض التعديلات يتم إضافتها على الواجهة، والممرات في الحديقة الصغيرة في المدخل. كرهت أن أقطع على موظف الاستقبال حالة اندماجه الشديد مع ما يشاهده في هاتفه. لكنني منهك بسبب سفري الطويل وكان لا بد لي أن أدخل لأنام. وضعت حقيبتي ووقفت أمام...
كلمة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام يوم 20 تموز/ يوليو 2025 كانت كما لو أنها كلمة "يأس" من الأمتين العربية والإسلامية، رغم أنه ظل دائما منذ انطلاق طوفان الأقصى يراهن على قوى الخير في الأمة ويأمل فيها خيرا تجاه أبناء غزة المرابطين لوحدهم في مواجهة قوى الشر العالمية. فقوله: "رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء ممن خُذِلوا بصمتهم"، هو قول مُرٌّ بل وقاتل لمن فيه هِمّةٌ العروبة ونخوة الإسلام وضمير الإنسانية، لقد كان المرءُ يقتله التعزير فكيف بهذا القول الصاعق؟ إن أي فرد سويّ من هذه الأمة لا يمكن إلا أن يتحسس رقبته مستشعرا دما غزيرا ينحدر منها إلى كتفيه ليستقر على ظهره بقعة حمراء يحملها معه يوم القيامة؛ شاهدة عليه بأنه كان...
هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد بقلم: د. مي خالد بكليزي في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق. تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟ مقالات ذات صلة سمر الشهوان: المواطَنة الصّلبة والحداثة السائلة! 2025/07/27 دخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد...
في حوار أُجري معه عام 2018، انفتح زياد الرحباني كما يليق برجل في الـ63 من عمره، يحمل في داخله روح طفل في الرابعة عشرة، يتكلم بجرأة وحرية نادرتين، يعبّر عن رأيه في كل شيء: الفن، الموسيقى، الصحافة، الإعلام الجديد، الرؤساء، السياسات الإقليمية والدولية، العولمة، وحتى عن نفسه، وعن علاقته بوالديه، السيدة فيروز والسيد عاصي الرحباني، اللذين لم يكونا عاديين بأي شكل. بدا كتابا مفتوحا، يجيب على كل سؤال يُطرح عليه دون تردد أو مواربة، كأنه يقطع الطريق على أي تأويل أو سوء فهم قبل أن يبدأ. كان صريحًا إلى درجة تُربك، وربما إلى حد "قلة التهذيب" كما اعتادت أمه أن تصفه، بعبارتها الشهيرة: "بلا مربى". ابن فيروز وليس ظلها أن تولد لأبوين فنانين بقامتي فيروز وعاصي الرحباني، فذلك يعني أنك...
الرؤية- مدرين المكتومية عندما تموت الموسيقى واللحن يموت معهما الجمال وتموت معه المشاعر، وتتحول الأراضي الماطرة والخصبة إلى أراض جافة، كما تتحول الحياة من الألوان الجميلة والرائعة إلى لوحة قاتمة، لوحة لا ترى خلالها سوى الحزن والفقد والألم. وعندما نتحدث عن اللحن والموسيقى فإننا نتحدث عن جزء من جماليات الحياة التي سرقها الموت في لحظة، وعندما يسرق الموت فناناً وملحناً موسيقياً هذا يعني أن نوتة موسيقية أخرى قد سقطت ولم يعد لها مكان في السلك الموسيقي، وعندما يخسر الفن أحد فنانيه تجد الرثاء عليه مختلفاً، رثاء الكلمات الصادقة الشاعرية التي لا يفهمها سوى متذوقوه، هو من قال "اكتبوا على الأوراق، على أوراق الدفاتر، على أوراق الأشجار الصفر، اكتبوا على شبابيك الزواريب الطويلة، على أصغر الأحجار، احفروا في جذوع الأشجار،...
في صباح مختلف من سبتمبر 2013، وقف اللواء نبيل فراج على مشارف كرداسة، لا كضابط أمن، بل كمواطن يحمل على كتفه ثقل وطن، لم تكن خطوته إلى الأمام مجرد تنفيذ لخطة أمنية، بل كانت اختصارًا لمعنى الشجاعة في زمن الفوضى. لم يكن يدري أن رصاصات الغدر ستختاره، وأن لحظة تطهير الأرض من الإرهاب ستكون موعده مع الشهادة. ومع ذلك، لم يتراجع، تقدّم بصدره قبل درعه، وبإنسانيته قبل رتبته، فكان أول من ارتقى في اقتحام كرداسة، حين زرعت الجماعة الإرهابية رصاصها في قلبه، ليسقط شهيدًا وطنيًا، ويعلو اسمه في سجل الخالدين. وبعد سنوات من الوجع والصبر، عادت العدالة لتأخذ مجراها، فقد قضت محكمة جنايات مستأنف بدر، اليوم، بالإعدام شنقًا لأحد المتهمين بقتل الشهيد اللواء نبيل فراج، بالمشاركة...
ما يسمّى بـ”الجيش الإسرائيلي”، هو سليل عصاباتٍ وضيعة منتفية الأخلاق والقيَم، بل تأنف أخلاق المرتزقة والقتلة من مجاراة سلوكهم، عصابات مثل “الهاجاناه” و”شتيرن” و”الأرغون”، وكانت عصابة “الهاجاناه” تصدر بيانات إدانة لبعض عمليات عصابة “الأرغون”، ولنا أن نتصور حين يستعظم مجرمٌ ويستهجن أفعال مجرمٍ آخر! رغم أنّ التنسيق لم ينقطع بينهما. ذلك “الجيش” سليل تلك العصابات، لا زال يمارس ذات الجرائم، منطلقًا من ذات العقيدة، عقيدة تقوم على السلب والنهب والقتل، وهم يمارسون هذه الجرائم ما استطاعوا، ولا شيء يوقفهم سوى القوّة والحزم، أمّا السكوت فهو في عرفهم دعوة للمزيد من السلب والقتل. وهذه العصابات التي أصبح مرتزق العصابة فيها يسمّى “جنديًا”، تمتاز بالجبن والذعر، وصراخهم الشهير “إيما إيما” والمتكرّر في كلّ مواجهة مباشرة مع المقاومين، كما شهادات عدة لمعتقلين...
حين يُنهك العقل من كثرة التفسير، حين تتراكم الأسئلة دون أجوبة، وحين لا يبقى للكلمات معنى… يتنحّى العقل، ويُطفئ الضوء. وحينها، يتقدّم الجسد. الجسد لا يُجيد البلاغة، ولا يتقن البيان. لكنه حين يتكلم… لا يكذب. هو لا يراوغ، لا يُجامل، لا يساوم. يرتجف حين نخاف، يضطرب حين نُقصي ذواتنا عن المشهد، ينكمش حين تُغلق الأبواب في وجه أرواحنا، وينطق — بطريقته — عندما يُمنع علينا البوح. في بدايات شبابي، كنت أكتب على الصفحة الأولى من كل كتاب عبارة لا أعرف من أين جاءت، لكنها كانت تشبهني: “عندما يغيب العقل يتحدث الجسم” واليوم فقط فهمت ما كنت أكتبه. ليس العقل هو القائد دائمًا، وليس المنطق هو الحَكم. فكم مرة غصّ حلقي أمام جمعٍ من الناس دون أن أكون مريضًا؟ وكم مرة...
في الزمن القديم، كان الفن ينبض بما تختزنه الأرواح من حنين، توق، وشغف صادق نحو الآخر. كان الحب في الأغنية يمثل الامتلاء العاطفي، والتعلُّق بالمحب كركنٍ من أركان الطمأنينة الإنسانية. ففيروز تُغني: “بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق”، وشادية تتوسل الزمن: “إن راح منك يا عين، هيروح مني فين؟”، أما نوال الزغبي فكانت “على بالها تقعد بجانبه”… كلها أصوات تصوغ الإنسان ككائن يتكامل بالمحبّة، ويجد اكتماله في الآخر. لكن شيئًا ما تغيّر! الفن، بإعتباره مرآة المجتمع، بدأ يعكس صورة مختلفة للإنسان المعاصر. لم يعد صوت الحب هو الغالب، بل حلَّت محله نغمة باردة من الإستقلالية المؤلمة، وأحيانًا العدائية. تُغني أحلام: “ابعد عن دروبي، خلك في غيظك موت مالك أمل صوبي”، وتقول مايلي سايرس في أغنيتها الشهيرة Flowers: “I can buy...
د. صالح بن ناصر القاسمي يولد الإنسان ضعيفا، لا يقوى على شيء، يحتاج إلى من يرعاه ويقوم على أمره، ثم تمر السنوات، ويكبر الجسد والعقل، وتتشكل الشخصية، ليصبح كائنا قادرا على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، بل وتبدو عليه في بعض الأحيان قوة خارقة تجعله يبدو كالجبل، صلبا لا ينكسر. غير أن هذه القوة قد تتحول عند البعض إلى صورة من الغلظة والقسوة، وهي وإن كانت موجودة، لكنها تظل استثناء، فالغالب على الناس أن فيهم قلوبا تنبض باللطف، وتفيض بالرحمة، وتعرف كيف تستوعب الآخرين، وتتجاوز الزلات، وتمضي دون أن تبحث في النيات أو تنبش في التفاصيل. ولعل أعظم ما يميز هؤلاء الناس، هو أنهم يملكون نعمة نادرة تسمى القدرة على التخطي. حيث إنهم لا يحملون الأحقاد، لا يقفون طويلا عند...
عتبتان..."كلما اقتنيت شيئًا، شيءٌ ماديّ كبيت أو أرض، يصبح عبئًا عليك، يُقيدك. الحرية هي ألا تملك شيئًا". - نيكوس كازانتزاكيس."لِلْبَيْتِ رائحةُ البُكَاءِ وطَعْمُ الزَّنجَبِيلِ...هو مَأوَاي ومَلجَئِي من ثَلْجِ العُمْرِ،وتَراكُمِ الذِّكْرَى كَالزَّيتِ على جدرانِهِ المُشَقَّقَة". ميسون صقر القاسمي___إلى العزيزتين: عزيزة الحبسي ومنى حبراس..لم يكن انتقالي للسكن في الموالح قرارًا حرًا، فرضت عليّ الظروف العائلية ذلك، بعد أن كنت قد تدرجت في السكن ما بين مدينة السلطان قابوس والخوير، خلال سنوات عملي في مسقط. ثم جاء التحول، أو لنقل "الإكراه الجميل"، بأن يكون للمرء بيت يُقيم فيه لا كعابر سبيل، بل كغارس وتدٍ في الأرض.الموالح الجنوبية، حين استقررتُ فيها، بدت حيًّا هادئًا مليئًا بالبيوت ذات الطابقين. ومع الزمن، بدأت أتعرف على تفاصيلها، خاصة حين أنشأت البلدية حديقة صغيرة، تتوسطها شجرة كبيرة، يستظل...
يُجمع مراقبون على أن هذا الرفض شكّل لحظة فاصلة أعادت رسم مسار التاريخ، ويُعد من أكثر سيناريوهات "ماذا لو؟" إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست". اعلانفي لحظة ما من تاريخ الشرق الأوسط، كان يمكن لصدام حسين أن يغيّر جذريّا مجرى الأحداث في المنطقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، عرض الرجل الثاني في بغداد وقتها على شاه إيران اغتيال آية الله روح الله الخميني، الذي كان يعيش وقتها في منفاه بالعراق في محاولة لـ "احتواء نفوذه المتصاعد". لكن الشاه محمد رضا بهلوي، رفض العرض، في قرار اتُّخذ بـ "هدوء وحذر"، لكنه أسهم لاحقًا في تغيير مصير إيران والمنطقة برمّتها، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست". وبحسب شهادات منفيين إيرانيين وضباط استخبارات سابقين، قدّم صدام، الذي كان...
أعرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لنادي فنربخشة التركي، عن حزنه العميق لفقدان مواطنه ومهاجم ليفربول الراحل ديوجو جوتا، الذي توفي رفقة شقيقه أندريه سيلفا في حادث سير مروع بإسبانيا، يوم الخميس الماضي.وفي تصريحات مؤثرة نشرتها صحيفة "ميرور" البريطانية، قال مورينيو: "عندما يموت شخص، يُقال دائمًا إنه كان إنسانًا طيبًا، لكن ديوجو كان طيبًا فعلًا. لم يكن مجرد لاعب مميز، بل إنسانًا استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى".وأضاف المدرب المخضرم: "كنا نعرف بعضنا عن قرب، كنا نتقاسم نفس وكيل الأعمال، لذلك أعرفه جيدًا. جمهور ليفربول يعلم أنني لا أبالغ حين أقول إنه كان شابًا فريدًا، مكافحًا، ومتواضعًا إلى أقصى الحدود".وتابع مورينيو بقلب مثقل بالحزن: "لم يكن من أولئك الذين يسعون إلى الأضواء، بل كانت الأضواء هي من تسعى إليه...
في زمن يبحث فيه الفن عن لحظة صدق، جاءت "الزلاقة 2" لتكون تلك اللحظة النادرة، ولتضع بصمة نارية في وجدان الدراما العربية. حلقة لا تشبه غيرها، لا في الإخراج، ولا في البناء الدرامي، ولا في أداء بطلها المتوَّج منذر رياحنه، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه تجسيد حيّ لنبض الأمة، وشاهد ناطق على مجد لا يموت.يوسف بن تاشفين... يُبعث من رماد التاريخ عبر أداء منذر رياحنهليست مبالغة أن نقول إن الكاميرا لم تكن تُصوّر فحسب، بل كانت تكتب التاريخ من جديد على ملامح منذر رياحنه، الذي لم يُقدّم شخصية يوسف بن تاشفين، بل تلبّسها حدّ الانصهار. بعيونه، بصوته، بوقفته، بألمه. لم يكن تمثيلًا، بل استحضارًا... روحًا لروح، وقلبًا لقلب.في ساحة "الزلاقة": القتال كان صامتًا، والمجد صارخًامشاهد المعركة لم تكن مجرد...
توفي نجم ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا بشكل مأساوي، عن عمر ناهز 28 عامًا، في حادث سير مروع وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس شمال غرب إسبانيا، بالقرب من مدينة زامورا، حيث كان يقضي عطلته الصيفية برفقة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا، لاعب بينافيل.التحقيقات كشفت أن الحادث وقع على الطريق السريع A-52، المعروف بخطورته، حيث انفجر أحد إطارات سيارة لامبورغيني كان الشقيقان يستقلانها أثناء محاولة تجاوز، ما أدى إلى انحرافها عن الطريق واحتراقها بالكامل.رغم استجابة فرق الطوارئ السريعة، أُعلنت وفاة الشقيقين في موقع الحادث.موجة حزن تجتاح الوسط الرياضيتوالت ردود الفعل الحزينة من لاعبي ليفربول وزملاء جوتا السابقين، حيث نشر كل من ستيفان باجسيتيتش، داروين نونيز، ونابي كيتا رسائل مؤثرة عبر حساباتهم، كما عبّر المدرب السابق للفريق يورغن كلوب عن حزنه...
مرَّ النهارُ بكل ما فيه من ضغوط وتفاصيل؛ صوتُ المنبه صباحًا، زحمةُ الطريق، مكالماتُ العمل، المهامُ المتراكمة، الوجوهُ المتجهمة، والتوترُ الذي يسكنُ المكاتب. ومع كل ساعة تمر، كنتُ أشعر أنني أغوص أكثر في دوامةٍ لا نهاية لها... لكن رغم كل ذلك، كنتُ أنتظرُ المساء.هذا المساء جاء مختلفًا؛ لم أَحمل هاتفي، ولم أفتح التلفاز، ولم أشغل نفسي بأي شيء... فقط جلستُ أنا ونفسي. جلسةٌ لم تكن عادية، بل كانت مليئةً بالتفكير والمراجعة.بدأتُ أسترجع تفاصيل اليوم. تذكرتُ الموقف الذي حدث مع زميلي في العمل عندما اختلفنا على أمرٍ بسيط، لكن كلًّا منا تمسك برأيه، وتحولت الكلمات إلى صدامٍ غير مبرر.هل كان يستحق الأمر كل هذا؟ هل كان يجب أن أتمسك برأيي فقط لأُثبت أنني على صواب؟تذكرتُ أيضًا صديقي الذي اتصل بي أكثر...
مُزنة المسافر جوليتا: وَضعتُ شوكة وملعقتين وسكينًا صغيرًا على طاولة التقديم، وشرعتُ بوضع المعكرونة في وعاء كبير.. بدت ساخنة في شكلها ولذيذة في طعمها، لكن عمَّتي شعرت بالسأم من أطباقي المتكررة، وأظهرت استيائها بشكل واضح. ماتيلدا: من جديد المعكرونة يا ابنة أخي، تعلمي طبقًا جديدًا. جوليتا: لا تحبين الفاصوليا الخضراء، ولا تحبين أيًا من تلك الأشياء المعلبة، هاتي صحنكِ بعد الحساء، سأضع لك المعكرونة جربيها. ماتيلدا: تبدو ساخنة، كانت تغلي كثيرًا. جوليتا: قلبك فقط يغلي هنا، ويغلي القصص الجيدة يا عمتي. ماتيلدا: نعم لأن ألبيرتو وضع قلبي يغلي كما تغلي المعكرونة في مياه غليان غير مناسبة، سريعًا كان يخرجني من الحزن الذي كنتُ أعيشه دونه أيامًا طويلة، فأردد له أغنياتي وأخبر آهاتي، وأشرح...
في الحروب الكلاسيكية، كان العدو واضحًا. تقرأ وجهه في الخنادق، وتصوّب بندقيتك نحو صوته.أما في حروب اليوم، فالعدو بلا وجه. يتحرّك بيننا، يوقّع محاضر الاجتماعات معنا، ويصافحنا وهو يخفي مسدسًا في جيبه.الإعلان الذي خرجت به اللجنة الأمنية العليا في عدن لم يكن مجرد كشف عن خلية إرهابية، بل كان كشفًا عن واقع أخطر: أن الجبهة لم تعد هناك، بل هنا… في الداخل، في المدن التي نظنها آمنة، وفي المؤسسات التي نثق بها.الخلية التي تم تفكيكها، وفقًا لما أُعلن، تنشط في تعز، ومرتبطة بثلاث قوى كبرى في مشهد الإرهاب: الحوثي، القاعدة، وداعش. ثلاث رايات تبدو متنازعة، لكنها تلتقي في الغرض: زعزعة ما تبقى من بنية الدولة، وإسقاط المناطق المحررة من داخلها.على رأس الخلية يقف اسمٌ لافت: أمجد خالد، القائد السابق لما...
صراحة نيوز- د أحمد الخصاونة في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وتباينت فيه الأفهام، يبقى صوت المسؤول الوطني الصادق كفلق الصبح، واضحًا لا يخشى في الحق لومة لائم، ملتزمًا بحدود الدستور، منضبطًا بإطار القوانين والتشريعات النافذة. هكذا عرفنا الأستاذ الدكتور نزار مهيدات، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، رجل دولة قبل أن يكون رجل مختبر، وصوتًا للمنطق والعقل، لا للانفعال والاستعراض. لقد أثار تصريحه الأخير حول الخمر – بوصفه منتجًا يُعامل وفق الإجراءات الرقابية كغيره من المنتجات الغذائية – لغطًا واسعًا وجدلاً محتدمًا بين من لم يُحسنوا فهم مقصده، أو تجاهلوا السياق المؤسسي الذي يحكم منصبه. والحقيقة التي لا جدال فيها، أن الدكتور نزار لم يأتِ بجديد من عنده، ولم يبتدع نهجًا خارجًا عن المألوف، بل صرّح بما تمّ إقراره وفق الأطر...
يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف». وإذا كان ما قاله هذا الصحافي الأمريكي المعروف (1908-1965) ينطبق على وضع يحتار فيه الصحافي في فهم مجريات الأحداث فيبدو عاجزا على التقاط خيوط المشهد، وبالتالي عاجزا أكثر على تنزيل ما يجري في سياق تحليل متكامل، واضح المعالم، عقلاني التسلسل، منطقي الاستنتاجات، فهو بلا جدال الوضع الذي عرفته وتعرفه منطقتنا أخيرا ومنذ عدة أشهر. قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال ليس الصحافي وحده من وقف محتارا منذ السابع من أكتوبر 2023 عاجزا...
على مدار خمسين عامًا هي عمري اليوم، لم تغب الحروب عن المشهد من حولي، وكأنها تسير إلى جانبي أو تسبقني بخطوة في كل مرحلة من مراحل الحياة. فمنذ ولادتي في سبعينيات القرن الماضي، لم تهدأ نيران الحروب بين الجيران حتى تشتعل من جديد، كأنها قدر لا مفر منه. ورغم أن الحديث عن الحروب وأسبابها يطول، إلا أنني في هذه الزاوية الصغيرة من المقال، سأقتصر على ما عايشته من صراعات ونزاعات منذ ولادتي وحتى اليوم، تلك التي اندلعت بين الدول، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، التي لا أبالغ إن قلت إنها شهدت من الحروب ما يفوق كل الحروب التي جرت في العالم اجمع.وعيت على هذه الدنيا على وقع دوي المدافع تدك معاقل المتمردين الشيوعيين في جبال ظفار مطلع سبعينيات القرن الماضي....
يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025 سعد محمد الكعبي مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها. السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف،...
اتفق جمهور العلماء على جواز ترديد الأذكار في أي وقت وفي الصباح والمساء، وهو أمر مستحب لكل مسلم ويجب أن يجعل من يومه وردا يخصصه في ذكر الله.أذكار المساء كاملة.. أفضل 7 أدعية لتحصين النفس مع بداية الليلأذكار الصباح كاملة.. رددها الآن وحصن نفسك من كل شرماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا أَمْسَى قالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له قالَ: أُرَاهُ قالَ فِيهِنَّ: له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ...
في ذكرياتهم التي كانت مليئة بالحب والأمل، تظل صورة اللواء مصطفى الخطيب، مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، حية في قلب زوجته "سحر يوسف"، التي لا تملك إلا أن تردد: "لن أنساه أبداً، رغم الغدر الذي اغتاله." هي الكلمات التي تخرج من قلبها المثقل بالحزن، ففي تلك اللحظة الفارقة، وفي مكان مقدس، اغتيل حبها وحياة زوجها على يد من كانوا يظنون أنهم مأمنوه. مرت الأيام، لكنها لم تمحُ من ذاكرتها ذلك الوداع الأخير، حين كان زوجها يشع بشوشًا، يذهب إلى مركز كرداسة في مهمة قد تكون عادية بالنسبة له، لكنها كانت آخر مهماته الحياتية. "حاولت الاتصال به مراراً، لكنه رد بصوت مشوب بالقلق: "فيه اشتباك، اقفلي"، كانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته قبل أن يتلقف الموت...
في مثل هذا اليوم، ولد الكاتب والروائي والوزير المصري يوسف السباعي، الذي ظل لسنوات طويلة رمزًا للرومانسية في الأدب العربي، ثم تحول إلى وجه سياسي بارز ارتبطت نهايته بحادث دموي لا يزال محفورًا في ذاكرة الثقافة المصرية.ورغم أن اسمه ارتبط دومًا بالعاطفة والخيال، فإن نهايته كانت واقعية، قاسية، ومشحونة برسائل سياسية، حين اغتاله مسلحان فلسطينيان في العاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء مشاركته في مؤتمر دولي، في واقعة صدمت المجتمع المصري والعربي في أواخر سبعينيات القرن الماضي.الأدب الذي مهد للسياسةقبل أن يعتلي المناصب الرسمية، كان يوسف السباعي يملأ المكتبات برواياته وقصصه ذات الطابع الإنساني الرقيق.، من “رد قلبي” إلى “بين الأطلال” إلى “نادية”، كانت أعماله تترجم مباشرة إلى الشاشة، وتبني صورته ككاتب يُعلي من شأن الحب والتضحية.لكن على الجانب الآخر، كان السباعي...
“حين صار #الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!”بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة منذ أيام، أوردت صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت عنها قناة الجزيرة، خبرًا عاجلًا مفاده أن مركزًا بحثيًا إسرائيليًا تعرّض لأضرار جسيمة واندلع فيه #حريق هائل بعد استهدافه بصواريخ إيرانية. لم يمر وقت طويل حتى كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا المركز ليس إلا معهد “وايزمان للعلوم”، أحد أخطر العقول العلمية التي قامت عليها بنية الكيان الصهيوني. ما إن سمعت الخبر، تمنيت – من قلبي لا من عاطفتي – أن يكون المستهدف هو هذا المعهد تحديدًا. فلو كان هناك “قلب” للكيان الصهيوني خارج المؤسسة العسكرية، فهو #معهد_وايزمان. المعهد الذي لا يصنع فقط العلماء والتقنيات، بل يُنتج كذلك #السياسات والدولة والاستراتيجية والهيمنة. ولا عجب. فهذا المعهد لم يُنشأ بعد تأسيس...
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي .. في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا.حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية ، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها.ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول،“المرأة ريحانة وليست بقهرمانة” ، أي أنها مخلوق رقيق...
ريم الحامدية [email protected] من بين كل الأسئلة التي تعبر خواطرنا وتستقر في أروقة القلب، يظل سؤال "ماذا لو؟" هو الأكثر خفوتًا في صوته، والأكثر صخبًا في صداه، إنِّه سؤال لا يُقال؛ بل يُحس. لا يُوجَّه لغيرنا، بل يهمس في أعماقنا حين يسكن الليل، وتغيب الوجوه، ونبقى وحدنا مع أفكار تتسلل كضوء خافت من نافذة الذاكرة. "ماذا لو؟" ليس مجرد سؤال عابر؛ بل مرآة نطل بها على لحظات لم نعشها، وخيارات لم نجرؤ عليها، ورسائل لم تُكتب، وقلوبٍ لم تُمسك بأيدينا في الوقت المناسب.. هو الحنين لما لم يحدث، والخوف مما قد يحدث، والتوق لكل ما فات. "ماذا لو؟" هو صوت الطفلة التي كتمت بكاءها، والمرأة التي أخفت حنينها، والإنسان الذي واصل الطريق وهو يلتفت خلفه ألف...
هل صفع نجيب محفوظ الجمهور على وجهه؟نعم، لكنها لم تكن صفعة إهانة، وإنما صدمة فكرية. تلك الضربة التي لا تترك خدك يؤلمك، بقدر ما تجعل عقلك يصحو من سباته. صفعة تُوقظك من وهم الراحة، وتدفعك إلى مواجهة مرآة الواقع كما هي: متعرجة، خشنة، بلا مساحيق ولا تبرير. منذ بداياتها الأولى، نسجت السينما العربية خيوطا رفيعة من التلاقي مع الأدب، غير أن هذا التلاقي بلغ ذروته الباهرة مع عالم نجيب محفوظ (1911-2006). كان محفوظ روائيًا تتحول كلماته إلى مشاهد، وحاضرًا في كل تفصيلة بين الكتابة والتصوير، يعرف كيف تُروى القصة على الورق، وكيف تُحكى على الشاشة.يكتب السيناريو كما ينسج الحكاية، ويمنح للحارة المصرية صوتًا وصورة. وصفه الناقد إبراهيم العريس بأنه "أديب السينمائيين وسينمائي الأدباء"، وهو توصيف لا يجافي الحقيقة، فهو يلخص عبقرية...
