2025-07-04@09:42:03 GMT
إجمالي نتائج البحث: 372

«حین کان»:

    توفي نجم ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا بشكل مأساوي، عن عمر ناهز 28 عامًا، في حادث سير مروع وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس شمال غرب إسبانيا، بالقرب من مدينة زامورا، حيث كان يقضي عطلته الصيفية برفقة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا، لاعب بينافيل.التحقيقات كشفت أن الحادث وقع على الطريق السريع A-52، المعروف بخطورته، حيث انفجر أحد إطارات سيارة لامبورغيني كان الشقيقان يستقلانها أثناء محاولة تجاوز، ما أدى إلى انحرافها عن الطريق واحتراقها بالكامل.رغم استجابة فرق الطوارئ السريعة، أُعلنت وفاة الشقيقين في موقع الحادث.موجة حزن تجتاح الوسط الرياضيتوالت ردود الفعل الحزينة من لاعبي ليفربول وزملاء جوتا السابقين، حيث نشر كل من ستيفان باجسيتيتش، داروين نونيز، ونابي كيتا رسائل مؤثرة عبر حساباتهم، كما عبّر المدرب السابق للفريق يورغن كلوب عن حزنه...
    مرَّ النهارُ بكل ما فيه من ضغوط وتفاصيل؛ صوتُ المنبه صباحًا، زحمةُ الطريق، مكالماتُ العمل، المهامُ المتراكمة، الوجوهُ المتجهمة، والتوترُ الذي يسكنُ المكاتب. ومع كل ساعة تمر، كنتُ أشعر أنني أغوص أكثر في دوامةٍ لا نهاية لها... لكن رغم كل ذلك، كنتُ أنتظرُ المساء.هذا المساء جاء مختلفًا؛ لم أَحمل هاتفي، ولم أفتح التلفاز، ولم أشغل نفسي بأي شيء... فقط جلستُ أنا ونفسي. جلسةٌ لم تكن عادية، بل كانت مليئةً بالتفكير والمراجعة.بدأتُ أسترجع تفاصيل اليوم. تذكرتُ الموقف الذي حدث مع زميلي في العمل عندما اختلفنا على أمرٍ بسيط، لكن كلًّا منا تمسك برأيه، وتحولت الكلمات إلى صدامٍ غير مبرر.هل كان يستحق الأمر كل هذا؟ هل كان يجب أن أتمسك برأيي فقط لأُثبت أنني على صواب؟تذكرتُ أيضًا صديقي الذي اتصل بي أكثر...
      مُزنة المسافر   جوليتا: وَضعتُ شوكة وملعقتين وسكينًا صغيرًا على طاولة التقديم، وشرعتُ بوضع المعكرونة في وعاء كبير.. بدت ساخنة في شكلها ولذيذة في طعمها، لكن عمَّتي شعرت بالسأم من أطباقي المتكررة، وأظهرت استيائها بشكل واضح. ماتيلدا: من جديد المعكرونة يا ابنة أخي، تعلمي طبقًا جديدًا. جوليتا: لا تحبين الفاصوليا الخضراء، ولا تحبين أيًا من تلك الأشياء المعلبة، هاتي صحنكِ بعد الحساء، سأضع لك المعكرونة جربيها. ماتيلدا: تبدو ساخنة، كانت تغلي كثيرًا. جوليتا: قلبك فقط يغلي هنا، ويغلي القصص الجيدة يا عمتي. ماتيلدا: نعم لأن ألبيرتو وضع قلبي يغلي كما تغلي المعكرونة في مياه غليان غير مناسبة، سريعًا كان يخرجني من الحزن الذي كنتُ أعيشه دونه أيامًا طويلة، فأردد له أغنياتي وأخبر آهاتي، وأشرح...
    في الحروب الكلاسيكية، كان العدو واضحًا. تقرأ وجهه في الخنادق، وتصوّب بندقيتك نحو صوته.أما في حروب اليوم، فالعدو بلا وجه. يتحرّك بيننا، يوقّع محاضر الاجتماعات معنا، ويصافحنا وهو يخفي مسدسًا في جيبه.الإعلان الذي خرجت به اللجنة الأمنية العليا في عدن لم يكن مجرد كشف عن خلية إرهابية، بل كان كشفًا عن واقع أخطر: أن الجبهة لم تعد هناك، بل هنا… في الداخل، في المدن التي نظنها آمنة، وفي المؤسسات التي نثق بها.الخلية التي تم تفكيكها، وفقًا لما أُعلن، تنشط في تعز، ومرتبطة بثلاث قوى كبرى في مشهد الإرهاب: الحوثي، القاعدة، وداعش. ثلاث رايات تبدو متنازعة، لكنها تلتقي في الغرض: زعزعة ما تبقى من بنية الدولة، وإسقاط المناطق المحررة من داخلها.على رأس الخلية يقف اسمٌ لافت: أمجد خالد، القائد السابق لما...
    صراحة نيوز- د أحمد الخصاونة في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وتباينت فيه الأفهام، يبقى صوت المسؤول الوطني الصادق كفلق الصبح، واضحًا لا يخشى في الحق لومة لائم، ملتزمًا بحدود الدستور، منضبطًا بإطار القوانين والتشريعات النافذة. هكذا عرفنا الأستاذ الدكتور نزار مهيدات، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، رجل دولة قبل أن يكون رجل مختبر، وصوتًا للمنطق والعقل، لا للانفعال والاستعراض. لقد أثار تصريحه الأخير حول الخمر – بوصفه منتجًا يُعامل وفق الإجراءات الرقابية كغيره من المنتجات الغذائية – لغطًا واسعًا وجدلاً محتدمًا بين من لم يُحسنوا فهم مقصده، أو تجاهلوا السياق المؤسسي الذي يحكم منصبه. والحقيقة التي لا جدال فيها، أن الدكتور نزار لم يأتِ بجديد من عنده، ولم يبتدع نهجًا خارجًا عن المألوف، بل صرّح بما تمّ إقراره وفق الأطر...
    يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف». وإذا كان ما قاله هذا الصحافي الأمريكي المعروف (1908-1965) ينطبق على وضع يحتار فيه الصحافي في فهم مجريات الأحداث فيبدو عاجزا على التقاط خيوط المشهد، وبالتالي عاجزا أكثر على تنزيل ما يجري في سياق تحليل متكامل، واضح المعالم، عقلاني التسلسل، منطقي الاستنتاجات، فهو بلا جدال الوضع الذي عرفته وتعرفه منطقتنا أخيرا ومنذ عدة أشهر. قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال ليس الصحافي وحده من وقف محتارا منذ السابع من أكتوبر 2023 عاجزا...
    على مدار خمسين عامًا هي عمري اليوم، لم تغب الحروب عن المشهد من حولي، وكأنها تسير إلى جانبي أو تسبقني بخطوة في كل مرحلة من مراحل الحياة. فمنذ ولادتي في سبعينيات القرن الماضي، لم تهدأ نيران الحروب بين الجيران حتى تشتعل من جديد، كأنها قدر لا مفر منه. ورغم أن الحديث عن الحروب وأسبابها يطول، إلا أنني في هذه الزاوية الصغيرة من المقال، سأقتصر على ما عايشته من صراعات ونزاعات منذ ولادتي وحتى اليوم، تلك التي اندلعت بين الدول، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، التي لا أبالغ إن قلت إنها شهدت من الحروب ما يفوق كل الحروب التي جرت في العالم اجمع.وعيت على هذه الدنيا على وقع دوي المدافع تدك معاقل المتمردين الشيوعيين في جبال ظفار مطلع سبعينيات القرن الماضي....
    يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025 سعد محمد الكعبي مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها. السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف،...
    اتفق جمهور العلماء على جواز ترديد الأذكار في أي وقت وفي الصباح والمساء، وهو أمر مستحب لكل مسلم ويجب أن يجعل من يومه وردا يخصصه في ذكر الله.أذكار المساء كاملة.. أفضل 7 أدعية لتحصين النفس مع بداية الليلأذكار الصباح كاملة.. رددها الآن وحصن نفسك من كل شرماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا أَمْسَى قالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له قالَ: أُرَاهُ قالَ فِيهِنَّ: له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ...
    في ذكرياتهم التي كانت مليئة بالحب والأمل، تظل صورة اللواء مصطفى الخطيب، مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، حية في قلب زوجته "سحر يوسف"، التي لا تملك إلا أن تردد: "لن أنساه أبداً، رغم الغدر الذي اغتاله." هي الكلمات التي تخرج من قلبها المثقل بالحزن، ففي تلك اللحظة الفارقة، وفي مكان مقدس، اغتيل حبها وحياة زوجها على يد من كانوا يظنون أنهم مأمنوه. مرت الأيام، لكنها لم تمحُ من ذاكرتها ذلك الوداع الأخير، حين كان زوجها يشع بشوشًا، يذهب إلى مركز كرداسة في مهمة قد تكون عادية بالنسبة له، لكنها كانت آخر مهماته الحياتية. "حاولت الاتصال به مراراً، لكنه رد بصوت مشوب بالقلق: "فيه اشتباك، اقفلي"، كانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته قبل أن يتلقف الموت...
    في مثل هذا اليوم، ولد الكاتب والروائي والوزير المصري يوسف السباعي، الذي ظل لسنوات طويلة رمزًا للرومانسية في الأدب العربي، ثم تحول إلى وجه سياسي بارز ارتبطت نهايته بحادث دموي لا يزال محفورًا في ذاكرة الثقافة المصرية.ورغم أن اسمه ارتبط دومًا بالعاطفة والخيال، فإن نهايته كانت واقعية، قاسية، ومشحونة برسائل سياسية، حين اغتاله مسلحان فلسطينيان في العاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء مشاركته في مؤتمر دولي، في واقعة صدمت المجتمع المصري والعربي في أواخر سبعينيات القرن الماضي.الأدب الذي مهد للسياسةقبل أن يعتلي المناصب الرسمية، كان يوسف السباعي يملأ المكتبات برواياته وقصصه ذات الطابع الإنساني الرقيق.، من “رد قلبي” إلى “بين الأطلال” إلى “نادية”، كانت أعماله تترجم مباشرة إلى الشاشة، وتبني صورته ككاتب يُعلي من شأن الحب والتضحية.لكن على الجانب الآخر، كان السباعي...
    “حين صار #الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!”بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة منذ أيام، أوردت صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت عنها قناة الجزيرة، خبرًا عاجلًا مفاده أن مركزًا بحثيًا إسرائيليًا تعرّض لأضرار جسيمة واندلع فيه #حريق هائل بعد استهدافه بصواريخ إيرانية. لم يمر وقت طويل حتى كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا المركز ليس إلا معهد “وايزمان للعلوم”، أحد أخطر العقول العلمية التي قامت عليها بنية الكيان الصهيوني. ما إن سمعت الخبر، تمنيت – من قلبي لا من عاطفتي – أن يكون المستهدف هو هذا المعهد تحديدًا. فلو كان هناك “قلب” للكيان الصهيوني خارج المؤسسة العسكرية، فهو #معهد_وايزمان. المعهد الذي لا يصنع فقط العلماء والتقنيات، بل يُنتج كذلك #السياسات والدولة والاستراتيجية والهيمنة. ولا عجب. فهذا المعهد لم يُنشأ بعد تأسيس...
    بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي .. في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا.حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية ، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها.ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول،“المرأة ريحانة وليست بقهرمانة” ، أي أنها مخلوق رقيق...
          ريم الحامدية reem@alroya.info   من بين كل الأسئلة التي تعبر خواطرنا وتستقر في أروقة القلب، يظل سؤال "ماذا لو؟" هو الأكثر خفوتًا في صوته، والأكثر صخبًا في صداه، إنِّه سؤال لا يُقال؛ بل يُحس. لا يُوجَّه لغيرنا، بل يهمس في أعماقنا حين يسكن الليل، وتغيب الوجوه، ونبقى وحدنا مع أفكار تتسلل كضوء خافت من نافذة الذاكرة. "ماذا لو؟" ليس مجرد سؤال عابر؛ بل مرآة نطل بها على لحظات لم نعشها، وخيارات لم نجرؤ عليها، ورسائل لم تُكتب، وقلوبٍ لم تُمسك بأيدينا في الوقت المناسب.. هو الحنين لما لم يحدث، والخوف مما قد يحدث، والتوق لكل ما فات. "ماذا لو؟" هو صوت الطفلة التي كتمت بكاءها، والمرأة التي أخفت حنينها، والإنسان الذي واصل الطريق وهو يلتفت خلفه ألف...
    هل صفع نجيب محفوظ الجمهور على وجهه؟نعم، لكنها لم تكن صفعة إهانة، وإنما صدمة فكرية. تلك الضربة التي لا تترك خدك يؤلمك، بقدر ما تجعل عقلك يصحو من سباته. صفعة تُوقظك من وهم الراحة، وتدفعك إلى مواجهة مرآة الواقع كما هي: متعرجة، خشنة، بلا مساحيق ولا تبرير. منذ بداياتها الأولى، نسجت السينما العربية خيوطا رفيعة من التلاقي مع الأدب، غير أن هذا التلاقي بلغ ذروته الباهرة مع عالم نجيب محفوظ (1911-2006). كان محفوظ روائيًا تتحول كلماته إلى مشاهد، وحاضرًا في كل تفصيلة بين الكتابة والتصوير، يعرف كيف تُروى القصة على الورق، وكيف تُحكى على الشاشة.يكتب السيناريو كما ينسج الحكاية، ويمنح للحارة المصرية صوتًا وصورة. وصفه الناقد إبراهيم العريس بأنه "أديب السينمائيين وسينمائي الأدباء"، وهو توصيف لا يجافي الحقيقة، فهو يلخص عبقرية...
        د. إبراهيم بن سالم السيابي الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه. و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته،...
    في واحدة من أكبر فضائح عالم التحف الفرنسية، وقع قصر فرساي العريق ضحية لعملية احتيال معقدة استمرت قرابة عقد من الزمان، تم خلالها بيع قطع أثاث مزيفة نُسبت زورًا إلى بلاط الملكة ماري أنطوانيت وسيدات البلاط الفرنسي في القرن الثامن عشر. بدأت القصة في عام 2010، حين ظهر كرسيان مزخرفان في سوق التحف يُزعم أنهما من مقتنيات ماري أنطوانيت، مختومان بختم نيكولا كوينبير فوليو، أحد أشهر صانعي الأثاث في فرنسا الملكية. سرعان ما اعتُبرا "كنزين وطنيين" بقرار رسمي من الدولة، وأبدى قصر فرساي اهتمامًا بشرائهما، لكنه تراجع بسبب السعر الباهظ. فاقتنت القطعتين العائلة الأميرية القطرية مقابل مليوني يورو. لكن المفاجأة الكبرى جاءت لاحقًا، حين تبين أن الكرسيين، إلى جانب قطع أخرى مشابهة، جميعها مزيفة. قاد التحقيق الذي...
    "نحن نكتب لأن هناك من يُصغي، حتى وإن لم نرَه... نكتب لأن الكلمات تخلق العالم، وتنقذنا من قسوته"، بهذه الروح، عاش الدكتور أحمد خالد توفيق، وبهذه الروح كتب، فصار للعربية جسرٌ جديد إلى قلوب الشباب، وصار هو العرّاب الذي قاد أجيالًا كاملة في رحلات بين السطور، بين الرعب والفانتازيا، بين الطب والحياة، بين الموت ومعناه الحقيقي.أنغام: "كل ما أغني عن فرح غايب.. بعيط من قلبي"قافلة كسر حصار الاحتلال لغزة تعبر الحدود التونسية إلى ليبيانادين الراسي تعترف: جربت المخدرات وتخليت عنها بدعم ابنيمراسل القاهرة الإخبارية: الهجوم الروسي الواسع على كييف الأعنف منذ أشهروُلد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، محافظة الغربية، نشأ في أسرة مصرية عادية، ودرس الطب في جامعة طنطا حتى حصل على الدكتوراه في طب المناطق...
    صراحة نيوز ـ في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تحولت القضية الفلسطينية من مجرد بند دائم في الخطاب السياسي الأردني إلى محور فاعل في كل تحرك دبلوماسي، وإلى مبدأ راسخ لا يخضع للمساومة أو التراجع. فمنذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية، حمل جلالته هذه القضية على عاتقه كأمانة تاريخية وإرث هاشمي، مؤمنًا أن فلسطين ليست فقط جغرافيا محتلة، بل قضية حق وعدالة وكرامة إنسانية. لقد أثبت الملك عبدالله الثاني، عبر مواقفه وتحركاته، أن الأردن ليس مراقبًا على خط الأزمة، بل طرفًا حاسمًا في الدفاع عن هوية الأرض والإنسان والمقدسات، بل صوتًا لا يغيب عن أي منبر دولي حين تُذكر فلسطين. في كل خطبه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان جلالته يضع فلسطين في قلب الخطاب، لا كتقليد سياسي،...
    لا أعرف مصدر الخبر الذي انتشر عن نية مصر ترشيح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة الحالي، لموقع الأمين العام لجامعة الدول العربية.. كما لا أعرف مصدر خبر عزم المملكة العربية السعودية على المنافسة على الموقع، ونقل مقر الجامعة إلى الرياض! فقد أصبحنا نستيقظ على أخبار وأحداث تنشر على منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، فلا تعرف أول من نشر، ومن نقل عن من، فحتى العامة صاروا يعتبرون أنفسهم صحفيين يلهثون خلف السبق الصحفي، ومن هنا يأتي الإعلان عن وفاة نجم ما وهو على قيد الحياة، وكأن هناك جهة ما توزع جوائز على من يفوزون بجائزة السبق الصحفي، بل إن منهم من إذا سئلوا عن مصدر معلوماتهم ردوا بعدم جواز سؤالهم، وهي عبارة مستوحاة من مقولة: لا يُسألُ الصحفي عن...
    قاسٍ هو العيد على أم محمد السحار، قاسٍ كأنما تصحو فيه على ألف نداء من الغياب. تجلس بثوبها الأسود على حافة قبرٍ هشّ، تحيطه الأعشاب البرية والأنقاض، لكنها لا ترى إلا وجوهًا أربعة محفورة في الذاكرة.. وجوه أبنائها الذين اختطفهم العدوان الصهيوني من بين يديها، واحدًا تلو الآخر، وكأنها كانت في سباق مستمر مع الموت، ولم تفز إلا بوهم الذكرى.بصوت مرتجف تروي لـ«عُمان»: «في صباح عيد الأضحى المبارك الماضي، جلسنا سويًّا على مائدة الفسيخ وقلاية البندورة.. كانوا يمازحونني، يضحكون بصوتٍ عالٍ، ويتبادلون الطرائف. اليوم أجلس وحدي، آتيهم بفسيخ بارد وحزن حار، أقرأ الفاتحة وأستودعهم للسماء».قصة أم الشهداء الأربعةأحمد، الابن الأكبر، طبيب لم يغادر ميدانه. استشهد وهو يضمّد جراح الغزيين في مستشفى العودة، شمال قطاع غزة. تذكره أمه وهي تشير إلى...
    بقلم : جعفر العلوجي .. ليس غريبًا على الوسط الثقافي العراقي أن يُذكر اسم فالح حسون الدراجي ، بل هو من الأسماء التي تفرض حضورها أينما كُتب عن العراق ، سواء في السياسة أو في الرياضة أو في الشعر الشعبي ، هو القلم الذي لا يُهادن ، والصوت الذي ما استكان ، والحبر الذي سال من جراحات الناس وهمومهم ، ليكتب أوجاع مدينة اسمها “الثورة”، ويُسمع أنينها في عواصم المنفى .ولد فالح من رحم المعاناة ، وكبر في حواري الفقر والكفاح ، وسط مدينة كانت تصرخ كل يوم ضد الظلم، وتنام على الحلم وتستيقظ على الرغيف الناشف والوجوه المتعبة فكان مثلها ، كادحًا بالحرف ، شيوعيًا بالانتماء ، عراقيًا حتى العظم لم تغره المناصب ، ولم تدجنه اللجان ، ولم...
    في مشهد سياسي وإعلامي تتبدل فيه المواقف كما تتبدل الفصول، وتعلو فيه الأصوات التي تتقن فن التلون على حساب المبدأ، يبقى مصطفى بكري حالة فريدة يصعب تكرارها. إنه ليس مجرد صحفي مخضرم أو نائب برلماني بارز، بل هو صوت حر لا يعرف الانكسار، ورجل مواقف لا يساوم على القيم مهما كلفه الثمن. ضمير أمة لا يتراجع منذ دخوله عالم الصحافة، لم يكن مصطفى بكري يومًا تابعًا أو صدىً لصوت السلطة أو المصالح، بل كان في طليعة من جعلوا من القلم سلاحًا، ومن الكلمة قلعة للمقاومة. عاش معارك الكلمة بصدق، وواجه محنها بشجاعة، لم يتردد في قول الحقيقة حين صمت كثيرون، ولم يخشَ بطش السلطة أو سطوة المال. مواقف تُكتب بماء العزّة عُرف بكري بمواقفه القومية الثابتة التي لا تتزعزع. وقف...
    قرأت مؤخرًا مقالًا نُشر فـي جريدة «عمان» للكاتبة إيزابيل بروكس، تتحدث فـيه عن الحنين إلى عصر ما قبل الإنترنت، برغم أنها لم تعش تلك المرحلة، بل وُلدت بعدها. ما شدّني فـي المقال لم يكن نغمة الحنين وحدها، بل تلك المفارقة اللافتة: جيل وُلد فـي حضن التقنية، وتربى على إيقاع الشاشات، بات يحنّ إلى زمن لم يعرفه، ويبدي توقه إلى ماضٍ لم تطأه أقدامه.صار الماضي البسيط، كما يُروى لهم، مغريًا بجمالياته: أحاديثه الشفوية، ودفء لقاءاته، وانعدام الحاجة إلى وسائط إلكترونية لقول «صباح الخير» أو للسؤال عن الحال أو لتهنئة قريب.لكنني -وعلى خلاف الكاتبة- عشت ذلك الزمن أي زمن ما قبل الإنترنت، بل حتى الزمن الذي قبله؛ يوم لم تكن هنالك طرق معبّدة، ولا كهرباء، ولا ماء يصل إلى المنازل، ولا هواتف،...
    حين يهتف #القلب: نحن #النشامى.. اذا كان #الانتماء جريمة فأنا اول المذنبين #احمد_ايهاب_سلامة يجب علينا أن نقف خلف منتخبنا الوطني لا لأن الأمر مجرد مباريات كرة قدم كلا! فالأمر أعمق من فوز عابر، دعمنا لمنتخبنا دعم لوطن يسري في أرواحنا كما يسري الدم في العروق دعم للأردن الذي تنفسنا هواءه وتعلمنا على ترابه معنى الانتماء. ليست مباريات المنتخب مجرد كرة تتدحرج في ملعب ولا أسماء تنادى من على المدرجات هي لوحة من الانتماء، تتحد فيها مشاعر أبناء الوطن وتتشابك فيها الثقافات واللهجات والعادات في نغمة واحدة “نحن أردنيون” مقالات ذات صلة جماعة جوردن 2025/06/02 في كل مباراة ننتذكر أننا أبناء وطن رغم ما نعانيه، ما زال فينا متسع للأمل ومكان للجمال ولحظة سرور تعيد إلينا ما فقدناه من بهجة...
        د. سالم بن عبدالله العامري في مشهدٍ مهيب يفيضُ فخرًا واعتزازًا، وضمن نهجٍ تربوي راسخ يحتفي بالتميّز من منبته حتى ثماره، نظّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار خلال الأسبوع الماضي احتفاءين متعاقبين، يجمعهما خيط واحد من العطاء، ويربط بينهما حبل ممتد من الجهد والوعي. في الأول، كان التكريم للطلبة المجيدين؛ أولئك الذين أثبتوا أن الطموح لا يرتقي إلا على سُلَّم الكدّ والمثابرة وأن للتميز جذورًا عميقة تُروى كل يوم بماء الحلم، وتُسقى بانضباط العزيمة وصفاء الإرادة. وفي الثاني، كان الموعد مع تكريم المعلمين المجيدين، الذين لم يكونوا يومًا في خلفية المشهد، بل في عمق كل قصة نجاح طلابية. ما ميّز هذين الاحتفاءين، هو التكامل الزمني والموضوعي بين تكريم الطالب وتكريم المعلم، حيث لم يكن الفصل بينهما...
    خاص أكد المخرج المصري محمد سامي أن قراره باعتزال الإخراج الدرامي لا يرتبط بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة حول الأعمال الرمضانية، مشيرًا إلى أن القرار كان مخططًا له مسبقًا. وأوضح سامي في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنه أبلغ أصدقاءه المقربين برغبته في التوقف عن تقديم المسلسلات الدرامية قبل بداية شهر رمضان، مؤكدًا أن التوقيت لا علاقة له بأي انتقادات أو ضغوط. كما أشار إلى احترامه الكامل لتوجيهات الرئيس، معتبرًا أن من حق قائد الدولة أن يوجه مختلف القطاعات لدعم مسار التنمية، مضيفًا: “أرى أن هذه التوجيهات فرصة لمراجعة وتطوير المحتوى الفني ليتماشى مع رؤية الدولة”. وتابع: “حين يقول لي أحدهم: اليوم الذي تُعرض فيه مشاجرة في عملك، قد يشهد الشارع مئة مشاجرة، فهذا يفتح بابًا للتفكير، خاصة في ظل...
    مكة مهبط الوحي ونشأة رسول الإسلام وقبلة المسلمين اليومية في صلاتهم حيث بيت الله الحرام ومتَعلَّق القلوب للعمرة والحج، تلك هي مكة الحجازية ولكن ما لا يعرفه أغلب الناس أنّ اسم مكة ليس مقصورا على مكة البيت الحرام بل هو مبثوث في كثير من بلاد الأرض، والأغرب من ذلك أن أكثر دولة بها مدن أو قرى بهذا الاسم هو الولايات المتحدة الأميركية حيث تغطّي "مكة" كل الجغرافيا شرقا وغربا شمالا وجنوبا. من مكة الحجازية إلى مكة الأميركية ننظر في تاريخ تسمية المكان لنحفر في تاريخ الإسلام في أميركا تأصيلا لمشاركة المسلمين التأسيسية التي لا تزال تفتقد التثمين من السرديّة الرسمية للتاريخ الأميركي. وليكن مثالنا مكة في أوهايو الأميركية. في بداية القرن الـ19 نشأت بلدتان بمسمى مكة في ولاية أوهايو (تأسست...
    في زاويةٍ من حيّ تل الهوى جنوب مدينة غزة ، حيث كان يذيع صيت شارع "باصات كردش" بأنه مصدر أشجار الياسمين، تقف أم ناهض مسلم (62 عامًا) تُقلِّب أناملها في الهواء، كأنّها تلمس ذكرياتٍ مطمورة تحت الركام. “البيت كان هنا… أين هنا بالضبط؟” تسأل نفسها بصوتٍ خافت، بينما تحاول أن تتذكر إن كان منزلها يقع يسارَ بقايا إشارة مرور أم يمينَ جذع نخلة مقطوع. حولها، تشبه الشوارع جثةً مُمتدة؛ لا لافتات تُرشد، ولا روائح تهدي، فقط غبار الحرب يلفُّ كل شيء. لم تكن أم ناهض تعلم أن البحث عن بيتها سيُصبح أشبه بقراءة خريطةٍ ممزقة، أو سرد قصةِ مدينةٍ مُحتضرة ترفض أن تموت بصمت. “شارع الوحدة… أتذكر كيف كان يضج بالحياة!” يقول يوسف محمد (60 عامًا)، جار أم ناهض، وهو...
    حين ماتت الرسالة واختفى الضمير تحت عجلات «اللايك» والمشاهدات، في زمنٍ صار فيه «الترند» هو الإله، ومؤشرات المشاهدة هي المعيار الأعلى، انحرفت بوصلة الإعلام عن مسارها الأخلاقي، وضاعت هيبة الكلمة بين هتافات الإثارة الرخيصة وركام الفضائح. الإعلام الذي خُلق ليكون ضمير الشعوب ولسان الحق، أصبح اليوم منصة لتفريغ الخصوصيات، وتلميع الزيف على حساب القيم والمبادئ أحيانًا كثيرة، فهل انتهى عصر الإعلامي الذي يحمل همّ الناس؟ وهل ماتت مهنة كانت تُشبه رسالة الأنبياء؟ الرسالة التي ضاعت.. الإعلام ليس مهنة بل موقف لم يكن الإعلام يومًا وظيفة تُؤدى داخل الاستوديوهات فقط، بل كان صوتًا حيًا في الشارع، نبضًا في قلب الأزمات، ضوءًا يُضيء عتمة الجهل، ويدًا تمتد لتربّت على كتف المظلوم. الإعلام الحقيقي هو الميثاق الأخلاقي للضمير الذي يرفض التزييف والتلميع على...
    عرف العلماء منذ عقود أن الكائنات الحية تصدر ضوءا خافتا للغاية، يعرف علميا بـ"الانبعاث الفوتوني الضعيف جدا"، وهو ضعيف لدرجة أنه يكاد يكون غير قابل للرصد بأجهزة القياس المعروفة. وفي دراسة سابقة أجريت عام 2009، ونشرت بدورية "بلوس وان"، توصل باحثون من معهد توهوكو للتكنولوجيا باليابان إلى أن البشر أنفسهم يتمتعون بهذا الانبعاث الضوئي، وكتب مؤلفو الدراسة آنذاك: "يتوهج جسم الإنسان حرفيا، لكن شدة الضوء المنبعث من الجسم أقل بألف مرة من حساسية أعيننا المجردة". لكن هذا الضوء سواء الصادر من الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى بقي لغزا، وبشكل خاص أرادوا معرفة هل يمكن لهذا الضوء أن يكشف لنا عن الصحة والمرض، أو حتى الحياة والموت؟ وهل يمكن أن نصنع منه أداة طبية غير جراحية ترصد ما تعجز عنه أعيننا؟...
    #سواليف نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية عن مدوّن أمريكي أنه نشر، يوم الخميس، #الرسالة_الأخيرة التي كتبها #إلياس_رودريغيز من مدينة #شيكاغو، والذي نفّذ عملية #إطلاق_النار قرب #المتحف_اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن، وأسفرت عن مقتل موظفَين في سفارة الاحتلال. وتضمنت الرسالة، غضب رودريغيز من #الإبادة_الجماعية في قطاع #غزة، حيث قال إن #الفظائع_الإسرائيلية في قطاع غزة إلى جانب الدعم الأميركي المستمر لتلك السياسات، كانا الدافع الأساسي لقراره تنفيذ العملية. وكتب رودريغيز في مطلع رسالته:“بعد شهور من تزايد أعداد الشهداء، باتت إسرائيل قد قضت فعليًا على القدرة حتى على الاستمرار في عدّ الضحايا، وهو ما خدم مخططها الإبادي جيدًا، في وقت كتابة هذه السطور، تسجّل وزارة الصحة في غزة 53 ألف قتيل بسبب القوة التدميرية، وعشرات الآلاف ما بين مدفونين تحت الأنقاض أو...
    هذا زمنُ الغَلبة، ولا معنى فيه لخطاب اللياقة وأساليب اللباقة، ولا جدوى فيه للبروتوكول التقليدي في التعامل بين مسؤولي الدول وقادة البلدان، هو زمنٌ للأقدر على الفعل وليس للأبلغ خطابة ولا للأجمل بيانا ولا للألطف صوتا، فقد انقضى زمن مسرحة السياسة؛ حيث يتدرب الساسة لمدة طويلة على فنون الخطابة وعلى كيفيات الحضور الرسمي؛ حيث حركة الأيدي وإشارات الأصابع واستدارات الرأس، وحيث يكون السياسي الأبرع هو الأقدر على سحر الجماهير بل وعلى تحقيق الهيمنة النفسية على الطرف المقابل من سياسيي الداخل أو قادة الخارج. كانت الجماهير في أغلب بلدان العوالم المتخلفة تنظر إلى زعمائها على أنها صانعة انتصارات وقاهرة الأعداء وحامية حمى الأوطان والدين، ولا أحد من عموم الناس كان يتصور أن قائدا عربيا يمكن أن يكون خاضعا لأوامر خارجية...
    حديد وأسياخ السودان القادم…يشغلنا القادم ونستعير له من الماضي لهذا ننقل أنه في دافور القديمة كان المتنافسان (على الوظيفة) يقتتلان بالسيوف… والأسلوب هذا يصلح لملء مليون وظيفة قادمة على الأقل واسطتك هي سيفك وأسلوب للحاضر والحرب والإمام اليمني حين يدخل الحوثيون البيضاء يقول لهم من على المنبر : دخلتوا البيضاء بإسلوبكم ولن تخرجوا منها إلا بإسلوبنا …. أقم الصلاة ونقول للمرتزقة دخلتوا السودان بإسلوبكم ولن تخرجوا إلا بإسلوبنا …ونلتفت إلى إعلام الحرب وإلى أن عبدالله عزام يدير إعلام حرب أفغانستان ضد أعتى إمبراطورية …. وينتصر ولم تكن عنده إذاعة ولا محطات تلفزة ولا صحف ولا وجود لشعب بمعني شعب وعزام كان يكتفى بطبع صور الأطفال الذين مزقتهم قنابل الروس (خمس طن) ويكتب على الصور : أهلنا أطباء العالم المسلمين …...
    في عالمٍ يمضي سريعًا، نادرًا ما تتوقف اللحظات لتصنع تاريخًا يُروى، ولكن في يوم الثلاثاء، 14 مايو، توقف الزمن في وطني ليشهد لحظة فارقة، لحظة لا تُنسى. ذلك اليوم لم يكن مجرد يوم على التقويم، بل كان صفحة مشرقة في سجل العزّ السعودي، حين اكتست المملكة بوشاح الحفاوة؛ ترحيبًا بزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في حدثٍ وصفه العالم بالتاريخي، ورافقه “منتدى الاستثمار” الذي أعاد تعريف القوة الاقتصادية والسيادة السياسية. وقد كان الاستقبال- في حد ذاته- رسالة. تم استقبال الرئيس الأمريكي بهيبة تليق بمقام المملكة ومكانتها، في مشهد مهيب، بدأ بصفوف الحرس الملكي المنتظم، والسجاد الخزامي الذي امتدّ كبساط فخر تحت خُطى القادة. الخيول العربية الأصيلة تقدمت المشهد، شامخة كرمز للإرث، ترافقت مع نسمات القهوة العربية ذات الرائحة الطيبة...
    في كواليس الحياة السياسية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، نشأت علاقة خاصة بين ملك شاب وصحفي لامع. محمد التابعي، الذي اشتهر بلقب “أمير الصحافة”، لم يكن مجرد مراسل أو محرر يكتب عن الملك، بل كان أحد القلائل الذين اقتربوا من فاروق عن كثب، سمعوا منه، ونقلوا عنه، قبل أن ينقلب عليه القلم الذي سبق وأن مجده.بداية العلاقة: صعود الملك وصعود الصحفيفي أواخر الثلاثينيات، كانت مصر على موعد مع ملك جديد في سن المراهقة، فاروق الأول، بينما كان التابعي قد رسخ اسمه كواحد من أبرز الصحفيين السياسيين في البلاد.وبينما كانت الصحف تتناول أخبار القصر بحذر شديد، قرب الملك الشاب التابعي إليه، لا لولائه، بل لذكائه، وفهمه العميق لكواليس السياسة والبلاط.الصحفي في القصر: هل كان مستشارًا غير معلن؟يؤكد كثير من المؤرخين...
    في زمن التيه والخذلان، حيث يغدو الظالم بطلا والمظلوم خائنا، تقف تجربتان متناقضتان لعسكرين خرجا من رحم التاريخ ذاته: عسكرٌ مصري انحنى، وعسكرٌ باكستاني انتفض. كلاهما لم يعرف طعم الديمقراطية، وكلاهما صعد إلى الحكم من فوهة البندقية، لكن حين واجه كلاهما اختبار الحياة، ظهرت الفوارق، فاختار أحدهما المجد، والآخر غاص في وحل التبعية. العسكر لا يعترفون بالصناديق لم يكن انقلاب الجيش المصري في 2013 حدثا عابرا، بل كان عنوانا لمشهد مكتمل من الردة السياسية، بدعم سخي من الغرب وبعض حلفائه العرب. فما كاد الأمل يطل من نوافذ الثورة، وتفتح صناديق الاقتراع بابا جديدا لمستقبل يكتبه الشعب لا الجنرالات، إلا وانقض هؤلاء الجنرالات بانقلاب عسكري بدعم صريح من قوى إقليمية وغربية، لقطع الطريق على إرادة الجماهير، وإعادة مصر إلى...
    صراحة نيوز ـ أعلنت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في بيان صحفي صادر عن مركزها الإعلامي أن الحد الأعلى للأجر الذي تُحتسب اشتراكات الضمان على أساسه للعام الحالي 2025 أصبح (3668) ديناراً، في حين كان العام الماضي (3612) ديناراً. وأضافت المؤسسة أن الحد الأعلى لصافي بدل التعطل عن العمل للعام الحالي 2025 أصبح (612) ديناراً، في حين كان العام الماضي (603) دنانير، موضحةً أن هذا الإجراء يأتي تنفيذاً لأحكام قانون الضمان الاجتماعي الذي نصّ على أن يكون الحد الأعلى للأجر الذي تُحتسب الاشتراكات على أساسه، والحد الأعلى لصافي بدل التعطل عن العمل كلاهما مرتبطٌ بنسبة التضخُّم، حيث تُؤخذ هذه النسبة المسجَّلة في المملكة عن السنة السابقة، والتي بلغت (1.56%) في عام 2024. وبيّنت المؤسسة أن متوسط أجور المؤمَّن عليهم الأردنيين المشمولين...
    يلجأ الكثير من المبدعين في خريف العمر إلى تكرار أنفسهم عبر إعادة تقديم أنجح تجاربهم للجمهور في محاولة لاستدعاء حالة سابقة أو على الأقل الاحتفاظ بمساحة جماهيرية تمكنهم من العيش تحت الأضواء لسنوات إضافية. والممثل والنجم صاحب التاريخ المزين بالجوائز والنجاحات ليس استثناء من هؤلاء الذين كانوا يوما ملء السمع والصبر، لكن أحكام الزمن سرت عليه كما تسري على الجميع دون استثناء. في فيلمه الجديد "فرسان ألتو"، والذي يلتقط أنفاسه الأخيرة في دور العرض، بالتوازي مع تكريم بطله روبرت دي نيرو في مهرجان "كان"، يحاول النجم العجوز استدعاء تلك التيمة التسعينية الشهيرة التي التقطها مع صديقه ومخرجه المفضل سكورسيزي حول رجال العصابات ذوي الأصل الإيطالي، والتي قدمها في عدد كبير من الأفلام، وكان آخرها "الأيرلندي" 2019 (The Irishman).اقرأ أيضا list...
        د. ابراهيم بن سالم السيابي   لقد وعدتُ أحدهم ذات يوم ألّا أكتب في الحزن، وأن أبتعد عن نزفه وسكونه الموحش، ولكنني أنكث بوعدي؛ ليس خيانة؛ بل عجزًا؛ إذ إنَّنِي لا أملك السيطرة على قلمي حين يحتشد في قلبي مشهد لا يبرحه؛ فالقلم يشقّ طريقه رغمًا عني، وربما الحزن هو الذي يكتب لا أنا. وما كتبته اليوم ليس سوى ترجمة لمشهد عالق في الذاكرة، عالق في وجدان اللحظة التي تخترقك دون إذن. فقد كنتُ أمر بسيارتي عبر إحدى الحارات القديمة، حينما لمحتها... امرأة عجوز، تحمل في يديها باقة ورد ذابل، تمشي بخطوات ثقيلة نحو المقابر، لم يكن الموقف يحتاج إلى شرح، فوجهها وحده رواية طويلة من الفقد، من الانكسار، من الشوق والخذلان والانتظار الذي لا ينتهي. لم أعرف...
     أصدر نجم البوب الكندي جاستن بيبر بيانا رسميا بشأن الشائعات المتداولة حول تعرضه لاعتداء جنسي من قبل المنتج الموسيقي الأمريكي شون ديدي كومبز، الذي ساعده في بداياته الفنية.ونفى البيان أن يكون بيبر، البالغ من العمر 31 عاما، قد تعرض لأي نوع من أنواع الانتهاكات من قبل ديدي حين كانا مراهقا يبلغ من العمر 15 عاما، وذلك ردا على الشائعات التي انتشرت مؤخرا بالتزامن مع المحاكمة الجارية لديدي بتهم الاتجار الجنسي.وأكد الممثلون الرسميون لبيبر أنه "على الرغم من أن جاستن ليس من بين ضحايا شون كومبز، إلا أن هناك بالفعل أفرادا تعرضوا للأذى على يديه"، معربين عن قلقهم من أن تحويل الانتباه عن الضحايا الحقيقيين قد يؤثر سلبا على سعيهم للعدالة.من جهة أخرى، أفادت مصادر مقربة من بيبر بأن العلاقة بينه...
    الصديقة والحبيبة والمرأة والأم خفيفة الظل، أدوار متنوعة قدمتها النجمة لبلبة على مدى مشوارها الفنى المميز، منذ بدأته «طفلة شقية» تجيد تقليد المشاهير فى حفلات رسمية، أكسبتها الشهرة المبكرة والاعتماد على النفس فى الوسط الفنى، إلى أن سلكت طريقها نحو الكوميديا والبطولة، والثنائيات الناجحة أيضا التى كان منها علامات مميزة فى تاريخ السينما والدراما مع الزعيم عادل إمام إذ جمعهما 14 عملًا ناجحًا لا ينساها الجمهور، بل تحظى بمتعة الفُرجة بعد هذه السنوات الطويلة مع مشاهدتها مجددا كأنها تعرض لأول مرة.«لبلبة» كرمها مهرجان أسوان لأفلام المرأة فى دورته التاسعة، التى اختتمت مؤخرا، بجائزة إيزيس عن مُجمل الأفلام التى قدمتها وناقشت فيها قضايا وتفاصيل تخص المرأة ومشاكلها، تحدثت فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن كواليس مشاركاتها فى الأعمال الفنية، وعن قضايا المرأة...
    مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025 حسام باظة في رواية غواي للكاتبة وفاء شهاب الدين الصادرة عن مجموعة النيل العربية بالقاهرة، نجد أنفسنا أمام عمل أدبي يستدرج القارئ كما تستدرج الغواية قلب العاشق، فلا يملك إلا أن يستسلم لسحر السرد، متورطًا في عالمٍ يشتبك فيه المحظور بالمباح، والبراءة بالذنب، حتى تتماهى الحدود، وتصبح الحقيقة ككفّ امرأة ترتجف تحت المطر، لا تعرف إن كانت تطلب دفئًا أم خلاصًا. تُفتَح الرواية على نغمة شجن خفي، كموسيقى خلفية لحلمٍ مشوب بالقلق. ليست غواي مجرّد قصة، بل هي مساحة لتأمل الضعف الإنساني حين يلتقي بالشغف، وحين تتحول الرغبة إلى لعنة، والحنين إلى خنجر بارد في خاصرة الروح. إنّ بطلة الرواية لا تُرسم كضحية ولا كخاطئة، بل ككائن يتلوى في مرجل الأسئلة الوجودية، تارةً...
    في صباح مشحون بالتوتر والانتظار، ما بين أمواج البحر الأحمر وهمسات الجنود في المتاريس، وصلت سيارات الوفد. ترجلوا بثبات، عيونهم تفتش عن صاحب الصوت الذي تردد في كل الجبهات: أبو عاقلة كيكل. المكان: العاصمة الإدارية بورتسودان، قلب القرار الجديد لسودان يبحث عن ذاته.ما كان اللقاء بروتوكولي… كان أشبه بعودة أبناء السلاح لبعضهم. قادة العدل والمساواة، يتقدمهم اللواء محمد يحيى بشارة، دخلوا على قائد قوات درع السودان كأنهم ماشين على أرضية فهم مشترك: بلد بتنزف، ووقت ما عاد يحتمل التجزئة. التحايا كانت قصيرة، والكلمات مباشرة، كأنو الزمن ما فاضي للمجاملات.“نحن جايين معاكم، من هنا لحد ما نطهر دارفور،” قالها اللواء بشارة بصوت مسموع رغم الهدوء. رد عليه كيكل بنظرة حادة وصوت واثق: “أي زول شايل سلاح للبلد، نحنا معاه… ما عندنا...
    #أحمد_أبو_غنيمة.. حين تألم! #احمد_ايهاب_سلامة قال لي ذات يوم بصوت اختلط فيه الأسى بالمرارة: والله يا عمي عاطل عن العمل منذ أكثر من عشر سنوات، وقد حرم شقيقي القاضي السابق من موقعه في الدولة اندهشت!رجل كهذا كان الأجدر أن تفتح له أبواب الجامعات والمعاهد ليعلم الأجيال وتمنح له المناصب ليثري الفكر السياسي لا أن تفتح له أبواب السجون! مقالات ذات صلة حين يغير شخص مصير مدينة 2025/05/08 من يعرفني يدرك تماماقسما، لو كان أخي الذي ولدته أمي خصما للوطن أو مهددا لمصلحته، لسلمته بيدي وحاربته بقلمي بعد الله وطني هو قدري ومأواي وهو منبت حلمي كان الأَولى أن يستثمر عقل أحمد أبو غنيمة، ليصبح منارة فكر في جامعاتنا، لا أن يطوق خلف قضبان من حديدعلى العقلاء الإفراج عن...
    أتساءل دوما عن السبب الذي يجعلنا نشعر بالاحتراق بعد أيام مجهدة ومركّزة ولذيذة كأيام معرض الكتاب، أتساءل عن السبب الخفـي لذلك الاحتراق العطري للبان أرواحنا، لا احتراق العبل وحشائش المزرعة. لا ينقضي معرض الكتاب فـي كل نسخه التي تعهدته فـيها و«تخرّست» فـيه كما نقول بلهجتنا الدارجة؛ إلا ووجدتني أودع عزيزا حين ينقضي، كأنما أواري فلذة من فلذات كبدي أو حبيبا مخلصا. قد يبدو المشهد شاعريا أو حزينا، لكن هذه الأيام التي تتيح لنا استراق الوقت للقيا الأحبة والصحاب الذين شتتنا السبل عنهم وفرّقتنا المعايش فـي بقاع عماننا الحبيبة أو خارجها، لا تشبهها أيام الأعياد حتى!. يمثل لي معرض الكتاب بحواراته الهامشية وأناسه «الهامشيين» ألفة دافئة أتوق إليها كل حين. وكعادتنا الظالمة فـي التركيز على ما يقع فـي دائرة الضوء فحسب...
    عبود آل زاحم*في تلك الليلة الثقيلة، لم يكن انكسار كريستيانو رونالدو بعد خسارة النصر أمام كاواساكي الياباني مجرد مشهد رياضي عابر، بل كان حدثًا إنسانيًا خالصًا، لحظةً تجمّد فيها الزمن، وارتفعت فيها مشاعر لا يُمكن تفسيرها بالكلمات.انحنى رونالدو برأسه إلى الأرض، لا لأنه استسلم، بل لأن من يعمل من القلب لا يُهزم بسهولة.أخبار قد تهمك أهمية ضريبة الدخل على التجار..! 26 أبريل 2025 - 10:15 مساءً “محمد بن فهد”.. إرث وعطاء وإنجازات بقيت للأجيال 6 أبريل 2025 - 8:38 صباحًالم يكن بكاؤه اعترافًا بالهزيمة، بل كان صرخة صامتة تعبّر عن أعوام من الشغف والجهد، عن الركض المستمر خلف المجد، عن كل ما بذله ليمنح الفريق الحلم.. لكنه، للمرة الأولى، لم يكفِ.في تلك اللحظة، بدا واضحًا أن القائد الأسطوري لم يكن...
    علي الهادي: حين تنفصل النقطة عن الجملة وتبدأ في الهمس وحدها، كدائرةٍ متلألئة نعي رمزي لفنانٍ لم يمت، بل تسرّب من الشكل اللون لا يختلط. النقطة لا تُزاحم. الهامش لا يجاور المعنى، بل يُربكه. ثم يمضي. حين تقترب من أعماله، لا ترى. أنت تُصغِي لما لا يُقال. الدوائر تتنفس، تدور حول نفسها ببطءٍ خفيفٍ لا يُقاس بالزمن، بل بالخسارات المتأخرة. الغياب ليس موضوعًا. الغياب هو وسيط اللوحة. هو مادتها الخام، والمادة هنا لا تُمسك، بل تُرتجف. الخط جريمة ضد الكائنات التي اختارت الاستدارة. الخط يعترف بالحد، بالدلالة، بالوصول. أما الدائرة فتلغي الحاجة إليه. هي لا تُخبرك، بل تُراوغك لم يرسم جسدًا، بل ارتعاشة. لم يرسم هيئة، بل ارتيابًا في أن الهيئة ضرورية. لوحاته كأصوات...
      نور بنت محمد الشحرية   حين كتب زعيم حركة حماس يحيى السنوار "الشوك والقرنفل"، لم يكن يدوّن حكاية ذاتية، بل أرّخ لوجع شعب مُحاصر، واختار من بين رماد القهر أن يزرع وردة أمل. لم تكن الرواية مجرد سيرة ذاتية، بل كانت وعدًا مؤجلًا بالثأر النبيل والانتصار الهادئ الذي ينبت من شقوق الجدار. في تلك الرواية، تجلّى السنوار ككاتبٍ يحمل قلبًا رحيمًا، يصف الألم لا ليُبكي القارئ، بل ليمنحه القوة. رجل يعرف تفاصيل الوجع، لا يكتبه من بعيد، بل من جوف النفق، ومن ظلال الزنزانة. من قرأ "الشوك والقرنفل" عرف أن السنوار لم يكن مجرد مقاتل، بل رجل يحمل في داخله إنسانًا مرهفًا، يُؤمن بالحب، ويتألم من أجل شعبه أكثر مما يتألم لنفسه. هذا السنوار الكاتب، ليس نقيضًا لمن أعلن...
    ظهرت هذه النظرية في رواية الكاتب البريطاني تيري براتشيت، على لسان شخصية «سامويل فايمز»، رجل الشرطة الفقير الذي قال:«الرجل الغني يشتري حذاءً جلديًا جيدًا بخمسين دولارًا يدوم عشر سنوات، أما أنا، فلا أستطيع دفع هذا المبلغ، فأشتري حذاءً بعشرة دولارات لا يدوم إلا سنة واحدة. بعد عشر سنوات، أكون قد دفعت مائة دولار على الأحذية، بينما الغني لا يزال ينتعل حذاءه الأول».وهي تُعد تشريحًا دقيقًا لعلاقة الفقر بالاختيارات المحدودة. فالفقير لا يستطيع الاستثمار في الخيار الأفضل، سواء كان ذلك حذاءً، أو جهازًا منزليًا، أو حتى تعليمًا عالي الجودة. فهو يُضطر إلى دفع المبلغ الصغير مرارًا وتكرارًا، ليشتري شيئًا رخيصًا يتوافق مع إمكانياته المادية، لكنه في النهاية سيكتشف أنه دفع أكثر بكثير مما دفعه صاحب الإمكانيات المادية الكبيرة.فالأسرة ذات الدخل المحدود...
     برلين (أ ف ب)    أخبار ذات صلة حارس هايدنهايم.. «ارتجاج دماغي»! كومباني وبيكنباور.. «حب بتوقيت السابعة» حرم لايبزج ضيفه بايرن ميونيخ من حسم لقب الدوري الألماني لكرة القدم، وفرض عليه التعادل 3-3 في المرحلة الثانية والثلاثين.وكان البايرن قريباً للغاية من حسم اللقب الـ33 القياسي في «البوندسليجا» حتى الدقيقة 95، حين كان متقدماً 3-2، لكن هدفاً قاتلاً من «البديل» الدنماركي يوسف بولسن حرمه من ذلك.كما كان يمكن لبايرن أن يحقق فوزاً دراماتيكياً، إذ كان متأخراً بهدفين عبر السلوفيني بنجامين شيشكو (11) ولوكاس كلوسترمان (39)، قبل أن يسجل ثلاثة أهداف عبر الإنجليزي إريك داير (62) والفرنسي ميكايل أوليسيه (63) ولوروا سانيه (83).وكان الفوز كافياً للعملاق البافاري لحسم اللقب والابتعاد عن باير ليفركوزن بـ11 نقطة مؤقتاً، قبل مواجهة الأخير لمضيفه...
    قال عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إنه في سنة 1982 كان وزيراً للإعلام في ليبيا، وزار البلاد أحمد سعيد، الإعلامي المصري الذي كان في عهد جمال عبد الناصر، يتدفَّق صوته الثوري القومي من إذاعة «صوتالعرب»، وقدَّم مشروعاً لمحطة راديو باسم «صوت العرب»، ومضمون برامجها، الحديث عن العلم والتنمية والثقافة، والتركيز على تطوير قدرات الشباب العربي، في عالم يندفع بسرعة نحو التقدم العلمي والتقني، والاستفادة من خبرات العلماء العرب في الخارج، وفي ذلك الوقت لم تظهر الفضائيات. أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، “أحمد سعيد قضى معنا أياماً في طرابلس، وتواصل الحديث بيننا ساعات طويلة.كنتُ في السنة الأولى بالمرحلة الثانوية بمدرسة سبها، عندما بدأت حرب الخامس من يونيو سنة 1967، وتجمع زملاء الدراسة ببيتنا، نتابع بفرحة وحماسة صوت أحمد سعيد،الذي...
    ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مدرب منتخب الصين لكرة القدم السابق لي تي خسر استئنافا ضد عقوبة سجن لمدة 20 عاما صدرت بحقه أواخر العام الماضي بتهمة تقديم وقبول رشى.تولى لي، الذي كان من أشهر اللاعبين في بلاده واحترف بالدوري الإنجليزي الممتاز ومثل المنتخب الوطني في كأس العالم 2002، تدريب الصين في أواخر عام 2019 حتى استقالته بعدها بعامين.وقالت محكمة إنه منذ 2015 حين كان مدربا مساعدا في نادي هيبي تشاينا فورشن وحتى عام 2021 حين استقال من تدريب منتخب الصين، قدم لي وتلقى رشى بلغ مجموعها 120 مليون يوان (16.51 مليون دولار).وأضافت المحكمة أنه في مقابل الرشى، كان لي يختار لاعبين بعينهم للمنتخب الوطني وكذلك مساعدة أندية على الفوز ببطولات والتعاقد مع لاعبين.وكان المدرب (47 عاما) أقر...
    بقلم : نورا المرشدي .. لم أكن ابنة فقط… كنتُ كل شيء.كنتُ قلبًا يمشي بجانب والدي وهو يصارع الموت،وكنتُ الحنجرة التي تحاول طمأنته وهو يختنق بفقدان الأوكسجين،وكنتُ اليد التي تطعمه حين لم تعد يداه قادرتين، ولا فمه يحتمل لقمة واحدة. كان والدي يرقد في مستشفى ابن القف، يصارع تبعات كورونا التي اجتاحت جسده فجأة، وخنقته ببطء.وكنت هناك… لا كزائرة، بل كابنة تتحمل مسؤولية أكبر من سنها،كمن تحوّلت فجأة من فتاة تفتش عن نفسها، إلى امرأة تحمل عائلتها على كتفها في أصعب لحظة. مشهد والدي وهو يطلب مني أن أطعمه ولم يستطع البلع، محفور في قلبي…عيناه تتوسلان، وجسده يرتجف، وأنا أبتسم رغماً عن دموعي،أحاول أن أطمئنه: “راح تطلع ، كلها أيام وتتحسن.”وأنا أعرف أن الوقت يسرقنا، وأن النهاية ربما أقرب...
    كان مازن يبحث عن كتابٍ يؤنسه في رحلته المقبلة إلى صلالة. لا يريد شيئًا عابرًا يقضي به الطريق الطويل في حافلة المسافرين من مسقط إلى ظفار، بل رفيقًا يعيد إليه الشغف الأول بالقراءة؛ كتابًا يفتح له بابًا إلى عوالم لا تُرى، كما فعل زقاق المدقّ يومًا، حين سحره نجيب محفوظ بكلماته الأولى:«الإنسان إذ يفقد جوهرة الحب اللامعة لا يتصور أنه سيسعد بالعثور عليها مرةً أخرى.»أو كما حدث حين سمع مظفّر النواب يصدح في المنفى:«أنتَ كما الإسفنجة، تمتصّ الحانات ولا تسكر»كان يبحث عن ذلك الرجف الخفيّ، عن قشعريرة البداية. لا شيء أقلّ من ذلك.لكن، ويا للأسف، حتى في أوسع مكتبات المدينة، لم يجد ضالّته. تصفّح الجديد والقديم، العربي والمترجَم، الشعر والرواية، ومع ذلك بقي الشعور بالظمأ كما هو. كأن كل ما...
    د. الهادي عبدالله أبوضفائر بأيّ عينٍ، يا تُرى، يُبصرُ أولئك القوم؟ أمن ثُقبِ الظلمة يُطلّون على العالم، أم من عماءٍ روحيٍّ طمسَ فيهم ملامح البصر والبصيرة؟ وأيُّ ضميرٍ ذاك الذي نُزعت منه نبضاتُ الرحمة، حتى غدا يرى في الشفشفة شرفاً يحتفى به، وفي السطو فنّاً يُدرَّس، وفي والاغتصاب تلذذاً وفي القتل وساما يُعلّق على صدر الفروسية؟ من هذا الذي يخرج إلى الناس مزهوّاً، يُبشّر باقتحام البيوت، وطرد الأبرياء العُزَّل، كأنما الرجولة لا تُعرَفُ إلا فوق ركام الضعفاء، ولا تتحقّقُ إلا بإذلال من لا يملكون سلاحاً سوى دموعهم وصمتهم وحقّهم في الحياة. أهي قوةٌ؟ أم جُبنٌ يُقنَّعُ بصليل السلاح؟ أهو نصرٌ؟ أم سقوطٌ في هاويةٍ أخلاقيةٍ لا قرار لها؟ كيف غدا الشرفُ نقيصةً في عرفهم، وانقلبت الموازين، فصار الشرف...
          د. إبراهيم بن سالم السيابي يُروى أن رجلًا كان سريع الغضب، لا يحتمل كلمة، ولا يصبر على استفزاز، وفي أحد الأيام، أسقط ابنه الصغير كوب ماء على بعض الأوراق التي كان يقرأها، دون قصد، فما كان من الأب إلّا أن صرخ في وجهه، وركله بعنف، فسقط الطفل وارتطم رأسه بالأرض، لحظات مرَّت كأنها دهر ونُقل الطفل إلى المستشفى مصابًا بإصابة بليغة. قال الطبيب للأب في غرفة الفحص إن الطفل: "سيكون بخير، لكنه يحتاج للراحة، وسيبقى هنا لعدة أيام". خرج الأب من الغرفة منهارًا، وجلس على أرضية الممر، يبكي بحرقة. لم يكن يبكي الورق، ولا حتى الكوب، بل كان يبكي قلبًا صغيرًا كاد يفقده في لحظة طيش فقال في نفسه: "ما انكسر لم يكن الكوب فقط، بل قلب...
    بقلم : عمر الحويج [ عند الإبادة الجماعية الأولى : كانوا ثلاثة تحت الشاحنة بفعل النزوح مختبئين . ] [ عند الإبادة الجماعية الثانية : كانوا ثلاثة تحت أسرتهم بفعل الدانات مختبئين . ] *** لا أحد يدري ، إن كان ذلك بفعل البرد القارس ، أو كان ذلك بانعدام المأوى : أياً كان الأمر ، فقد إندس ثلاثتهم ، تحت عجلات الشاحنة الضخمة . في اليوم التالي، كان ثلاثتهم، عنواناً -وإن لم يكن منزوياً كثيراً - في صحف الصباح .. ما حدث بعد ذلك لم تُشِر إليه الصحف ، في حينه .. لكنه وصل أسماع الناس .. كل الناس في ما بعد : الجماجم التي كانت ثلاثاً صارت في واحد .. الجماجم التي صارت في واحد، تقود...
    ذات نحيب، لا ناي فيه ولا وتر، كتب حسين خوجلي مرثية باذخة بمداد الدموع، لا بمداد الضمير الذي مات، يرثي فيها بيته الذي دمرته الحرب. كتب، كمن دخل عليه الشاعر العباسي بشار بن برد فقال له: قمْ فابكِ بيتكم يا فتى، فقد نُهبت حيطانه كما نُهبت أعصابك. غير أن الفارق أنّ بشار كان ضريرًا لا يرى الخراب، بينما حسين يراه في بيت أسرته ولا يراه في ميدان القيادة. يا لتعاسة البصيرة حين تقرر أن ترى ما يخصّك فقط، وتدير ظهرها لنداءات من بقوا تحت الركام. يا حسين، إن كان منزلك يبكي، فقد بكته فقط كاميراتك، أما نحن، فنبكي منازلًا بلا جدران، مات فيها الأمل مرتين: مرة حين أتت عليه قذائفكم، ومرة حين جئتم تبكون على أطلالٍ لا تعني...
    في مخيم المغازي وسط قطاع غزة تجلس أم بلال مثقلة بالحزن تسترجع لحظة اعتقال نجلها بلال وابن عمه أمام ناظريها في 4 يناير/كانون الثاني 2025 حين اقتادتهما قوات الاحتلال داخل دبابة، ولم يعودا منذ ذلك الحين. ومنذ ذلك الصباح بدأت الأم رحلة بحث مضنية عن ابنها تواصلت خلالها مع مؤسسات حقوقية والصليب الأحمر، مصطدمة بإجابات تفيد بعدم وجود معلومات، في حين أنكر الاحتلال وجوده واعتبره في عداد المفقودين. وحده أسير محرر أعاد شيئا من الأمل حين أخبرهم أن بلال كان محتجزا، وأنه كان بصحة جيدة. تقول أم بلال إن ابنها كان عونا لوالده يرافقه في تنقلاته ويقضي حوائج المنزل، وتروي كيف قال والده قبل اختفائه "أنا لن أرى ابني بلال"، وكأن الفراق كان قريبا. وبعد أشهر من الغياب والانتظار توفي...
    تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق رحل البابا فرنسيس، رجل الكنيسة الذي تخطت محبته أسوار الفاتيكان لتغمر قلوب الملايين حول العالم. لم يكن مجرد زعيم ديني، بل رمزًا عالميًا للسلام والتواضع والإنسانية. وفي لحظة الوداع، صدحت كلمات القادة والرموز الدينية والسياسية برثاء يليق بمكانته العظيمة.السيسي: خسارة جسيمة للإنسانيةالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نعى البابا قائلًا: “رحيله يشكّل خسارة جسيمة للإنسانية بأسرها.” فقد رأى فيه قائدًا يعلو فوق الانقسامات، حاملًا رسالة محبة لكل البشر.البابا تواضروس: كان مثالًا للتواضعرأس الكنيسة القبطية، البابا تواضروس الثاني، قالها ببساطة وصدق: “كان مثالًا للتواضع.” فقد جمعته بالبابا فرنسيس لقاءات قلبية تتحدث بلغة الروح، وروابط أخوية تتجاوز الطقوس والاختلافات. الإمام الطيب: مناصرًا للضعفاءشيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، وصفه بمناصر للضعفاء  إذ وقف البابا دائمًا بجانب المهمشين، ناصر اللاجئين، وحمل صوت...
          مُزنة المسافر   إنني أعيشُ في قنينةٍ من الخوف والخرف يا جوليتا، أنا والتوباكو نعرف جيدًا أننا لا ننفع أحدًا الآن، لقد سرقوني، سلبوا كل شيء، لم يتركوا لي غير التبغ يشتعل في ألم عظيم. جوليتا: من هم يا عمتي؟ ماتيلدا: أعدائي، لقد جاءوا ليلًا حين كنتُ نائمة، لقد سرقوا المسرح، لقد سرقوا صندوق النقود، لم أعد احتمل الكذب والسلب، نحن شرفاء يا ابنة أخي لكننا نُسرق ونُنهب لماذا؟ افعلي شيئًا من أجل عمتك الضائعة، لا أرغب أن أضيع أكثر، إننا نأكل جيدًا كل ليلة من المال الذي نجنيه من هذا المسرح، يا خيبتي، يا لحظي العائر، وقلبي الثائر، دعيهم يرحلون عني. لقد كبرت، لا أستطيع الركض خلف اللصوص، لقد أشهروا سكينًا في وجهي يا...
    بقلم: كمال فتاح حيدر .. بداية ارجو ان لا توجع حروفنا قلوبا ليس لها ذنب. . ندمت كثيرا عندما اكتشفت ان معظم الذين عشت معهم في العقود السابقة سرقوا مني الكثير، أو ربما لأني أعطيتهم كل شيء من تلقاء نفسي. فقد بلغت من العمر عتيا ولم اعد اكترث لما اخذوه مني وما تركوه لي. عشت أصعب أيامي بمفردي، أما الآن فلم يعد يهمني من يبقى ومن يرحل. لكنني ندمت كثيرا لأني أعطيتهم قيمة اكبر مما يستحقونه. فقد عشت معهم بلا قيود وبلا أقنعة في الوقت الذي كانت أقنعتهم مطبوعة على بطاقاتهم الشخصية. كان روبرت غرين يكرر مقولته: (عليك أن لا تكون ساذجاً، فتخطئ وتظن ان مظهر الناس يعكس حقيقتهم). ومع ذلك كانت اخطائي تتكرر بسبب طيبتي وسذاجتي. لم...
    في زمنٍ تهاوت فيه القيم، وتراجعت فيه المواقف، وخابت فيه رهانات كثيرة على من ظنّ الناس فيهم الخير، بزغ نجمٌ سودانيٌّ أصيل، لم يبرح مكانه، ولم يتخلّ عن وطنه، حين اشتدت المحن وتفرّق الناس أيدي سبأ . ذلك هو رجل الأعمال وابن السودان البار الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال، الرجل الذي وقف ثابتاً، مهيباً، شامخاً كجبال البحر الأحمر، في الوقت الذي غابت فيه أسماء لطالما تغنت بها الأضواء، لكنها خذلت السودان في لحظة الحقيقة. كان هو هناك ، واقفا في قلب المحنة ، شامخا بمبادئه ، متوشحا بحب وطنه رافضا مغادرته ، ظل مقيما بمدينة بورتسودان كأنما وجد في ازمتها رسالتهأنا لستُ ممن يهوى التملق، ولا ممن يبحث عن قرب رجال المال أو الجاه والمسؤولين، فأنا رجلٌ حرّ، أكتب بكامل...
    أثار مسلسل "معاوية" الذي عُرض على شاشة الـ mbc لهذا الموسم من شهر رمضان جدلا واسعا، وأحدث ردود فعل متباينة، فقد أثنى بعضهم على العمل واستحسنه في إطار تفنيد روايات الشيعة في النيل من معاوية بن أبي سفيان، وكانت بعض ردود الفعل الأخرى منتقدة وساخطة لما تضمنه المسلسل من أخطاء ومغالطات تاريخية، وتشويه متعمد لصورة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وما عرضه من مشاهد مسيئة لنساء الصحابة وفق منتقديه. ويشار إلى أن المسلسل بدأ إنتاجه عام 2023، وبلغت كلفة إنتاجه 100 مليون دولارا حسب ما أعلنته مواقع صحفية، وتوقف تصويره لأسباب واعتبارات متعددة، وتم تأجيل عرضه، وأثار حينذاك انتقادات واسعة، واعتراضات شديدة، على خلفية بعض مضامينه وتجسيده للصحابة الكرام، وهو ما اعترضت عليه مؤسسة الأزهر في مصر. ووفقا...
    في يوم ذكرى سقوط الطاغية (11 ابريل 2019) لن تهطل الأمطار و(السيدين) في كوبر! أو: لماذا اذن لا يحكمكم الا الأغبياء؟ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ عمر بن الخطّاب (رض) في سبعينات القرن المنصرم التقى مبعوث سوداني يدرس في لندن مع خواجة عجوز في حانة، ما أن رأى الإنجليزي العجوز السوداني، حتى قال له: انت من منطقة (.. ) في السودان! دُهش السوداني واعتقد في البداية انه أمام عرّاف انجليزي يتحدث العربية بلكنة اهل السودان! قال للخواجة بعد ان التقط أنفاسه التي ألجمتها المفاجأة: انا فعلا من هناك، ولكن كيف عرفت ذلك؟ لم تكن هناك أية معجزة او كهانة، أوضح الخواجة العجوز ببساطة: كنت مدرسا في حنتوب! اعرف كل شيء عن بلادكم، لكن قل لي لقد قمت...
    ********* كان “محجوب شريف” وقبل ان يصاب بداء الرئة الذي أقعده عن الحركة الواسعة لعدة سنوات ماضية يحب جدا عمل الخير الميداني والتطبيقي، حيث أسس في الثورات البعيدة بام درمان مؤسسة أو منظمة (رد الجميل) التي كان يستقطب من أجلها العفش المتهالك الذي ترميه الأسر في أركان الحوش أو في المخزن، فيشجعهم على التبرع به ليصنع من ذلك الأثاث بواسطة الصبية المشردين أثاثاً جديداً يمكن تسويقه ومساعدة هؤلاء الصبية والأطفال واسرهم النازحين بريع بيعه لسد حاجاتهم وحاجات أسرهم الحياتية، وقد نذر نفسه لهذه الخدمة كما كان ناشطاً في تأسيس جمعية مرضى الفشل الكلوي للأطفال بطريقة لا تخطئها العين. ظل “محجوب شريف” يلبي دعوة الجاليات السودانية في الدول العربية والأوروبية، فيستغل الفعاليات ورحلات العلاج لجمع المزيد من الدعم لمنظمته الخيرية التي...
    بعد مشاهدتي للقاء فارس النور مع عزام، راودني نفس الإحساس الذي انتاب حنة آرندت عندما قابلت أيخمان في كتاب ( تفاهة الشر ) ، حين قالت: “إن التفاهة تكمن في استقالة العقل والضمير عن تحمل المسؤولية بوعي.” ذلك النوع من الاستقالة الشعورية التي تجعل صاحبها غير قادر حتى على اختيار عنوان مناسب لمقابلته، لدرجة أنه بدا مندهشاً حين سأله عزام: “عن ماذا إذن ستعتذر؟” وفجأة، نجد أنفسنا أمام الرجل الذي كان يوماً ما مستشاراً لقائد قوات الدعم السريع، تلك القوات التي ارتكبت كماً هائلاً من الجرائم، واستقال منها لأسباب ظن متابعوا اللقاء أنها أخلاقية. ظننا أننا على موعد مع لحظة اعتراف، مع ندم صادق على ما حل بالسودان و عن كيف كان بإمكان إنقاذ ما يمكن .لكن المفاجأة كانت أن...
    كانت الخيمة تضيق على قلبها، لكنّها لم تتوقع أن يضيق بها الهواء حرفيًا، وينهار عليها السقف القماشي المثقل بالغبار واللهيب. عند الفجر، في حي المنارة بمدينة خان يونس، كانت إيناس العقاد (36 عامًا)، النازحة مع أطفالها الخمس وزوجها، تستعد ليومٍ آخر من القلق، حين سقط بقايا الصاروخ، الذي استهدف منزل عائلة العقاد فجأة، دون إنذار، ودون رحم، على خيمتهم.«كان يبتسم وهو يموت في حضني».. قصة إيناس العقاد«كنا نائمين في الخيمة... دفننا الصاروخ تحتها»، تقول إيناس وعيناها تطفحان بدموع لا تنضب، وكلماتها تتهدج وكأنها تحاول أن تُنطق جرحًا لا يتكلم. حين دوّى الانفجار، احتضنت أبناءها بكل ما تبقى فيها من جسدٍ وروح، ونادت على زوجها بصوتٍ مكسور: «أشرف! أشرف! ردّ عليّ». لم يجب. سقط عمود الخيمة على ظهرها، ومع ذلك...
    ولأن الأحلام السيئة لا تموت، تحوّلت نبوءة الأب إلى فكرة ملحّة في ذهن الجنرال. وهكذا خطرت الفكرة في رأسه… لا كقرار استراتيجي، بل كانت لحظة انخطاف رمزي، تتويجًا لوهم داخلي دفين: أن يكون لابن البرهان، أخيرًا، شيء يُذكر… ولو كان رسالة انبطاح مختومة بختم الرضا الإسرائيلي. أرسل البرهان مبعوثه الشخصي إلى تل أبيب، لا ممثلًا لحكومة بورتسودان، بل كمقاول قلق في مزاد الشرعية الدولية، يبحث عن شهادة “حسن سير وسلوك” من الخارج ليُقنع العالم أن الجريمة قابلة للإخراج… متى ما توفّر لها راعٍ رسمي. وبين تل أبيب وطهران، لا يبدو البرهان صاحب وجهة، بل زبونًا دائمًا في سوق الاصطفاف؛ وولاءً مشفوعًا بخيبة من إيران. ليس في هذه الرحلة ما يشي بالكرامة، بل كل ما فيها يشبه مشهدًا من...
    في إحدى الجلسات التي جمعتني بأصدقاء أعتز بهم، كنا نتحدث في شتى المواضيع، إلى أن وصل بنا الحديث ـ على غير قصد ـ إلى غيرة وحسد الأصدقاء. وما إن طُرح الموضوع حتى بدا كأنه باب كان ينتظر أن يُفتح.  جلسنا نضحك بداية، كلٌّ يروي قصة طريفة مرّ بها، عن صديق أبدى غيرة غير متقنة الإخفاء، أو عبّر عن إعجاب مشوب بالمرارة. ثم بدأ الحديث يأخذ عمقاً مختلفاً، تحول الضحك إلى تأمل، والقصص الطريفة إلى اعترافات مضمخة بالحزن والخذلان. المفاجئ ليس أن الحسد موجود بين الأصدقاء، بل أن وجوده بات مألوفاً إلى حدّ أننا لم نعد نشعر بخطورته. نراه، نبتسم له، ونسميه "طبيعي"، وكأن الغيرة غريزة لا علاج لها. نضحك منه مرة، ونتغاضى عنه مرات، ونحاول تبريره أحياناً. لكن...
    ما الذي كان في ذهن المخرج الكبير صلاح أبو هنود حين استل الجزء الثالث من ثلاثية الأندلس للكاتب الشاب وقتها د. وليد سيف؟ ما الذي كان هناك من سياق سياسي عربي؟إنها منتصف الثمانينيات: بعض تحولات الحكم، ووصول شخصيات للحكم في الحقب السابقة منذ ما بعد الاستقلال، وصولا لحراكات الثمانينيات السياسية. وربما هو رجوع صرف للتاريخ دون إسقاط سياسي تاريخي تجاه حاكم لاحق لحاكم سابق هو المنصور بن أبي عامر الذي وصل رأس الهرم السياسي قادما من قريته البعيدة عن عاصمة الخلافة في قرطبة، في الزهراء العامرة.سيجد الناس دوما مجالا للحديث عن تاريخ تلك الشخصيات التي شقّت طريقها إلى أعلى هرم السلطة والحكم!هنا، وفي أمكنة وأزمنة أخرى، سيكون هذا الحاكم، أو ممن لهم نفوذ في "المطبخ السياسي" مجال روايات وقصص، لأولئك...
    ماجد محمد كشف الطبيب الشرعي، الذي حلل عينات من دم أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا أثناء محاكمة الفريق العلاجي، أمس الثلاثاء، أنه لم تكن لدى مارادونا أي آثار للمخدرات أو الكحول في دمه لحظة وفاته عام 2020 وقال الطبيب إيسيكييل فينتوسي، أن مارادونا وبوله وأغشيته المخاطية بعد وفاته: “لم تكشف أي من العينات الأربع عن آثار للكوكايين أو الماريغوانا أو عقار (إم دي إم إيه) أو عقار النشوة أو الأمفيتامين أو الكحول”. وكشفت التحاليل عن 5 مواد من الأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الصرع، ومضادات الغثيان. وشهدت عالمة التشريح سيلفانا دي بييرو، التي قامت بتحليل الأعضاء، أن الكبد أظهر علامات تلف، بالإضافة إلى اكتشاف قصور في الكلى والقلب وأمراض مزمنة في الرئتين. وجاءت هذه الشهادات في مطلع الأسبوع الرابع من...
    غزة "عُمان" بهاء طباسي: في ظلال الدمار والدموع، كانت تكبيرات عيد الفطر المبارك تتسلل من بين الأنقاض كأنها أنفاس أخيرة لحلم متلاشٍ. وسط ركام مسجد كان يومًا يعج بالمصلين في حي الشجاعية، جلست أم زكي عوض الله تحت ظل جدار مائل، تراقب السماء الرمادية، بينما تحاول جاهدة تهدئة صغيرها الذي لم يعرف من العيد سوى صوت الطائرات وقصف المدافع.كانت تحكي له عن أعياد مضت، عن «بدلة» العيد التي اشترتها له قبل أن تسلب الحرب منزلهم، عن بسمة إخوته الذين قضوا في غارة سابقة، عن فرحة الجد والجدة وهم يوزعون العيديات. لكن الطفل لم يكن يسمع سوى دوي ذكرياته الحديثة، حيث انفجار الصواريخ وصرخات الجيران.أنفاس العيد الأخيرة تحت الركامفي زاوية أخرى من المخيم الواقع في مدينة غزة، كانت هدى بارود تجلس...
            مُزنة المسافر   كان مشهدًا درامتيكيًا، كنَّا نرقص بطريقة أفقية، رأسية دونما توقف، لم يوقفنا شيء، واللحن بدء بالصعود أكثر نحو السقف الذي يمتلئ بالغضب، وأي غضب هذا، كان حقدًا دفينًا لم ننجو منه. إنِّه حقد المنتقدين لرقصنا، من هم يا ترى؟ أتساءل دومًا، وأسأل عمتي ماتيلدا التي ترفض قول أسمائهم أو البوح بأهدافهم، إنهم فقط بين المتفرجين، بين المتوددين لنا، إنهم يأتون ليصنعوا لنا تصفيقًا مزيفًا، مهددًا بانطفاء أنجمنا من أعلى سماء. الفرجة لا تكفيهم، دومًا عمتي تقول هذا، لابد أن نقدم الأفضل، وأن يكون رقصنا الأعظم. ماتيلدا: ارقصي يا ابنة أخي، إنك ترقصين كأرنبة برية تنط دون توازن. ارقصي مثل الغزالة. جوليتا: لكنهم ضباع يا عمتي. ماتيلدا: وإن جاء الشياع، ستكوني جاهزة للهرب، إنْ...
    الحركة الإسلامية تحاول من جديد تغيير جلدها، الحرس القديم يتراجع الى الخلف (نفس قصة اذهب الى السجن حبيسا) ويذهب المصباح (ممثلا عن الجيل الرابع) الى القصر رافعا العلم! نفس الأوهام القديمة في قناني جديدة، لا ابداع ولا أفكار جديدة في محاولات الخم التي صارت لهم دينا وديدنا. اثناء محاولاتهم لسرقة الثورة كانوا يعيدون انتاج بعض شعاراتها، وحين كان الثوار السلميين يغلقون بعض الشوارع لتأمين مواكبهم، ورغم انهم كانوا يهاجمون تتريس الشوارع لأن المرضى لا يستطيعون الوصول الى المراكز الصحية! (كأنهم يهتمون لمريض او فقير) لكنهم قاموا بعد حين بالإيعاز للناظر ترك، الذي قام (بتتريس) الوطن كله، حين قام بإغلاق الميناء والطريق القومي! حتى الاعتصام لم يسلم من محاولات الاستنساخ، فبعد ان قاموا بكتائبهم بارتكاب جريمة فض الاعتصام، وتمهيدا لانقلابهم انشأوا...
    أهل الهامش.. عندما يروون العاصمة من عرق جبينهم في زحام الخطابات السياسية الرنّانة، تختفي حكايات من يصنعون الحياة اليومية بعرق جبينهم. ليسوا أعداءً للعاصمة كما يُزعم، بل هم شرايينها النابضة بالحياة. هؤلاء الذين يُوصمون بـ"أهل الهامش" هم في الحقيقة حرّاس الذاكرة وصنّاع التفاصيل الصغيرة التي تُبقي المدن قادرة على التنفس. بنوك الدم- حين يصبح الخبز دواءً في أزقة أم درمان، لم تكن "المريسة" مجرد مشروب، بل نظاماً اقتصادياً كاملاً. تلك العجينة المخمرة من الذرة أو الخبز البائت، والتي تُباع بقرشين، كانت مصدر رزق لعائلات بأكملها. "شيخة الإنداية" و"البابكول" (ناقلو المواد الخام) لم يكونوا مجرد بائعين، بل خبراء في كيمياء التخمير، يعرفون كيف يتحكمون بدرجة الحموضة والتركيز لصنع "العسلي" الشفاف أو "البيضة" الغنية بالبروتين. حتى أنهم طوّروا مصطلحاتهم الخاصة: "العرقي...
    ماجد محمد فارق رجل الحياة حينما كان يحاول شراء وجبات طعام من ماكدونالدز لأحفاده، بعد أن تعرض لإطلاق نار داخل مطعم الوجبات السريعة في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. وذهب الجد إلى المطعم لطلب وجبات الأطفال قبل توصيلهم إلى المنزل، حين اندلع شجار وهو يجلب الطعام بين مجموعتين من الأشخاص وجرى إطلاق النار، فوقع الجد المسكين في مرمى نيرانهم، وفق صحيفة “ميترو”. وكان الأطفال ينتظرون في السيارة مع جدتهم تيريزا، حين رأت ما يجري، وأسرعت إليه لتكتشف أنه أصيب بخمس طلقات نارية، واحتضنت زوجها الذي تزوجته منذ 39 عاماً، وسمعته يقول لها كلماته الأخيرة: “أشعر أني سأموت”. وتم نقل الرجل إلى مستشفى ميموريال هيرمان، حيث توفي متأثراً بجراحه، وقالت زوجته: “كان متيماً بأحفاده، كان زوجاً وأباً وأخاً وجداً استثنائياً، لقد...
    اعتادت الكاتبة والمترجمة الأردنية نداء غانم أن يمرَّ رمضان طفولتها هادئًا ودافئًا وسط أسرتها الصغيرة، ما عدا مرة كانت بطلة لحكاية مضحكة.تحكي: «من عاداتي الرمضانية وأنا صغيرة أن أستأثر بمهمة تقطيع السلطة قبل الإفطار، في التوقيت ذاته كل يوم. لم يكن الأمر مجرد مهمة، بل معركة صغيرة أرفض التنازل عنها، شريطة أن أبقى في مكاني، جالسةً أمام التلفاز لمشاهدة مسلسل الجوارح، ثم جزأيه التاليين الكواسر والبواسل، وكأنه طقس لا يُمسُّ. لا أفوّت لحظةً من المسلسل، وأنا أقطِّع الخضار إلى قطع متناهية الصغر، بغرض إطالة وقت التقطيع ليعادل زمن عرض المسلسل. ذات مساء، بعد أن غادر الضيوف، دخلتُ غرفة الضيوف أو الصالون لجمع الأطباق وأكواب العصير كنت في السادسة من عمري، لكنني بدلًا من ذلك وجدت نفسي أسكب العصير في جوفي،...
    في كل عام، وفي الأيام الأولى من الشهر الفضيل، أتصفح الفضائيات، لعلي أعثر على مسلسل أتابعه أو مسلسلين، لكنني للأسف أعود بخفيّ حنين. وبالرغم من ذلك أجدني أتابع هنا وهناك، لعلي أرى مواضيع المسلسلات، بحثا وراء مضامين ميلودراما عربية تتعلق بقضايا الإنسان العربي، وتحولات الأوطان، باتجاه الخلاص الجمعي.ونحن نشاهد هذه الأعمال، نجد أنفسنا منشدين لحنين العقود الثلاثة آخر القرن العشرين، ولربما جزء من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وهكذا فقد وجدت نفسي، في رمضان هذا، أمام السيناريست العربي أسامة أنور عكاشة، ابن مصر الثقافة والفنون، الذي عشنا معه معظم سنوات عمرنا، والذي، رحمه الله، كان جزءا غاليا ومهما من تكويننا الفكري والثقافي.كنت طالبا في مصر أوائل التسعينيات، وكانت القناة الأولى تبث مسلسل ليالي الحلمية، وكنا نحن الطلبة غالبا ما...
    في شتاء 2025، وبينما كانت الثلوج تكسو مدينة تورين الإيطالية انطلقت دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص وسط أجواء من الحماس والتحدي وكعادته كان الفنان حسين فهمي حاضرًا هناك، ليس كنجم سينمائي فقط، بل كسفير للأولمبياد الخاص الدولي ذلك الدور الذي تبناه بحب منذ سنوات، مؤمنًا بقضية هؤلاء الأبطال الذين يواجهون التحديات بشجاعة وإصرار .حرص حسين فهمي على التواجد في أماكن المسابقات المختلفة، يتنقل بين صالات التزلج، والجبال المغطاة بالثلوج، حيث كان يشجع ابطال الاولمبياد الخاص بكل ما أوتي من حب وحماسة لم يكن مجرد متفرج ورغم شهرته الفنية الواسعة بل كان جزءًا من الحدث حيث يلتقي بأبطال الأولمبياد الخاص، يصافحهم، ويعبر عن فخره بهم يبتسم لفوزهم ويشد على أيديهم عند التعثر.في أحد لقاءاته قال الفنان حسين فهمي: "هؤلاء الأبطال...
        سلطان بن محمد القاسمي   نعيش هذه الأيام أوقاتًا عظيمة، وأزمنة كريمة، هي ساعات شهر رمضان المبارك، ودقائقه، وثوانيه الفريدة، وهي تمر سريعًا حتى لا تكاد تمسك إلا من حريصٍ ومثابر. فكم من شخصٍ أدرك رمضان العام الماضي وهو بيننا، ثم لم يُكتب له أن يشهده هذا العام، وكم من متمنٍّ أمله أن يبلغ هذه الأيام لينهل من بركاتها، لكن شاء الله له أمرًا آخر. وشهر رمضان فرصة لا تشبهها الفرص، هي فرصة الروح لتنتعش، والقلوب لتبتهج، والنفوس لترتاح وتسعد. رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل مدرسة تربيةٍ عظيمة، تفتح أبوابها كل عام؛ لتهذب النفوس، وتعيد ترتيب الأولويات، وتغرس في الإنسان معنى العطاء، والرحمة، والصبر، والإحسان. قبل أيام قليلة، شدني موقف لن أنساه، موقف علمني معنىً...
    السيدة العزيزة ندى، السلام يغشاكِ والإله يرعاك ويمحُ خَطَاك ويزورك مولاك وبعد، فلقد وصلنا ردّكم المفحم على رسالتنا التي بعثناها لكِ عبر الوسائط الاجتماعية، هذه التي أصبحت أسرع واهم وسيله للتواصل، بعد أن توقّف البريد وساعيه، كما اختفت البوستة عندنا في السودان واصبحت اثراً بعد عين وخرابات ينعق فيها البوم، ومؤى للهوام والخفافيش. بل أكثر من ذلك، تغيّرت ملامح الرسائل وفقدت تلك الحميمية المعروفة عنّا، فماذا تخبئه لنا الاقدار ياترى.. تذكرين ياندى أننا ارشرنا في رسالةٍ سابقة انه قد تقلص دور القلم والورق بل انه كاد ان ينتهي بهما الي ارفف المتحف، ونتيجة ذلك اختفت لحظة الانفعال الأولى التي كانت تصاحب الكتابة اليدوية، حين كان ينحني الكاتب على ورقته ليخطّ كلماته بصدق، بلا مجال للتراجع أو التعديل السريع كما...
    #سواليف #ترامب… حين تتحول #السياسة إلى #سيرك_عالمي! بقلم: أ. د. محمد تركي بني سلامة عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس كرئيس، بل كمدير تنفيذي لمشروع جديد عنوانه: “كيف تبيع العالم قطعة قطعة وتربح من الفوضى؟”. في غضون شهر واحد فقط، نجح في تحويل المشهد السياسي إلى عرض هزلي، حيث تُدار الحروب كصفقات، ويُعامل الحلفاء كزبائن، بينما تُلقى التصريحات المستفزة ضد القادة الأوروبيين وكأنهم موظفون صغار في شركته العقارية العملاقة، المسماة “البيت الأبيض للاستثمارات الجيوسياسية”. يبدو أن منصب رئيس الولايات المتحدة لم يعد سوى واجهة لمشروع استثماري ضخم، لا يهم فيه سوى الأرباح والمصالح، ولو كان ذلك على حساب استقرار العالم بأسره. مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: لم نلتزم بالاتفاق ودعم أميركا لنتنياهو خطوة خاطئة 2025/03/04 في...
    آخر تحديث: 4 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف حين اندلعت الاحتجاجات في العراق عام 2019 سقطت حكومة عادل عبدالمهدي بعد أن تسببت بمقتل أكثر من 700 شاب من بين المحتجين. لم يجد النظام يومها بداً من الرضوخ لوصفة أميركية جاهزة، عنوانها مصطفى الكاظمي. الرجل الذي سبق له أن شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة وقد اعتبرته الأحزاب والميليشيات متورطا في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس عام 2020 كما أن اسمه كان مدرجا ضمن المتهمين بما سُمّي بسرقة القرن. كانت الوصفة ناجحة نسبيا بعد أن نجح النظام في الإفلات من المساءلة الدولية بسبب ما ارتكبه من جرائم في حق المتظاهرين السلميين. وعلى الرغم من أن وجود الكاظمي على رأس حكومة جديدة كان أشبه بحبة دواء مهدئة جنبت...
    تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ. كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التلفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا...
    المناطق_واساكتنزت جزر فرسان عبر تاريخها القديم، عادت وتقاليد لاستقبال شهر رمضان ، ابتهاجًا بمقدمه ، وبِشارة بنفحات الإيمان والأجواء الروحانية التي تلقي بظلالها على مظاهر الحياة مثل كافة المجتمعات، واختصت بعادات رمضانية لمجتمع ينام بين أحضان البحر.واعتادت النساء في فرسان قديمًا،أن يدهنّ البيوت فتزهو النقوش وزخرفات الجصّ ويبدو بياضها ناصعًا، فيما تُفرش ساحات المنازل وأفنيتها الداخلية والخارجية بـ”البِطاح” وهو الحصى الذي تقذفه أمواج البحر على الشواطئ، ويُفرش بنسق خاص، يمنح البيت الفرساني خصوصيته ورائحته البحرية المميزة.وجالت آمنه بنت موسى عقيلي بذاكرتها نحو عقود مضت، حين كانت تقوم وكثيرات من النساء بتجديد طلاء “رُكب القعايد” وهي قوائم السرير الخشبية، وتهيئة الأواني والأدوات المنزلية، وإعداد البهارات والتوابل، وتجهيز السجادات والأدوات المختلفة المنسوجة من “الطفي” وهو سعف الدوم، وتجهيز التنور الفخاري “الميفا”، وكذلك...
    مرت عدة أيام مذ احتفلنا بيوم المعلم، وإذا ما تساءلنا عن معاني الكلمة يجيبنا أحمد مختار عمر صاحب معجم اللغة العربية المعاصر بقوله «مُعلّم: مَن مهنته التّعليم دون المرحلة الجامعيَّة (أما فـي المرحلة الجامعيّة فـيُسمّى مدرِّسًا أو أستاذا)». يمثل هذا التعريف بذرة شاملة لكل عائلة فـي العالم، فالمعلمون الأُوَل فـي كل بيت، هم أمهاتنا وآباؤنا الذين وضعوا اللبنة الأولى فـي حياتنا ورؤيتنا المنطقية للأمور وقياسها، وهذا الأمر ليس مقتصرا على ثقافتنا العربية التي تعلي من شأن العائلة وأهميتها فـي تنشئة النشء وصنع الأساس الأخلاقي والعملي لحياتهم الآتية، إنما هو شأن عالمي مما اتفقت الحضارات والأمم عليه.تجف الأقلام فـي الكتابة عن الوالدين ومن يقوم مقامهما من الأجداد فـي حضور وغياب الوالدين، وليس من السهولة بمكان الكتابة عن موضوع كهذا، فالأبوان وإن...
    كتب هادي جلو مرعيفي آخر لقاء جمعنا بالسيد مصطفى الكاظمي قبيل نهاية عمل حكومته في قصر الزقورة كان طعام الغداء متواضعا للغاية مع إنني معروف بعدم رغبتي بالطعام والإكتفاء بالقليل، ولعلها الرغبة بحرمان ديدان القبر من أن تصاب بالتخمة، وكان السيد الكاظمي يبدي إهتماما بالحاضرين، وهم قلة من الكتاب، وكان يستشهد بي حين يتحدث ويصفني بالصديق وكررها لثلاث مرات في تلك الجلسة اليتيمة مع إنني متيقن في سري أن أغلب الحاضرين من تلك القلة كانت لهم حظوة في مكتبه.ربما كان ذلك اللقاء هو الثاني بعد لقاء جمعنا بالسيد نوري المالكي حين كان رئيسا للوزراء في دورته الأولى، وكان السيد الكاظمي حاضرا ضمن وفد من الشخصيات الإعلامية والكتاب والصحفيين من أجل الصحفي منتظر الزيدي الذي رمى بحذائه مستهدفا الرئيس جورج بوش...
    نظر إلى صفوف الأشجار المتهالكة في مزرعة العم صالح، والحشائش التي نمت بعشوائية في أماكن كثيرة من المزرعة، حاول تذكر موقع شجرة البيذام الكبيرة التي كانت تقبع بجوار الساقية، والتي كان يحب تسلقها والتمتع بطعم ثمارها الحمراء اللذيذة القانية، كان يرمي بعض حباتها لأصدقائه المنتظرين أسفلها، ويجمع الباقي في فانيلته، ويمسكها بإحكام قبل أن يهبط على الأرض، كانت ثمارها تخلو من الدود على عكس شجرة البيذام المستقرة في الجهة الشرقية التي يتركون حباتها حتى تجف ومن ثم يجمعونها لاستخراج اللب القابع بداخلها.حدق في الجهة المقابلة رأى أشجار السدر قد تحولت إلى أغصان ذابلة جافة تقف مطموسة الملامح في مواجهة الشمس، بينما الريح تسرق من عمرها في كل لحظة غصنًا أو تضيف انكسارًا جديدًا في جذعها المتآكل.شعر بغصة أكبر حين جلس...
    « أنا لا أعيش يومي بل أنجو منه» - دستويفسكي-كان «مال الله» أو «مالان»، كما يُختصر اسمه في كلمة، يقف منتظرا أن يقطع الشارع، بعد أن قطع ساعة الغروب مشيا من بيت أخته بفردة عكاز؛ وفي طريقه صعد وهدة منخفضة تنفرج على بساط صخري، لتنتهي خطواته بمستراح الشارع العام.هذه العادة شبه اليومية من الحذر هي ما جعل رحلة «مالان» آمنة لا تقربها المخاطر، حيث لا يتذكر أنه قطع الشارع وتسبب في وقوف مفاجئ لسيارة مسرعة؛ فحين ينتصب للعبور، لا يهمه الوقت الذي سينتظره قبل أن يجدف قاطعا الشارع، وأثناء ذلك الانتظار كانت حواسه تتنزه بالنظر في شكل ومحتوى كل سيارة قادمة؛ المشاهد تمتعه لأنها جديدة عليه، فكل سيارة لا تعني الأخرى، وما سيراه فيها - من وجوه- لن يتكرر. لا...
    أعتقد أنني كنت أتملص من كتابة الرواية بحيلة ما، لقد بدت الرواية للفتاة التي كنتها في مطلع العشرين عالما محفوفا بالقَداسَة لا يمكن سبره دون تكوين ذاتي ونفسي ومعرفي هائل؛ فالرواياتُ التي ظلتْ مفتونةً بعوالمها العذبة متوشّحة بالسحر والدهشة العالية وهي لم تكن ساحرة بل مجرد فتاة تطالع كتبا في بيئة اعتاد أفرادها أن تنتهي صلتهم بالكتب بمجرد فراغهم من المدرسة، فلم يكن الكتاب سوى فعلٍ ذي صلة بالدراسة فحسب. لكنها رغم جلافة تلك البيئة ومن أحاط بها في -حيّزها العائلي- ظلت تمضي كالمسرنمة إلى الحكايات المبثوثة في مختلف المجلات والكتب القصصية التي تصادفها، وتلوذ بظلها في شهور الصيف الملتهبة.في البدء كانت الروايات باعثًا للتحايل على النهارات الرتيبة حين لا يستعرض التلفزيون -وهو وسيلة الترفيه الوحيدة في ذلك الوقت- ما...
    يمانيون../ شهدت حملة التغريدات “إنا على العهد”، التي انطلقت في الساعة التاسعة من مساء اليوم، تفاعلا كبيرا؛ وفاء لسيد الأوفياء – شهيد الإسلام والإنسانية، السيد حسن نصر الله. وأكد المغردون أن أحرار اليمن يبادلون السيد حسن نصر الله الوفاء بالوفاء، وأنهم على العهد باقون، وعلى الدرب سائرون.. مشيرين إلى أن السيد نصر الله لم يكن فردا، بل كان صرخة أمة، ورمحا كسر هيبة الطغيان. وأوضحوا أن تشييعه كان زلزالا هز الأرض تحت أقدام الطغاة، وصاعقة نزلت على رؤوس الأعداء، ومثل رسالة واضحة بأن نهجه باقٍ، ورايته لن تسقط، والمقاومة مستمرة حتى النَّصر، وأن الأقدام التي مشت خلف نعشه ستمضي حتى القدس.. مؤكدين أن الأمة التي تودِّع قادتها بهذا الزّحف المليوني لا يمكن هزيمتها. وأشاروا إلى أن الحشود الهادرة في تشييعه...
    الثورة نت/.. شهدت حملة التغريدات “إنا على العهد”، التي انطلقت في الساعة التاسعة من مساء اليوم، تفاعلا كبيرا؛ وفاء لسيد الأوفياء – شهيد الإسلام والإنسانية، السيد حسن نصر الله. وأكد المغردون أن أحرار اليمن يبادلون السيد حسن نصر الله الوفاء بالوفاء، وأنهم على العهد باقون، وعلى الدرب سائرون.. مشيرين إلى أن السيد نصر الله لم يكن فردا، بل كان صرخة أمة، ورمحا كسر هيبة الطغيان. وأوضحوا أن تشييعه كان زلزالا هز الأرض تحت أقدام الطغاة، وصاعقة نزلت على رؤوس الأعداء، ومثل رسالة واضحة بأن نهجه باقٍ، ورايته لن تسقط، والمقاومة مستمرة حتى النَّصر، وأن الأقدام التي مشت خلف نعشه ستمضي حتى القدس.. مؤكدين أن الأمة التي تودِّع قادتها بهذا الزّحف المليوني لا يمكن هزيمتها. وأشاروا إلى أن الحشود الهادرة في...
    محمد يحيى الملاهي‌ ‌ حين ارتفعت صرخات الحشود: “إنّا على العهد”، اختلطت دموع الفراق بصوت التحدي، رافضةً أن يُدفن القائد وحده، وكأن الأُمَّــة تُعيد اكتشاف ذاتها: نبكيك؛ لأَنَّك جعلتنا نرفض أن نبكي على ذلِّنا. السيد حسن نصر الله، شهيد الإنسانية وشهيد المقاومة، لم يكن مُجَـرّد قائد، بل كان وجدان أُمَّـة وضميرًا حيًّا لا يعرف المساومة. رحيله لم يكن خسارة فردية، بل زلزالًا هزَّ ضمير العالم الحر؛ لأَنَّ العظماء لا يموتون، بل يحيون في قلوب الشعوب التي نذرت نفسها للحق. لم يكن السيد وحده في رحلته إلى الخلود، بل لحق به في هذا المجد رفيق دربه، الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الرجل الذي كان سنده في كُـلّ معارك العزة، وقلب المقاومة النابض بالحكمة والصبر. حين حملت الجماهير نعشيهما في بيروت، كانت...
      الثورة / جميل القشم في لحظة مفصلية وفارقة من تاريخ الأمة، وفيما يستعّد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، يفيض وجدان اليمنيين بمشاعر العرفان والوفاء لقائد صدح بالحق بلا هوادة، وظل سيفه مشرعًا في مواجهة الظلم والطغيان. من مواقع التواصل إلى المنصات الإعلامية، تعج الساحة اليمنية برسائل التقدير والوفاء، في مشهد يعكس حجم الارتباط العاطفي والفكري الذي جمع بين اليمنيين وبين قائد لم يتوان يومًا عن مساندة قضاياهم والتعبير عن موقفه الصلب تجاه عدوان وحصار التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن. لم يكن السيد نصرالله مجرد زعيم سياسي في نظر اليمنيين فحسب، وإنما كان رمزًا لمقاومة لا تعرف الخنوع، وصوتًا للمظلومين في زمن اشتد فيه الجور، طوال السنوات الماضية، اسمه حضر في...