2025-10-22@18:27:45 GMT
إجمالي نتائج البحث: 416

«حین کان»:

    18- ثورة التعليم لاقتصاد المعرفة تخيّل؛ معك طالب مصري يجلس في فصل يضم خمسين طالبا على الأقل، يحفظ معلومات لامتحان آخر العام. وفي الطرف الآخر من العالم، طالب سنغافوري في فصل لا يتجاوز خمسة عشر طالبا يستخدم التكنولوجيا لحل مشكلات حقيقية بينما معلمه يركز على التفكير والإبداع.. النتيجة؟ سنغافورة تحولت من دولة فقيرة لا تملك حتى ماءها إلى قوة اقتصادية عالمية؛ المفتاح كان بسيطا ومعقدا في "التعليم". المفارقة المؤلمة أن مصر -التي علّمت العالم حين كانت الإسكندرية منارة المعرفة، والأزهر جامعة الدنيا- تجد نفسها اليوم في ذيل القائمة. سبعون في المئة من أطفالنا لا يفهمون نصا بسيطا مناسبا لأعمارهم. هذه ليست مشكلة ذكاء -أطفالنا أذكياء بالفطرة- لكنها منظومة فقدت بوصلتها منذ زمن. حين نزل الوحي بـ"اقرأ"، لم...
    ما وراء الجدران الصامتة والمحتضنة لجمال لا يضاهيه جمال، وبين ممرات تُزيّنها أعظم أعمال البشرية، وقعت العديد من الحكايات التي ستظل تروى لعقود عن أطماع نفوس آثرت أن تهرب بالجمال ملفوفًا في صمت الخيانة.فعبر سنوات كان أخرها منذ يومين فقط.. فارقت لوحات بملايين الدولارات، تماثيل نادرة، ومخطوطات لا تُقدّر بثمن جدران أكبر المتاحف العالمية.. والتي تعد أكثر الأماكن حراسة وأمن.. والمحير أكثر أن بعض تلك السرقات تم في وضح النهار وأمام الأعين لتبرهن على صدق المقولة.. لم يعد هناك مكان آمن على هذا الكوكب.سرقة من قلب اللوفر بين الماضي والحاضرففي واقعة سرقة هزت العالم.. تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، لعملية سرقة صباح الأحد، وفق ما أعلنت السلطات الفرنسية، نحو الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي.حين اقتحم...
    د. هبة العطار   حين تضيع قيمة الأشياء، لا تعود للحياة ملامحها الأولى. كل ما حولنا يصير نسخة شاحبة من ذاته، كأن الضوء ذاته صار يتعثر في العتمة. الأشياء لا تموت فجأة، لكنها تذبل فينا ببطء، حين نكفّ عن الإيمان بها. فالقيمة لا تُفقد من الخارج، بل من داخلنا، حين نتوقف عن منحها معناها. نكتشف متأخرين أن الامتلاء لم يكن في ما نملك؛ بل في ما نشعر به تجاه ما نملك. فحين تُفرغ الأشياء من معناها، تظل بين أيدينا لكنها لا تسكن أرواحنا. المال، المنصب، التصفيق، كلها أوهام مجسّدة لقيمةٍ زائلة. ما جدوى الارتفاع إن كان الصعود على سلّمٍ من هواء؟ النضج لا يمنحنا راحة؛ بل بصيرة مؤلمة، تكشف لنا هشاشة ما كنّا نعدّه عظيمًا. نرى الوجوه بلا أقنعة، والنجاح...
    في صباحٍ لم تعلنه الشمس، وعند مفترق نارٍ وسحاب، ترجل القائد. لا صوتٌ للوداع، لا صدى لخطوة أخيرة، فقط السماء تنفجُر على جسدٍ طالما مشى بثباتٍ في طرق لا يعرفها إلا أصحابُ العقيدة، وذوو البصائر، هناك، في ميدان المهمة المقدسة، خطّت دماؤه آخر سطرٍ في حكاية رجلٍ لم يكن مجرد اسمٍ في قائمة الشهداء، بل أسطورة صيغت من العزم والبصيرة، اسمه،  محمد عبد الكريم الغماري. يمانيون / خاص   أعلنت القوات المسلحة اليمنية، ببيان مليء بالفخر والاعتزاز، نبأ استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة، الرجل الذي كان يوقّع بيانات الحرب بدمه، قبل أن يوقّعها بالحبر. غارة صهيونية استهدفت روحه، فارتقى كما يليق بالرجال العظماء، واقفًا في الميدان، باسلًا، لم ينكسر. لكن مهلاً ..  من هو الغماري؟ من هذا الرجل الذي حين...
    كان دونالد ترامب يأمل بأن يتزامن توقيع اتفاق تبادل الأسرى، الذي تم التوقيع عليه قبل ثلاثة أيام، مع دخوله إلى البيت الأبيض، حيث نجح الوسطاء حينذاك في الحصول على موافقة المقاومة، لكن بنيامين نتنياهو المطلوب لـ»الجنائية الدولية» استمر في التلاعب بالبيت الأبيض وأفشل تلك الصفقة. في حينه لم يكن ترامب يتحدث عن وقف الحرب العدوانية، والبدء بعملية سلام في الشرق الأوسط كما يفعل اليوم، بل كان كل همّه أن يضع وسم بطولته على اتفاق يؤدّي إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين فقط. وكما نجح نتنياهو في التلاعب بإدارة جو بايدن، استمراراً لنهج التلاعب، بإدارات سابقة، فإنه نجح في التلاعب بإدارة ترامب لأكثر من تسعة أشهر، منحه خلالها الأخير أكثر من فرصة، وقدم له كل ما يلزم، لإنهاء المهمة، لكنه فشل...
        حمود البطاشي في إحدى القرى الهادئة التي كانت تُعرف بتكاتف أهلها وحبهم للعمل الجماعي، نشأ مجتمعٌ صغير تسوده البساطة ويغمره الأمل. كان الناس فيها يختلفون في الرأي، لكنهم يتفقون على محبة المكان والحرص على مصلحته. ومع مرور الأيام، تغيّر الحال، وبدأت الوجوه الجديدة تتصدر المشهد، وجوه لم تعرف معنى المسؤولية، ولا تحمل سوى حب الظهور والرغبة في التحكم بمصائر الآخرين. كان “العم سالم” أحد كبار القرية، رجلًا حكيمًا تجاوز السبعين من عمره، عرفته الأجيال بأمانته وصدقه وحرصه على الصالح العام. عاش عمره بين الناس بالحق، لا يجامل أحدًا، ولا يسعى لمصلحة شخصية. كلما واجهت القرية أزمة، كان صوته حاضرًا، وكلمته تُحترم. لكن الزمن تغيّر، وبدأت فئة من الشباب- الذين لم يُختبروا بعد في المواقف الصعبة- تتصدر المجالس والقرارات،...
    ‏ ‏ ‏صراحة نيوز-بقلم: دلال اللواما ‏ ‏ها هو فجر الخميس الموافق 9/10/2025 في هذا اليوم جاء القرار بوقف اطلاق النار دخوله حيز التنفيذ بعد ان تتم المصادقة عليه في مصر هذا الفجر المنتظر يُطل أخيرا بعد عامين من الانتظار الثقيل، عامين تشققت فيهما الأرواح من الحزن، واهترأت القلوب من الخيبة، وتبددت الأحلام بين رماد الحرب وصمت العالم. ‏عامان مرا كعقود من الوجع، كانت فيهما الإنسانية تختبر في أقسى صورها، وكانت القلوب ترتجف على أمل أن تنقشع الغمامة، ولو قليلاً. ‏ ‏في هذه الحرب الموجعة شاخت الأرض وتجرعت دماء طاهرة وبكت الأمهات حتى جفت الدموع، وذبلت المعاني في ضجيج السياسة ومصالح القوى. ‏لكن هناك — في قلب الشرق — ظل وطن صغير بحجمه، كبير بموقفه، يقف بثبات نادر وسط عواصف...
    بثَّت إذاعة القرآن الكريم فجر يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ آيات تحمل بشارة النصر .وتلا الشيخ محمد أحمد شبيب، آيات من سورة آل عمران وكان من بينها {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُم}، فجر ٦ أكتوبر ١٠ رمضان ١٩٧٣.وكانت هذه التلاوة المباركة فجرَ يوم النصر، من رحاب مسجد سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة 6 أكتوبر 1973م - 10 رمضان 1393هـ.ووسط احتفالات نصر السادس من أكتوبر المجيد، يرصد موقع “صدى البلد” أبرز كواليس تلاوة الفجر التي تلاها الشيخ الراحل محمد أحمد شبيب، التي بلغت مدتها نحو 57 دقيقة، فبعد أن انتصف ليل السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، حمل الشيخ مصحفه ليستعيد ما يحفظ من كتاب الله تبارك وتعالى من آيات مباركات من سورة آل عمران، كأنها مراجعة...
    في مشهد صادم ومباشر أمام آلاف الحضور، أُطلق النار على الناشط اليميني البارز «تشارلي كيرك» خلال فعالية طلابية في جامعة «يوتا فالي» ما أدى إلى مقتله على الفور. وبينما تواصل السلطات الأمنية مطاردة القنّاص الذي لا يزال مجهول الهوية، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات المثيرة للجدل من بعض النشطاء الليبراليين، وصلت إلى حدّ السخرية والشماتة، بل والتبرير. إطلاق ناري وسط فعالية سياسية.. وكيرك يسقط قتيلاً ووقع إطلاق النار خلال فعالية بعنوان «العودة الأمريكية» كان «تشارلي كيرك» يقدّم خلالها مداخلة حول العنف المسلح، حين تلقى سؤالًا عن مرتكبي حوادث إطلاق النار الجماعي. وبينما كان يهمّ بالإجابة، انطلقت رصاصة أصابته في رقبته، وسقط على الأرض وسط ذهول الحضور. وأعلنت الشرطة الأمريكية أن الرصاصة أطلقت من أعلى مركز لوزي، على بُعد...
    في ليلةٍ مثل هذه، حيث يختفي القمر خلف ظل الأرض، يعود بي الحنين إلى قريتي تلبانة. يخفت نور السماء، لكن ذاكرتي تضيء ببصيص من الطفولة، كأنها تنسج خيطًا من ذهب بين الماضي والحاضر. أتذكر كيف كانت القرية كلها، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، تخرج بعد صلاة المغرب في مواكب عفوية تقودها رايات الطرق الصوفية. لم يكن أحد يسأل عن الأسباب العلمية للخسوف، بل كانت الأرواح تنشغل بالدعاء والهتاف: "يا سيدنا يا عمر… فك الكرب عن القمر." كان صوت الطرق على الأواني النحاسية والألومنيوم يعلو في الأزقة، يختلط بصوت الأطفال وضحكاتهم، وكأن القرية كلها تتحول إلى كرنفال شعبي. ما زلت أرى ذلك المشهد ماثلًا: رجال يحملون عمي عبد الله عمر - الرجل الطيب الفطري الذي رحل إلى رحمة الله - على الأكتاف،...
    في مسيرة نادرة جمعت بين الدقة العلمية وروح الإبداع الفني، تحل اليوم ذكرى رحيل الدكتور سمير الملا، الذي رحل عن عالمنا في السادس من سبتمبر عام 2021، بعد أن سطر اسمه في سجل تاريخ مصر الحديث كأحد القلائل الذين جمعوا بين الطب والفن، واستمروا في خدمة كليهما بإخلاص حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم، كان وجهه مألوفا للمشاهدين في دور الطبيب على الشاشة، تماما كما كان اسمه موثوقا في أروقة المستشفيات وقاعات المحاضرات الجامعية. ولد الدكتور سمير الملا في الأول من يناير عام 1940 بالقاهرة، وكان متفوقا في دراسته حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة بجامعة عين شمس عام 1964، وواصل مسيرته الأكاديمية بتفوق، فنال دبلوم الجراحة العامة عام 1967، ثم زمالة الكلية الملكية للجراحين في إدنبرة عام 1973، وأعقبها بالحصول...
    وقت الحروب تكون للكلمة أثر لا يقل عن أثر الصاروخ أو الرصاصة.. كما أن لمن يلقى هذه الكلمة دوره فى حشد الهمم وبث الثقة فى نفوس المقاتلين على الجبهة وطمأنة الجمهور فى ربوع البلاد وبث الرعب فى قلوب الأعداء.. من يتولى مسئولية إلقاء البيانات أو التصريحات وقت الحروب يترك أثرًا وذكرى فى وعى الشعوب وذاكرتها.. منهم من يذكرنا بطرائف أو مواقف علقت بأذهاننا ووعينا مثل ما كان يصدر من وزير الإعلام العراقى محمد سعيد الصحاف أبان غزو العراق ووصفه للقوات الأمريكية والبريطانية بـ«العلوج» وبياناته النارية عن تحقيق انتصارات للجيش العراقى حتى سقطت بغداد.. ومنهم من تميز بصوته الرصين والذى أطلق عليه صوت النصر كصوت حلمى البلك الذى أذاع البيان الأول لنصر أكتوبر المجيد والعديد من بيانات الحرب.. منهم أيضًا من...
    بثينة تروس هل تكفي أطراف أصابع قائد الدعم السريع على سطح مصحف، لتقيم ميزان الديموقراطية والعدالة؟ وهل المصحف حجاب من المحاسبة عن جرائمهم في حق الوطن؟ أن قسم حميدتي، الذي كان يشتهي رتبة لواء، صار اليوم رئيسًا بفعل إخفاقات الحركة الإسلامية التي جعلت الجيش رهينة لتنظيمها، حتى خرج عن نظم المؤسسة العسكرية، وشرع في تشكيل ميليشيات موازية لحماية الإسلاميين. لقد نجح الكيزان حقًا في جعل السودان مثل (الدلقان المهرود)، لا يمسك من أي طرف. شعب جزِع، تتقاذفه حكومتان كسيحتان بلا سوق أخلاقي تستندان عليه، تتسابق في مطاعنات عبثية من نوع عندنا حكومة (أمل) مجدها البندقية، وعندنا حكومة (علمانية) كدمول على ظهر دبابة! موارد مهدرة، والدم المراق سوداني. والناجي منهم فاقد لأبسط مقومات الحياة في الأمن، الغذاء، والصحة. لاجئ داخل حدوده،...
    في عالم الفن، هناك أصوات لا تُطرب الأذن وحسب، بل تلامس الروح وتصبح جزءًا من ذاكرتنا الجماعية. وصوت أنغام واحد من تلك الأصوات النادرة، التي تجعلك تعيش حالة من الشجن العميق في أغنية، ثم تنتقل بك بروح مرحة إلى حالة أخرى من الحنين الهادئ اللطيف. أنغام محمد علي سليمان، المولودة في الإسكندرية في 19 يناير 1972، والتي تربت في كنف عائلة فنية، فوالدها هو الموسيقار محمد علي سليمان، وعمها المطرب الراحل عماد عبد الحليم، هذا الإرث الفني كان نقطة انطلاقها، حيث درست الموسيقى في معهد الكونسرفتوار وبدأت رحلتها مبكرًا، لتصبح فنانة عابرة للأجيال، قادرة على أن تكون رمزًا للطرب الأصيل، وفي الوقت نفسه، جزءًا من حياتنا اليومية، وتلك هي العلاقة الخاصة جدًا التي كانت تربط أنغام بجمهورها الذي أطلق (أفيه)...
    مصطفى بن خالد “هُوَ اليمنُ الصريحُ على لسانِكْ … وقد أســـرى الوفـــــاءُ بِــــهِ بُــــراقاً” في مساءٍ تتثاقل فيه الغيوم وكأنها تشارك الأرض حزنها، انسحب كريم سالم الحنكي من ضجيج الحياة بصمتٍ يليق بالكبار، تاركاً وراءه فراغاً لا يملؤه إلا صدى قصائده . لم يكن رحيله عابراً، كما لم تكن حياته عادية ؛ فقد كان شاعراً يرى في القصيدة كائناً حيّاً يتنفس بدم القلوب، وناقداً يجعل من الكلمة أداة للفهم لا للزخرفة، ومترجماً يمارس عبور الثقافات كمن يعبر بين شاطئين يحمل في كلتا يديه ماء الروح . كان يسير بين الناس وفي يده لغة تُمسك بالذاكرة، وفي الأخرى بصيرة تُمسك بالمستقبل. وحتى بعد أن غاب الجسد، بقي صوته يتردّد في فضاء الثقافة اليمنية والعربية، كما لو أنه يجيب عن سؤال الغياب...
    غزة - خـاص صفا في ركن غرفة من أركان بقايا منزل بسيط تفوح منه رائحة الذكريات، تجلس أم شادي على كرسيها تنظر بشرود إلى ذلك الفراغ الذي لازم روحها، فباتت تعد أنفاسها بثقلٍ وكأنها تتنفس من خرم إبرة، تحتضن صورة شهيدها إلى صدرها تهمس بدعاء الرضى والرحمة بينما الدموع تسابق الكلمات التي لم تقال. لم يكن فقد الزميل الصحفي أنس الشريف، مجرد غياب جسد بالنسبة لوالدته، بل كان غياب روح.. فلم يعد للبيت صوته ولا للنهار معناه، فباتت الألوان باهتة، وذبلت العيون حتى كانت دمعتها لألئ من نار تتهاوى على وجه الخالة أم شادي. "في الليلة التي استشهد فيها أنس كنت حاسة في ثقل على صدري وكأن صخرة حطت رحالها على قلبي، كنت كتير خايفة على أنس وقلبي قابضني وبدعي...
    لم يتغيرّ كثيرا عن أول مرة رأيته فيها، فكل الناس تتغير ما عداه، كان استثناء في الشكل والمضمون؛ فقد ظل حيويا بحماس عجيب وغريب حتى آخر أيامه حينما زرناه في المستشفى، فلم أر في حياتي إنسانا تماهى فيه ما هو شخصي بما هو مسرحي وفني كما في شخصيته، ولم أر من أحبّ الحياة بمثل شغفه. في ظل هذا الحب للفن وحيوية الروح، ظلت فلسطين حاضرة في حياته، كما ظلت العروبة دوما حاضرة من خلال التراث الذي استلهم منه أجمل الحكايات.عرفته عام 1994، في بداية كتابتي عن المسرح والحركة المسرحية الفلسطينية، كان ذلك في مسرح «السراج»، في مدينة رام الله. كان قد بدأ سلسلة حكايات «أبو العجب» قبل ذلك بعام، كأنه اختار جمهور الأطفال والفتيان، للاستثمار بوعيهم في زمن صار يرى...
          محمد أنور البلوشي كان هناك زمنٌ كانت فيه الدنيا تنبض بفكر العرب، زمن كانت فيه رائحة الحبر والورق تعبق أزقَّة القاهرة وبغداد ودمشق وفاس. في تلك القرون الذهبية، كان الكتاب خبز الناس، وكان الجدل العلني أكسجين الحياة. كان العلماء والشعراء يتجولون في الطرقات، من أزقة باب المعظم في بغداد، حيث كانت الكتب تملأ كل زاوية، إلى مقاهي القاهرة حيث صدى صوت طه حسين يشعل العقول ويُلهم الأجيال. الماضي العربي زاهر بأسماء لا تزال أفكارها تتردد عبر الزمن. طه حسين من مصر "عميد الأدب العربي"، تحدّى السائد وفتح دروبًا جديدة للفكر النقدي والإنسانية. كان يؤمن بتحرير العقل، داعيًا العرب للانتقال من مجرد التقليد إلى الإبداع الحقيقي. وتوارث هذا النهج الكثير من أبناء الفكر إن لم يكن بالاسم فبالروح....
    في زمن كانت فيه السماء تُنتظر بقلق، وكان للماء قدسية لا يعلوها شيء، وُلد تقليد مصري فريد اسمه "وفاء النيل". هو ليس مجرد احتفال موسمي، بل حكاية عشق خالدة بين شعب ونهر، بين حضارة وأم، بين أرض لا تعطي إلا إذا فاض النيل حبًا."وفاء النيل" هو الاحتفال الذي كان يُقام سنويًا في مصر القديمة عند اكتمال فيضان نهر النيل، في أواخر يوليو وحتى منتصف أغسطس. في هذا التوقيت، كان النهر يعلو، ويغمر الأرض بالطمي والماء، إيذانًا ببدء موسم الزراعة والحياة.كان المصريون يرونه هبة الآلهة، وكان فيضان النيل هو الوفاء المنتظر كل عام، والضمانة الأساسية لاستمرار الحضارة.حكاية من قلب التاريخ: في مصر القديمة، لم يكن نهر النيل مجرد مجرى مائي، بل كان إلهًا يُعبد، اسمه "حابي"، رمز الخصب والعطاء.كان الكهنة يراقبون...
    #سواليف نجا ثلاثة أشخاص من مناطق مختلفة في #سيبيريا من #حوادث_صاعقة #برق_مروّعة، في وقائع أقرب إلى المعجزات، بعدما تعرضوا لتفريغ كهربائي هائل كان يمكن أن يودي بحياتهم في لحظة. ففي أنغارسك، كان فيكتور يعمل في حديقة منزله الريفي تحت طقس ماطر ومثلج، حين ضربته صاعقة قوية اخترقت جسده من الرأس حتى القدم، فسقط أرضاً فاقد الوعي، بينما انبعث دخان من حذائه الممزق وظهرت على رقبته آثار حرق على شكل سلسلة. ونُقل إلى المستشفى بحالة متوسطة الخطورة، وأمضى أياماً في العناية المركزة قبل أن يتعافى تدريجياً، مؤكداً أن الصاعقة مرّت عبر سلسلة عنقه وتجنبت قلبه، ما أنقذ حياته. مقالات ذات صلة عضوية صالة رياضية لمدة 300 عام!.. حيلة غريبة تُكلف رجلاً ثروة طائلة 2025/08/12 أما في إيركوتسك، فقد كان يِفغيني...
        د. مجدي العفيفي   (1) في رحاب المقاومة؛ حيث لا مكان للخوف، ولا صوت إلا صوت الحق، أهلًا بك أيها القارئ، في كتابٍ لا يُكتب بالقلم فقط؛ بل يُنسج بالدم والروح. هنا نذكرُ ما حاولوا محوه، ونُعيدُ للحكاية عطرها الأصلي، نُشعل فتيل الحقيقة بين السطور، لكي تعرف أن المقاومة ليست مجرد كلمة، بل وعدٌ ووصيةٌ وجرحٌ لا يندمل.   (2) واذكر في كتاب المقاومة... وخطّ في هامشه أن العالم، مذ عرف القهر، عرف من يتصدى له. أن الحقيقة الصلبة التي يصعب مطابقتها مع التصورات الرخوة، لا يدركها إلا من عرف معنى أن تُولد حرًا في زمن الاستعمار، أن تحيا على ترابك وتُطالب به، فيُقال لك: هذا ليس لك. لكنّ المقاومة لا تحتاج إلى تفسير. هي الفطرة حين تُنتهك،...
    (عن مجنون ليلى) لم يكن يحمل سيفًا، ولا يعرف كيف يُطعن… إلا بالحرف. كان قلبه خيمةً، وفيها “ليلى” تتقلب بين صدره ولسانه. لكن العاشق، حين يُسمّي من يحب، فقد خالف سُنن الحيّ، وكسر واجب الصمت… وترك القصيدة تهتف بما لا ينبغي أن يُقال. كان قيس يقول شعرًا ناعمًا، لكن فيه من الجرأة ما يخلخل أعمدة الخيمة: تعلّق قلبي طفلةً عربيةً نؤومُ الضحى، لم تتخذ بعدُ مضجعًا بيت واحد فقط… فجّر العاصفة. الرواية: حين شاعت أشعاره في ليلى، – غضب والدها، – واشتد حنق الحيّ، – وقيل له: “عيبٌ أن تذكرها باسمها، والناس يسمعون.” لكنه لم يتوقف. بل أنشد في مجلس قِيل إن أخاها أو عمّها كان حاضرًا فيه: وإني لمفتونٌ بها، متعلّقٌ كما تعلّق الحبلُ الطروبُ المُجاشِعُ فأُخذ من المجلس،...
    الثائر والثوار.. حين يعود الوفاء من آخر الأرض.. في زحام العالم المتغير، وفي زمن خفتت فيه أصوات المبدأ، يطل علينا مشهد إنساني يعيد الاعتبار للذاكرة الجماعية للشعوب الحرة. مشهد لا تصنعه عدسات الكاميرات، بل تصوغه الأخلاق الثورية، ويخطه الوفاء الصامت. في زيارة رمزية تحمل أكثر مما تعبر عنه الكلمات، وصل الرئيس الفيتنامي "لوونج كوونج" إلى القاهرة، وتوجه مباشرة إلى بيت الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، الذي أصبح اليوم متحفًا لتاريخ لم يغادر ضمير الأحرار. لم تكن الزيارة بروتوكولية عابرة، بل كانت رسالة محبة وامتنان باسم شعب انتصر قبل خمسين عامًا، ولم ينسَ من وقف إلى جانبه حين كان العالم يصمّ أذنيه عن المظلومية. ناصر وفيتنام.. التحالف الأخلاقي تعود بنا الذاكرة إلى ستينيات القرن الماضي، حين كانت فيتنام تحترق تحت نيران...
    حين أؤكد أننا بحاجة لاستعادة السياسة وأن هزيمتنا الأساسية كانت هزيمة سياسية، ولولا الهزيمة السياسية ما نجحت الثورة المضادة في افتتاح حقبة العنف واستباحة كل شيء.. حين أؤكد هذا وأكرره، يظهر من تعليق بعض الأصدقاء الكفر بالسياسة والإيمان بالقوة، وكأنهما نقيضان. وهذا، على الأرجح كما يبدو لي، نتيجة تشوه معنى "السياسة" في واقعنا حتى يتصورها البعض حديثا فارغا في الإعلام أو موقفا مستسلما للواقع، أو أنها خديعة النظام العالمي للمجتمعات الإسلامية، مع ترديد شعارات عاطفية فارغة المضمون مثل: كيف ننتصر بوسائل أنتجها لنا أعداؤنا؟ في دراسته الموسوعية "مصادر القوة الاجتماعية" (The Sources of Social Power)، يدرس مايكل مان مسألة القوة ومصادرها في المجتمعات عبر قرون طويلة، وما هي مصادر القوة المتاحة للأفراد والجماعات والسلطات باختلاف أنواعها التاريخية منذ القبيلة...
    د. مجدي العفيفي (1) ها هم الإرهابيون الصهاينة -أبناء وأحفاد هرتزل- كُتّاب جريدتهم "معاريف" وأذناب الإعلام الإسرائيلي المزيّف، يهاجمون الأزهر الشريف لأن الأزهر قال كلمة الحق: "إسرائيل ذئب مسعور.. تقتل الأطفال وتشرب دماء الأبرياء!" فليُجيبوا: أين كان صراخهم عندما كانت طائراتهم تمزّق أجساد الأبرياء في غزة؟! أين كانت دموعهم المزيّفة عندما حوّلوا المستشفيات إلى مقابر؟! (2) يا من تدّعون أنفسكم «خبراء»! هل تعرفون من هو شيخ الأزهر الإمام الأكبر؟ إنه سيف الحق الذي لا ينثني، لسان يزلزل الأرض تحت أقدامكم، قلم يفضح جرائمكم في سطور، سيف يجعله في مقدّمة المجاهدين! إذا كان الأزهر وصفكم بـ«الذئب المسعور»، فاعلموا أنكم في الحقيقة جرذان تختبئون خلف الدبابات، وتقتلون بالليل، ثم تتباكون بالنهار! (3) أنتم آخر من يملك شرعية الاعتراض أو...
    من وحي زياد الرحباني #جودت_سرسك حين تنظر إلى لبنان وثقافة لبنان وصنّاع اللغة والأدب والشعر والثقافة والموسيقى فلا بد أن تنعم بكلمات جبران خليل جبران الشاعر والروائي والفيلسوف، وتعتريك قشعريرة الكلمات ووهجها حين تذكر بشارة الخوري الذي مزج العامية بالفصحى في رائعته:  يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك، يهدي إليك الأمل والهوى والقبل. مقالات ذات صلة محمد نزار يشارك في مهرجان تورنتو بـ “Sink”: “قصة تطلبت منا الكثير” 2025/07/29 ترنّم ايليا أبو ماضي شاعر المهجر بريشته الرنانة: كم تشتكي وتقول إنك معدم         والأرض ملكك والسما والأنجم ولك الحقول وزهرها ونخيله        ونسيمها والبلبل المترنم وما بين إيليا أبو ماضي وإلياس فرحات وغيرهم ممن تعجّ الساحة الثقافية اللبنانية والعربية بنجومهم تدوّن الصفحاتُ أعمالَ الأخوين رحباني. رحل نجلهم الغامض...
    كانبرا شهد أحد معابر المياه في الإقليم الشمالي لأستراليا مشهدًا مرعبًا كاد أن ينتهي بكارثة، بعدما اندفع تمساح ضخم من تحت سيارة رباعية الدفع كانت تشق طريقها عبر معبر غمرته المياه. ووثق المصور ماتيو ماستراتيسي اللحظة المذهلة بعدسته، حين ظهر التمساح فجأة من تحت سيارة من طراز “تويوتا هايلوكس” سوداء اللون، أثناء عبورها معبر “كاهيلز” الواقع داخل متنزه كاكادو الوطني، يوم الأحد الماضي. ماستراتيسي، الذي كان يراقب الوضع من طرف المعبر بانتظار انحسار المد، فوجئ بالمشهد، مشيرًا في حديثه لصحيفة “ديلي ميل أستراليا” إلى أن التمساح كان مخفيًا تمامًا تحت المياه المرتفعة، ولم يظهر إلا عندما علق للحظات بين إطارات السيارة الخلفية. الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل، أظهر التمساح الضخم وهو يحاول التملص من أسفل المركبة...
    عدتُ بعد غيابٍ امتدّ لعشرة أعوام، عدتُ لا لأكتشف مدينة جديدة، بل لأستعيد مدينةً قديمة تسكنني، مدينةً لا ترتبط في ذاكرتي بجغرافيتها، ولا بتاريخها، ولا بمعالمها، بل ترتبط بشخصٍ واحدٍ كان فيها، فصار كل ما فيها يُشبهه، ويُحاكيه، ويُعيدني إليه. لم تكن العودة صدفة، ولم تكن رغبةً عابرة في السفر، بل كانت شوقًا متراكمًا، حنينًا دفينًا، بحثًا عن أي شيء يخصه، عن رائحةٍ علقت في زاويةٍ من شارع، عن مقعدٍ جلس عليه، عن طريقٍ مشيناه سويًا، عن لحظةٍ عشتها معه ولم أُدرك حينها أنها ستكون من كنوز العمر. حين وطئتُ أرض المدينة، شعرتُ أنني لا أعود إليها، بل أعود إليه، أعود إلى نفسي القديمة، إلى ذلك الطفل الذي كان يُمسك بيد أبيه ويشعر أن العالم كله آمنٌ ما دام إلى...
    صراحة نيوز-كتبت مساعد نائب رئيس مجلس النواب هدى نفاع في خضم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها التاريخ المعاصر، حيث تُباد غزة على مرأى ومسمع من العالم، وقف الأردن كعادته في صف المبدأ والحق، دون أن يبحث عن شكر أو مجد، بل استجابة لنداء الضمير والواجب. منذ الأيام الأولى للعدوان الوحشي على قطاع غزة، لم يتردد الأردن، بقيادة جلالة_الملك عبدالله الثاني، في التحرك العاجل لتقديم كل ما يمكن من دعم ميداني، إنساني، وطبي. فقد تحركت القوافل الأردنية، وفتحت المستشفيات الميدانية أبوابها، وتحرك سلاح الجو الملكي محلقًا فوق الموت لإسقاط المساعدات على من تقطعت بهم السبل في شمال القطاع، في مشهد يجمع بين الشهامة الأردنية والرجولة العسكرية والإنسانية العميقة. ومع ذلك، خرجت بين حين وآخر أصوات ناعقة، مشبعة بالجحود والنكران،...
    في أعماق كل إنسان جرح، جرح لا يُرى ولا يُمس، لكنه يشكل النفس ويوجه المسار، وقلة هم من يجعلون منه مصدرا للمعنى والإلهام. زياد الرحباني هو من هؤلاء القلة. عنده لم يكن الجرح ندبة صامتة، بل نداء. نداء دفعه إلى البحث والإصلاح والسعي الذي طالما أسيء فهمه. هذا المقال ينطلق في قراءة حياة زياد الرحباني، ويسعى إلى توليف مساره مع رؤاه وهدف حياته، انطلاقا من البحث في ملفه الجيني. من خلال قراءة ملفه الجيني تتضح لنا خيوط مساره الوجودي، تتبدى جروحه وتتكشف ملامح رحلته على هذه الأرض: من ألم خفي إلى رسالة عميقة، من رغبة في التقدير إلى قيادة عبر الخدمة، من رفض قديم إلى إبداع ملهم.لقد كان طريق زياد الرحباني مرسوما بدقة متناهية، وقد تشكلت صورته الأخيرة حين وضع...
    سعيد الحاتمي -وصلت متأخرا.. كان أغلب المتسلقين قد توزعوا على فنادق المدينة الصغيرة. حجزت غرفة مشتركة في أحد النزل. وجود السباق الجبلي أوجد ضغطا على أماكن السكن القليلة المتوفرة. لذلك دون تردد قبلت بهذا السرير الشاغر في غرفة ضيقة. حين وصلت كانت السماء تنفض على الجبل بقايا غيمة عابرة. أشار السائق إلى مبنى صغير تطل إضاءته الخافتة من بين الأشجار اللامعة. «هذا هو نزل سيدة الجبل». أخرجت حقيبتي وودعته على وعد بأن يأتي ليحملني فجر يوم السباق. كانت بعض التعديلات يتم إضافتها على الواجهة، والممرات في الحديقة الصغيرة في المدخل. كرهت أن أقطع على موظف الاستقبال حالة اندماجه الشديد مع ما يشاهده في هاتفه. لكنني منهك بسبب سفري الطويل وكان لا بد لي أن أدخل لأنام. وضعت حقيبتي ووقفت أمام...
    كلمة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام يوم 20 تموز/ يوليو 2025 كانت كما لو أنها كلمة "يأس" من الأمتين العربية والإسلامية، رغم أنه ظل دائما منذ انطلاق طوفان الأقصى يراهن على قوى الخير في الأمة ويأمل فيها خيرا تجاه أبناء غزة المرابطين لوحدهم في مواجهة قوى الشر العالمية. فقوله: "رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء ممن خُذِلوا بصمتهم"، هو قول مُرٌّ بل وقاتل لمن فيه هِمّةٌ العروبة ونخوة الإسلام وضمير الإنسانية، لقد كان المرءُ يقتله التعزير فكيف بهذا القول الصاعق؟ إن أي فرد سويّ من هذه الأمة لا يمكن إلا أن يتحسس رقبته مستشعرا دما غزيرا ينحدر منها إلى كتفيه ليستقر على ظهره بقعة حمراء يحملها معه يوم القيامة؛ شاهدة عليه بأنه كان...
    هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد بقلم: د. مي خالد بكليزي في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق. تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟ مقالات ذات صلة سمر الشهوان: المواطَنة الصّلبة والحداثة السائلة! 2025/07/27 دخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد...
    في حوار أُجري معه عام 2018، انفتح زياد الرحباني كما يليق برجل في الـ63 من عمره، يحمل في داخله روح طفل في الرابعة عشرة، يتكلم بجرأة وحرية نادرتين، يعبّر عن رأيه في كل شيء: الفن، الموسيقى، الصحافة، الإعلام الجديد، الرؤساء، السياسات الإقليمية والدولية، العولمة، وحتى عن نفسه، وعن علاقته بوالديه، السيدة فيروز والسيد عاصي الرحباني، اللذين لم يكونا عاديين بأي شكل. بدا كتابا مفتوحا، يجيب على كل سؤال يُطرح عليه دون تردد أو مواربة، كأنه يقطع الطريق على أي تأويل أو سوء فهم قبل أن يبدأ. كان صريحًا إلى درجة تُربك، وربما إلى حد "قلة التهذيب" كما اعتادت أمه أن تصفه، بعبارتها الشهيرة: "بلا مربى". ابن فيروز وليس ظلها أن تولد لأبوين فنانين بقامتي فيروز وعاصي الرحباني، فذلك يعني أنك...
      الرؤية- مدرين المكتومية عندما تموت الموسيقى واللحن يموت معهما الجمال وتموت معه المشاعر، وتتحول الأراضي الماطرة والخصبة إلى أراض جافة، كما تتحول الحياة من الألوان الجميلة والرائعة إلى لوحة قاتمة، لوحة لا ترى خلالها سوى الحزن والفقد والألم. وعندما نتحدث عن اللحن والموسيقى فإننا نتحدث عن جزء من جماليات الحياة التي سرقها الموت في لحظة، وعندما يسرق الموت فناناً وملحناً موسيقياً هذا يعني أن نوتة موسيقية أخرى قد سقطت ولم يعد لها مكان في السلك الموسيقي، وعندما يخسر الفن أحد فنانيه تجد الرثاء عليه مختلفاً، رثاء الكلمات الصادقة الشاعرية التي لا يفهمها سوى متذوقوه، هو من قال "اكتبوا على الأوراق، على أوراق الدفاتر، على أوراق الأشجار الصفر، اكتبوا على شبابيك الزواريب الطويلة، على أصغر الأحجار، احفروا في جذوع الأشجار،...
    في صباح مختلف من سبتمبر 2013، وقف اللواء نبيل فراج على مشارف كرداسة، لا كضابط أمن، بل كمواطن يحمل على كتفه ثقل وطن، لم تكن خطوته إلى الأمام مجرد تنفيذ لخطة أمنية، بل كانت اختصارًا لمعنى الشجاعة في زمن الفوضى. لم يكن يدري أن رصاصات الغدر ستختاره، وأن لحظة تطهير الأرض من الإرهاب ستكون موعده مع الشهادة. ومع ذلك، لم يتراجع، تقدّم بصدره قبل درعه، وبإنسانيته قبل رتبته، فكان أول من ارتقى في اقتحام كرداسة، حين زرعت الجماعة الإرهابية رصاصها في قلبه، ليسقط شهيدًا وطنيًا، ويعلو اسمه في سجل الخالدين. وبعد سنوات من الوجع والصبر، عادت العدالة لتأخذ مجراها، فقد قضت محكمة جنايات مستأنف بدر، اليوم، بالإعدام شنقًا لأحد المتهمين بقتل الشهيد اللواء نبيل فراج، بالمشاركة...
      ما يسمّى بـ”الجيش الإسرائيلي”، هو سليل عصاباتٍ وضيعة منتفية الأخلاق والقيَم، بل تأنف أخلاق المرتزقة والقتلة من مجاراة سلوكهم، عصابات مثل “الهاجاناه” و”شتيرن” و”الأرغون”، وكانت عصابة “الهاجاناه” تصدر بيانات إدانة لبعض عمليات عصابة “الأرغون”، ولنا أن نتصور حين يستعظم مجرمٌ ويستهجن أفعال مجرمٍ آخر! رغم أنّ التنسيق لم ينقطع بينهما. ذلك “الجيش” سليل تلك العصابات، لا زال يمارس ذات الجرائم، منطلقًا من ذات العقيدة، عقيدة تقوم على السلب والنهب والقتل، وهم يمارسون هذه الجرائم ما استطاعوا، ولا شيء يوقفهم سوى القوّة والحزم، أمّا السكوت فهو في عرفهم دعوة للمزيد من السلب والقتل. وهذه العصابات التي أصبح مرتزق العصابة فيها يسمّى “جنديًا”، تمتاز بالجبن والذعر، وصراخهم الشهير “إيما إيما” والمتكرّر في كلّ مواجهة مباشرة مع المقاومين، كما شهادات عدة لمعتقلين...
    حين يُنهك العقل من كثرة التفسير، حين تتراكم الأسئلة دون أجوبة، وحين لا يبقى للكلمات معنى… يتنحّى العقل، ويُطفئ الضوء. وحينها، يتقدّم الجسد. الجسد لا يُجيد البلاغة، ولا يتقن البيان. لكنه حين يتكلم… لا يكذب. هو لا يراوغ، لا يُجامل، لا يساوم. يرتجف حين نخاف، يضطرب حين نُقصي ذواتنا عن المشهد، ينكمش حين تُغلق الأبواب في وجه أرواحنا، وينطق — بطريقته — عندما يُمنع علينا البوح. في بدايات شبابي، كنت أكتب على الصفحة الأولى من كل كتاب عبارة لا أعرف من أين جاءت، لكنها كانت تشبهني: “عندما يغيب العقل يتحدث الجسم” واليوم فقط فهمت ما كنت أكتبه. ليس العقل هو القائد دائمًا، وليس المنطق هو الحَكم. فكم مرة غصّ حلقي أمام جمعٍ من الناس دون أن أكون مريضًا؟ وكم مرة...
    في الزمن القديم، كان الفن ينبض بما تختزنه الأرواح من حنين، توق، وشغف صادق نحو الآخر. كان الحب في الأغنية يمثل الامتلاء العاطفي، والتعلُّق بالمحب كركنٍ من أركان الطمأنينة الإنسانية. ففيروز تُغني: “بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق”، وشادية تتوسل الزمن: “إن راح منك يا عين، هيروح مني فين؟”، أما نوال الزغبي فكانت “على بالها تقعد بجانبه”… كلها أصوات تصوغ الإنسان ككائن يتكامل بالمحبّة، ويجد اكتماله في الآخر. لكن شيئًا ما تغيّر! الفن، بإعتباره مرآة المجتمع، بدأ يعكس صورة مختلفة للإنسان المعاصر. لم يعد صوت الحب هو الغالب، بل حلَّت محله نغمة باردة من الإستقلالية المؤلمة، وأحيانًا العدائية. تُغني أحلام: “ابعد عن دروبي، خلك في غيظك موت مالك أمل صوبي”، وتقول مايلي سايرس في أغنيتها الشهيرة Flowers: “I can buy...
    د. صالح بن ناصر القاسمي   يولد الإنسان ضعيفا، لا يقوى على شيء، يحتاج إلى من يرعاه ويقوم على أمره، ثم تمر السنوات، ويكبر الجسد والعقل، وتتشكل الشخصية، ليصبح كائنا قادرا على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، بل وتبدو عليه في بعض الأحيان قوة خارقة تجعله يبدو كالجبل، صلبا لا ينكسر. غير أن هذه القوة قد تتحول عند البعض إلى صورة من الغلظة والقسوة، وهي وإن كانت موجودة، لكنها تظل استثناء، فالغالب على الناس أن فيهم قلوبا تنبض باللطف، وتفيض بالرحمة، وتعرف كيف تستوعب الآخرين، وتتجاوز الزلات، وتمضي دون أن تبحث في النيات أو تنبش في التفاصيل. ولعل أعظم ما يميز هؤلاء الناس، هو أنهم يملكون نعمة نادرة تسمى القدرة على التخطي. حيث إنهم لا يحملون الأحقاد، لا يقفون طويلا عند...
    عتبتان..."كلما اقتنيت شيئًا، شيءٌ ماديّ كبيت أو أرض، يصبح عبئًا عليك، يُقيدك. الحرية هي ألا تملك شيئًا". - نيكوس كازانتزاكيس."لِلْبَيْتِ رائحةُ البُكَاءِ وطَعْمُ الزَّنجَبِيلِ...هو مَأوَاي ومَلجَئِي من ثَلْجِ العُمْرِ،وتَراكُمِ الذِّكْرَى كَالزَّيتِ على جدرانِهِ المُشَقَّقَة". ميسون صقر القاسمي___إلى العزيزتين: عزيزة الحبسي ومنى حبراس..لم يكن انتقالي للسكن في الموالح قرارًا حرًا، فرضت عليّ الظروف العائلية ذلك، بعد أن كنت قد تدرجت في السكن ما بين مدينة السلطان قابوس والخوير، خلال سنوات عملي في مسقط. ثم جاء التحول، أو لنقل "الإكراه الجميل"، بأن يكون للمرء بيت يُقيم فيه لا كعابر سبيل، بل كغارس وتدٍ في الأرض.الموالح الجنوبية، حين استقررتُ فيها، بدت حيًّا هادئًا مليئًا بالبيوت ذات الطابقين. ومع الزمن، بدأت أتعرف على تفاصيلها، خاصة حين أنشأت البلدية حديقة صغيرة، تتوسطها شجرة كبيرة، يستظل...
    يُجمع مراقبون على أن هذا الرفض شكّل لحظة فاصلة أعادت رسم مسار التاريخ، ويُعد من أكثر سيناريوهات "ماذا لو؟" إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست". اعلانفي لحظة ما من تاريخ الشرق الأوسط، كان يمكن لصدام حسين أن يغيّر جذريّا مجرى الأحداث في المنطقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، عرض الرجل الثاني في بغداد وقتها على شاه إيران اغتيال آية الله روح الله الخميني، الذي كان يعيش وقتها في منفاه بالعراق في محاولة لـ "احتواء نفوذه المتصاعد". لكن الشاه محمد رضا بهلوي، رفض العرض، في قرار اتُّخذ بـ "هدوء وحذر"، لكنه أسهم لاحقًا في تغيير مصير إيران والمنطقة برمّتها، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست". وبحسب شهادات منفيين إيرانيين وضباط استخبارات سابقين، قدّم صدام، الذي كان...
    أعرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لنادي فنربخشة التركي، عن حزنه العميق لفقدان مواطنه ومهاجم ليفربول الراحل ديوجو جوتا، الذي توفي رفقة شقيقه أندريه سيلفا في حادث سير مروع بإسبانيا، يوم الخميس الماضي.وفي تصريحات مؤثرة نشرتها صحيفة "ميرور" البريطانية، قال مورينيو: "عندما يموت شخص، يُقال دائمًا إنه كان إنسانًا طيبًا، لكن ديوجو كان طيبًا فعلًا. لم يكن مجرد لاعب مميز، بل إنسانًا استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى".وأضاف المدرب المخضرم: "كنا نعرف بعضنا عن قرب، كنا نتقاسم نفس وكيل الأعمال، لذلك أعرفه جيدًا. جمهور ليفربول يعلم أنني لا أبالغ حين أقول إنه كان شابًا فريدًا، مكافحًا، ومتواضعًا إلى أقصى الحدود".وتابع مورينيو بقلب مثقل بالحزن: "لم يكن من أولئك الذين يسعون إلى الأضواء، بل كانت الأضواء هي من تسعى إليه...
      في زمن يبحث فيه الفن عن لحظة صدق، جاءت "الزلاقة 2" لتكون تلك اللحظة النادرة، ولتضع بصمة نارية في وجدان الدراما العربية. حلقة لا تشبه غيرها، لا في الإخراج، ولا في البناء الدرامي، ولا في أداء بطلها المتوَّج منذر رياحنه، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه تجسيد حيّ لنبض الأمة، وشاهد ناطق على مجد لا يموت.يوسف بن تاشفين... يُبعث من رماد التاريخ عبر أداء منذر رياحنهليست مبالغة أن نقول إن الكاميرا لم تكن تُصوّر فحسب، بل كانت تكتب التاريخ من جديد على ملامح منذر رياحنه، الذي لم يُقدّم شخصية يوسف بن تاشفين، بل تلبّسها حدّ الانصهار. بعيونه، بصوته، بوقفته، بألمه. لم يكن تمثيلًا، بل استحضارًا... روحًا لروح، وقلبًا لقلب.في ساحة "الزلاقة": القتال كان صامتًا، والمجد صارخًامشاهد المعركة لم تكن مجرد...
    توفي نجم ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا بشكل مأساوي، عن عمر ناهز 28 عامًا، في حادث سير مروع وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس شمال غرب إسبانيا، بالقرب من مدينة زامورا، حيث كان يقضي عطلته الصيفية برفقة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا، لاعب بينافيل.التحقيقات كشفت أن الحادث وقع على الطريق السريع A-52، المعروف بخطورته، حيث انفجر أحد إطارات سيارة لامبورغيني كان الشقيقان يستقلانها أثناء محاولة تجاوز، ما أدى إلى انحرافها عن الطريق واحتراقها بالكامل.رغم استجابة فرق الطوارئ السريعة، أُعلنت وفاة الشقيقين في موقع الحادث.موجة حزن تجتاح الوسط الرياضيتوالت ردود الفعل الحزينة من لاعبي ليفربول وزملاء جوتا السابقين، حيث نشر كل من ستيفان باجسيتيتش، داروين نونيز، ونابي كيتا رسائل مؤثرة عبر حساباتهم، كما عبّر المدرب السابق للفريق يورغن كلوب عن حزنه...
    مرَّ النهارُ بكل ما فيه من ضغوط وتفاصيل؛ صوتُ المنبه صباحًا، زحمةُ الطريق، مكالماتُ العمل، المهامُ المتراكمة، الوجوهُ المتجهمة، والتوترُ الذي يسكنُ المكاتب. ومع كل ساعة تمر، كنتُ أشعر أنني أغوص أكثر في دوامةٍ لا نهاية لها... لكن رغم كل ذلك، كنتُ أنتظرُ المساء.هذا المساء جاء مختلفًا؛ لم أَحمل هاتفي، ولم أفتح التلفاز، ولم أشغل نفسي بأي شيء... فقط جلستُ أنا ونفسي. جلسةٌ لم تكن عادية، بل كانت مليئةً بالتفكير والمراجعة.بدأتُ أسترجع تفاصيل اليوم. تذكرتُ الموقف الذي حدث مع زميلي في العمل عندما اختلفنا على أمرٍ بسيط، لكن كلًّا منا تمسك برأيه، وتحولت الكلمات إلى صدامٍ غير مبرر.هل كان يستحق الأمر كل هذا؟ هل كان يجب أن أتمسك برأيي فقط لأُثبت أنني على صواب؟تذكرتُ أيضًا صديقي الذي اتصل بي أكثر...
      مُزنة المسافر   جوليتا: وَضعتُ شوكة وملعقتين وسكينًا صغيرًا على طاولة التقديم، وشرعتُ بوضع المعكرونة في وعاء كبير.. بدت ساخنة في شكلها ولذيذة في طعمها، لكن عمَّتي شعرت بالسأم من أطباقي المتكررة، وأظهرت استيائها بشكل واضح. ماتيلدا: من جديد المعكرونة يا ابنة أخي، تعلمي طبقًا جديدًا. جوليتا: لا تحبين الفاصوليا الخضراء، ولا تحبين أيًا من تلك الأشياء المعلبة، هاتي صحنكِ بعد الحساء، سأضع لك المعكرونة جربيها. ماتيلدا: تبدو ساخنة، كانت تغلي كثيرًا. جوليتا: قلبك فقط يغلي هنا، ويغلي القصص الجيدة يا عمتي. ماتيلدا: نعم لأن ألبيرتو وضع قلبي يغلي كما تغلي المعكرونة في مياه غليان غير مناسبة، سريعًا كان يخرجني من الحزن الذي كنتُ أعيشه دونه أيامًا طويلة، فأردد له أغنياتي وأخبر آهاتي، وأشرح...
    في الحروب الكلاسيكية، كان العدو واضحًا. تقرأ وجهه في الخنادق، وتصوّب بندقيتك نحو صوته.أما في حروب اليوم، فالعدو بلا وجه. يتحرّك بيننا، يوقّع محاضر الاجتماعات معنا، ويصافحنا وهو يخفي مسدسًا في جيبه.الإعلان الذي خرجت به اللجنة الأمنية العليا في عدن لم يكن مجرد كشف عن خلية إرهابية، بل كان كشفًا عن واقع أخطر: أن الجبهة لم تعد هناك، بل هنا… في الداخل، في المدن التي نظنها آمنة، وفي المؤسسات التي نثق بها.الخلية التي تم تفكيكها، وفقًا لما أُعلن، تنشط في تعز، ومرتبطة بثلاث قوى كبرى في مشهد الإرهاب: الحوثي، القاعدة، وداعش. ثلاث رايات تبدو متنازعة، لكنها تلتقي في الغرض: زعزعة ما تبقى من بنية الدولة، وإسقاط المناطق المحررة من داخلها.على رأس الخلية يقف اسمٌ لافت: أمجد خالد، القائد السابق لما...
    صراحة نيوز- د أحمد الخصاونة في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وتباينت فيه الأفهام، يبقى صوت المسؤول الوطني الصادق كفلق الصبح، واضحًا لا يخشى في الحق لومة لائم، ملتزمًا بحدود الدستور، منضبطًا بإطار القوانين والتشريعات النافذة. هكذا عرفنا الأستاذ الدكتور نزار مهيدات، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، رجل دولة قبل أن يكون رجل مختبر، وصوتًا للمنطق والعقل، لا للانفعال والاستعراض. لقد أثار تصريحه الأخير حول الخمر – بوصفه منتجًا يُعامل وفق الإجراءات الرقابية كغيره من المنتجات الغذائية – لغطًا واسعًا وجدلاً محتدمًا بين من لم يُحسنوا فهم مقصده، أو تجاهلوا السياق المؤسسي الذي يحكم منصبه. والحقيقة التي لا جدال فيها، أن الدكتور نزار لم يأتِ بجديد من عنده، ولم يبتدع نهجًا خارجًا عن المألوف، بل صرّح بما تمّ إقراره وفق الأطر...
    يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف». وإذا كان ما قاله هذا الصحافي الأمريكي المعروف (1908-1965) ينطبق على وضع يحتار فيه الصحافي في فهم مجريات الأحداث فيبدو عاجزا على التقاط خيوط المشهد، وبالتالي عاجزا أكثر على تنزيل ما يجري في سياق تحليل متكامل، واضح المعالم، عقلاني التسلسل، منطقي الاستنتاجات، فهو بلا جدال الوضع الذي عرفته وتعرفه منطقتنا أخيرا ومنذ عدة أشهر. قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال ليس الصحافي وحده من وقف محتارا منذ السابع من أكتوبر 2023 عاجزا...
    على مدار خمسين عامًا هي عمري اليوم، لم تغب الحروب عن المشهد من حولي، وكأنها تسير إلى جانبي أو تسبقني بخطوة في كل مرحلة من مراحل الحياة. فمنذ ولادتي في سبعينيات القرن الماضي، لم تهدأ نيران الحروب بين الجيران حتى تشتعل من جديد، كأنها قدر لا مفر منه. ورغم أن الحديث عن الحروب وأسبابها يطول، إلا أنني في هذه الزاوية الصغيرة من المقال، سأقتصر على ما عايشته من صراعات ونزاعات منذ ولادتي وحتى اليوم، تلك التي اندلعت بين الدول، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، التي لا أبالغ إن قلت إنها شهدت من الحروب ما يفوق كل الحروب التي جرت في العالم اجمع.وعيت على هذه الدنيا على وقع دوي المدافع تدك معاقل المتمردين الشيوعيين في جبال ظفار مطلع سبعينيات القرن الماضي....
    يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025 سعد محمد الكعبي مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها. السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف،...
    اتفق جمهور العلماء على جواز ترديد الأذكار في أي وقت وفي الصباح والمساء، وهو أمر مستحب لكل مسلم ويجب أن يجعل من يومه وردا يخصصه في ذكر الله.أذكار المساء كاملة.. أفضل 7 أدعية لتحصين النفس مع بداية الليلأذكار الصباح كاملة.. رددها الآن وحصن نفسك من كل شرماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا أَمْسَى قالَ: أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له قالَ: أُرَاهُ قالَ فِيهِنَّ: له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ...
    في ذكرياتهم التي كانت مليئة بالحب والأمل، تظل صورة اللواء مصطفى الخطيب، مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، حية في قلب زوجته "سحر يوسف"، التي لا تملك إلا أن تردد: "لن أنساه أبداً، رغم الغدر الذي اغتاله." هي الكلمات التي تخرج من قلبها المثقل بالحزن، ففي تلك اللحظة الفارقة، وفي مكان مقدس، اغتيل حبها وحياة زوجها على يد من كانوا يظنون أنهم مأمنوه. مرت الأيام، لكنها لم تمحُ من ذاكرتها ذلك الوداع الأخير، حين كان زوجها يشع بشوشًا، يذهب إلى مركز كرداسة في مهمة قد تكون عادية بالنسبة له، لكنها كانت آخر مهماته الحياتية. "حاولت الاتصال به مراراً، لكنه رد بصوت مشوب بالقلق: "فيه اشتباك، اقفلي"، كانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته قبل أن يتلقف الموت...
    في مثل هذا اليوم، ولد الكاتب والروائي والوزير المصري يوسف السباعي، الذي ظل لسنوات طويلة رمزًا للرومانسية في الأدب العربي، ثم تحول إلى وجه سياسي بارز ارتبطت نهايته بحادث دموي لا يزال محفورًا في ذاكرة الثقافة المصرية.ورغم أن اسمه ارتبط دومًا بالعاطفة والخيال، فإن نهايته كانت واقعية، قاسية، ومشحونة برسائل سياسية، حين اغتاله مسلحان فلسطينيان في العاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء مشاركته في مؤتمر دولي، في واقعة صدمت المجتمع المصري والعربي في أواخر سبعينيات القرن الماضي.الأدب الذي مهد للسياسةقبل أن يعتلي المناصب الرسمية، كان يوسف السباعي يملأ المكتبات برواياته وقصصه ذات الطابع الإنساني الرقيق.، من “رد قلبي” إلى “بين الأطلال” إلى “نادية”، كانت أعماله تترجم مباشرة إلى الشاشة، وتبني صورته ككاتب يُعلي من شأن الحب والتضحية.لكن على الجانب الآخر، كان السباعي...
    “حين صار #الأسيتون طلاء أظافر… وصار عندهم دولة!”بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة منذ أيام، أوردت صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت عنها قناة الجزيرة، خبرًا عاجلًا مفاده أن مركزًا بحثيًا إسرائيليًا تعرّض لأضرار جسيمة واندلع فيه #حريق هائل بعد استهدافه بصواريخ إيرانية. لم يمر وقت طويل حتى كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا المركز ليس إلا معهد “وايزمان للعلوم”، أحد أخطر العقول العلمية التي قامت عليها بنية الكيان الصهيوني. ما إن سمعت الخبر، تمنيت – من قلبي لا من عاطفتي – أن يكون المستهدف هو هذا المعهد تحديدًا. فلو كان هناك “قلب” للكيان الصهيوني خارج المؤسسة العسكرية، فهو #معهد_وايزمان. المعهد الذي لا يصنع فقط العلماء والتقنيات، بل يُنتج كذلك #السياسات والدولة والاستراتيجية والهيمنة. ولا عجب. فهذا المعهد لم يُنشأ بعد تأسيس...
    بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي .. في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا.حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية ، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها.ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول،“المرأة ريحانة وليست بقهرمانة” ، أي أنها مخلوق رقيق...
          ريم الحامدية reem@alroya.info   من بين كل الأسئلة التي تعبر خواطرنا وتستقر في أروقة القلب، يظل سؤال "ماذا لو؟" هو الأكثر خفوتًا في صوته، والأكثر صخبًا في صداه، إنِّه سؤال لا يُقال؛ بل يُحس. لا يُوجَّه لغيرنا، بل يهمس في أعماقنا حين يسكن الليل، وتغيب الوجوه، ونبقى وحدنا مع أفكار تتسلل كضوء خافت من نافذة الذاكرة. "ماذا لو؟" ليس مجرد سؤال عابر؛ بل مرآة نطل بها على لحظات لم نعشها، وخيارات لم نجرؤ عليها، ورسائل لم تُكتب، وقلوبٍ لم تُمسك بأيدينا في الوقت المناسب.. هو الحنين لما لم يحدث، والخوف مما قد يحدث، والتوق لكل ما فات. "ماذا لو؟" هو صوت الطفلة التي كتمت بكاءها، والمرأة التي أخفت حنينها، والإنسان الذي واصل الطريق وهو يلتفت خلفه ألف...
    هل صفع نجيب محفوظ الجمهور على وجهه؟نعم، لكنها لم تكن صفعة إهانة، وإنما صدمة فكرية. تلك الضربة التي لا تترك خدك يؤلمك، بقدر ما تجعل عقلك يصحو من سباته. صفعة تُوقظك من وهم الراحة، وتدفعك إلى مواجهة مرآة الواقع كما هي: متعرجة، خشنة، بلا مساحيق ولا تبرير. منذ بداياتها الأولى، نسجت السينما العربية خيوطا رفيعة من التلاقي مع الأدب، غير أن هذا التلاقي بلغ ذروته الباهرة مع عالم نجيب محفوظ (1911-2006). كان محفوظ روائيًا تتحول كلماته إلى مشاهد، وحاضرًا في كل تفصيلة بين الكتابة والتصوير، يعرف كيف تُروى القصة على الورق، وكيف تُحكى على الشاشة.يكتب السيناريو كما ينسج الحكاية، ويمنح للحارة المصرية صوتًا وصورة. وصفه الناقد إبراهيم العريس بأنه "أديب السينمائيين وسينمائي الأدباء"، وهو توصيف لا يجافي الحقيقة، فهو يلخص عبقرية...
        د. إبراهيم بن سالم السيابي الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه. و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته،...
    في واحدة من أكبر فضائح عالم التحف الفرنسية، وقع قصر فرساي العريق ضحية لعملية احتيال معقدة استمرت قرابة عقد من الزمان، تم خلالها بيع قطع أثاث مزيفة نُسبت زورًا إلى بلاط الملكة ماري أنطوانيت وسيدات البلاط الفرنسي في القرن الثامن عشر. بدأت القصة في عام 2010، حين ظهر كرسيان مزخرفان في سوق التحف يُزعم أنهما من مقتنيات ماري أنطوانيت، مختومان بختم نيكولا كوينبير فوليو، أحد أشهر صانعي الأثاث في فرنسا الملكية. سرعان ما اعتُبرا "كنزين وطنيين" بقرار رسمي من الدولة، وأبدى قصر فرساي اهتمامًا بشرائهما، لكنه تراجع بسبب السعر الباهظ. فاقتنت القطعتين العائلة الأميرية القطرية مقابل مليوني يورو. لكن المفاجأة الكبرى جاءت لاحقًا، حين تبين أن الكرسيين، إلى جانب قطع أخرى مشابهة، جميعها مزيفة. قاد التحقيق الذي...
    "نحن نكتب لأن هناك من يُصغي، حتى وإن لم نرَه... نكتب لأن الكلمات تخلق العالم، وتنقذنا من قسوته"، بهذه الروح، عاش الدكتور أحمد خالد توفيق، وبهذه الروح كتب، فصار للعربية جسرٌ جديد إلى قلوب الشباب، وصار هو العرّاب الذي قاد أجيالًا كاملة في رحلات بين السطور، بين الرعب والفانتازيا، بين الطب والحياة، بين الموت ومعناه الحقيقي.أنغام: "كل ما أغني عن فرح غايب.. بعيط من قلبي"قافلة كسر حصار الاحتلال لغزة تعبر الحدود التونسية إلى ليبيانادين الراسي تعترف: جربت المخدرات وتخليت عنها بدعم ابنيمراسل القاهرة الإخبارية: الهجوم الروسي الواسع على كييف الأعنف منذ أشهروُلد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، محافظة الغربية، نشأ في أسرة مصرية عادية، ودرس الطب في جامعة طنطا حتى حصل على الدكتوراه في طب المناطق...
    صراحة نيوز ـ في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تحولت القضية الفلسطينية من مجرد بند دائم في الخطاب السياسي الأردني إلى محور فاعل في كل تحرك دبلوماسي، وإلى مبدأ راسخ لا يخضع للمساومة أو التراجع. فمنذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية، حمل جلالته هذه القضية على عاتقه كأمانة تاريخية وإرث هاشمي، مؤمنًا أن فلسطين ليست فقط جغرافيا محتلة، بل قضية حق وعدالة وكرامة إنسانية. لقد أثبت الملك عبدالله الثاني، عبر مواقفه وتحركاته، أن الأردن ليس مراقبًا على خط الأزمة، بل طرفًا حاسمًا في الدفاع عن هوية الأرض والإنسان والمقدسات، بل صوتًا لا يغيب عن أي منبر دولي حين تُذكر فلسطين. في كل خطبه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان جلالته يضع فلسطين في قلب الخطاب، لا كتقليد سياسي،...
    لا أعرف مصدر الخبر الذي انتشر عن نية مصر ترشيح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة الحالي، لموقع الأمين العام لجامعة الدول العربية.. كما لا أعرف مصدر خبر عزم المملكة العربية السعودية على المنافسة على الموقع، ونقل مقر الجامعة إلى الرياض! فقد أصبحنا نستيقظ على أخبار وأحداث تنشر على منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، فلا تعرف أول من نشر، ومن نقل عن من، فحتى العامة صاروا يعتبرون أنفسهم صحفيين يلهثون خلف السبق الصحفي، ومن هنا يأتي الإعلان عن وفاة نجم ما وهو على قيد الحياة، وكأن هناك جهة ما توزع جوائز على من يفوزون بجائزة السبق الصحفي، بل إن منهم من إذا سئلوا عن مصدر معلوماتهم ردوا بعدم جواز سؤالهم، وهي عبارة مستوحاة من مقولة: لا يُسألُ الصحفي عن...
    قاسٍ هو العيد على أم محمد السحار، قاسٍ كأنما تصحو فيه على ألف نداء من الغياب. تجلس بثوبها الأسود على حافة قبرٍ هشّ، تحيطه الأعشاب البرية والأنقاض، لكنها لا ترى إلا وجوهًا أربعة محفورة في الذاكرة.. وجوه أبنائها الذين اختطفهم العدوان الصهيوني من بين يديها، واحدًا تلو الآخر، وكأنها كانت في سباق مستمر مع الموت، ولم تفز إلا بوهم الذكرى.بصوت مرتجف تروي لـ«عُمان»: «في صباح عيد الأضحى المبارك الماضي، جلسنا سويًّا على مائدة الفسيخ وقلاية البندورة.. كانوا يمازحونني، يضحكون بصوتٍ عالٍ، ويتبادلون الطرائف. اليوم أجلس وحدي، آتيهم بفسيخ بارد وحزن حار، أقرأ الفاتحة وأستودعهم للسماء».قصة أم الشهداء الأربعةأحمد، الابن الأكبر، طبيب لم يغادر ميدانه. استشهد وهو يضمّد جراح الغزيين في مستشفى العودة، شمال قطاع غزة. تذكره أمه وهي تشير إلى...
    بقلم : جعفر العلوجي .. ليس غريبًا على الوسط الثقافي العراقي أن يُذكر اسم فالح حسون الدراجي ، بل هو من الأسماء التي تفرض حضورها أينما كُتب عن العراق ، سواء في السياسة أو في الرياضة أو في الشعر الشعبي ، هو القلم الذي لا يُهادن ، والصوت الذي ما استكان ، والحبر الذي سال من جراحات الناس وهمومهم ، ليكتب أوجاع مدينة اسمها “الثورة”، ويُسمع أنينها في عواصم المنفى .ولد فالح من رحم المعاناة ، وكبر في حواري الفقر والكفاح ، وسط مدينة كانت تصرخ كل يوم ضد الظلم، وتنام على الحلم وتستيقظ على الرغيف الناشف والوجوه المتعبة فكان مثلها ، كادحًا بالحرف ، شيوعيًا بالانتماء ، عراقيًا حتى العظم لم تغره المناصب ، ولم تدجنه اللجان ، ولم...
    في مشهد سياسي وإعلامي تتبدل فيه المواقف كما تتبدل الفصول، وتعلو فيه الأصوات التي تتقن فن التلون على حساب المبدأ، يبقى مصطفى بكري حالة فريدة يصعب تكرارها. إنه ليس مجرد صحفي مخضرم أو نائب برلماني بارز، بل هو صوت حر لا يعرف الانكسار، ورجل مواقف لا يساوم على القيم مهما كلفه الثمن. ضمير أمة لا يتراجع منذ دخوله عالم الصحافة، لم يكن مصطفى بكري يومًا تابعًا أو صدىً لصوت السلطة أو المصالح، بل كان في طليعة من جعلوا من القلم سلاحًا، ومن الكلمة قلعة للمقاومة. عاش معارك الكلمة بصدق، وواجه محنها بشجاعة، لم يتردد في قول الحقيقة حين صمت كثيرون، ولم يخشَ بطش السلطة أو سطوة المال. مواقف تُكتب بماء العزّة عُرف بكري بمواقفه القومية الثابتة التي لا تتزعزع. وقف...
    قرأت مؤخرًا مقالًا نُشر فـي جريدة «عمان» للكاتبة إيزابيل بروكس، تتحدث فـيه عن الحنين إلى عصر ما قبل الإنترنت، برغم أنها لم تعش تلك المرحلة، بل وُلدت بعدها. ما شدّني فـي المقال لم يكن نغمة الحنين وحدها، بل تلك المفارقة اللافتة: جيل وُلد فـي حضن التقنية، وتربى على إيقاع الشاشات، بات يحنّ إلى زمن لم يعرفه، ويبدي توقه إلى ماضٍ لم تطأه أقدامه.صار الماضي البسيط، كما يُروى لهم، مغريًا بجمالياته: أحاديثه الشفوية، ودفء لقاءاته، وانعدام الحاجة إلى وسائط إلكترونية لقول «صباح الخير» أو للسؤال عن الحال أو لتهنئة قريب.لكنني -وعلى خلاف الكاتبة- عشت ذلك الزمن أي زمن ما قبل الإنترنت، بل حتى الزمن الذي قبله؛ يوم لم تكن هنالك طرق معبّدة، ولا كهرباء، ولا ماء يصل إلى المنازل، ولا هواتف،...
    حين يهتف #القلب: نحن #النشامى.. اذا كان #الانتماء جريمة فأنا اول المذنبين #احمد_ايهاب_سلامة يجب علينا أن نقف خلف منتخبنا الوطني لا لأن الأمر مجرد مباريات كرة قدم كلا! فالأمر أعمق من فوز عابر، دعمنا لمنتخبنا دعم لوطن يسري في أرواحنا كما يسري الدم في العروق دعم للأردن الذي تنفسنا هواءه وتعلمنا على ترابه معنى الانتماء. ليست مباريات المنتخب مجرد كرة تتدحرج في ملعب ولا أسماء تنادى من على المدرجات هي لوحة من الانتماء، تتحد فيها مشاعر أبناء الوطن وتتشابك فيها الثقافات واللهجات والعادات في نغمة واحدة “نحن أردنيون” مقالات ذات صلة جماعة جوردن 2025/06/02 في كل مباراة ننتذكر أننا أبناء وطن رغم ما نعانيه، ما زال فينا متسع للأمل ومكان للجمال ولحظة سرور تعيد إلينا ما فقدناه من بهجة...
        د. سالم بن عبدالله العامري في مشهدٍ مهيب يفيضُ فخرًا واعتزازًا، وضمن نهجٍ تربوي راسخ يحتفي بالتميّز من منبته حتى ثماره، نظّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار خلال الأسبوع الماضي احتفاءين متعاقبين، يجمعهما خيط واحد من العطاء، ويربط بينهما حبل ممتد من الجهد والوعي. في الأول، كان التكريم للطلبة المجيدين؛ أولئك الذين أثبتوا أن الطموح لا يرتقي إلا على سُلَّم الكدّ والمثابرة وأن للتميز جذورًا عميقة تُروى كل يوم بماء الحلم، وتُسقى بانضباط العزيمة وصفاء الإرادة. وفي الثاني، كان الموعد مع تكريم المعلمين المجيدين، الذين لم يكونوا يومًا في خلفية المشهد، بل في عمق كل قصة نجاح طلابية. ما ميّز هذين الاحتفاءين، هو التكامل الزمني والموضوعي بين تكريم الطالب وتكريم المعلم، حيث لم يكن الفصل بينهما...
    خاص أكد المخرج المصري محمد سامي أن قراره باعتزال الإخراج الدرامي لا يرتبط بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة حول الأعمال الرمضانية، مشيرًا إلى أن القرار كان مخططًا له مسبقًا. وأوضح سامي في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنه أبلغ أصدقاءه المقربين برغبته في التوقف عن تقديم المسلسلات الدرامية قبل بداية شهر رمضان، مؤكدًا أن التوقيت لا علاقة له بأي انتقادات أو ضغوط. كما أشار إلى احترامه الكامل لتوجيهات الرئيس، معتبرًا أن من حق قائد الدولة أن يوجه مختلف القطاعات لدعم مسار التنمية، مضيفًا: “أرى أن هذه التوجيهات فرصة لمراجعة وتطوير المحتوى الفني ليتماشى مع رؤية الدولة”. وتابع: “حين يقول لي أحدهم: اليوم الذي تُعرض فيه مشاجرة في عملك، قد يشهد الشارع مئة مشاجرة، فهذا يفتح بابًا للتفكير، خاصة في ظل...
    مكة مهبط الوحي ونشأة رسول الإسلام وقبلة المسلمين اليومية في صلاتهم حيث بيت الله الحرام ومتَعلَّق القلوب للعمرة والحج، تلك هي مكة الحجازية ولكن ما لا يعرفه أغلب الناس أنّ اسم مكة ليس مقصورا على مكة البيت الحرام بل هو مبثوث في كثير من بلاد الأرض، والأغرب من ذلك أن أكثر دولة بها مدن أو قرى بهذا الاسم هو الولايات المتحدة الأميركية حيث تغطّي "مكة" كل الجغرافيا شرقا وغربا شمالا وجنوبا. من مكة الحجازية إلى مكة الأميركية ننظر في تاريخ تسمية المكان لنحفر في تاريخ الإسلام في أميركا تأصيلا لمشاركة المسلمين التأسيسية التي لا تزال تفتقد التثمين من السرديّة الرسمية للتاريخ الأميركي. وليكن مثالنا مكة في أوهايو الأميركية. في بداية القرن الـ19 نشأت بلدتان بمسمى مكة في ولاية أوهايو (تأسست...
    في زاويةٍ من حيّ تل الهوى جنوب مدينة غزة ، حيث كان يذيع صيت شارع "باصات كردش" بأنه مصدر أشجار الياسمين، تقف أم ناهض مسلم (62 عامًا) تُقلِّب أناملها في الهواء، كأنّها تلمس ذكرياتٍ مطمورة تحت الركام. “البيت كان هنا… أين هنا بالضبط؟” تسأل نفسها بصوتٍ خافت، بينما تحاول أن تتذكر إن كان منزلها يقع يسارَ بقايا إشارة مرور أم يمينَ جذع نخلة مقطوع. حولها، تشبه الشوارع جثةً مُمتدة؛ لا لافتات تُرشد، ولا روائح تهدي، فقط غبار الحرب يلفُّ كل شيء. لم تكن أم ناهض تعلم أن البحث عن بيتها سيُصبح أشبه بقراءة خريطةٍ ممزقة، أو سرد قصةِ مدينةٍ مُحتضرة ترفض أن تموت بصمت. “شارع الوحدة… أتذكر كيف كان يضج بالحياة!” يقول يوسف محمد (60 عامًا)، جار أم ناهض، وهو...
    حين ماتت الرسالة واختفى الضمير تحت عجلات «اللايك» والمشاهدات، في زمنٍ صار فيه «الترند» هو الإله، ومؤشرات المشاهدة هي المعيار الأعلى، انحرفت بوصلة الإعلام عن مسارها الأخلاقي، وضاعت هيبة الكلمة بين هتافات الإثارة الرخيصة وركام الفضائح. الإعلام الذي خُلق ليكون ضمير الشعوب ولسان الحق، أصبح اليوم منصة لتفريغ الخصوصيات، وتلميع الزيف على حساب القيم والمبادئ أحيانًا كثيرة، فهل انتهى عصر الإعلامي الذي يحمل همّ الناس؟ وهل ماتت مهنة كانت تُشبه رسالة الأنبياء؟ الرسالة التي ضاعت.. الإعلام ليس مهنة بل موقف لم يكن الإعلام يومًا وظيفة تُؤدى داخل الاستوديوهات فقط، بل كان صوتًا حيًا في الشارع، نبضًا في قلب الأزمات، ضوءًا يُضيء عتمة الجهل، ويدًا تمتد لتربّت على كتف المظلوم. الإعلام الحقيقي هو الميثاق الأخلاقي للضمير الذي يرفض التزييف والتلميع على...
    عرف العلماء منذ عقود أن الكائنات الحية تصدر ضوءا خافتا للغاية، يعرف علميا بـ"الانبعاث الفوتوني الضعيف جدا"، وهو ضعيف لدرجة أنه يكاد يكون غير قابل للرصد بأجهزة القياس المعروفة. وفي دراسة سابقة أجريت عام 2009، ونشرت بدورية "بلوس وان"، توصل باحثون من معهد توهوكو للتكنولوجيا باليابان إلى أن البشر أنفسهم يتمتعون بهذا الانبعاث الضوئي، وكتب مؤلفو الدراسة آنذاك: "يتوهج جسم الإنسان حرفيا، لكن شدة الضوء المنبعث من الجسم أقل بألف مرة من حساسية أعيننا المجردة". لكن هذا الضوء سواء الصادر من الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى بقي لغزا، وبشكل خاص أرادوا معرفة هل يمكن لهذا الضوء أن يكشف لنا عن الصحة والمرض، أو حتى الحياة والموت؟ وهل يمكن أن نصنع منه أداة طبية غير جراحية ترصد ما تعجز عنه أعيننا؟...
    #سواليف نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية عن مدوّن أمريكي أنه نشر، يوم الخميس، #الرسالة_الأخيرة التي كتبها #إلياس_رودريغيز من مدينة #شيكاغو، والذي نفّذ عملية #إطلاق_النار قرب #المتحف_اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن، وأسفرت عن مقتل موظفَين في سفارة الاحتلال. وتضمنت الرسالة، غضب رودريغيز من #الإبادة_الجماعية في قطاع #غزة، حيث قال إن #الفظائع_الإسرائيلية في قطاع غزة إلى جانب الدعم الأميركي المستمر لتلك السياسات، كانا الدافع الأساسي لقراره تنفيذ العملية. وكتب رودريغيز في مطلع رسالته:“بعد شهور من تزايد أعداد الشهداء، باتت إسرائيل قد قضت فعليًا على القدرة حتى على الاستمرار في عدّ الضحايا، وهو ما خدم مخططها الإبادي جيدًا، في وقت كتابة هذه السطور، تسجّل وزارة الصحة في غزة 53 ألف قتيل بسبب القوة التدميرية، وعشرات الآلاف ما بين مدفونين تحت الأنقاض أو...
    هذا زمنُ الغَلبة، ولا معنى فيه لخطاب اللياقة وأساليب اللباقة، ولا جدوى فيه للبروتوكول التقليدي في التعامل بين مسؤولي الدول وقادة البلدان، هو زمنٌ للأقدر على الفعل وليس للأبلغ خطابة ولا للأجمل بيانا ولا للألطف صوتا، فقد انقضى زمن مسرحة السياسة؛ حيث يتدرب الساسة لمدة طويلة على فنون الخطابة وعلى كيفيات الحضور الرسمي؛ حيث حركة الأيدي وإشارات الأصابع واستدارات الرأس، وحيث يكون السياسي الأبرع هو الأقدر على سحر الجماهير بل وعلى تحقيق الهيمنة النفسية على الطرف المقابل من سياسيي الداخل أو قادة الخارج. كانت الجماهير في أغلب بلدان العوالم المتخلفة تنظر إلى زعمائها على أنها صانعة انتصارات وقاهرة الأعداء وحامية حمى الأوطان والدين، ولا أحد من عموم الناس كان يتصور أن قائدا عربيا يمكن أن يكون خاضعا لأوامر خارجية...
    حديد وأسياخ السودان القادم…يشغلنا القادم ونستعير له من الماضي لهذا ننقل أنه في دافور القديمة كان المتنافسان (على الوظيفة) يقتتلان بالسيوف… والأسلوب هذا يصلح لملء مليون وظيفة قادمة على الأقل واسطتك هي سيفك وأسلوب للحاضر والحرب والإمام اليمني حين يدخل الحوثيون البيضاء يقول لهم من على المنبر : دخلتوا البيضاء بإسلوبكم ولن تخرجوا منها إلا بإسلوبنا …. أقم الصلاة ونقول للمرتزقة دخلتوا السودان بإسلوبكم ولن تخرجوا إلا بإسلوبنا …ونلتفت إلى إعلام الحرب وإلى أن عبدالله عزام يدير إعلام حرب أفغانستان ضد أعتى إمبراطورية …. وينتصر ولم تكن عنده إذاعة ولا محطات تلفزة ولا صحف ولا وجود لشعب بمعني شعب وعزام كان يكتفى بطبع صور الأطفال الذين مزقتهم قنابل الروس (خمس طن) ويكتب على الصور : أهلنا أطباء العالم المسلمين …...
    في عالمٍ يمضي سريعًا، نادرًا ما تتوقف اللحظات لتصنع تاريخًا يُروى، ولكن في يوم الثلاثاء، 14 مايو، توقف الزمن في وطني ليشهد لحظة فارقة، لحظة لا تُنسى. ذلك اليوم لم يكن مجرد يوم على التقويم، بل كان صفحة مشرقة في سجل العزّ السعودي، حين اكتست المملكة بوشاح الحفاوة؛ ترحيبًا بزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في حدثٍ وصفه العالم بالتاريخي، ورافقه “منتدى الاستثمار” الذي أعاد تعريف القوة الاقتصادية والسيادة السياسية. وقد كان الاستقبال- في حد ذاته- رسالة. تم استقبال الرئيس الأمريكي بهيبة تليق بمقام المملكة ومكانتها، في مشهد مهيب، بدأ بصفوف الحرس الملكي المنتظم، والسجاد الخزامي الذي امتدّ كبساط فخر تحت خُطى القادة. الخيول العربية الأصيلة تقدمت المشهد، شامخة كرمز للإرث، ترافقت مع نسمات القهوة العربية ذات الرائحة الطيبة...
    في كواليس الحياة السياسية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، نشأت علاقة خاصة بين ملك شاب وصحفي لامع. محمد التابعي، الذي اشتهر بلقب “أمير الصحافة”، لم يكن مجرد مراسل أو محرر يكتب عن الملك، بل كان أحد القلائل الذين اقتربوا من فاروق عن كثب، سمعوا منه، ونقلوا عنه، قبل أن ينقلب عليه القلم الذي سبق وأن مجده.بداية العلاقة: صعود الملك وصعود الصحفيفي أواخر الثلاثينيات، كانت مصر على موعد مع ملك جديد في سن المراهقة، فاروق الأول، بينما كان التابعي قد رسخ اسمه كواحد من أبرز الصحفيين السياسيين في البلاد.وبينما كانت الصحف تتناول أخبار القصر بحذر شديد، قرب الملك الشاب التابعي إليه، لا لولائه، بل لذكائه، وفهمه العميق لكواليس السياسة والبلاط.الصحفي في القصر: هل كان مستشارًا غير معلن؟يؤكد كثير من المؤرخين...
    في زمن التيه والخذلان، حيث يغدو الظالم بطلا والمظلوم خائنا، تقف تجربتان متناقضتان لعسكرين خرجا من رحم التاريخ ذاته: عسكرٌ مصري انحنى، وعسكرٌ باكستاني انتفض. كلاهما لم يعرف طعم الديمقراطية، وكلاهما صعد إلى الحكم من فوهة البندقية، لكن حين واجه كلاهما اختبار الحياة، ظهرت الفوارق، فاختار أحدهما المجد، والآخر غاص في وحل التبعية. العسكر لا يعترفون بالصناديق لم يكن انقلاب الجيش المصري في 2013 حدثا عابرا، بل كان عنوانا لمشهد مكتمل من الردة السياسية، بدعم سخي من الغرب وبعض حلفائه العرب. فما كاد الأمل يطل من نوافذ الثورة، وتفتح صناديق الاقتراع بابا جديدا لمستقبل يكتبه الشعب لا الجنرالات، إلا وانقض هؤلاء الجنرالات بانقلاب عسكري بدعم صريح من قوى إقليمية وغربية، لقطع الطريق على إرادة الجماهير، وإعادة مصر إلى...
    صراحة نيوز ـ أعلنت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في بيان صحفي صادر عن مركزها الإعلامي أن الحد الأعلى للأجر الذي تُحتسب اشتراكات الضمان على أساسه للعام الحالي 2025 أصبح (3668) ديناراً، في حين كان العام الماضي (3612) ديناراً. وأضافت المؤسسة أن الحد الأعلى لصافي بدل التعطل عن العمل للعام الحالي 2025 أصبح (612) ديناراً، في حين كان العام الماضي (603) دنانير، موضحةً أن هذا الإجراء يأتي تنفيذاً لأحكام قانون الضمان الاجتماعي الذي نصّ على أن يكون الحد الأعلى للأجر الذي تُحتسب الاشتراكات على أساسه، والحد الأعلى لصافي بدل التعطل عن العمل كلاهما مرتبطٌ بنسبة التضخُّم، حيث تُؤخذ هذه النسبة المسجَّلة في المملكة عن السنة السابقة، والتي بلغت (1.56%) في عام 2024. وبيّنت المؤسسة أن متوسط أجور المؤمَّن عليهم الأردنيين المشمولين...
    يلجأ الكثير من المبدعين في خريف العمر إلى تكرار أنفسهم عبر إعادة تقديم أنجح تجاربهم للجمهور في محاولة لاستدعاء حالة سابقة أو على الأقل الاحتفاظ بمساحة جماهيرية تمكنهم من العيش تحت الأضواء لسنوات إضافية. والممثل والنجم صاحب التاريخ المزين بالجوائز والنجاحات ليس استثناء من هؤلاء الذين كانوا يوما ملء السمع والصبر، لكن أحكام الزمن سرت عليه كما تسري على الجميع دون استثناء. في فيلمه الجديد "فرسان ألتو"، والذي يلتقط أنفاسه الأخيرة في دور العرض، بالتوازي مع تكريم بطله روبرت دي نيرو في مهرجان "كان"، يحاول النجم العجوز استدعاء تلك التيمة التسعينية الشهيرة التي التقطها مع صديقه ومخرجه المفضل سكورسيزي حول رجال العصابات ذوي الأصل الإيطالي، والتي قدمها في عدد كبير من الأفلام، وكان آخرها "الأيرلندي" 2019 (The Irishman).اقرأ أيضا list...
        د. ابراهيم بن سالم السيابي   لقد وعدتُ أحدهم ذات يوم ألّا أكتب في الحزن، وأن أبتعد عن نزفه وسكونه الموحش، ولكنني أنكث بوعدي؛ ليس خيانة؛ بل عجزًا؛ إذ إنَّنِي لا أملك السيطرة على قلمي حين يحتشد في قلبي مشهد لا يبرحه؛ فالقلم يشقّ طريقه رغمًا عني، وربما الحزن هو الذي يكتب لا أنا. وما كتبته اليوم ليس سوى ترجمة لمشهد عالق في الذاكرة، عالق في وجدان اللحظة التي تخترقك دون إذن. فقد كنتُ أمر بسيارتي عبر إحدى الحارات القديمة، حينما لمحتها... امرأة عجوز، تحمل في يديها باقة ورد ذابل، تمشي بخطوات ثقيلة نحو المقابر، لم يكن الموقف يحتاج إلى شرح، فوجهها وحده رواية طويلة من الفقد، من الانكسار، من الشوق والخذلان والانتظار الذي لا ينتهي. لم أعرف...
     أصدر نجم البوب الكندي جاستن بيبر بيانا رسميا بشأن الشائعات المتداولة حول تعرضه لاعتداء جنسي من قبل المنتج الموسيقي الأمريكي شون ديدي كومبز، الذي ساعده في بداياته الفنية.ونفى البيان أن يكون بيبر، البالغ من العمر 31 عاما، قد تعرض لأي نوع من أنواع الانتهاكات من قبل ديدي حين كانا مراهقا يبلغ من العمر 15 عاما، وذلك ردا على الشائعات التي انتشرت مؤخرا بالتزامن مع المحاكمة الجارية لديدي بتهم الاتجار الجنسي.وأكد الممثلون الرسميون لبيبر أنه "على الرغم من أن جاستن ليس من بين ضحايا شون كومبز، إلا أن هناك بالفعل أفرادا تعرضوا للأذى على يديه"، معربين عن قلقهم من أن تحويل الانتباه عن الضحايا الحقيقيين قد يؤثر سلبا على سعيهم للعدالة.من جهة أخرى، أفادت مصادر مقربة من بيبر بأن العلاقة بينه...
    الصديقة والحبيبة والمرأة والأم خفيفة الظل، أدوار متنوعة قدمتها النجمة لبلبة على مدى مشوارها الفنى المميز، منذ بدأته «طفلة شقية» تجيد تقليد المشاهير فى حفلات رسمية، أكسبتها الشهرة المبكرة والاعتماد على النفس فى الوسط الفنى، إلى أن سلكت طريقها نحو الكوميديا والبطولة، والثنائيات الناجحة أيضا التى كان منها علامات مميزة فى تاريخ السينما والدراما مع الزعيم عادل إمام إذ جمعهما 14 عملًا ناجحًا لا ينساها الجمهور، بل تحظى بمتعة الفُرجة بعد هذه السنوات الطويلة مع مشاهدتها مجددا كأنها تعرض لأول مرة.«لبلبة» كرمها مهرجان أسوان لأفلام المرأة فى دورته التاسعة، التى اختتمت مؤخرا، بجائزة إيزيس عن مُجمل الأفلام التى قدمتها وناقشت فيها قضايا وتفاصيل تخص المرأة ومشاكلها، تحدثت فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن كواليس مشاركاتها فى الأعمال الفنية، وعن قضايا المرأة...
    مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025 حسام باظة في رواية غواي للكاتبة وفاء شهاب الدين الصادرة عن مجموعة النيل العربية بالقاهرة، نجد أنفسنا أمام عمل أدبي يستدرج القارئ كما تستدرج الغواية قلب العاشق، فلا يملك إلا أن يستسلم لسحر السرد، متورطًا في عالمٍ يشتبك فيه المحظور بالمباح، والبراءة بالذنب، حتى تتماهى الحدود، وتصبح الحقيقة ككفّ امرأة ترتجف تحت المطر، لا تعرف إن كانت تطلب دفئًا أم خلاصًا. تُفتَح الرواية على نغمة شجن خفي، كموسيقى خلفية لحلمٍ مشوب بالقلق. ليست غواي مجرّد قصة، بل هي مساحة لتأمل الضعف الإنساني حين يلتقي بالشغف، وحين تتحول الرغبة إلى لعنة، والحنين إلى خنجر بارد في خاصرة الروح. إنّ بطلة الرواية لا تُرسم كضحية ولا كخاطئة، بل ككائن يتلوى في مرجل الأسئلة الوجودية، تارةً...
    في صباح مشحون بالتوتر والانتظار، ما بين أمواج البحر الأحمر وهمسات الجنود في المتاريس، وصلت سيارات الوفد. ترجلوا بثبات، عيونهم تفتش عن صاحب الصوت الذي تردد في كل الجبهات: أبو عاقلة كيكل. المكان: العاصمة الإدارية بورتسودان، قلب القرار الجديد لسودان يبحث عن ذاته.ما كان اللقاء بروتوكولي… كان أشبه بعودة أبناء السلاح لبعضهم. قادة العدل والمساواة، يتقدمهم اللواء محمد يحيى بشارة، دخلوا على قائد قوات درع السودان كأنهم ماشين على أرضية فهم مشترك: بلد بتنزف، ووقت ما عاد يحتمل التجزئة. التحايا كانت قصيرة، والكلمات مباشرة، كأنو الزمن ما فاضي للمجاملات.“نحن جايين معاكم، من هنا لحد ما نطهر دارفور،” قالها اللواء بشارة بصوت مسموع رغم الهدوء. رد عليه كيكل بنظرة حادة وصوت واثق: “أي زول شايل سلاح للبلد، نحنا معاه… ما عندنا...
    #أحمد_أبو_غنيمة.. حين تألم! #احمد_ايهاب_سلامة قال لي ذات يوم بصوت اختلط فيه الأسى بالمرارة: والله يا عمي عاطل عن العمل منذ أكثر من عشر سنوات، وقد حرم شقيقي القاضي السابق من موقعه في الدولة اندهشت!رجل كهذا كان الأجدر أن تفتح له أبواب الجامعات والمعاهد ليعلم الأجيال وتمنح له المناصب ليثري الفكر السياسي لا أن تفتح له أبواب السجون! مقالات ذات صلة حين يغير شخص مصير مدينة 2025/05/08 من يعرفني يدرك تماماقسما، لو كان أخي الذي ولدته أمي خصما للوطن أو مهددا لمصلحته، لسلمته بيدي وحاربته بقلمي بعد الله وطني هو قدري ومأواي وهو منبت حلمي كان الأَولى أن يستثمر عقل أحمد أبو غنيمة، ليصبح منارة فكر في جامعاتنا، لا أن يطوق خلف قضبان من حديدعلى العقلاء الإفراج عن...
    أتساءل دوما عن السبب الذي يجعلنا نشعر بالاحتراق بعد أيام مجهدة ومركّزة ولذيذة كأيام معرض الكتاب، أتساءل عن السبب الخفـي لذلك الاحتراق العطري للبان أرواحنا، لا احتراق العبل وحشائش المزرعة. لا ينقضي معرض الكتاب فـي كل نسخه التي تعهدته فـيها و«تخرّست» فـيه كما نقول بلهجتنا الدارجة؛ إلا ووجدتني أودع عزيزا حين ينقضي، كأنما أواري فلذة من فلذات كبدي أو حبيبا مخلصا. قد يبدو المشهد شاعريا أو حزينا، لكن هذه الأيام التي تتيح لنا استراق الوقت للقيا الأحبة والصحاب الذين شتتنا السبل عنهم وفرّقتنا المعايش فـي بقاع عماننا الحبيبة أو خارجها، لا تشبهها أيام الأعياد حتى!. يمثل لي معرض الكتاب بحواراته الهامشية وأناسه «الهامشيين» ألفة دافئة أتوق إليها كل حين. وكعادتنا الظالمة فـي التركيز على ما يقع فـي دائرة الضوء فحسب...
    عبود آل زاحم*في تلك الليلة الثقيلة، لم يكن انكسار كريستيانو رونالدو بعد خسارة النصر أمام كاواساكي الياباني مجرد مشهد رياضي عابر، بل كان حدثًا إنسانيًا خالصًا، لحظةً تجمّد فيها الزمن، وارتفعت فيها مشاعر لا يُمكن تفسيرها بالكلمات.انحنى رونالدو برأسه إلى الأرض، لا لأنه استسلم، بل لأن من يعمل من القلب لا يُهزم بسهولة.أخبار قد تهمك أهمية ضريبة الدخل على التجار..! 26 أبريل 2025 - 10:15 مساءً “محمد بن فهد”.. إرث وعطاء وإنجازات بقيت للأجيال 6 أبريل 2025 - 8:38 صباحًالم يكن بكاؤه اعترافًا بالهزيمة، بل كان صرخة صامتة تعبّر عن أعوام من الشغف والجهد، عن الركض المستمر خلف المجد، عن كل ما بذله ليمنح الفريق الحلم.. لكنه، للمرة الأولى، لم يكفِ.في تلك اللحظة، بدا واضحًا أن القائد الأسطوري لم يكن...
    علي الهادي: حين تنفصل النقطة عن الجملة وتبدأ في الهمس وحدها، كدائرةٍ متلألئة نعي رمزي لفنانٍ لم يمت، بل تسرّب من الشكل اللون لا يختلط. النقطة لا تُزاحم. الهامش لا يجاور المعنى، بل يُربكه. ثم يمضي. حين تقترب من أعماله، لا ترى. أنت تُصغِي لما لا يُقال. الدوائر تتنفس، تدور حول نفسها ببطءٍ خفيفٍ لا يُقاس بالزمن، بل بالخسارات المتأخرة. الغياب ليس موضوعًا. الغياب هو وسيط اللوحة. هو مادتها الخام، والمادة هنا لا تُمسك، بل تُرتجف. الخط جريمة ضد الكائنات التي اختارت الاستدارة. الخط يعترف بالحد، بالدلالة، بالوصول. أما الدائرة فتلغي الحاجة إليه. هي لا تُخبرك، بل تُراوغك لم يرسم جسدًا، بل ارتعاشة. لم يرسم هيئة، بل ارتيابًا في أن الهيئة ضرورية. لوحاته كأصوات...
      نور بنت محمد الشحرية   حين كتب زعيم حركة حماس يحيى السنوار "الشوك والقرنفل"، لم يكن يدوّن حكاية ذاتية، بل أرّخ لوجع شعب مُحاصر، واختار من بين رماد القهر أن يزرع وردة أمل. لم تكن الرواية مجرد سيرة ذاتية، بل كانت وعدًا مؤجلًا بالثأر النبيل والانتصار الهادئ الذي ينبت من شقوق الجدار. في تلك الرواية، تجلّى السنوار ككاتبٍ يحمل قلبًا رحيمًا، يصف الألم لا ليُبكي القارئ، بل ليمنحه القوة. رجل يعرف تفاصيل الوجع، لا يكتبه من بعيد، بل من جوف النفق، ومن ظلال الزنزانة. من قرأ "الشوك والقرنفل" عرف أن السنوار لم يكن مجرد مقاتل، بل رجل يحمل في داخله إنسانًا مرهفًا، يُؤمن بالحب، ويتألم من أجل شعبه أكثر مما يتألم لنفسه. هذا السنوار الكاتب، ليس نقيضًا لمن أعلن...
    ظهرت هذه النظرية في رواية الكاتب البريطاني تيري براتشيت، على لسان شخصية «سامويل فايمز»، رجل الشرطة الفقير الذي قال:«الرجل الغني يشتري حذاءً جلديًا جيدًا بخمسين دولارًا يدوم عشر سنوات، أما أنا، فلا أستطيع دفع هذا المبلغ، فأشتري حذاءً بعشرة دولارات لا يدوم إلا سنة واحدة. بعد عشر سنوات، أكون قد دفعت مائة دولار على الأحذية، بينما الغني لا يزال ينتعل حذاءه الأول».وهي تُعد تشريحًا دقيقًا لعلاقة الفقر بالاختيارات المحدودة. فالفقير لا يستطيع الاستثمار في الخيار الأفضل، سواء كان ذلك حذاءً، أو جهازًا منزليًا، أو حتى تعليمًا عالي الجودة. فهو يُضطر إلى دفع المبلغ الصغير مرارًا وتكرارًا، ليشتري شيئًا رخيصًا يتوافق مع إمكانياته المادية، لكنه في النهاية سيكتشف أنه دفع أكثر بكثير مما دفعه صاحب الإمكانيات المادية الكبيرة.فالأسرة ذات الدخل المحدود...
     برلين (أ ف ب)    أخبار ذات صلة حارس هايدنهايم.. «ارتجاج دماغي»! كومباني وبيكنباور.. «حب بتوقيت السابعة» حرم لايبزج ضيفه بايرن ميونيخ من حسم لقب الدوري الألماني لكرة القدم، وفرض عليه التعادل 3-3 في المرحلة الثانية والثلاثين.وكان البايرن قريباً للغاية من حسم اللقب الـ33 القياسي في «البوندسليجا» حتى الدقيقة 95، حين كان متقدماً 3-2، لكن هدفاً قاتلاً من «البديل» الدنماركي يوسف بولسن حرمه من ذلك.كما كان يمكن لبايرن أن يحقق فوزاً دراماتيكياً، إذ كان متأخراً بهدفين عبر السلوفيني بنجامين شيشكو (11) ولوكاس كلوسترمان (39)، قبل أن يسجل ثلاثة أهداف عبر الإنجليزي إريك داير (62) والفرنسي ميكايل أوليسيه (63) ولوروا سانيه (83).وكان الفوز كافياً للعملاق البافاري لحسم اللقب والابتعاد عن باير ليفركوزن بـ11 نقطة مؤقتاً، قبل مواجهة الأخير لمضيفه...
    قال عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إنه في سنة 1982 كان وزيراً للإعلام في ليبيا، وزار البلاد أحمد سعيد، الإعلامي المصري الذي كان في عهد جمال عبد الناصر، يتدفَّق صوته الثوري القومي من إذاعة «صوتالعرب»، وقدَّم مشروعاً لمحطة راديو باسم «صوت العرب»، ومضمون برامجها، الحديث عن العلم والتنمية والثقافة، والتركيز على تطوير قدرات الشباب العربي، في عالم يندفع بسرعة نحو التقدم العلمي والتقني، والاستفادة من خبرات العلماء العرب في الخارج، وفي ذلك الوقت لم تظهر الفضائيات. أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، “أحمد سعيد قضى معنا أياماً في طرابلس، وتواصل الحديث بيننا ساعات طويلة.كنتُ في السنة الأولى بالمرحلة الثانوية بمدرسة سبها، عندما بدأت حرب الخامس من يونيو سنة 1967، وتجمع زملاء الدراسة ببيتنا، نتابع بفرحة وحماسة صوت أحمد سعيد،الذي...
    ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مدرب منتخب الصين لكرة القدم السابق لي تي خسر استئنافا ضد عقوبة سجن لمدة 20 عاما صدرت بحقه أواخر العام الماضي بتهمة تقديم وقبول رشى.تولى لي، الذي كان من أشهر اللاعبين في بلاده واحترف بالدوري الإنجليزي الممتاز ومثل المنتخب الوطني في كأس العالم 2002، تدريب الصين في أواخر عام 2019 حتى استقالته بعدها بعامين.وقالت محكمة إنه منذ 2015 حين كان مدربا مساعدا في نادي هيبي تشاينا فورشن وحتى عام 2021 حين استقال من تدريب منتخب الصين، قدم لي وتلقى رشى بلغ مجموعها 120 مليون يوان (16.51 مليون دولار).وأضافت المحكمة أنه في مقابل الرشى، كان لي يختار لاعبين بعينهم للمنتخب الوطني وكذلك مساعدة أندية على الفوز ببطولات والتعاقد مع لاعبين.وكان المدرب (47 عاما) أقر...
    بقلم : نورا المرشدي .. لم أكن ابنة فقط… كنتُ كل شيء.كنتُ قلبًا يمشي بجانب والدي وهو يصارع الموت،وكنتُ الحنجرة التي تحاول طمأنته وهو يختنق بفقدان الأوكسجين،وكنتُ اليد التي تطعمه حين لم تعد يداه قادرتين، ولا فمه يحتمل لقمة واحدة. كان والدي يرقد في مستشفى ابن القف، يصارع تبعات كورونا التي اجتاحت جسده فجأة، وخنقته ببطء.وكنت هناك… لا كزائرة، بل كابنة تتحمل مسؤولية أكبر من سنها،كمن تحوّلت فجأة من فتاة تفتش عن نفسها، إلى امرأة تحمل عائلتها على كتفها في أصعب لحظة. مشهد والدي وهو يطلب مني أن أطعمه ولم يستطع البلع، محفور في قلبي…عيناه تتوسلان، وجسده يرتجف، وأنا أبتسم رغماً عن دموعي،أحاول أن أطمئنه: “راح تطلع ، كلها أيام وتتحسن.”وأنا أعرف أن الوقت يسرقنا، وأن النهاية ربما أقرب...
    كان مازن يبحث عن كتابٍ يؤنسه في رحلته المقبلة إلى صلالة. لا يريد شيئًا عابرًا يقضي به الطريق الطويل في حافلة المسافرين من مسقط إلى ظفار، بل رفيقًا يعيد إليه الشغف الأول بالقراءة؛ كتابًا يفتح له بابًا إلى عوالم لا تُرى، كما فعل زقاق المدقّ يومًا، حين سحره نجيب محفوظ بكلماته الأولى:«الإنسان إذ يفقد جوهرة الحب اللامعة لا يتصور أنه سيسعد بالعثور عليها مرةً أخرى.»أو كما حدث حين سمع مظفّر النواب يصدح في المنفى:«أنتَ كما الإسفنجة، تمتصّ الحانات ولا تسكر»كان يبحث عن ذلك الرجف الخفيّ، عن قشعريرة البداية. لا شيء أقلّ من ذلك.لكن، ويا للأسف، حتى في أوسع مكتبات المدينة، لم يجد ضالّته. تصفّح الجديد والقديم، العربي والمترجَم، الشعر والرواية، ومع ذلك بقي الشعور بالظمأ كما هو. كأن كل ما...
    د. الهادي عبدالله أبوضفائر بأيّ عينٍ، يا تُرى، يُبصرُ أولئك القوم؟ أمن ثُقبِ الظلمة يُطلّون على العالم، أم من عماءٍ روحيٍّ طمسَ فيهم ملامح البصر والبصيرة؟ وأيُّ ضميرٍ ذاك الذي نُزعت منه نبضاتُ الرحمة، حتى غدا يرى في الشفشفة شرفاً يحتفى به، وفي السطو فنّاً يُدرَّس، وفي والاغتصاب تلذذاً وفي القتل وساما يُعلّق على صدر الفروسية؟ من هذا الذي يخرج إلى الناس مزهوّاً، يُبشّر باقتحام البيوت، وطرد الأبرياء العُزَّل، كأنما الرجولة لا تُعرَفُ إلا فوق ركام الضعفاء، ولا تتحقّقُ إلا بإذلال من لا يملكون سلاحاً سوى دموعهم وصمتهم وحقّهم في الحياة. أهي قوةٌ؟ أم جُبنٌ يُقنَّعُ بصليل السلاح؟ أهو نصرٌ؟ أم سقوطٌ في هاويةٍ أخلاقيةٍ لا قرار لها؟ كيف غدا الشرفُ نقيصةً في عرفهم، وانقلبت الموازين، فصار الشرف...