فرعون مصري مخلص لوطنه، لقى حتفه دفاعًا عن وطنه قبل نحو 3500 عامًا، أطلقوا عليه لقب «الفرعون الشجاع»، بعدما كشف العلماء قبل نحو عامين أن سقنن رع- تاعا الثاني أُسر في ساحة المعركة، وقُيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس للهكسوس عن وجهه، لُيعيد العلماء إعادة بناء وجهه باستخدام التقنيات الحديثة ويكشفوا عن أقرب شكل للفرعون القديم.

منحوتات المصريين القدماء هي أقرب صورة للواقع

الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو جمعية الأثريين المصريين، يقول في حديثه لـ«الوطن» إنّه على الرغم من استخدام التقنيات الحديثة التي تصل بشكل مومياوات القدماء المصريين إلى صور تبدو حقيقية، إلا أنّ أقرب شكل للفراعنة بشكلهم الحقيقي هي التماثيل والمنحوتات التي جرى صُنعها في عصرهم، وهي أكثر واقعية عن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لن تكون بنفس الشكل.

وأضاف الباحث الأثري أنّ تمثال الملك توت عنخ آمون تشابهت معظم منحوتاته وتماثيله ليصل لنا الشكل الأقرب إلى الحقيقة بسبب ما تركه لنا على جدران المعابد، وبالمثل الملك رمسيس الذي نمتلك له العديد من التماثيل في عمر الطفولة والصبى: «كل اللي بيقدمه الذكاء الاصطناعي بنعتبره مجرد اجتهادات، لكن لو عايز أعرف شكل المصري القديم بنعرفه من البورتريه اللي كان بيتعمل ساعتها وهو ده الشكل الحقيقي بتاعه لأنّه كان فيه أدق التفاصيل، زي ما أخناتون حطم التقاليد الفنية في المدرسة الطبيعية وعمل تماثيل بالهيئة الطبيعية فيها مثلًا ترهلات في الجسم وده كان بينافي فكرة المثالية، وأنّه بيخفي أي عيوب اللي كان بيعتمد عليها المصري القديم».

وبحسب الدكتور عماد مهدي، فإنّ الفرعون سقنن رع تاعا هو مؤسس الأسرة السابعة عشر وشهدت فترة حكمه الجهاد ضد الهكسوس، ومعه الملكة إياح حتب وكاموس الذين ضحوا بأنفسهم وأسسوا الدولة الحديثة وأطلق عليه العصر الذهبي، والذي نقل مصر من مرحلة استعمار الهكسوس إلى تأسيس الأسرة الثامنة عشر.

إعادة بناء وجه الفرعون سقنن رع تاو

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام فريق من علماء الآثار في جامعة فلندرز الأسترالية بتجميع وجه سقنن رع تاو الثاني، المعروف باسم «الشجاع» باستخدام الأشعة المقطعية والأشعة السينية لجمجمة الملك المشوهة، وأظهر الفرعون بعيون صغيرة وشفاه وعظام وجنتين عالية، كما كشفت عملية إعادة بناء الوجه أيضًا عن وجود ضربة في المنطقة العلوية من دماغه أدت على الأرجح إلى وفاته.

وتمت إعادة بناء وجه «تاو» باستخدام جمجمته التي عثر عليها علماء الآثار في مجمع المقابر المعروف باسم الدير البحري، داخل مقبرة طيبة، في عام 1886، وقاموا بمسح البقايا رقميًا، وتحميلها على جهاز كمبيوتر وملء الفراغات بجمجمة شخص آخر تم رقمنتها مسبقًا، وتعديل الجمجمة الأخرى حتى تطابقت مع جمجمة «تاو»، وهي عملية تسمى التشوه التشريحي.

وذهب الفريق إلى العمل من خلال رسم ملف تعريف رقمي لوجه الملك، وجعل لون البشرة مشابهًا لما كان شائعًا بين المصريين القدماء، وهو لا يعكس بالضرورة اللون الحقيقي للبشرة، كما جاء في الدراسة، كما أنّ شكل عين «تاو» ورموشه وحواجبه هي عناصر ذاتية أيضًا، لكن الباحثين قالوا إنها تضفي طابعًا إنسانيًا على الملك القديم. 

واستخدم الفريق أيضًا علامات السُمك لتتناسب مع تلك الموجودة لدى المنحدرين من أصل أفريقي، ثم أضافوا جروحًا رقمية ليروا بالضبط كيف أصيب الملك، ثم جرى استخدام الجماجم الرقمية ذات الدماغ المكشوف لمعرفة الفأس الذي ربما قتل الملك، وكشف عن أكبر جرح قد اخترق دماغه من الجيب السهمي العلوي، مما تسبب على الأرجح في حدوث نزيف أدى إلى أنفاس «تاو» الأخيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الملك الشجاع المصريين القدماء القدماء المصريين الذكاء الاصطناعي إعادة بناء

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)

 

 

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد، أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وصاحب المسيرة الاستثنائية التي صنعت مجدًا لا يُنسى في تاريخ الفن العربي.
 

برؤية حادة، وجرأة فكرية نادرة، حوّل حامد قضايا المجتمع والواقع السياسي إلى دراما مشتعلة على الشاشة، كاشفًا التناقضات ومشاعر القهر، وراصدًا ببصيرة متقدمة ما لم يجرؤ كثيرون على الاقتراب منه.

 

حياته الفنية 

وُلد وحيد حامد عام 1944، وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة والمسرح، قبل أن يتجه إلى الإذاعة، ومنها إلى التليفزيون والسينما، ليترك خلفه إرثًا ضخمًا من الأعمال التي تلامس الوجدان وتوقظ الوعي.
 

وعلى مدار رحلته، تعاون مع كبار المخرجين والنجوم، وكان أبرز شركائه النجم عادل إمام، حيث قدّما معًا عددًا من أنجح الأفلام، منها: الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، المنسي، طيور الظلام، والنوم في العسل.

 

ويُعد فيلم “النوم في العسل” (1996) أحد أبرز محطاته السينمائية، إذ غاص في أعماق الكبت والضياع الجمعي، عاكسًا إحساس المواطن بالقهر وفقدان السيطرة، ما جعله عملًا تنبّؤيًا سبق زمنه، في تسليط الضوء على ملامح الانفجار الاجتماعي.

 

أما في التليفزيون، فكان لمسلسل “الجماعة” أثر بالغ، إذ نقل من خلاله وقائع حقيقية من التاريخ المصري، كاشفًا محاولة جماعة الإخوان الإرهابية ركوب موجة ثورة يوليو، ومحاولتها اقتناص الحكم عبر الخداع والتسلل.

 

إرثه الفني

رحل وحيد حامد عن عالمنا في 2 يناير 2021 عن عمر ناهز 76 عامًا، لكن أعماله ما زالت تنبض بالحياة، شاهدة على موهبة لا تتكرر، وقلم اختار أن يقول الحقيقة مهما كانت مُكلفة.

مقالات مشابهة

  • اقتربت من مليون جنيه.. مزايدة نارية على لوحة سيارة مميزة
  • نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟
  • العكروت: أبهرني اللون الأبيض على مباني درنة الحديثة  
  • دمشق تستضيف ندوة دولية لتبادل الخبرات في التقانة الحيوية الحديثة
  • اقتربت من نصف مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة للمزايدة
  • في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)
  • لأول مرة في تاريخ التايكوندو..3500 لاعب في بطولة الجمهورية لقطاعات القاهرة والجيزة والفيوم والقليوبية للبومزا
  • سكن.. نحو مراجعة قانون التعمير و18 ألف مؤسسة بناء تساهم في تسريع الانجاز
  • رقم تاريخي.. 3500 لاعب في بطولة الجمهورية للتايكوندو للبومزا
  • النوم في العمل.. هل هو تفانٍ أم كسل؟ اليابان تكشف الحقيقة!