منى بنت حمد البلوشية

 

تأخذ ظاهرة التنمر أبعادًا كثيرة وتحتاج لعدة مقالات وكتابات نستخلص منها الكثير من الأسباب التي تجعل المتنمر يقوم بأفعاله هذه، وتحدثتُ في مقاليّ السابقيْن عمّن هو المسؤول في تربية الأبناء، والدور الذي لا بُد له أن يقوم به، وكيف يمكن التعامل معه، حتى نصل بهم لبر الأمان.

المواقف والأحداث كثيرة وكل يوم من اليوم المدرسي الذي يقضيه الطلبة بين أروقتها لا تخلو منها وبشتى طرقها.

خلال هذه الفترة، وأنا أكتب هذه المقالة صادفتُ خبرًا أن طالبًا اعتدى على زميله بأداة حادّة في مدرسته، مُسببًا له جروحا وتمَّ على إثرها تنويمه في المستشفى. السؤال هنا: كيف سيتم التعامل مع هذا المُتنَمِّر؟ ويؤسفني إطلاق هذا اللقب عليه، وكيف سيكون وضعه وما الإجراءات التي ستُتخذ ضده؟ وهل سيعي ويفهم كيف سيواري سوءته بعد ما أدخل زميله للمستشفى؟ وما الأسباب التي دفعته لذلك؟

الكثير من الأسئلة التي تحوم في مخيلتي وتحتاج لعدة دراسات وجلسات؛ لأجل إنقاذ هذه الفئة من الطلبة لتعيش بسلوكيات سوية لا تشوبها شائبة، ومع نهاية السنة الدراسية أصبحت هذه الظاهرة في ازدياد، وبعد كل اختبار نهائي نشاهد الكثير من الاعتداءات ومظاهر التنمر المختلفة التي لا يخلو يوم منها، وما أبشع تلك المظاهر والألفاظ وقساوة المنظر.

تعزو الدراسات أسباب ظهور التنمر في المدارس، إلى التغيرات التي تحدث في المجتمعات، والمرتبطة أساسًا بظهور العنف والتمييز بمختلف أنواعه، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع، وتأثير الإعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية، وكثرة تغيير الأماكن وعدم قدرة أقارب هؤلاء الطلبة المتنمرين على ضبط سلوكياتهم.

ومن الأسباب التي تؤدي لهذه الظاهرة:

أولًا: أسباب سيكوسوسيولوجية، وهذا المسمى فرع من فروع علم النفس، يدرس سلوك الأفراد وهو سبب علمي مرتبط بالحالة الاقتصادية والفواق والطبقات الاجتماعية ومن الممكن أن يتطور ليكون خارج البيئة المدرسية.

ثانيًا: أسباب أسرية سببه تلبية الاحتياجات المادية للأبناء من مسكن وملبس ومأكل وتعليم في أرقى المدارس وترفيه زائد عن الحدّ، نعم هذه أشياء ضرورية ولكن يقابلها إهمال الدور الأهم بالنسبة للطفل أو المراهق، ألا وهو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة والتربية الحسنة، وقد يحدث هذا نتيجة إنشغال أحد الوالدين أو كلاهما معًا عن تربية أبنائهم ومتابعتهم، مع إلقاء المسؤولية على غيرهم كالمدرسين أو المربيات في البيوت وهذا هو الوضع الحالي والدارج في بيوتنا.

ثالثًا: الأسباب المترتبة بالحياة المدرسية وفي هذا السبب ارتقى العنف في المدراس مستويات غير مسبوقة، وقد وصلت حدّ الاعتداء اللفظي والجسدي على المعلمين من طرف الطلاب وحتى من أولياء أمورهم، حيث اندثرت حدود الاحترام الواجب على الطالب ومعلمه مما أثّر هذا على أشياء كثيرة.

رابعًا: الأسباب المرتبطة بالإعلام والثورة التقنية، وهذا السبب الجميع يعلم كيف يكون سببًا للعنف والاعتداء إن لم تكن هناك مراقبة على جميع الفئات العمرية بشكل مباشر أو غير مباشر، فهذه التقنية التي اجتاحت العالم وضعت الجميع تحت وطأته وتحت حالات نفسية إن لم يتم معالجتها والسيطرة عليها؛ حيث طغى السلوك العدواني على الأفراد مما يحتاج إلى تعديل سلوك أولًا قبل اللجوء لطرق أخرى.

هذه الأسباب التي تؤدي الطالب إلى حالات التنمر والتي من المفترض ألا نسميها بهذا الاسم التوصيفي، إلّا أنه تم إطلاقه للعنف الشديد الذي يقوم به المعتدي ويتضرر منه المعتدى عليه نفسيًا وجسديًا لذلك؛ علينا أن ندرك بأن الطلبة والأبناء أمانة بين أيدينا نحن من يرعاها ويسقيها. وعلى أولياء الأمور أولًا أن يغرسوا غرسًا طيبًا مسقيًا بماء الحب والاحتواء والقيم الإسلامية التي لا بُد لها أن تكون في هرم التربية، حتى يأتي دور المعلم والمدرسة ويُكملوا ما غرسوه ليكونوا واجهة لآبائهم ومدارسهم ليفخروا بهم دائمًا وبتميزهم الأخلاقي والدراسي، فلا نغفل أو نهمل في تربيتنا عن جزء ونهتم بأشياء من المفترض ألا نعطيها الاهتمام الأكثر؛ بل علينا التوازن في أمورهم وتربيتهم.

وفي ختام هذه السلسلة.. علينا أن ندرك أن التربية ليست بتلك الصعوبة إن أتقنا صُحبة أبنائنا منذ ولادتهم، واستمتعنا لهم بجميع مراحل طفولتهم وصباهم ومراهقتهم، وأن التربية تكون بالحب والاحتواء، وألا ندع هذه الظاهرة تستفحل؛ بل نحاول جاهدين منع حدتها.

حفظ الله أبناء عُمان الحبيبة وجميعنا يد واحدة لأجلهم، فهم ثروة عُمان واستثمارها الأغلى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجبهة الوطنية يحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة: منارات للإبداع

كتب – محمد شاكر:

أعربت أمانة الثقافة والفنون بحزب الجبهة الوطنية، عن قلقها البالغ من قرار وزارة الثقافة إغلاق عدد من قصور الثقافة بالمحافظات لأسباب مختلفة.

وأعلنت الأمانة عن تضامنها مع جموع المثقفين في التحذير من خطر مثل هذه القرارات على الوعي الجمعي للمصريين وهويتهم وثقافتهم، خاصة أن قصور الثقافة هي منبع الفكر والفنون، ولها دور كبير في الحفاظ على تاريخ الثقافة المصرية المميز عبر العصور، ومواجهة كل ما هو متطرف من أفكار وسلوكيات.

وأكدت أمانة الثقافة والفنون، في بيان لها، على ضرورة قيام وزارة الثقافة بحل مشكلات قصور الثقافة المقترح إغلاقها، وإتاحة حوار مجتمعي يساهم في طرح حلول بديلة تسهم في دعمها وليس إغلاقها، خاصة أن قصور الثقافة ليست مجرد مبانٍ، بل هي منارات للإبداع والتنوير، وجسور تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتُصدر الإلهام للأجيال، وتُوجه الطاقات الإبداعية للشباب نحو التنمية والتقدم، وإثراء القوة الناعمة للبلاد.

وشدد البيان على خطورة الاستمرار في قرار غلق قصور الثقافة، لما له من آثار سلبية، حيث سيؤدي إلى تقليص فرص الشباب والمبدعين في التعبير عن أنفسهم، وتنمية مهاراتهم، وتراجع مستوى الوعي الفكري، وإضعاف الهوية الوطنية.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

حزب الجبهة الوطنية وزارة الثقافة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بروتوكول تعاون بين "الشباب والرياضة" وحزب الجبهة الوطنية لدعم ريادة الأعمال أخبار أمانة "مهنية الجبهة الوطنية": النقابات شريك رئيسي في بناء الجمهورية الجديدة أخبار مجدي الجلاد: "الجبهة الوطنية" جاء لإصلاح خلل.. وربما يجلس في منتصف البرلمان أخبار أمانة الرياضة بـ”الجبهة الوطنية”: لدينا رؤية شاملة لاكتشاف المواهب أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"الجبهة الوطنية" يحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة: "منارات للإبداع"

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

رسميًا.. 3 دول تعلن غرة شهر ذي الحجة وموعد عيد الأضحى 2025 مجدي الجلاد: المستشار حنفي جبالي "مالي مكانه".. وهو الأفضل للبرلمان المقبل للإعلان كامل للإعلان كامل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • دون ذكر الأسباب.. أطباء بلا حدود تنهي أنشطتها في مأرب وتعز
  • اقتراب كويكب "2025 KX3" من الأرض اليوم.. هل يشكل خطورة؟
  • اكتشاف قد يحل أحد أعقد ألغاز النظام الشمسي .. اصطدام كوني خلق ظاهرة غريبة على القمر
  • أسعار اللحوم تقفز 14% قبل عيد الأضحى.. شعبة القصابين توضح الأسباب |فيديو
  • اليوم.. محاكمة 3 طالبات بتهمة التنمر على زميلتهن بمدرسة بالتجمع الخامس
  • التهابات العيون في الصيف .. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج
  • الجبهة الوطنية يحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة: منارات للإبداع
  • أمانة الفنون بحزب الجبهة تحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة استمرار العدوان واقتحامات المستوطنين
  • وزير الخارجية الأمريكي يحذر من تأثير المحاكم الأمريكية على سياسة واشنطن، وليبيا إحدى الأسباب