بوابة الوفد:
2025-12-15@04:02:55 GMT

إعادة إنتاج الدكتور «مدبولى»

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

الحقيقة ان الدكتور مصطفى مدبولى تجاوز مسألة أنه رجل محظوظ  - ليس لانه استمر كل هذه المدة  - ولكن لصعوبة ما يتخذه  الرجل من قرارات قبل رحيل وزارته السابقة رفع سعر رغيف العيش إلى ٢٠ قرشًا فجأة وبعد ساعات فقط من تصريحات له حول ضرورة تحريك سعر الخبز المدعوم وهو ما لم يستطع فعله الأولون، وعدت كما يقولون على خير رغم تأثر قطاعات كبيرة بهذا القرار.

. ثم بشرنا بعدها بزيادة اسعار الكهرباء لإنهاء مشكلة تخفيف الأحمال وبعد تكليفه الاخير رفع تخفيف الأحمال إلى 3 ساعات ورفع فى نفس الوقت اسعار شرائح الكهرباء رغم تصريحات الرئيس السابقة التى خيرنا فيها ما بين التخفيف والرفع عندما قال «اخفف أحمال ولا أرفع اسعار الكهرباء؟».
الحقيقة يا دكتور مدبولى أنه كما قال احد نواب البرلمان بأن الشعب يتحمل فاتورة فشل الحكومة فى الملفات الاقتصادية، نعلم انك رجل مجتهد ومشهود لك بالتفانى ونظافة اليد، وقد تكون تلك المقومات هى معيار تقديرك لدى الرئيس وسبب تحمل الشعب لقراراتك الصعبة ولكن!.. لم يعد الشعب يستطع تحمل مثل هذه القرارات، ولا يعنيه ارتفاع الاحتياطى النقدى المصرى رغم أهميته طبعًا، ولكن الاهم هو تحسين أحوال الناس، وجعلها تشعر بأن ثمار صفقة مثل رأس الحكمة مثلاً عادت عليه.
الآن يا سيادة رئيس الوزراء انت مكلف بتشكيل حكومة جديدة، ويجب عليك أن تحسن الاختيار وأن تأتى إلينا بوزراء لديهم رؤية وخطة واضحة للخروج من هذا الوضع الذى يشبه «النفخ فى قربة مقطوعة» إلى أفق جديد يبدأ بحزمة مميزات تعيد الأمور إلى التوازن ما بين قدرات الدولة وتنميتها، وحق الناس فى حياة كريمة حقيقية تشمل الجميع.
أقترح ان يشمل التشكيل الجديد نائبين لرئيس الوزراء أحدهما للسياسة وآخر للاقتصاد، ولدينا فى المجالين عقول ونوابغ كبيرة تستطيع تعويض ما ليس موجودًا فى الدكتور مصطفى مدبولى ومساعدته فى إدارة الملفين، لا نريد إنتاج وزراء من المصنع القديم الذى تجاوزه الزمن، ليست الفكرة أن نشكل حكومة تكنوقراط أو سياسية وكلمة الكفاءات كلمة مطاطة.
نريد تشكيل حكومة أزمة من المبدعين فى مجالاتهم المختلفة، ويكون لديهم القدرة على التفكير من داخل الصندوق وخارجه وقبل كل ذلك لا بد من اعطائهم مساحة للحركة ولا تكون اياديهم مرتعشة ولا يعملون سكرتارية لرئيس الوزراء.
نعم هناك محاربة للفساد تمت خلال السنوات الماضية والاجهزة الرقابية استطاعت القبض على مسئولين كبار انحرفوا ولكن محاربة الفساد ليس معناها التشكيك أو تحويل الوزير إلى منفذ فقط أو مسير للأعمال،  لا بد من منح الثقة للأفكار والرؤى الجديدة.
وثيقة ملكية الدولة التى طرحها الدكتور مصطفى مدبولى فى حكومته السابقة لا بد من تفعيلها، واشراك القطاع الخاص بشكل حقيقى فى إقامة مشروعات شراكة جديدة مع الدولة وليس دخولها إلى مشروعات قائمة بالفعل، يستطيع الدكتور مصطفى مدبولى إعادة إنتاج نفسه فى مرحلته الجديدة واستغلال خبرة السنين فى التحول بحكومته إلى طريق آخر غير الطريق السابق الذى وصلنا فيه إلى نهاية النفق ولم نجد الضوء الذى وعدونا به.. نتمنى التوفيق للدكتور مدبولى أولاً فى حسن الاختيار وثانيًا فى حسن الأداء.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور مصطفى مدبولي ساعات قطاعات كبيرة نواب البرلمان الدکتور مصطفى مدبولى

إقرأ أيضاً:

«فخ» كأس العرب

سقط الجميع فى فخ السقوط فى كأس العرب 2025 وخرجت كل الأبواق تتكلم فى اتجاه واحد وللأسف هو اتجاه عكسى لا يقدم ولا يكشف الحقائق التى يجب تناولها.. فقد صب الجميع غضبه على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى تجاهل متعمد من البعض وغير واضح للبعض الآخر.
ولو تناولنا الأمر من البداية فسوف نكتشف الحقيقة المرعبة التى التف عليها الجميع، هل يمكن أن تتخيل دورى محترفين يضم 18 فريقاً يمتلكون 540 لاعباً وعجزنا عن إيجاد 23 لاعباً لضمهم لصفوف المنتخب الثانى بسبب صعوبة مشاركة المنتخب الأول الذى يستعد لبطولة أمم أفريقيا؟.
كيف تجاهل الجميع هذا الأمر الخطير؟
كيف تجاهل الجميع أن الدورى الذى كان أحد أقوى الدوريات أصبح لا حول له ولا قوة؟ حتى عندما شاركنا وتم اختيار اللاعبين من خارج مجموعة المنتخب الأول شاهد الجميع مستوى وأداء هؤلاء اللاعبين..؟ هل منهم من يستحق الملايين التى تدفعها الأندية فيهم؟ هل هذا يتناسب مع بورصة الانتقالات التى شهدت أرقاماً فلكية وصلت إلى حد دفع 100 مليون للاعب سنوياً؟ وهل سأل هؤلاء أنفسهم أين المواهب الصاعدة التى خرجت من الأندية التى يتحدث عنها البعض بأنها عنوان للنجاح؟ هل يمكن أن تتخيل أن أفضل الأندية فى مصر البلد الذى بلغ تعداده 110 ملايين نسمة لا تملك مهاجماً مصرياً؟ هل فكر أحد ولو لحظة واحدة فى أن ما حدث من عدم استقرار فى اتحاد الكرة على مدار سنوات إلى أين أوصلنا بعد أن أسندنا المسئولية لأشخاص لا دراية لهم بكرة القدم بفعل شركة سيطرت على المجال الكروى دون حساب؟
هل وصل بنا الحال إلى تجاهل كل ما تم فى كل الألعاب الأخرى من ألقاب عالمية تحققت مؤخراً فى العديد من الألعاب الفردية فى ظل هجمة تتارية من الأندية ضد هذه الألعاب وتم إلغاؤها من الأنشطة بحجة نقص الموارد فى وقت يصرفون فيه 100 مليون على لاعب واحد سنوياً، وفى ظل قتل متعمد لقطاعات الناشىين والاعتماد على الخطف والتفريغ للأندية الشعبية التى عانت من مجالس إدارات فرغتها وقضت عليها باستثناء المصرى البورسعيدى الذى أنقذه رجل الأعمال كامل أبوعلى ثم الاتحاد السكندرى حتى فترة قريبة بفضل محمد مصيلحى الذى قرر التقدم باستقالته والرحيل؟
ماذا كان سيفعل أفضل المدربين فى العالم وسط هذه الظروف؟ ومن هو المدرب الذى يقبل أن يتولى المسئولية 3 أشهر ثم يرحل ناجحاً أو فاشلاً؟ ماذا كان على اتحاد الكرة الذى بدأ المسئولية رسمياً منذ 10 شهور متسلماً المجال الكروى فى حالة يرثى لها؟ هل يستعين بعصا سحرية أم خاتم سليمان؟ سقطات مستمرة لم يحاسب عنها أحد على مدار سنوات.
شاهدنا منتخب فلسطين الذى قهر كل الظروف الصعبة أمام منتخب بحجم السعودية معتمداً على كتيبة من المحترفين فهل نجحت الأندية الكبرى التى يتغنى البعض بنجاحها فى تقديم محترفين فى أندية كبرى؟
لقد شاهدنا أفضل محترفين خرجوا من الأندية التى تقف فى الوسط مثل المقاولون العرب الذى أخرج أهم محترف فى تاريخ مصر وهو محمد صلاح ومن بعده محمد الننى ومن بعدهما عمر مرموش الذى بدأ ناشئاً فى نادى وادى دجلة، ثم انتقل الفريق الأول ليبدأ بعدها رحلة احترافه فى نادى فولفسبورج الألمانى عام 2017.
هل فكر أحد فى محاسبة الأندية التى صرفت ملايين من العملة على صفقات لا تصلح للعب ثم قامت بترحيلها ليبدأ فصل جديد من الغرامات.
مدربين أجانب ندفع لهم مرتبات دون عمل ولاعبين تتم إعارتهم ونتحمل الجزء الأكبر من راتبهم.. حتى عندما ظهرت موهبة حمزة عبدالكريم مهاجم الأهلى الشاب وطلبه نادى برشلونة رفضنا وتمسكنا باستمراره رغم أننا نفاوض مهاجمين أجانب ما يعنى جلوس حمزة على دكة الاحتياطى.
نحن وللأسف مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال عندما نشعر بالخطر لا نشاهد الحقيقة بأننا سنتعرض للأكل.. استقيموا يرحمكم الله.


[email protected]

مقالات مشابهة

  • بكلمات مؤثرة.. مصطفى بكري ينعى وفاة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • الرجل الشقلباظ!
  • مدبولى يتفقد وحدة طب الأسرة بمركز طحانوب بمحافظة القليوبية
  • مدبولى يصل إلى القليوبية لتفقد عدد من مشروعات حياة كريمة
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • بكري: «الفيتو الرئاسي» أنقذ نزاهة الانتخابات.. ونتائج الإعادة نقطة تحول سياسية
  • خمسون سنة «مولد يا دنيا»
  • «فخ» كأس العرب
  • تواكُلُ المعارضة التونسية على الغرب.. إعادة إنتاج العجز في خطاب جديد