يعيش العميد طيار، أمين راوح شمسان، أحد أقدم طياري سلاح الجوي في اليمن، أوضاعا صعبة في ظل التجاهل والإهمال وقطع مرتبه الضئيل بشكل نهائي بعد سيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، على صنعاء ونهبها لرواتب العسكريين والمدنيين.

العميد شمسان، من مواليد 1945 في مديرية المقاطرة، تلقى تعليمه في السنوات الأولى بمدينة عدن وتحديداً في مجمع بلقيس التعليمي.

وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 عاد إلى شمال الوطن للمشاركة في الثورة. كما شارك العميد في فك الحصار عن صنعاء "حصار السبعين" دفاعاً عن الجمهورية والحرية والكرامة في 1967. 

رحلة كفاح

عقب انتصار الجمهورية ابتعث العميد طيار أمين راوح شمسان، حينها إلى العاصمة المصرية القاهرة للدراسة في مركز التدريب المهني في تخصص هندسة الطائرات التابع للقوات المسلحة المصرية عام 1963 وتخرج منها عام 1967. ليلتحق في صفوف القوات الجوية التابعة للجمهورية العربية اليمنية آنذاك ضمن الدفعة الثالثة حربية. كما حصل على عدة دورات منها دورة في بريطانيا في مصنع الطائرات عام 1974، ودورة في اللغات العسكرية ودورة طيران من الولايات المتحدة الأمريكية لنفس العام 1981. كان واسع الاطلاع وعمل على تطوير مهاراته وقدرته في المجالين العسكري والمدني فقد التحق في قسم التاريخ والآثار في جامعة صنعاء وحصل على ليسانس آداب عام 1978.

معاناة كبيرة 

عُرف العميد طيار أمين راوح شمسان، بين زملائه بأنه عفيف ورجل مقدام ومتميز بأخلاقه العالية، وبعد حادثة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي 1977م، تعرض للسجن والتهميش والمضايقات والفصل والتسريح من القوات الجوية مع 50 طيارا ومهندس طيران من زملائه وتم الإفراج عنه في العام 1983. وأصيب العميد شمسان بحالة نفسية صعبة وتدهورت صحته بشكل كبير بعد تسريحه من عمله في القوات الجوية وبراتب ضئيل جداً. حتى قطعه بشكل نهائي عقب سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء في العام 2015.


حالة صعبة 

تزوج العميد أمين شمسان من مصرية، وأسس معها حياة زوجية ورزق منها بثلاثة أطفال "ولدين وبنت"، ومع تفاقم الأوضاع الصعبة التي واجهت العميد شمسان، من حالة التهميش والإقصاء والتجاهل من قبل وزارة الدفاع والقوات الجوية، إلى السجن والمضايقات المتكررة وإصابته بحالة نفسية صعبة، اضطرت زوجته للعودة إلى بلدها "مصر"، ومعها اثنان من أبنائها الذكور، في حين بقيت ابنته الوحيدة مع والدها لرعايته والاهتمام به في الوقت الحاضر.

دعوة عاجلة

الكثير والكثير الذي لم يحكَ عن قصة العميد الطيار، أمين راوح شمسان، فالرجل اليوم يعيش وضعا صعبا جداً في مدينة التربة بمحافظة تعز، مع ابنته الوحيدة التي ترعاه رغم حالته الصحية والنفسية المتدهورة. 

ويقول الكاتب، جميل حزام المقطري، العميد شمسان واحد ممن أهداهم الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي مقدمة ديوانه أبجدية البحر والثورة (إليهم وهم محرومون من أقل ما يمكن أن يقدمه الأب لأبنائه العاطفة، الأمان، المعنى الحقيقي للثورة). ففي وسط الملحمة الشعرية الصريمية ألمح الشاعر لصديقه بالأحرف الرمزية "أ. ر. ش". 

وأشار الكاتب المقطري: "التقيت العميد طيار أمين في مدينة التربة، وهو في حالة نفسية سيئة للغاية، وجدته فاقدا للتوازن النفسي وغير قادر على التمييز، ويرفض التحدث أو قبول أي شيء من أحد حتي حبة سيجارة باستثناء قبوله من اثنين أو ثلاثة أشخاص فقط علقت أسماؤهم في ذاكرته على أنهم زملاؤه في الجيش.

ووجه الكاتب جميل المقطري رسالة مناشدة إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة محافظة تعز، بضرورة الالتفات إلى معاناة العميد طيار أمين رواح شمسان، أحد أبطال صقور الجو في اليمن، وإعادة الاعتبار لهذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة بلده، وكذا إعادة صرف مرتباته المنقطعة من قبل الجماعة الحوثية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي

الثورة نت/..

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن استمرار العدوان الإسرائيلي لا يضعف المقاومة بل يزيدها عزيمة وتصميمًا، مؤكدًا تمسك الحزب بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة باعتبارها الأساس في صناعة المستقبل وصناعة التحرير.

ونوه، في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، بما حققه النموذج اليمني في الصمود أمام العدوان الأميركي والإسرائيلي، مشدداً على صمود أهل غزة الذين واجهوا الإبادة الجماعية والتدمير المدعوم من الولايات المتحدة.

وقال إن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، مشددًا على أنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، وأن المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا.

وأوضح الشيخ قاسم أن المقاومة نقلت لبنان من الضعف إلى القوة، مشيرًا إلى أن المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير، وأن قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان انتهت.

وأكد أن عيد المقاومة والتحرير هو المقدّمة التي صنعت كل ما بعده، مستشهداً بما سمعه من قصص بطولات لأفراد من المجتمع المقاوم.

واعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، واعتداءاته المتكررة على لبنان ودول المنطقة، كانت السبب المباشر لنشأة المقاومة في لبنان.

واستعرض المراحل التي مرت بها المقاومة منذ السبعينيات، منوها بمرحلة تأسيس وتشكل حزب الله في الثمانينيات، ودوره الفاعل في مسار المقاومة.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ظل عاجزًا عن تثبيت وجوده في لبنان، مؤكدا أن المنافسة السياسية داخل إسرائيل قبيل انتخابات 2000، بين باراك ونتنياهو، كانت تدور حول مسألة الانسحاب من جنوب لبنان.

ووصف الشيخ نعيم قاسم هذا الانتصار بأنه انتصار عظيم للمقاومة والشعب اللبناني، مؤكداً أنه كان خروجًا إسرائيليًا بلا قيد أو شرط، دون أي اتفاق، نافيا صحة التوقعات الإسرائيلية بان الانسحاب سيؤدي إلى صراعات داخلية أو فتنة طائفية.

وأكد أمين عام حزب الله أن هذا الإنجاز الكبير غير مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا، وحول لبنان من حالة الإحباط إلى الأمل، ومن الخنوع إلى المقاومة، ومن الذل إلى العز، ومن الهزيمة إلى النصر.

كما أكد الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة مستمرة اليوم كما كانت في الماضي، مشددا على أن المقاومة هي مقاومة دفاعية بامتياز، تمثل رفضًا للاحتلال وعدم استسلام.

في معرض حديثه عن الوضع الراهن، أشار الشيخ قاسم إلى أن الدولة اللبنانية عقدت اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، والتزمت به، وكذلك التزم حزب الله كمقاومة بالكامل، رغم تسجيل أكثر من 3300 خرق إسرائيلي، وهو ما يشكل عدوانًا مستمرًا.

وطالب إسرائيل بالانسحاب ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى، وإنهاء جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق، قبل أن تبدأ أي مفاوضات جديدة.

وحمّل الشيخ قاسم الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية استمرار العدوان، محذرا من أن فشل الدولة في التصدي لهذا العدوان، قد يدفع المقاومة إلى اتخاذ خيارات أخرى.

وحذر من استمرار الضغط الأميركي على المسؤولين اللبنانيين لتحقيق شروط إسرائيلية، مشددًا على أن لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة، ورفضه القاطع لأي تهديد أو استسلام.

وشدد أمين عام حزب الله، على أن إعادة الإعمار هي الدعامة الأولى للاستقرار في لبنان، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في إطلاق صندوق إعادة الإعمار.

ودعا الشيخ نعيم قاسم الجميع إلى الجرأة والثقة بلبنان وشعبه وجيشه ومقاومته، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع هزيمتهم، وأن الإنجازات المنتظرة ستتحقق.

وأكد أن حزب الله وحركة أمل يشكلان صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني، مع الالتزام الدائم بوضع هذا الأمر في المقدمة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشن هجومًا على مطار صنعاء في اليمن وتدمر طائرة
  • نتنياهو وكاتس يهددان بمزيد من الضربات في اليمن: من يطلق النار علينا يدفع ثمنًا باهظًا
  • نتنياهو وكاتس يهددان بمزيد من الضربات في اليمن
  • إسرائيل تعلن قصف أهداف للحوثيين في مطار صنعاء باليمن
  • وزير دفاع الإحتلال: سلاح الجو استهدف مواقع للحوثيين في مطار صنعاء
  • إسرائيل تعلن تدمير ما تبقى من مطار صنعاء وآخر طائرة
  • عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو استهدف مواقع لجماعة الحوثي في مطار صنعاء ودمر آخر طائرة هناك
  • تصريحات نتنياهو تثير غضب عائلات المخطوفين: “نهاية مأساوية تنتظر أحباءنا”
  • نسيه السائق داخل الحافلة المدرسية.. نهاية مأساوية لطفل مغربي
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي