وزارة حقوق الإنسان تدين مجزرة الكيان الصهيوني في مخيم النصيرات
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
الثورة نت../
أدانت وزارة حقوق الإنسان بشدة تمادي الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً في إبادة الشعب الفلسطيني وارتكابه لمجزرة وحشية بحقّ المدنيين الفلسطينيين في مخيم النصيرات راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
واعتبرت وزارة حقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، هذه المجزرة الكبرى والمجازر الصهيونية الأمريكية، وصمة عار عميقة ونائكة في وجه الأنظمة الإرهابية، وأبشع إرهاب على مر التاريخ الإنساني بلغ ضحاياها من الشهداء والجرحى أكثر من ١٥٠ ألف منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد العزل من الأطفال والشيوخ والنساء.
وأشارت إلى أن هذه المجزرة وسابقاتها كشفت حجم الخداع والزيف الذي تنتهجه أمريكا ضد الفلسطينيين، وأكدت وما تزال تؤكد أنها عدو أصيل للشعب الفلسطيني والأمة ورأس الشر والإرهاب في العالم، كما كشفت هذه المجزرة جريمة الإبادة الجماعية التاريخية التي ترتكب في فلسطين المحتلة ومنهجية التدمير والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وأفاد البيان بأن الإقدام على ارتكاب هذه المجزرة بعد قرار الأمم المتحدة بإدراج الاحتلال على القائمة السوداء التي تنتهك حقوق الأطفال، هو تحد سافر للمجتمع الدولي وقراراته، وضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الدولية، ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والأمم المتحدة.
وخاطبت وزارة حقوق الإنسان المجتمع الدولي متسائلة :”كم عدد الرجال والنساء والأطفال الذين يجب أن يقتلوا والمنازل التي تدّمر على رؤوس ساكنيها قبل أن تقرروا وضع حد للمذابح؟”.
وبينت أن استمرار هذه المجازر أحدثت نقطة سوداء في جبين المنظومة الدولية والأممية وأظهرت بوضوح نتائج التواطؤ والخذلان والعجز للدول والمنظمات الأممية، سيما مجلس الأمن، أمام ثمانية أشهر من جرائم الحرب الأمريكية الصهيونية المستمرة في غزة.
وحملت المجتمع الدولي المسؤولية تجاه الصمت والعجز والخذلان العربي على حرب الإبادة الجماعية والمجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني .. محذرة النظام الرسمي العربي من استمرار التعامل السلبي مع ما يجري في غزة وعموم فلسطين واستمرارها في اعتبار أمريكا وبعض الدول الغربية وسيطاً نزيهاً في وقت توفر تلك الدول الغطاء السياسي والإمكانيات العسكرية والمالية للكيان الصهيوني لمواصلة حربه على غزة والضفة والقدس وكل فلسطين.
ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية والعالم الحر إلى الخروج للشوارع تنديداً بهذه الجرائم ودعماً لغزة والمقاومة والضغط على الأنظمة المطبعة لطرد السفراء وفتح المعابر .. مطالباً بتدخل عاجل من المجتمع الدولي لوضع حد للجرائم ضد الإنسانية وحماية المدنيين.
كما حملّت وزارة حقوق الإنسان أمريكا والكيان الصهيوني مسؤولية أفعالهما .. حاثة على اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة والتدخل لتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية لوقف جنون وإرهاب أمريكا والكيان الغاصب، وتوفير الحماية الدولية له وسرعة محاسبة الاحتلال وقادته وداعميه على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق المدنيين الفلسطينيين.
وطالبت العالم أجمع بالضغط على الإدارة الأمريكية بوقف تزويد الاحتلال بالمساعدات والذخيرة التي يستخدمها لقتل المدنيين والأطفال والنساء، مؤكدة أن ثمن الدماء البريئة التي روت تراب فلسطين هو عودة الحق لأهله وتحقيق السيادة والنصر.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وزارة حقوق الإنسان هذه المجزرة
إقرأ أيضاً:
إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟
كل عشر دقائق يغادر مستوطن من الكيان الصهيوني الأرض المحتلة إلى الأبد. هذا الرقم ليس مجرد إحصاء جاف، بل هو نبض عداد للنزيف من مشروع بُنِيَ على أوهام. لقد أصبح "الوطن القومي للشعب اليهودي" أخطر تهديد لوجود سكانه أنفسهم.
لم تكن عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مجرد هجوم عسكري عابر، بل كانت زلزالا وجوديا هز أركان المشروع الصهيوني منذ لحظة تأسيسه. ذلك الاختراق المذهل للسياج الفولاذي المحكم الذي حوّل غزة إلى سجن مفتوح، والذي مزقته إرادة المقاومة؛ لم يكن سوى الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل انهيار متسارع. اليوم، ترسم الأرقام صورة كارثية لهذا الكيان على كافة المستويات، مؤكدة أن انهياره بات مسألة وقت لا أكثر.
فقد شهد الكيان أكبر ضربة وُجِّهت له في تاريخه، فبعد أن فاجأ طوفان الأقصى الأجهزة الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني من حيث لم يتوقعوا؛ سيطرت المقاومة على مستوطنات "سديروت" و"منيفوت"، ودمرت مقر فرقة غزة ("رعيم")، وأسرت مئات الجنود، وكشفت الحقيقة التي كانت تختبئ تحت البروباجاندا الغربية: الجيش الذي وُصِف بـ"الأقوى في الشرق الأوسط" كان سرابا.
الأرقام الرسمية قالت 1538 قتيلا للكيان الصهيوني في الهجوم الأول للقسام، لكن تقارير ميدانية كشفت لاحقا أن العدد الحقيقي يتجاوز 2100 مع جثث أُخفيت في "مقابر جماعية" شمال غزة لتجنب صدمة الرأي العام.
وبرغم رد فعل الجيش الصهيوني للهروب من عار الهزيمة على يَدَيِ المقاومة عن طريق التسريع في إبادة المدنيين العزل تحت ستار "الدفاع عن النفس"؛ إلا أن التكلفة التي دفعها الاحتلال كانت أكبر من أن تُخْفَى، فقد كبدته المقاومة الفلسطينية خسائر غير مسبوقة، فمن اقتحام الجدار العازل الأعلى تكنولوجيا في العالم، إلى تدمير الدبابة الميركافا الأعلى تدريعا في العالم، إلى التباري بين المقاومين في اصطياد القوات الخاصة الصهيونية، ناهيك عن الحجم الحقيقي لقتلى ضباط وجنود جيش الاحتلال، الذي تُخفيه الأجهزة الأمنية. تقارير استخباراتية أوروبية تؤكد أن الكيان الصهيوني خفض أرقام قتلاه العسكريين (الأرقام الحقيقية أكثر من أربعة أضعاف الأرقام المعلنة)، حيث يتم دفن الجنود في مقابر غير مسجلة.
وبعد أن استنزفت المقاومة الفلسطينية هذا الجيش المزعوم، وأذلت قادته، بدأت كرة الثلج في التدحرج، وظهرت الإحصائيات المرعبة عن أكبر موجة هجرة في تاريخ الكيان المحتل، حيث غادر ما يقارب 745 ألف شخص أرضه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وكان نحو نصفهم (45 في المئة) من الأكاديميين والمهندسين وخبراء التكنولوجيا، نواة اقتصاده. والأخطر هو تسارع وتيرة هذا النزيف الديموغرافي: ففي الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 فقط، هاجر 240,000 صهيوني، بزيادة صادمة بلغت 30 في المئة عن العام السابق- بينما عاد منهم 27,800 فقط، إيذانا بقطيعة نهائية مع "الأرض الموعودة". حتى جيل المستقبل يخطط للفرار، إذ يعتزم 70 في المئة من طلاب المعاهد التقنية الهجرة بعد التخرج، وارتفعت طلبات الجنسيات الأوروبية بين الشباب بنسبة مهولة بلغت 480 في المئة، خاصة بين حاملي "الجوازات المزدوجة".
على الجبهة الاقتصادية، تحول "النمر التكنولوجي" المفترض إلى اقتصاد يعاني ويلات الحرب ويتكئ على المساعدات. فتكلفة الحرب اليومية في غزة (العسكرية والاقتصادية) البالغة 270 مليون دولار (ما يعادل 8 مليارات شهريا)، دفعت الكيان ولأول مرة منذ عقود إلى اقتراض مليارات الدولارات بفوائد مرتفعة. غير أن الخطر الأعمق يكمن في هروب رأس المال، فقد نقلت شركات كبرى مثل "تشيك بوينت" و"وايز" استثمارات بقيمة 37 مليار دولار إلى خارج الكيان، بينما حذرت عملاقة مثل "مايكروسوفت" من انهيار القطاع التكنولوجي بالكامل إذا استمرت الحرب. وتنذر المؤشرات الكبرى بالكارثة: انكماش النمو من 3.4 في المئة إلى 2 في المئة، وارتفاع التضخم إلى 13 في المئة، وتضاعف عجز الميزانية ثلاث مرات ليصل إلى 17 في المئة من الناتج المحلي.
أما أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، فقد تحولت إلى سراب. فبعد عشرين شهرا من الحرب في غزة، لم يتمكن الجيش الصهيوني من تحرير سوى 20 في المئة فقط من أسرى "طوفان الأقصى" عن طريق العمليات العسكرية (8 منهم أحياء و42 من الجثث).
وتكشف التقارير الداخلية عن تمرد غير مسبوق في الصفوف، حيث يرفض 45 في المئة من المجندين الخدمة في غزة، وتخلف 40 ألف جندي عن الخدمة رغم الاستدعاء، وهي أعلى نسبة تمرد في التاريخ العسكري للكيان. وبلغ الانهيار ذروته في المواجهة مع إيران، حيث اخترقت الموجات الصاروخية الإيرانية منظومات "القبة الحديدية" والدفاعات الأمريكية المساعدة، كاشفة هشاشة النظام الدفاعي الذي يفترض أن يحمي الكيان.
وقد دفع التصعيد العبثي مع إيران؛ الكيان إلى مستنقع دموي بلا أفق للنصر. فبعد استهداف إيران لمنشآت حيوية في تل أبيب وحيفا وبيسان وبئر سبع بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيرات، ردا على اغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري والعلماء الإيرانيين، أعلنت السلطات الصهيونية عن سقوط 24 قتيلا و1150 جريحا، بينما تشير تقارير ميدانية إلى أرقام مضاعفة تخفيها الحكومة.
وعلى الصعيد الدولي، سقطت "الضحية" المزعومة عن عرش التعاطف العالمي الذي بنته لعقود. ففي أوروبا، فرضت عقوبات على وزيري الأمن والمالية بتهمة "دعم الإرهاب الاستيطاني". وفي الولايات المتحدة، يشهد الملف انقساما تاريخيا، فقد اجتاحت المظاهرات الداعمة لغزة ضد الكيان الصهيوني أكثر من 63 جامعة أمريكية كبرى في 45 ولاية بالإضافة إلى مطالبة 60 عضوا ديمقراطيا في الكونجرس بوقف التسلُّح، فيما تهدد مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو ومساعديه. حتى يهود العالم بدأوا يبتعدون، حيث يرفض 45 في المئة من يهود أمريكا تحت سن 35 عاما ربط هويتهم بالكيان الصهيوني.
هذا الكيان الآن يخوض حروبا لا تحقق نصرا ولا توقف هزيمة، فبعد نزوح 75 في المئة من مستوطني "غلاف غزة" وهروب أكثر من 10 في المئة من اليهود خارج الأرض المحتلة كليا، بات جيشه المنكسر عاجزا عن حماية حدوده رغم الدمار الهائل الذي أنزله بغزة. كما أن مستقبله المظلم يتشكل بهروب العقول والاستثمارات التي تجفف دماء اقتصاد الابتكار.
والمفارقة الأقسى على الكيان تكمن في أن الدعم الأمريكي السخي (32 مليار دولار منذ 2023) يشبه مسكنا يُطيل عمر أزمة مستعصية دون أن يحلها. فعندما يتحول الحلم إلى كابوس، تكون رقصة الديك الذبيح قد بلغت ذروتها المأساوية. السؤال لم يعد هو: هل سينهار الكيان الصهيوني؟! بل متى تسقط آخر أحجار هذا البنيان المهترئ تحت وطأة أرقام لا ترحم.
النهاية لن تأتي غدا بالضرورة، لكن المنحنى الإحصائي الحالي لا يترك مجالا للشك في مصيره.