على وقع المجزرة الجديدة التي شهدتها “ود النورة” بولاية الحزيرة وسط السودان، والتي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مواجهة المدنيين العزل، تعالت أصوات القوى السياسية والمكونات الاجتماعية بالبلاد لمطالبة المجتمع الدولي ليوقظ ضميره الإنساني ويقوم بدوره في محاسبة المليشيا المجرمة.

هاجمت المليشيا قريتي “ود النورة” و”الجنترة” بمحلية القرشي قرب مدينة المناقل بولاية الجزيرة صباح الأربعاء بأكثر من (20) عربة قتالية، مما اضطر المواطنين لمحاولة صد الهجوم بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء.

وتفاوتت تقديرات عدد الشهداء في المجزرة نتيجة استخدام المليشيا المدافع لقصف القرية بخلاف إطلاق النار بصورة كثيفة مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 200 شهيد وفق تقديرات متواترة.

ووثقت مقاطع فيديو مصورة لمشاهد مقبرة جماعية في القرية، التي احتشد أهلها لتشييع الجثامين.

لم يكن ذلك الهجوم هو المرة الأولى ، فقد هاجمت مليشيا قرية “ود النورة” منتصف أبريل الماضي، وقتلت 3 مواطنين، ونهبت عدداً من المحال التجارية في السوق الرئيسي قبل أن تغادر المنطقة.

مجلس السيادة يدعو المجتمع الدولي

وأصدر مجلس السيادة الإنتقالي بياناً جاء فيه: “في جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية، أقدمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية على إرتكاب مجزرة بشعة في حق المدنيين العزل في قرية ود النورة بولاية الجزيرة والتي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء. لتضاف هذه الجريمة البشعة لسلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا المتمردة في كثير من ولايات السودان.”

وتابع البيان:” وهي أفعال إجرامية تعكس السلوك الممنهج لهذه المليشيات في استهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرياً من مناطقهم.”

ودعا البيان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة وإستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من مليشيا الدعم السريع الإرهابية،إعمالاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

وتقع ود النورة مع نهايات امتداد مشروع الجزيرة وبداية حدود ولاية النيل الأبيض حيث تبعد جنوب شرق مدينة القطينة 40 كيلومتر تقريباً وترتبط تجارياً مع ولايةالخرطوم.

مناوي:ماذا ينتظر العالم؟

من جهته استنكر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي مجزرة ” ود النورة” وقال على حسابه بمنصة “إكس” إن ميشيا الدعم السريع أرتكبت مجزرة وأبادت قرية ود النورة و عدد الضحايا يفوق “150” شخصاً من الأطفال و النساء و العجزة، وأضاف “ماذا ينتظر العالم من هذه الملشيات و ماذا ترجى الدول الداعمة لها ولماذا تصمت الأمم المتحدة أمام هذه الجرائم التي ترتكبها دول لها عضوية في كيانها”.

مقاطعة المليشيا

وقال الصادق علي النور الناطق الرسمي بإسم حركة جيش تحرير السودان :”تدين الحركة بشدة الجريمة الوحشية المروّعة التي أقدمت عليها مليشيات الدعم السريع علي قرية ود النورة بولاية الجزيرة باستهداف المدنيين الأبرياء الآمنين في بيوتهم باسلحة ثقيلة و بصورة متعمدة حيث راح ضحيتهما أكثر من مائة مواطن أغلبهم من النساء والأطفال و كبار السن ، هذه تعتبر أكبر جريمة إبادة و تطهير عرقي للمدنيين الأبرياء .

وتابع :”تحمل الحركة المسؤولية الجنائية لمليشيات الدعم السريع و القوى السياسية المساندة لها والتي أصبحت الحاضنة السياسية لهذه المليشيات ”

وأضاف :” تدعو الحركة كافة الدول و الهيئات و المؤسسات الدولية مقاطعة هذه المليشيات المتمردة و محاصرتها دولياً و اقليمياً و تصنيفها منظمة إرهابية لأن هذه المليشيات أصبحت تهدد السلم و الأمن الدوليين ”

وناشد دول العالم الحر و المنظمات الحقوقية الدولية و الإنسانية للقيام بدورهم في إدانة الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية و تفعيل القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين و ضرورة تقديم كل مرتكبى تلك الجرائم الي المحاكم الدولية لينالوا العقاب المنصف

وقال حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الأمين العام أمين محمود: “تمر علينا في السودان أياماً عصية يتعاظم فيها البلاء يوماً بعد يوم بما لا يرى مثيلها إلا في غزة العزة”.

ورأى الحزب بأن “الحرب في السودان ومنذ يومها الأول اتجهت لإرعاب شعب مسكين أعزل وبمظاهر ترويع مستوحشة هدفها استعظام فاتورة الحرب ليثور الشعب بفداحة الجرائم على من يدافع عنه جيشاً وقيادة”٠

وأضاف إن المجزرة المروعة في قرية ود النورة التي ستشهدون صور شهدائها ، والحصار والدك المتواصل بلا تمييز بالمدفعية الثقيلة البعيدة لمدينة الفاشر ولأحياء العاصمة الخرطوم، كلها في سياق ارعاب الشعب لتخور إرادته في الصمود وللاستسلام المهين.

واستدرك بالقول :” ولكن أعداء شعبنا يجهلون طباعنا ومكامن الثورة فينا ، فنحن شعب نتحرض بعقيدتنا مصدر عزتنا”.

واطلق المؤتمر الشعبي ، دعوة استنفار للذود عن مستضعفين يبادون على صمت العالم، وطالب المواطنين أن يخالفوا “التواطؤ والسكوت بمؤازرة جيشكم وصناديد المقاومة الشعبية بأنفسكم وأموالكم” وفق البيان.

وأدانت الجبهة الثورية السودانية بقيادة محمد سيد احمد الجكومي وأعضاء المجلس الرئاسي بأشد العبارات ما تعرض له المواطنيين السودانيين العزل والابرياء بقرية ود النورة وحدة العزازي الإدارية بمحلية المناقل بولاية الجزيرة من إبادة جماعية نفذتها مليشيات الدعم السريع وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، وفق بيان تلقى المحقق نسخة منه.

وقال عبدالوهاب جميل الناطق الرسمي باسم الجبهة :”هذا العمل الوحشي والسلوك البربري يؤكد نوايا وأهداف المليشيات بأن حربهم ضد الشعب السوداني وليس ضد الجيش والفلول كما يدعون في إعلامهم الزائف”.

وتابع:” قرية ود النورة ليست بمعسكر للجيش السوداني ولا توجد بها أي قوات مسلحة وما تعرضت له يعتبر مجزرة بشرية وجريمة مكتملة الأركان من جرائم الإبادة الجماعية”.

وناشد المجتمع الدولي وكل أصحاب الضمائر الحية في العالم وكل منظمات حقوق الإنسان بإدانة سلوك وممارسات مليشيات الدعم السريع في حق الوطن والمواطن، مطالبا بتصنيف المليشيات بالمنظمة الإرهابية وتقديم قادتها ومنسوبيها للمحاكمات في محكمة الجنايات الدولية.

من جانبه، حمل حزب الأمة القومي مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن “المجزرة البشعة” التي ارتكبتها قواتهم في قرية “ود النورة” بولاية الجزيرة.

وتوالت بيانات الإدانة من القوى السياسية السودانية، وقالت حركة المستقبل للإصلاح و التنمية :”ظل الشعب السوداني منذ بداية العدوان الغاشم على يد مليشيا الدعم السريع رمزاً للصبر والفداء في وجه القتل وسياسات الموت التي تفرضها هذه المليشيا؛ بدفع من أجندات المخطط الخارجي تمويلاً بالسلاح أو تدبيراً لتمزيق السودان”.

وتابع :”لم تكتف مليشيا الدعم السريع بتشريد المواطنيين من ولاية الخرطوم، أو حرق الأحياء في الجنينة ومحاصرة المدنيين العزل في أم روابة و قتل وسرقة للغذاء في الدلنج وغيرها من الجرائم بل واصلت جرائمها في الهجوم على ولاية الجزيرة، لقد إرتكبت مليشيا الدعم السريع مجازر في ولاية الجزيرة وصل عدد القتلى فيها لما يزيد عن “أربعة آلاف ونصف” مواطن أعزل، وهاجمت ما يفوق “400” قرية آمنة كما أتلفت حوالي 900 وحدة صحية.”

وأكدت الحركة بأن المليشيا لازالت تواصل جرائمها النكراء حيث قامت بإقتحام قرية “ود النورة” لتقتل ما يزيد عن 200 مواطن في مجزرة أقرب إلى الحملات الإنتقامية التي لم نشاهدها إلا في حملات الإستعمار.

القضارف – المحقق – طلال سماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع المجتمع الدولی بولایة الجزیرة قریة ود النورة هذه الملیشیات ولایة الجزیرة هذه الملیشیا

إقرأ أيضاً:

القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر

قُتل 40 شخصا على الأقل اليوم الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان، حسب غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، فيما قالت مصادر عسكرية لمراسل الجزيرة نت محمد زكريا إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تحييد أكثر من 254 عنصرا من القوات المهاجمة.

وأفادت غرفة الطوارئ في بيان بمقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 19 "بين الطلقة الطائشة والتصفية المباشرة بعد أن توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك من الناحية الشمالية من الفاشر".

وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة من المتطوعين المنادين بالديمقراطية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى أن "من بينهم من تمت تصفيته بشكل مباشر داخل صفوف المدنيين في مشهد يعكس حجم الانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق الأبرياء العزل".

وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ مايو/أيار 2024.

وفي أبريل/نيسان سيطرت عناصر الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على مقربة من أبو شوك.

وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية، "تصدت لهجوم قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور مستخدمة أكثر من 500 سيارة قتالية".

وتابعت المصادر أن هذه المحاولة لاجتياح المدينة تحولت إلى انتكاسة عسكرية، حيث تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بالمدافعين، من استعادة عشرات المركبات العسكرية وتحييد المئات من المهاجمين.

وأكدت المصادر للجزيرة نت "أن الهجوم انطلق من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية"، مدعوما بآليات ثقيلة ونيران مدفعية كثيفة. ومع ذلك، كانت القوات المسلحة السودانية في حالة استعداد تام، وتمكنت من صد الهجوم واستعادة 34 سيارة قتالية، بما في ذلك مصفحات وعربات "صرصر" بكامل تجهيزاتها، إضافة إلى إحراق 16 مركبة وتحييد أكثر من 254 عنصرا من قوات الدعم السريع.

انتصار ميداني

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، للجزيرة نت إن "الهجوم تم تنفيذه عبر 543 سيارة قتالية، انطلقت من معسكر زمزم للنازحين، الذي استولت عليه قوات الدعم السريع وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى تحركات من مناطق جنوب وشمال المدينة"، وأكد أن قوات الدعم السريع "دفعت بمرتزقة ومجموعات تابعة للهادي إدريس والطاهر حجر في مقدمة الهجوم، تحت غطاء مدفعي كثيف، لكن القوات المدافعة تمكنت من تحييد المئات منهم، فيما فرّ من تبقى باتجاه المناطق المفتوحة".

إعلان

وقال أبوبكر أحمد إمام، الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بعد أيام من التحشيد العسكري المكثف، تلاه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية داخل المدينة.

وأضاف أن هذا الأمر دفع القوات المدافعة إلى الرد بقوة، مما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة موضحا أن "عمليات مطاردة فلول القوات المهاجمة لن تتوقف حتى تأمين كامل محيط المدينة".

وفي رسالة موجهة إلى القادة والجهات المعنية، دعا إمام إلى "تجاوز الشعارات والتحرك العاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة ما يتعلق بالجوع ونقص الإمدادات الأساسية". وأشار إلى أن "النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد المركبات المستردة، بل بقدرة الدولة على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم".

 

هجوم الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في أبريل/نيسان الماضي (شبكات التواصل الاجتماعي) صمود يومي

ومع مرور أكثر من عامين على الحصار، تغيّرت ملامح الفاشر، ليس فقط في بنيتها، بل في وجدان سكانها الذين باتوا يرون في البقاء مقاومة، وفي التماسك انتصارا.

وقال الباحث الاجتماعي أسعد إبراهيم للجزيرة نت "ما يحدث في الفاشر تجاوز حدود المعركة العسكرية"، مشيرا الى أن الناس أعادوا تعريف معنى الحياة، فالأم التي تطعم طفلها من علف الحيوانات، والشاب الذي يوزع الطعام والماء على التكايا والجندي الذي يقاتل وهو يعلم أن أسرته بلا غذاء هؤلاء لا يرون أنفسهم ضحايا، بل جزءا من معركة أكبر من الرصاص".

ورغم القصف المتواصل، خرج سكان بعض أحياء الفاشر للاحتفاء بالمقاتلين، وارتفعت الهتافات من داخل الأزقة المحاصرة، بينما تداول مواطنون في مدن سودانية أخرى صورا ومقاطع توثق لحظات المقاومة، وعبّروا عن تضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الفاشر تقاتل باسم الجميع.

وقال الناشط الإغاثي عبد المنعم عبد الله للجزيرة نت إن "الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تقاتل، بل باتت تختصر معنى الكرامة في زمن الانكسار وراية مرفوعة في وجه الحصار والجوع والقصف" وأضاف حين "يتابع الناس في الخرطوم ومدني وبورتسودان أخبارها، فهم لا يتابعون معركة بعيدة، بل يتابعون نبضا من وطنهم، ومرآة لوجعهم وأملهم"

وأسفرت الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا داخل وخارج البلاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.

مقالات مشابهة

  • الفاشر بين مطرقة الدعم السريع وسندان الخذلان العربي!
  • مناوي: من يخبر مليشيا الدعم السريع إن محاولة دخولهم مدينة الفاشر السلطان ليست سوى تذكرة ذهاب بلا عودة
  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر
  • مجددا.. “الدعم السريع” يرتكب مجزرة بشعة في معسكري نازحين شمال دارفور
  • عاجل.. مدفعية “الدعم السريع” تقصف الفاشر
  • ممنوع شرب المياه.. بأمر “الدعم السريع”
  • مجزرة بحق الصحفيين في غزة.. مقتل 5 من طاقم الجزيرة بقصف إسرائيلي
  • العليمي يدعو المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على الحوثيين وتصنيفهم "منظمة إرهابية"
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: إسرائيل تسلط 60 منظمة إرهابية ضد شعبنا