أطراف داخل الدولة لا يرون إلا مسار استمرار هذا الوضع الفوضوي، طريقاً للوصول إلى غاية يسعون إليها، وهي نهب أكبر قدر ممكن من المال العام عبر عدة طرق و أهمها استغلال النفوذ، وقد أخذوا فرصتهم منذ الخامس عشر من أبريل إلى الآن، ولم يكتفوا من تحقيق هذا الهدف.
هذه الأطراف لا ترغب في أن تتحسن الأوضاع، حتى لا يفيق الشعب من غيبوبته؛ لأن استمرارهم في السلطة يعتمد على استمرار هذه الأوضاع الفوضوية، نفر من طواقم السكرتارية ومدراء المكاتب الخاصة بأعضاء مجلس السيادة وقيادات الدولة، وموظفين كبار يعتمد استمرار نفوذهم أيضاً على استمرار هذه الفوضى، انتهاء هذه الأوضاع البائسة تعني هزيمتهم و استبعادهم تماماً من أي فرص مستقبلية مقبلة.
سيعمل هؤلاء المنفذون على معارضة أي محاولات للتغيير، رغم أن كل المسارات مفتوحة الآن للانتقال إلى واقع جديد يعتمد الإصلاح نهجاً مستمراً، والبيئة السودانية مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء حالة السيولة المؤسساتية، وبدء مسيرة الإصلاح الوطني…
بما أن هناك سكرتيراً يقوم بمهام عضو مجلس السيادة، ويتحرك في مساحات نفوذه، يستخدم الإعلام باسم القائد لتصفية حسابات رجال الأعمال الفاسدين مع كبار مسؤولي الدولة (أعني -تحديداً- الحملة المنظمة على محافظ بنك السودان، وهذا ملف سنعود إليه بالتفصيل)، ما لم تبعد تلك الأطراف عن المشهد، فإن جهود السودانيين في عملية التغيير والإصلاح التي مهرت بالدماء، ستتبعثر في الهواء.
وإبعاد هذه الأطراف يحتاج لقرارات سيادية قوية وحاسمة توقف استنزاف البلاد عبر آلة الفساد الضخمة التي تخترق كيان الدولة، والوطن الذي راح دفاعاً عنه الآلاف من البشر.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
باحث: كلمة الرئيس السيسي وضعت النقاط فوق الحروف بشأن غزة ومصر رفضت إغراءات اقتصادية كبرى
أكد محمد وازن، الباحث في الشئون الإسرائيلية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة حول الأوضاع في قطاع غزة جاءت حاسمة، ووضعت النقاط فوق الحروف في ظل ما تتعرض له الدولة المصرية من هجمة إعلامية وسياسية شرسة تهدف إلى التشكيك في موقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال وازن، خلال لقائه في برنامج "الحياة اليوم" الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل على قناة "الحياة"، إن مصر تواجه حملة ممنهجة ومدروسة تقودها كيانات وجهات دولية، وتهدف إلى تحميلها مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عن الأوضاع في غزة، مشيرًا إلى أن تلك الصورة الزائفة يتم ترويجها عن عمد ولها دلالات سياسية خطيرة.
وأضاف أن الدولة المصرية رفضت عروضًا اقتصادية مغرية قدمتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، تتضمن مليارات الدولارات، وشطب ديون، مقابل القبول بتسهيلات تخدم مخطط "الشرق الأوسط الجديد"، لكن مصر رفضت بشكل قاطع هذه الإغراءات، مؤكدًا أن القاهرة تمثل اليوم حجر عثرة حقيقي أمام هذا المخطط.