رئيس الشؤون الدينية : (50) لغة عالمية لترجمة خطبة عرفة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أعلن معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عن زيادة لغات مشروع ترجمة خطبة عرفة إلى “50” لغة؛ نظرًا لحاجة العالم إلى الهدايات الأخلاقية، والتبصرة بأسس التعايش والتقارب، وإذاعة الوسطية والاعتدال، وإزكاء الحوار والمحبة والإخاء والتعاون بين الإنسانية جمعاء من خلال مشروع خادم الحرمين لترجمة خطبة يوم عرفة؛ الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم لإيصال رسالة الوسطية والاعتدال للأمة.
وأكد السديس أن “خطبة عرفة” تعد مسارًا للإنسانية، لما تتضمن من الأسس الواضحة لحفظ الحقوق والأخوة الإنسانية والعدالة، والتصدي لكل أنواع الاستغلال المادي والمعنوي، ولكل أشكال الاستعباد للإنسان، والدفع بقوة لتفجير طاقات الفرد والمجتمع في الاتجاه الإيجابي لإعمار الأرض بسلام وأخوة وتعاون وتعايش، وهو منهج رسمه نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بقوله: “إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت”.
وانطلق مشروع ترجمة “خطبة عرفة” بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عام 1439هـ، بخمس لغات، لتصل في زمن قياسي وأقل من عقد من الزمان إلى “50 ” لغة، تجوب من خلالها رسالة الحرمين الشريفين الدينية العالم حاملة رسالة الإخاء والوسطية والاعتدال، ولتشهد البشرية جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وسعيها إلى إشاعة التسامح والاعتدال والسَّلام عالميًا.
اقرأ أيضاًالمملكةوصول الطائرة السعودية الـ53 لإغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة إلى مطار العريش الدولي
ويُبرِز مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة “خطبة عرفة” رسالة المملكة العربية السعودية الدينية والإنسانية، وما تتسم به من ريادة وتسامح ونشر للسلام في العالم.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي قد أعلنت أنها تستهدف الوصول إلى مليار مستمع حول العالم، ب 20 لغة عالمية؛ وهو أكبر عدد مستهدف لمشروع ترجمة خطبة عرفات منذ تأسيسه، ويعد النقلة الأولى من نوعها في تاريخ الرئاسة المستحدثة، ونموذجًا من إشراقات دعم القيادة الرشيدة لبرامج الرئاسة الدينية؛ ومنها مشروع ترجمة خطبة عرفات الرائد؛ الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الحرمین الشریفین خادم الحرمین مشروع ترجمة ترجمة خطبة خطبة عرفة
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.