رصاصات الغدر تنهى حلم «محمود» لسماع «بابا» من ابنه «الرضيع»
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
كانت أمنيته الوحيدة وهى أن يسمع كلمة: «بابا» التي حُرم منها لسنوات، وحين رُزق بمولوده الأول قبل شهر، الدنيا لم تسعه فرحًا حتى اغتالته يد الغدر بطلقات آلى أطلقها أحد العناصر الإجرامية عليه أثناء استقلاله «ميكروباص» لدى عودته من عمله بعد منتصف الليل، «ملحقش يتهنى بضناه يا عينى»، زوجته تبكيه وترثى حالها «ابنى ايتيم وعايزة حقه».
أخبار متعلقة
«تحويشة العمر ضاعت مع أمه».. شاب ينهي حياته بـ«حبة الغلة» في الطالبية
«المتهم عمل نفسه زبون».. أسرة «سائق الغربية»: قُتل بـ15 طعنة غدرًا
إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارتين بـ منشأة القناطر
الأطباء أخبروه بأنه «جاى ميت»
محمود شديد، خريج كلية الآداب قسم التاريخ، 32 سنة، بعد زواجه من محبوبته، اختار العمل بـ«محل حلوانى»، وروى والده أن نجله انتهى من عمله بمدينة دمياط الجديدة ليلًا واستقل سيارة أجرة برفقة 2 آخرين للعودة إلى المنزل بكفر الغالب، وأثناء مرورهم من منطقة المشروع الجديد استوقفهم 5 من البلطجية يحملون أسلحة نارية وبتوقيقهم «الميكروباص» أحد الركاب تعرف عليهم، وكون هويتهم كٌشفت تركوا السائق يمشى ولكن أحدهم ضرب رصاصة على العربة أصابت رجل «محمود» وخرجت من السيارة للخارج.
الرصاصة التي أصابت الشاب الثلاثينى قطعت الشريان الرئيسى الموصل من القلب إلى الفخد، ومات على الفور، وفق والده الذي تتساقط الدموع من عينيه، وهو يروى أن السائق توجه بابنه إلى المستشفى ولكن الأطباء أخبروه بأنه «جاى ميت»، تنتاب الأب موجة حزن أثناء ترديده: «(محمود) اتقتل غدر وظلم دون سبب من بلطجية، معروفون بالاتجار في المخدرات ولا تفرق معهم أرواح النّاس»، وحين يهدئ قليلًا يطالب بـ«القصاص بالقانون لابنه، لأن اللى حصل لضنايا ممكن يحصل لأى حد تانى، لازم يبقى في عقوبة رادعة».
تفاصيل الحادث، يجمعه الأب من المجنى عليهم والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة والمباحث، ويقول إن «محمود» كان راكب بالكرسى الأخير بـ«الميكروباص» وأثناء انطلاق السائق بالسيارة لما تعرف راكب على البلطجية وأنهم من بلدته، ابنه طل بنظرة من الشرفة لاستطلاع الأمر، فأحد الجناة ضرب الرصاص.
«محمود» ضحية البلطجية في دمياط الجديدة
دا لسه شارى لعبة لابنه
لا يتمالك والد «محمود» نفسه، أثناء النظر إلى صورة ابنه، يحكى عنه وإنه لما حصل على الليسانس لم ينتظر عمل بشهادته مثل غيره، كان يعمل ليل نهار ليطعم زوجته وطفلهما بما يٌرضى الله، يجمع كل مليم لأجل عقيقة ابنه والاحتفال به وتحول الفرح إلى حزن وكابوس لن ننساه.
المجنى عليه قُتل بعد نصف الساعة من مكالمته مع زوجته، التي فوجئت بتليفون لرجل يطالبها بالتحرك إلى المستشفى «عشان جوزك متعور»، لتتوجه إليه وتباغتها صدمة رحيله، وطالعت جثمانه مُسجى أمامها وأثناء حملها رضيعهما «محمد»، قالت من وسط صرخاتها المدّوية: «دا لسه شارى لعبة لابنه، ملحقش يفرح بيه ولا يسمعه بيناديه: (بابا)، ولسه مكلمنى وقاللى إنه في الطريق للبيت».
«بأى ذنب قتلت».. أم «محمود» تتساءل أثناء ركوبها سيارة نقل الموتى مع جثمان ابنها «محمود»، وكانت تتحدث إليه كأنه تعاتبه «يا ابنى مش أنت لسة مكلمنى وقاللى جاى، كده متجيش تانى»، وتجهش بالبكاء أثناء دعائه له بالرحمة ويصعب عليها حالها «مش عارفه أعيش من غيره تانى».
وجيران «محمود»، حزنًا عليه منع مراسم الفرح من تشغيل أغانى وأفراح وعلقوا صوره على جدران المنازل، وبيت المجنى عليه لم يخلوا من المعزين، وصدمة والديه وزوجته لا تزال ماثلة أمام الحاضرين: «معقول ده راح مننا في غمضة عين».
أسرة «محمود» وسط حالة من الحزن
مأمورية أمنية تضبط المتهمين
مأمورية أمنية لاحقت المتهمين وضبطت 4 منهم واعترفوا بارتكابهم للجريمة حيث كونوا تشكيلًا عصابيًّا بغرض سرقة المواطنين بالإكراه والاستيلاء على السيارات والمركبات النارية ويستخدمون الأسلحة الآلية في غرضهم الإجرامى.
النيابة العامة التي أمرت بحبسهم المتهمين احتياطيًا، أمرت بالتحفظ على ما ضبط بحوزتهم من سلاح وإرساله إلى الأدلة الجنائية لبيان استخدامه ومضاهاة ما عثر عليه من فوارغ طلقات بمسرح الجريمة مع نوعية الذخائر المضبوطة لبيان مطابقتها من عدمه، فضلًا عن وضع تصور لكيفية وقوع الحادث بعد فحص السيارة «الميكروباص» التي كان يستقلها المجنى عليه وبيان مسافة إطلاق النار عليه.
جريمة دمياط الجديدة دمياط الجديدة ضحية الغدر دمياط قتل محمود شديد قتل شاب في دمياط حادث دمياط حوادث دمياط حادث دمياط اليوم جريمة قتل دمياط ضحية الغدر سلاح آلي مولود أخبار الحوادث أخبار الحوادث اليوم حوادث المصري اليوم حوادث حوادث قتل
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين دمياط الجديدة ضحية الغدر سلاح آلي مولود أخبار الحوادث أخبار الحوادث اليوم حوادث حوادث قتل زي النهاردة دمیاط الجدیدة المجنى علیه
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يتأمل في سر الموت: عبور الإنسان نحو النور الأبدي
استأنف اليوم، قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، بابا الفاتيكان تعليمه الأسبوعي، بساحة القديس بطرس بالفاتيكان، مسلطًا الضوء على موضوع "سرّ الموت"، واصفًا إياه بأنه اللغز الأكثر طبيعية والأكثر غرابة في آن واحد.
وافتتح الأب الأقدس مقابلته بالإشارة إلى التساؤلات العميقة التي يثيرها الموت في النفس البشرية، مشددًا على أنه رغم كونه مصيرًا حتميًا لكل كائن حي، فإن الرغبة في الخلود تجعل الإنسان يراه أحيانًا كما لا معنى له.
وانتقد الحبر الأعظم الاتجاه المعاصر الذي يحوّل الموت إلى موضوع "تابو"، حيث يتم تجنبه، وتناوله بحذر خوفًا من إزعاج الحساسية البشرية، ما يؤدي إلى النفور من زيارة المقابر التي تنتظر فيها أجساد الراقدين القيامة.
وأشار بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى مفارقة الإنسان، بوصفه الكائن الوحيد الذي يدرك حتمية فنائه، وهو ما يزيد من ثقل الموت عليه مقارنة بالكائنات الأخرى. هذه المعرفة تخلق شعورًا بالوعي، والعجز معًا، ما يفسر أحيانًا الهروب الوجودي، وعمليات التجاهل أمام مسألة الموت.
التأمل في الموتواستند قداسة البابا إلى تعاليم القديس ألفونس ماريا دي ليغوري في كتابه "التحضير للموت"، مؤكدًا أن التأمل في الموت يجعله معلمًا عظيمًا للحياة، ويحث الإنسان على اختيار ما يجب فعله في حياته، والسعي لما ينفعه لملكوت السماوات، والتخلي عن الزائل والفائض.
كذلك، حذر الأب الأقدس من وعود التقدم التكنولوجي المعاصر بإطالة العمر، متسائلًا: "هل يمكن للعلم حقًا أن ينتصر على الموت؟ وإذا تحقق ذلك، هل يمكن ضمان أن الحياة غير المنتهية ستكون حياة سعيدة؟.
وأكد عظيم الأحبار أن قيامة المسيح تكشف الحقيقة النهائية، فالموت ليس نهاية، بل جزء أساسي من الحياة كمعبر إلى الحياة الأبدية، مشيرًا إلى النور الذي أضاء ظلام الجلجثة كما وصفه الإنجيلي لوقا: " وكان اليوم يوم التهيئة وقد بدت أضواء السبت".
واختتم قداسة البابا لاون الرابع عشر تعليمه بالتأكيد أن "أنوار السبت" تمثل فجر القيامة الجديد، الذي يضيء لغز الموت بالكامل، وبفضل المسيح القائم، يمكن للإنسان أن ينظر إلى الموت على أنه "أخ"، كما فعل القديس فرنسيس الآسيزي.