بلهفة وشوق يتسابق الأطفال للذهاب إلى "هبطة سرور" بولاية سمائل مستبشرين بقدوم عيد الأضحى المبارك، والفرحة تملأ وجوههم وهم عازمون ليلاً على أن يشتروا كل ما في خواطرهم من أغراض العيد من هذه الهبطة العريقة، وفي مشهد آخر ترى الباعة قد سبقوا الجميع قبل أن تمد الشمس خيوطها الذهبية لاختيار موقع البيع ووضعوا البسطات لعرض مختلف مقتنيات العيد.

بزغ الفجر وبدأ الأطفال والكبار يتوافدون للهبطة التي تتوسط بلدة سرور بولاية سمائل، ليجدوا فيها العديد من المعروضات ومقتنيات العيد ومختلف المأكولات . فهنالك عدد كبير من الباعة من مختلف الفئات العمرية افترشوا الزولية أو البساط لعرض العديد من ألعاب الأطفال وذلك للإقبال الكبير عليها، بينما يجلس على جانب الهبطة عدد من الشباب وكبار السن لبيع احتياجات العيد الضرورية كالخصفة وحطب المشاكيك وأنواع البهارات والفضيات والسكاكين وغيرها.

وفي مشهد آخر ومنذ الساعات الأولى من الصباح بدأ رعاة الأغنام والأبقار بجلب ماشيتهم لتبدأ المزايدة والمناداة عليها، حيث شهدت الحلقة عرض العديد من أنواع الاغنام والتي تراوحت أسعارها في المتوسط ما بين 150 إلى 200 ريال عماني وقفزت تارة ما يقارب 300 ريال عماني، أما الأبقار فلم تكن لها وفرة كبيرة في مناداة سرور إذ يعد المعروض بأصابع اليد.

"عمان" اقتربت أكثر من الأهالي والباعة لترسم الصورة وجماليتها في "هبطة سرور" العريقة، والحديث من كبار السن والأطفال للتعبير عن مشاعرهم الجياشة والفرحة بقدوم العيد الكبير، مع تسليط الضوء على أهم الأغراض والأنشطة التي تصاحب الهبطة من ساعات الصباح الأولى والتي تبدأ من الخامسة والنصف فجرا إلى الساعة الحادية عشرة ظهرا.

توارث الأجيال للعادات

الوالد عبد الله الخنجري جلس على أطراف الهبطة وبالقرب من موقع مناداة الأغنام ليحدثنا عن توارث الأجيال لعادات الهبطة والتي تتجدد بأفكارها سنويا وهي مستمرة ولم تنقطع منذ فترة طويلة إلا في فترة بسيطة أثناء جائحة كورونا والتي توقفت فيها التجمعات الكبيرة.

وقال الخنجري:"رغم تقلب الزمان وتغير الأجيال إلا أن سرور شاهدة على عبق الماضي وجمال الحاضر، فهي لمة بين الأهالي وملتقى للصغير والكبير، يعرض فيها كل شيء". وأضاف"تجد في الحلقة مناداة الأغنام من مختلف السلالات وبالأسعار التي تناسب كل شخص، وتناسب حجم عائلته".

أما علي الرحبي فقد عرض عددا من أغنامه في هبطة سرور للبيع وقد أخبر "الدلال" عن القيمة التي تناسبه للمزايدة على أغنامه، ليبدأ بعدها الدلال بالمناداة ويزيد عليه من يرغب بالشراء. وتحدث الرحبي بأن الهبطة مصدر رزق لمربي الاغنام فالأسعار متفاوتة من يوم لآخر في الهبطات وتعتمد الأسعار على العرض والطلب، فكلما كان المعروض أقل ارتفع سعر المواشي.

وأضاف الرحبي بأن العديد من الأشخاص حضروا للاستمتاع بالهبطة وبحلقة المناداة،وحول ارتفاع أسعار الأغنام العمانية بمختلف سلالاتها قال الرحبي:"هذا حال السوق فأغلب الأغنام المحلية هذه أسعارها، ويتعب المربي في إطعامها وتكاثرها خلال مدة لا تقل عن سنتين، فكل شيء بسعره".

جمالية هبطات العيد

مشهد الأطفال وهم يتجولون بين البسطات ترسم جمالية هبطات العيد، فتراهم بين ركن الألعاب وركن المأكولات وعدد منهم توسط الهبطة ليشاهد جميع الأنشطة والأحداث في هبطة سرور.

وتحدثنا مع الطفل بدر الطوقي ليعبر عن سعادته بتجمع الهبطة وبأنها أجمل من العيد فقد جاءت في وقت انتهاء المدارس، ويمكنه شراء كل ما يحتاجه من أغراض العيد من الهبطة، وقال بدر:" تعودت القدوم مع والدي أو أعمامي لهبطة سرور سنويا، واشتري منها العديد من الألعاب التي احتفظ فيها أيام العيد". أما الطفلة أسرار الطوقية فالابتسامة تملأ وجهها، بعد أن أخذت العديد من الألعاب واستمتعت بأكل وجبات عمانية في الهبطة، وقالت "سشارك كل سنة في هبطة سرور لأنها جميلة ونجد فيها العديد من أغراض العيد".

وفي جولة حول بائعي الجوز والمكسرات والمشاكيك فنراهم قد اختارو موقع مدخل الهبطة، ليكون لهم النصيب من المشترين ويعرضوا العديد من المشاكيك والمكسرات التي يحبها الناس، فهي محطة للجميع بعد تعب التجول بين مواقع الهبطة.

هبطة سرور موقعها فريد فهي تتوسط المنطقة وتقع بين الضواحي والمنازل الحديثة والقديمة يعبر بجوار الهبطة فلج الحيلي الشهير، أهم الأفلاج في هذه القرية، ويستمتع بالجلوس بجانبه الكبار والصغار ليتبادلوا الأحاديث، أما الكبار فيتذاكرون أسعار المواشي من الأبقار والأغنام، ويناقشون أسباب ارتفاع أسعارها، وأهم المعروضات في الهبطة خلال هذا العام، وأشاروا بأن هبطة سرور تجمع وملتقى رائع بين الأهالي للسلام والتحية على البعض كما يتم استذكار قصص الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

أوباما بقبعة سانتا.. زيارة مفاجئة تشعل فرحة تلاميذ شيكاغو (شاهد)

في حدث احتفالي مفاجئ لطلاب إحدى المدارس الابتدائية في شيكاغو، ظهر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مرتديا قبعة سانتا الحمراء أثناء زيارة غير معلنة إلى فرع مكتبة بيسي كولمان العامة، حيث قرأ قصصا للأطفال ووزع عليهم كتبا وملابس شتوية، قبل حلول موسم الأعياد.

جاءت الزيارة بينما كان أوباما يتفقد التقدم في إنشاء مركز أوباما الرئاسي في الجانب الجنوبي من شيكاغو، المشروع الثقافي الضخم الذي طال انتظاره وسيضم مكتبة عامة ومساحات مجتمعية متعددة عند افتتاحه المتوقع في منتصف العام المقبل.

بحسب مراسلين حضروا الحدث، كان مجموعة من طلاب مدرسة بيرك الابتدائية تتراوح أعمارهم بين الروضة وحتى الصف الثاني، تقوم بأنشطة القراءة والتلوين عندما دخل أوباما عليهم بابتسامة وقبعة سانتا، ما أثار ردود فعل مفعمة بالدهشة والفرح. فصيح الطلاب بمجرد رؤيته كانت صرخات “باراك أوباما!” بينما سألهم عن أحوالهم واهتماماتهم.

I had fun reading to some Burke Elementary students at the Chicago Public Library today. When the Obama Presidential Center opens next year, we’ll have a new branch of the library for the community to enjoy. pic.twitter.com/IQVJSXRglt — Barack Obama (@BarackObama) December 10, 2025
جلس الأطفال على الأرض واستمعوا إلي أوباما وهو يقرأ كتاب “Flying Free: How Bessie Coleman’s Dreams Took Flight” الذي يتناول قصة بيسي كولمان، أول امرأة أفريقية أمريكية تحصل على رخصة طيران، كما سألهم عن أحلامهم المستقبلية مثل أن يصبحوا أطباء ورجال إطفاء ورؤساء.

في نهاية الزيارة، قدم أوباما لكل طالب قبعة شتوية وقفازات وكتابًا يأخذونه معهم إلى المنزل، في مبادرة لربط الثقافة والمعرفة بروح العيد والمجتمع.


وصف منظمو الفعالية الزيارة بأنها "لمحة عن برامج قصص القراءة والأنشطة التي سيقدمها مركز أوباما الرئاسي” بمجرد افتتاحه، في خطوة لتعزيز دور المكتبات العامة كمراكز مجتمعية تعليمية وترفيهية.

وكان أوباما قد نشر على حسابه في منصة إكس صورة من الزيارة مع تعليق قال فيه إنه استمتع بقراءته للأطفال، وأنه يتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه الجميع الاستفادة من الفرص التي سيقدّمها المركز الجديد بمجرد افتتاحه.

يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه مشاريع المركز الرئاسي تأخيرات متكررة منذ الإعلان عنه قبل أكثر من عقد، وسط نقاشات محلية حول جهازاته ومساحاته، إلا أن الزيارة الاحتفالية أمس سلّطت الضوء على الأهداف المجتمعية للمشروع في النهاية.

مقالات مشابهة

  • ليلة باردة وضباب في العديد من المناطق
  • البانة بعبري.. بلدة الأفلاج العريقة وواحة التاريخ والطبيعة
  • ماراثون مصر الخير بالأقصر.. احتفالات العيد القومي تتجمل بروح التطوع
  • الاحتلال يعتقل شابين من تجمع بدوي بالقدس عقب اعتداء مستوطنين
  • من المونوريل إلى القطار السريع | النقل والصناعة يرسمان ملامح الجمهورية الجديدة بمشروعات عملاقة.. وخبراء يعلقون
  • البذاءة بوصفها إستراتيجية جمالية للمقاومة وتفكيك السلطة
  • أمطار الكرك تُنعش آمال المزارعين بموسم زراعي واعد
  • أوباما بقبعة سانتا.. زيارة مفاجئة تشعل فرحة تلاميذ شيكاغو (شاهد)
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • سواعد شباب سمائل تنجح في تطوير المسارات الداخلية لقرية سرور