قائد الثورة : الشبكة التجسسية التي كانت تعمل لصالح أمريكا هي الأخطر في تاريخ اليمن
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
صنعاء – سبأ :
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأمريكي تلقى صفعة كبيرة بكشف الأجهزة الأمنية للخلية والشبكة التجسسية التي كانت تعمل لصالح الأمريكي والإسرائيلي وتفكيكها.
واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية، الشبكة التجسسية الأمريكية والإسرائيلية هي الأخطر في تاريخ اليمن.
وتوّجه بالدعوة لأبناء الشعب اليمني، يمن الإيمان وأحفاد الأنصار وشعب الفاتحين بالخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة إلى ميدان السبعين وساحات مختلف المحافظات والمديريات مهللين ومكبرين وهاتفين بالبراء والعٍداء لأعداء الله، وبالتضامن والنصرة والوفاء مع الشعب الفلسطيني المظلوم وغزة الأحرار في الساحات والإجراءات المعتمدة.
وتحدث السيد القائد عن الشبكة التجسسية التي كانت تعمل بحسب الطلب الأمريكي .. مبيناً أن هذه الشبكة كانت تعمل في جمع المعلومات بمختلف المجالات وشمل ذلك الوزارات والوحدات الإدارية في الدولة وسعى الأمريكي لتمرير سياساته العدائية والتأثير في المجالات الاقتصادية والتعليمية والأمنية والخدمية والسياسية والإعلامية والثقافية.
وأوضح أن الأمريكي عمل على إعاقة أي توجه أو خطط ناجحة في اليمن بالتأثير السلبي على الخطط والقرارات والتوجهات داخل الدولة، مشيراً إلى أن الخلية التجسسية عملت منذ سنوات طويلة وحققت نجاحات خطيرة جداً ألحقت الضرر البالغ بالشعب اليمني.
وعدّ قائد الثورة، الفشل الذي كان يلمسه الشعب اليمني في الأداء الرسمي يعود في جزء أساسي منه إلى اختراق الخلية التجسسية.. مؤكداً أن الأمريكيين لم يحترموا النظام في صنعاء قبل الثورة الـ21 سبتمبر رغم مساعيه الحثيثة وبكل جهده لتكون له علاقة قوية بالأمريكيين، وبالرغم من سعي النظام في صنعاء آنذاك لخدمة الأمريكيين، لكنهم عملوا على اختراقه وانتهاك سيادته والإضرار به وإفشاله.
وبين أن النظام في صنعاء قبل ثورة الـ21 سبتمبر 2014م، فتح للأمريكيين كل الأبواب، وهم اتجهوا للإضرار بالشعب اليمني، في حين أن الأمريكيين لم يقدروا الجميل لأولئك الذي عملوا على تعزيز العلاقة بهم، وهذا درس كبير للشعب اليمني وللنخب في بلدنا.
وحث قائد الثورة كل من لديه نظرة مخدوعة بالأمريكي على الاستفادة من الاعترافات والوثائق التابعة لخلية التجسس الأمريكية الصهيونية.
وقال “من الملفت أن الأمريكي كان يلحظ استقطاب جواسيس ويشرك العدو الإسرائيلي في نشاطه الاستخباراتي، وهذه قاعدة يعمل عليها في البلدان العربية والإسلامية، ومن المهم لشعبنا ولكل شعوب أمتنا العربية والإسلامية وللجميع أن يستفيدوا مما يتم كشفه من حقائق عما فعلته الشبكة التجسسية للأمريكيين”.
وأضاف “على الجميع إدراك الحقائق عن الأنشطة التخريبية للأمريكي وكيف يسعى لإلحاق الضرر بالشعوب في كل مجال”.. مؤكداً أن الأمريكي يستهدف الشعوب في اقتصادها وزراعتها وتعليمها وصحتها وفي كل المجالات، لأن لديه توجه عدائي إجرامي ظالم.
وتوجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أبناء اليمن بالتركيز هذه الأيام على ملف خلية التجسس الأمريكية، باعتباره قضية مؤكدة فيها آلاف الوثائق الدامغة والفاضحة.. مشيراً إلى أن اعترافات خلية التجسس الأمريكية مرتبطة بحقائق حصلت فعلاً على الواقع.
وأكد السعي إلى الفتك بالعدو الصهيوني أكثر وأكثر، كلما استمر كيان العدو في ارتكاب الجرائم واستجدت مجازره ضد الشعب الفلسطيني واستمرت مأساة أبناءه ومعاناتهم.
وقال “كلما استجدت جرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واستمرت مأساة أبناءه ومعاناتهم، سنواصل تحركنا وسنثبت وسنؤدي ما نستطيع ونسعى لأكثر مما نقدّم ونعمل، ونسعى إلى الفتك بالعدو الصهيوني أكثر وأكثر وهذا ما نأمله ونسعى له ونحرص عليه”.
وأضاف “شعبنا العزيز يسمع بمشاعر ووجدان ويرى بعين المسؤولية والضمير والإيمان، لذلك يتحرك لمشاطرة الشعب الفلسطيني الألم والأمل”، مؤكداً أن هذا الأسبوع الذي ارتكب فيه كيان العدو جرائم رهيبة، هناك تخاذل وصمت للكثير من البلدان وحالة الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تجاه غزة تشابه ما قاله الله عن أمثالهم “صمّ بكم عمي”.
وأشاد قائد الثورة بالخروج الأسبوعي للشعب اليمني العظيم الذي يتحرك بشجاعة وجرأة وقيم دون كلل أو ملل أو فتور .. وتابع”أحييك يا شعبنا العزيز وكتب الله أجركم وبارك فيكم وتقبل منكم هذا العمل والتحرك المشرف الذي قدم أنموذجاً لكل العالم”.
ومضى “شعبنا يسمع آهات واستغاثات أطفال ونساء فلسطين، لذلك لن يتجه للقعود والجمود واللامبالاة والصمم والتجاهل لما يجري هناك، وما الأنشطة في التعبئة من مناورات وعروض ومسير عسكري التي بلغت ألفاً و955 نشاطاً إلا تعبيراً عن حالة الضمير الإيماني لليمنيين”.
واستعرض السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، النشاط الشعبي غير مسبوق في تاريخ الشعب اليمني المناصر للشعب الفلسطيني والذي لا مثيل له في أي شعب أو بلد آخر، موضحاً أن هذا النشاط يعبر عن الحالة الإيمانية والضمير الإنساني الحي وعن أخلاق وشهامة وقيم اليمنيين.
وأفاد بأن مخرجات التدريب في التعبئة العامة بلغت 368 ألفاً و196 متدرباً، مشيراً إلى أن من أعظم القرب إلى الله تعالى ولكي تكون بقية الأعمال مقبولة من صيام أو أذكار أو نوافل أن يكون للإنسان موقف مسموع تجاه مظلومية غزة.
وتوقف قائد الثورة عند الجبهة اليمنية الفاعلة والمؤثرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” .. مضيفاً “في الجولان هناك أيضاً المسار المهم الذي هو في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد وهو العمليات المشتركة بين المقاومة الإسلامية في العراق والقوات المسلحة اليمنية، بتنفيذ عمليتين مهمتين جداً خلال هذا الأسبوع بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة واستهدفت أهدافاً مهمة ومؤثرة على العدو الصهيوني”.
وبين أن إحصائية عمليات الإسناد في معركة اليمن، بلغت هذا الأسبوع 11 عملية، نفذت بـ 31 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورقاً حربياً، مشيراً إلى أن عدد السفن المستهدفة إلى اليوم بلغت 145 سفينة مرتبطة بالعدو الصهيوني وبالأمريكي والبريطاني، وتم استهداف سفينة بالأمس وهي معرضة للغرق.
وذكر السيد القائد أن هذا التصعيد يأتي في إطار المرحلة الرابعة، وهو تصعيد مستمر وفعال وسيكون إلى ما هو أكبر من ذلك ومع المسار العملياتي المستمر، هناك نشاط مكثف في مسار التطوير على المستويين التقني والتكتيكي للمزيد من الفاعلية.
وقال “هناك نشاط مكثف في التطوير لتجاوز إمكانات الأعداء بالذات في الاعتراض والتشويش ولتوفير الزخم في العمليات، وهناك نشاط مكثف في التطوير على المستوى المعلوماتي أيضاً، لأن النجاح فيه مهم جداً والدليل عليه نجاح الجانب العملياتي”.
وجددّ التأكيد على أن النجاح العملياتي مؤثر باستمرار على اقتصاد الأعداء، بما فيها الاقتصاد الصهيوني الذي تأثر وتضرر، باعتراف إعلامهم، في الارتفاع المستمر للأسعار لدى كيان العدو وندرة في وجود بعض المواد الأساسية وتأثير على المستوى الاقتصادي بشكل عام.
وأضاف “الأمريكي منزعج بشكل شديد جداً وغاضب ومنفعل ومحتار أيضاً، ويسعى لتوريط الآخرين، والانزعاج والغضب الأمريكي بسبب أن كل خطواته لم تفده شيئاً في الضغط على الموقف اليمني المؤثر عليه وعلى سفنه”.
وأشار قائد الثورة إلى أن الموقف اليمني أوصل الأمريكي إلى درجة العجز في حماية الحركة الإسرائيلية في البحر، مؤكداً أن الأمريكي لم يستطيع أن يقدم لكيان العدو الحماية لمصالحه وحركته الملاحية في البحر الأحمر والذي كان قد وعده، ويعبر العدو الصهيوني بمرارة عن فشل الأمريكي في تنفيذ وعده له بحماية سفنه والسفن المرتبطة به، والمتعاقدة معه.
وأكد أن الأمريكي فشل أيضا في حماية سفنه، بعد أن تورط، وحتى في حماية قطعه الحربية التي تهرب عندما تستهدف، والقطع الأمريكية تهرب في البحر إلى طرف البحر الأحمر ومنها “أيزنهاور” التي هربت كما هرب غيرها.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن الاقتصاد البريطاني كذلك في تضرر مستمر، مؤكداً أن الأمريكي يسعى باستمرار مع البريطاني للضغط على موقف اليمن على المستويين الرسمي والشعبي، وكذا على مستوى العمليات العسكرية بغاراته.
وأوضح أن عدد غارات العدو الأمريكي البريطاني على بلدنا هذا الأسبوع بلغت 22 غارة على محافظات الحديدة وصنعاء وريمة، مبيناً أن العدوان الأمريكي البريطاني استهدف المجمع الحكومي في مديرية الجبين بريمة وارتقى اثنين من الشهداء وأصيب تسعة آخرون، والمجمع الحكومي بريمة ليس قاعدة صاروخية ولا موقعاً عسكرياً، بل مجمع إداري مدني.
كما أكد قائد الثورة أن الأمريكي يسعى في عدوانه على اليمن بالضغط في الملف الإنساني وإيقاف كل المساعدات التي تأتي عبر المنظمات والأمم المتحدة، مبيناً أن الأمريكي يضغط على اليمن في الملف الاقتصادي ويسعى في هذا الملف بالتحديد لتوريط النظام السعودي.
وجددّ النصح للنظام السعودي ألا يتورط ضد اليمن لأن الشعب اليمني في حرب وهي ليست شيئاً جديداً عليه، ومعاناة كبيرة نتيجة العدوان لسنوات.. مضيفاً “لن نقبل بمعادلة أن يخنق ويجوع شعبنا ويتجه الآخرون للإضرار به ويكونون في راحة ورفاهية ولا ينالهم أي ضرر”.
وتابع “من يريد أن يلحق الضرر بشعبنا سيتضرر، وجرأتنا واضحة في موقفنا الحق، جرأتنا واضحة حتى نحو الأمريكي الذي تجعلون منه آلهة تخشعون وتخضعون لها، ولا نوايا عدائية من جهتنا تجاه أي بلد عربي، لكننا لن نقبل أن يتجه أي نظام عربي لإلحاق الضرر بشعبنا خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا”.
ومضى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائلاً “أي موقف سعودي في هذا التوقيت ضد شعبنا هو قطعاً خدمة للعدو الصهيوني ومناصرة له طاعة لأمريكا، ونحذر وليس من مصلحة أحد أن يورط نفسه ويعرض مصالحه للخطر خدمة للكيان الصهيوني”.
وخاطب السعودية “ما الذي يدفعكم ليكون همكم هو التودد إلى “إسرائيل” لتتحول مأساة غزة إلى صفقة تطبيع ثم اتجاه عدائي ضد الشعب اليمني؟، التودد لإسرائيل ليس في مصلحتكم ولا مصلحة شعبكم، بل خدمة تضر بكم وتسيء إليكم وتخزيكم وتنفع العدو الصهيوني؟”.
وتناول قائد الثورة في حديثه المستجدات على الساحة الفلسطينية .. موضحاً أن بين العرب ووسط العالم الإسلامي تحدث جريمة القرن وتستمر مظلمة العصر لـ251 يوماً وثمانية أشهر قضت وللأسبوع الـ36 والعدو الصهيوني ما يزال يرتكب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن عدد المجازر الجماعية بلغت أكثر من ثلاثة آلاف و340 مجزرة وعدد الشهداء والجرحى والأسرى في القطاع والضفة قرابة 147 ألف معظمهم من الأطفال والنساء، ارتكب في هذا الأسبوع أكثر من 35 مجزرة أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 2500 فلسطيني.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن المجزرة التي ارتكبها العدو في مخيم النصيرات بمشاركة أمريكية مباشرة، نفذ العدو الصهيوني فيها 250 غارة على نحو 90 منزلاً، واقتحامٍ بري للعدو لمخيم النصيرات منطلقاً من الرصيف البحري العائم.
ولفت إلى أن استخدام الرصيف البحري العائم في العدوان الصهيوني على النصيرات، يكشف حقيقة أنه عبارة عن قاعدة أمريكية .. وقال “فيما مضى وقبل عقود كانت مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك وكانت المشكلة الأكبر البُعد الجغرافي وصعوبة الإمداد”.
وبين قائد الثورة أن الشعب الفلسطيني شعب في وسط العالم الإسلامي وفي محيط عربي وإسلامي يستطيع أن يدعم ويساند لكن هناك تقصير واضح .. مضيفاً “من الإساءة للقرآن والإسلام ولرسول الإسلام أن يتضور الشعب الفلسطيني جوعا إلى درجة الوفيات”.
وتابع “ليتذكر الحجاج أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حُرم من الحج إلى بيت الله الحرام، ومن المؤسف جداً أنه مع كل ما يحدث تتجه بعض الحكومات وبعض الأنظمة العربية لتشارك في مناورات تحت الإشراف الأمريكي مع العدو الصهيوني”.
وذكر أن المناورات العسكرية بإشراف أمريكي وباشتراك للعدو الصهيوني عناوينها “الأسد المتأهب” و”الغضب العارم” و”الأسد الأفريقي” .. متسائلا “عندما نأتي إلى تلك العناوين “الأسد” أي أسد والدول العربية تتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يُقتل في إبادة جماعية؟”.
وعبر السيد القائد عن الأسف في تحرك بعض الأنظمة العربية لتجعل من نفسها مترساً لحماية العدو الصهيوني بدلاً من أن تُسهم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني .. مجدّداً تساؤله “لماذا هذا التواطؤ والتعاون مع العدو الصهيوني والتخاذل الكبير من أكثر الأنظمة والحكومات؟.
وقال “أكثر الشعوب تتعاطف بقلبها ولكنها لا تتحرك على المستوى العملي على نحو فاعل حتى في الخطوات البسيطة المتاحة، وواقع العدو الصهيوني والواقع الأمريكي ليس إلى درجة أن نتوقع أن تلك الأنظمة رأت نفسها في وضعية ليس أمامها أي خيار آخر”.
وأشار قائد الثورة إلى أن تلك الأنظمة عليها أن تأخذ الدروس أولاً من صمود المجاهدين في غزة بالرغم من الإبادة الجماعية والقتل اليومي والتجويع والذين يتصدّون بإمكاناتهم المحدودة للعدو الصهيوني على مدى ثمانية أشهر في معركة مستمرة.
وتساءل “لماذا لا يأخذون الدرس ويستفيدون من موقف جبهات الإسناد المشرف ومن ضمن ذلك موقف شعبنا اليمني على المستويين الرسمي والشعبي الذي يمثل درساً لكل الأنظمة”.
ومضى “بلدنا بالرغم من معاناته الكبيرة جداً والحرب والحصار والهجمة الشاملة ضده يقف الموقف المشرف المعبر عن إنسانيته وأخلاقه .. مخاطباً الأنظمة بالقول “لماذا تتخاذلون إلى هذه الدرجة ثم لا تكتفون بالتخاذل، بل تساهمون مع العدو الصهيوني في حمايته وطمأنته”.
واستطرد قائلاً “من العار أن يتحرك البعض بالدافع الإنساني في أمريكا وأوروبا وأستراليا ثم لا يرقى مستوى موقف الدول العربية إلى إتاحة التحرك الشعبي، ورغم منع وصول الغذاء للطلاب المعتصمين في الغرب هم مستمرون ونشطون ومصرون على تحركهم بدافع إنساني”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی الشعب الیمنی أن الأمریکی قائد الثورة هذا الأسبوع کانت تعمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإسناد اليمني جرأة غير مسبوقة وتخطيط متقن .. تقرير
حين صمتت الجيوش، أطلق اليمن صواريخه. لم يبعث اليمن "رسائل قلق" إلى العدو، لم يرسل لجان تفاوض، لم يكتفِ بالدعاء، بل أطلق طائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية، التي عبرت البحار، وضربت عمق الكيان، وأعلنت للعالم أن الأمة الحقيقية لا تموت، بل تنبعث من بين الرماد.
رغم الحصار الخانق منذ سنوات، رغم الحرب والعدوان، رغم الفقر والدمار قال اليمن: "ما دامت غزة تُقصف، فنحن في حالة حرب". لم ينتظر "إذنًا عربيًا"، ولم يخشَ تهديدًا غربيًا. قرر أن يمارس حقه الطبيعي كجزء من أمة يُذبح أحد أطرافها، وأن يضرب العدو حيث يتوجع. المعادلة الجديدة: صاروخ من اليمن مقابل دمعة من غزة.
في الوقت الذي تقف فيه دول تملك أساطيلَ وطائرات، وتعجز عن منع شحنة سلاح تُرسل للعدو، اختار اليمن أن يقف في الجبهة لا في المؤتمرات، أن يضرب لا أن يفاوض، أن يقاوم لا أن يراوغ. لقد غيّر اليمن معادلة الصراع، وأثبت أن من يملك الإرادة، لا يحتاج إلى أسلحة بمليارات بل إلى شرف، والشرف لا يُشترى.
اليمن قالها بوضوح: "لن تتوقف ضرباتنا ما دام العدوان قائمًا على غزة، ولا مهادنة مع من يقتل الأطفال، ولا حياد حين يكون الحديث عن قضية الأمة الأولى".
في زمن الردة والخيانة والخنوع، كان اليمن هو الثبات والوفاء والصمود. غزة ستذكر اليمن كما يذكر الجريح يدًا ضمّدته، لا يدًا صفقّت لقاتله. سيُكتب اليمن في كتب التاريخ كما يُكتب الشرفاء: "اليمن.. لم يصمت، بل قاتل".
في ظل العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني سواء ضد سفنه التجارية أو مواقعه ومنشآته الحيوية في فلسطين المحتلة، يدرك الصهاينة أن اليمن بات تهديدا استراتيجيا لا يمكن تجاوزه، خاصة بعد فشل التحالف الأمريكي البريطاني "حارس الازدهار" والتحالف الأوروبي "أسبيدس"، وكذلك العدوان الإسرائيلي المتكرر، في إحداث أي تغيير على القدرات العسكرية اليمنية أو الحد منها، بالرغم من أن اليمن تعرض لأكثر من (2843) غارة جوية وقصف بحري.
وحتى مستقبلا لا يمكن التأثير على الموقف اليمني، نظراً لحالة النفير القائمة في البلاد رسميا وشعبيا، ناهيك عن بُعد اليمن عن الكيان، وكذلك افتقار العدو الإسرائيلي للمعلومات الدقيقة، في ظل عجزه عن اختراق الجبهة الداخلية اليمنية. وقد أقر العدو الإسرائيلي بعدم قدرته على الوصول إلى المواقع العسكرية الحساسة في اليمن، في ظل تزايد الكلفة الاقتصادية لأي عملية عدوانية من حيث تكاليف تذخير ووقود طائرات الـ إف 35 والـ إف 16. والأهم في الأمر ما كشفت عنه القوات المسلحة من امتلاكها لمنظومات دفاعية اعتراضية تشكل تهديدا للطيران الحربي الإسرائيلي المتقدم، وقد ظهرت مفاعيل هذا التهديد في العدوان الإسرائيلي الأخير على الحديدة، بعدها فضّل العدو استخدام الطائرات المسيرة عوضا عن الطائرات الشبحية.
ويتجلى العجز الإسرائيلي أيضا في تقارير الصحافة الغربية، حيث وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية محاولة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي التسلل في البحر الأحمر بأنها مقامرة محفوفة بالمخاطر، قد تودي في نهاية المطاف إلى التضحية بحياة البحارة، خاصة وأن العمليات اليمنية الأخيرة أظهرت تنسيقا جديدا وإصرارا واضحا على إغراق السفن بدلا من إصابتها. مشيرة إلى أن المخاطر لا تقف عند هذا الحد، فقد خسر مالك السفينة "إيترنيتي سي" عشرات الملايين من الدولارات بعد فشله في تأمين مخاطر الحرب، الأمر الذي أدى بالسفن الأخرى إلى استخدام أجهزة اللاسلكي لإبلاغ القوات المسلحة عن جنسياتهم.
اختراق التكنولوجياإنجازات اليمن لم تقتصر على البحر الأحمر فقط، بل امتدت لتشمل اختراق عمق الكيان الصهيوني، وإسقاط كل منظوماته الدفاعية، من "ثاد" و"حيتس 1 و 3"، التي كانت تُعتبر فخر الصناعات الدفاعية الإسرائيلية. ورغم ضيق المساحة والإنذار المبكر، استطاعت الصواريخ والمسيرات اليمنية تحقيق أهدافها بدقة، ما عطّل الحركة اليومية داخل الكيان، وشوّه صورته الإقليمية كقوة عظمى.
وتمكن اليمن، على الرغم من الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية المتواضعة مقارنة بالعدو الصهيوني وحلفائه، تمكن من ردم الفجوة بفضل الله وبفضل العقول الذكية التي تدير الأسلحة، والدفاعات القوية، والبيئة الحاضنة. وقد شهد العالم لأول مرة صواريخ باليستية يمنية تضرب أهدافًا متحركة في البحر، وصواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومُسيّرات تصل إلى يافا بدقة عالية من مسافات بعيدة جدًا، ما يدل على قدرات تكنولوجية متقدمة.
هذا الواقع يثير مخاوف كبيرة لدى العدو، حيث باتت خطوط إمداده عبر الشرق معرضة للخطر الدائم. وقد وصف المجرم نتنياهو نفسُه سيطرةَ اليمنيين على باب المندب بأنها "أخطر على الصهاينة من النووي الإيراني"، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز اليمني.
ووفقًا لتقرير نشره موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي “يو إس إن آي” فإن سفينة الدعم القتالي “يو إس إن إس آركتيك” أنهت مؤخرًا واحدة من أصعب المهام في تاريخها، بعد انتشار استمر تسعة أشهر متواصلة في البحر الأحمر، حيث واجهت هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ.
ونقل التقرير عن الأميرال فيليب سوبك، قائد النقل البحري العسكري الأمريكي، قوله: “إننا نواجه مواجهات بحرية لم نشهد مثيلًا لها منذ أربعينيات القرن الماضي”، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف التقرير أن طاقم السفينة “آركتيك” كان يعمل في ظل ظروف قتالية صعبة، حيث تطلب الأمر حالة تأهب دائمة لمواجهة التهديدات المتلاحقة، ما أدى إلى إرهاق غير مسبوق للطاقم والمعدات على حد سواء.
يذكر أن السفينة الأمريكية تتجه إلى ولاية ساوث كارولاينا لإجراء عمليات صيانة شاملة تستغرق ستة أشهر، وهي فترة استثنائية تعكس حجم الضرر الذي تعرضت له خلال مهمتها الأخيرة.
ويُعَد هذا التقرير وثيقة مهمة تكشف حجم الضغوط التي تعرضت لها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، كما يمثل اعترافا بفعالية العمليات اليمنية التي تستهدف دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
في ذات السياق كشفت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية أن المهمة البحرية التي يقودها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تحت مسمى أسبيدس باتت عاجزة فعليًا عن حماية خطوط الشحن، في ظل التصعيد المتواصل من قبل الجيش اليمني وغياب قدرة أوروبية على تأمين المسارات البحرية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن الأدميرال فاسيليوس جريباريس قائد المهمة الأوروبية فإن عدد السفن الحربية التي تشارك في العملية لا يتجاوز سفينة واحدة في اليوم، وهو ما وصفه بعدم الكفاية لتأمين نطاق عمليات يمتد من البحر الأحمر إلى الخليج.
وأشار تقرير بيزنس إنسايدر إلى أن الهجمات اليمنية الأخيرة تمثل تحولًا نوعيًا في المشهد البحري، إذ استطاعت قوات صنعاء إغراق سفينتين خلال أسبوع واحد، بينما التزمت الولايات المتحدة بوقف العمليات الهجومية منذ مايو بموجب تفاهم وقف إطلاق النار مع صنعاء.
وأضاف التقرير أن هذا الواقع الميداني أحرج أوروبا والولايات المتحدة معًا، وأظهر أن ما يُعرف بـ"حرية الملاحة" لم يعد مضمونًا في ظل استمرار الهجمات اليمنية التي تستهدف السفن المتجهة نحو موانئ الكيان الإسرائيلي أو تلك المتورطة في دعمه.
كما كشف التقرير غياب التنسيق بين الشركات المالكة للسفن والقوة الأوروبية، إذ لم ترد شركتا Allseas Marine وCosmoship على استفسارات الصحيفة بشأن أسباب عدم طلب الحماية، ما يعكس تراجع الثقة العالمية بفعالية الجهود الغربية في البحر الأحمر.
خلاصة المعارك التي يخوضها اليمن أن القوات المسلحة تمكنت من تحقيق أهدافها في ظل العجز الصهيوني التام، فقد أكدت وسائل إعلام عبرية أن اليمنيين نجحوا بشكل استثنائي في تحقيق هدفهم المتمثل بإغلاق ميناء أم الرشراش المسمى إسرائيليا "إيلات".
وأقرت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير صادر عنها، أن العمليات العسكرية، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، أثرت بشكل كبير على البوابة البحرية الجنوبية الاستراتيجية للكيان، والمتمثلة في ميناء "إيلات"، مبينة أن هذا الحصار أحدث موجات توتر كبيرة وانعكاسات اقتصادية جسيمة، مشيرة إلى أن قطاع النقل الثقيل في جنوب الكيان يتكبد أضراراً كبيرة نتيجة توقف الميناء عن العمل.
أما القدرة على إرباك الداخل الصهيوني فقد قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، إن العدو الإسرائيلي "يجد صعوبة في تفكيك التهديد اليمني أو ردعه، والذي يقع على بعد نحو 2000 كيلومتر منها، ولا يتوقف عن تعطيل حياة الملايين من المغتصبين الصهاينة.