"العيد مناسبة محزنة، فالعين بصيرة واليد قصيرة".. بهذه الكلمات يُلخّص التربوي عبده عثمان (47 عاما) وضع الملايين من اليمنيين ممن لم يستطيعوا شراء أضاحي العيد في بلادٍ تشهد صراعا منذ قرابة عقد.

 

اعتاد عثمان الموظف في مكتب التربية بمحافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة الحوثيين شراء رأس ماشية في عيد الأضحى المبارك، من كل عام كأضحية، لكنه لم يفعل ذلك منذ ست سنوات بسبب غلاء المعيشة الكبير الذي تشهده البلاد وانقطاع الرواتب.

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يقول عثمان بصوت ممزوج بالحسرة إن الأضحية أصبحت مستحيلة كالحج في الإسلام "لمن استطاع إليها سبيلا"، مع ارتفاع أسعار الأضاحي ومجمل السلع من المواد الغذائية.

 

يستذكر عثمان قبل انقطاع الراتب كيف كان يوفر جزءاً من راتبه لشراء الأضحية كلما سمحت له الفرصة، أما خلال السنوات الأخيرة فقد توقف راتبه، وارتفعت أسعار الأضاحي “بشكل كبير يعجز عنه الكثيرون، حد تعبيره.

 

ضيف ثقيل

 

ويشكو اليمنيون من ارتفاع ملحوظ في الأسعار نتيجة استمرار تراجع العملة في البلد الفقير، الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

 

 

ويحل عيد الأضحى هذا العام الذي يصادف بعد غد الأحد ضيفا ثقيلا على كاهل اليمنيين الذين يرزحون تحت وطأت الحرب التي دخلت عامها التاسع على التوالي مع انقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال، دون أي بارقة أمل في الأفق لحل الأزمة.

 

فغلاء أسعار الأضاحي يمثل مشكلة سنوية في عموم أنحاء اليمن، في ظل انقسام النظام المصرفي والاقتصادي بين عدن وصنعاء. وأدى هذا التضخم إلى حرمان اليمنيين من فرحة استقبال عيد الأضحى، نتيجة عدم قدرة الكثيرين على توفير متطلباته الأساسية، بما في ذلك شراء ملابس جديدة.

 

مناسبة محزنة

 

وفي الشأن ذاته، جبران محمد، عامل بالأجر اليومي، أكد أن حالة المواطن المعيشية، حالت دون شراء أضحية العيد، وبات هم المواطن البسيط توفير لقمة العيش، والأشياء الضرورية للأسرة، والاستغناء عن كافة الكماليات الأخرى.

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يقول محمد "تعودت خلال السنوات الماضية على شراء الدجاج بديلا عن الأضحية، كغيري من آلاف اليمنيين الذين انقطع مصدر رزقهم بتوقف الأعمال، منذ سنوات".

 

وأضاف "بالنسبة لي لم أعد أفكر بالأضحية كحال الكثير ممن يعرفهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها اثر الحرب، التي سببت لهم العجز الكبير في سد احتياجاتهم الأساسية".

 

وتابع محمد "بصفة شخصية لا أهتم بشراء الأضحية خلال السنوات الأخيرة، وأصبح جل همنا توفير قوت يومنا للبقاء وعائلتي على قيد الحياة"، مستدركا بالقول إن "ميسوري الحال يكتفون بشراء لحم العيد بـ "الكيلو" من محلات التجزئة، فيما السواد الأعظم من المجتمع اليمني، يعجزون عن شراء حتى "كيلو" واحد من اللحم".

 

 

حال عثمان ومحمد، كحال ملايين اليمنيين الذين لا يمتلكون ثمن الأضاحي، ويعتبرون العيد مناسبة حزينة وناقصة الفرحة لهم ولعائلاتهم. فاليوم الذي كان سيجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع بائسة عجز الكثيرون منهم عن شراء الأضحية، والاعتماد في العيد على الدواجن.

 

ركود الأضاحي في الأسواق

 

وتشهد أسواق المواشي المحلية هذا الموسم ركودا غير مسبوق رغم التراجع الملحوظ في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي والأعوام السابقة في مناطق سيطرة الحوثيين، ففي محافظة إب التي يسيطر عليها الحوثيون وصل سعر الخروف الصغير إلى 45 ألف ريال يمني، ما يعادل 90 دولار أمريكي، أما سعر الخروف المتوسط فوصل إلى 70 ألف ريال أي ما يعادل 120 دولار، كما ترتفع القيمة في اليمن بحسب حجم الأضحية المعروضة للبيع.

 

ويعزوا تجار المواشي هذا الركود في معظم الأسواق اليمنية إلى تراجع القوة الشرائية لدى المواطنين وانعدام السيولة النقدية مع انقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال، وتدهور الوضع المعيشي لدى المواطنين مع دخول الأزمة عامها التاسع.

 

ويعيش اليمن أزمة إنسانية حيث ذكر تقرير أممي أن أكثر من 24 مليون يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بمن فيهم 12 مليون طفل، كما يحتاج 17.8 مليون شخص لتوفير المساعدة الصحية.

 

وفي أحدث تقرير لها ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أنه من المتوقع تفاقم انعدام الأمن الغذائي في معظم أنحاء اليمن خلال الفترة المقبلة مع احتمالية أن يصل إلى ذروته خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، بعد انخفاض المساعدات الغذائية العامة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن عيد الأضحى الاضاحي اقتصاد الأزمة اليمنية أسعار الأضاحی

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال : دعم السوق المحلي بأدوية عالية الجودة وبأسعار مناسبة

في إطار المتابعة الميدانية المستمرة للوقوف على سير العمل والتطوير في الشركات التابعة وكفاءة التشغيل وتحقيق المستهدفات الإنتاجية والتسويقية، أجرى المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، اليوم، زيارة مفاجئة لشركتي "العربية" و"ممفيس" للأدوية والصناعات الكيماوية التابعتين للشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، الواقعتين بمنطقة الأميرية.

وتفقد الوزير عددًا من المواقع الحيوية داخل الشركتين لمتابعة سير العمل ومعدلات الإنتاج، شملت مناطق وخطوط الإنتاج ومنها أقسام الايروسول والأقراص والأمبولات والمراهم والكريمات، بالاضافة إلى المخازن، واطلع على سير العمل في ضوء تطوير في البنية التحتية وخطوط الإنتاج، وفقًا لمتطلبات ومعايير التصنيع الجيد (GMP)، بما يضمن تحسين جودة المنتجات الدوائية وزيادة كفاءتها وتنافسيتها.

كما تابع المهندس محمد شيمي موقف المبيعات والصادرات بكل من الشركتين، وشدد على أهمية التوسع في التصدير وزيادة الحصص السوقية خارجيًا، لا سيما مع ما تتمتع به الشركات من قدرات إنتاجية وخبرات تراكمية تؤهلها للمنافسة إقليميًا.

وأكد الوزير ضرورة الحفاظ على استدامة التطوير الفني والتكنولوجي، مع إيلاء اهتمام خاص بالعنصر البشري، مشيرًا إلى ضرورة رفع كفاءة العاملين وتكثيف برامج التدريب، باعتبار الموارد البشرية العنصر الأهم في تحقيق جودة واستدامة الإنتاج.

صناعة الدواء 

وشدد المهندس محمد شيمي على أن صناعة الدواء من الصناعات الاستراتيجية ذات الأولوية، مؤكدًا أن الوزارة تولي هذا القطاع اهتمامًا خاصًا لدوره المحوري في تحقيق الأمن الصحي، والعمل على تنمية هذه الصناعة والنهوض بها وتطوير خطوط الإنتاج وتوطين التكنولوجيا الحديثة وحسن استغلال الأصول والموارد المتاحة لتعزيز الإنتاجية والتنافسية ورفع الكفاءة التشغيلية وتطبيق معايير التصنيع الجيد. 

وأضاف أن الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية تؤدي دورًا أساسيًا في توفير الأدوية للمواطنين بجودة عالية وأسعار مناسبة.

آخر فرصة للتقديم .. موعد انتهاء حجز وحدات "سكن لكل المصريين7"440 جنيها.. صعود صاروخي للجنيه الذهب الان.. اعرف وصل كام؟

رافق الوزير خلال الزيارة كل من الدكتور أحمد طه العضو المنتدب لشركة العربية للأدوية، والدكتور محمد إبراهيم العضو المنتدب لشركة ممفيس للأدوية.

‎ يشار إلى أن الشركة العربية للأدوية، تعد إحدى قلاع صناعة الدواء، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1964، حيث تضم 13 خطا إنتاجيا، وتتمثل أبرز منتجاتها في "ريفو، أميجران، فينادون، هيكستول، اكتينون، فينتال، كتنديستان"، كما تقوم بالتصدير لعدد من الدول العربية والإفريقية.

‎ أما شركة ممفيس تعد واحدة من أقدم وأعرق الشركات العاملة في مجال الأدوية والصناعات الكيماوية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تأسست عام 1940، وتمتلك 15 خطا إنتاجيا منها الأقراص والكبسولات والحقن والكريمات والمراهم والمستحضرات البيطرية، وتتصدر السوق المصري في إنتاج الكريمات والمراهم، وتصدر منتجاتها إلى عدد من الدول في الخليج وإفريقيا وأوروبا الشرقية.

طباعة شارك وزير قطاع الأعمال العام القابضة للأدوية شركات الأدوية ممفيس للأدوية العربية للأدوية

مقالات مشابهة

  • وزير قطاع الأعمال : دعم السوق المحلي بأدوية عالية الجودة وبأسعار مناسبة
  • في ذكرى ميلاد “قطة الشاشة” زبيدة ثروت.. أميرة الرومانسية التي أحبها عبد الحليم ورفضتها العائلة (تقرير)
  • الدفاع المدني: المستجيبون الأوائل ليسوا بديلاً بل ركيزة داعمة
  • تقرير إسرائيلي: رفح مُحيت وهي ليست المدينة الوحيدة التي أبادها الجيش
  • تحذير للمسافرين اليمنيين إلى القاهرة: لن يُسمح لك بالدخول بدون هذا الشرط!
  • سعر الجنيه الاسترليني اليوم 13/6/2025 خلال عطلة البنوك الأسبوعية
  • تعيين برّاك بديلاً عن أورتاغوس وترقّب لزيارته الاسبوع المقبل
  • «رافد» تستقبل 2120 مكالمة خلال العيد
  • الغلوسي: اختلالات في دعم الأغنام تسببت في إلغاء الأضحية وتصريحات متضاربة لوزيرين للفلاحة (فيديو)
  • يمن مت .. قرار حوثي بحظر الإعلانات الرقمية يُفاقم مأساة اليمنيين