خبراء ومحللون: واشنطن لا تريد حربا شاملة لكنها ربما تقايض إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
وفي تعليقه على ما كشفته القناة الإسرائيلية، استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا ذهاب الاحتلال الإسرائيلي إلى مواجهة شاملة مع حزب الله اللبناني، لأنه غارق في رمال غزة ولم يحقق الأهداف التي وضعها عندما شن الحرب، وأبرزها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتخليص الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال العميد حنا -في حديثه لحلقة (2024/6/14) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إن إسرائيل عاجزة عن حسم جبهة غزة، وهي تتعرض لعملية استنزاف من طرف المقاومة الفلسطينية، وبالتالي فهي غير جاهزة عن فتح جبهة جديدة مع لبنان، لا على المستوى اللوجستي ولا على المستويين الداخلي والخارجي.
كما أن جبهة الشمال فرضت على الاحتلال معادلات جديدة، منها طريقة القتال والمنطقة العازلة في شمال إسرائيل، كما هو الحال في غلاف غزة، وهو ما لم يحصل في تاريخ إسرائيل.
وذهب الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي في نفس الفكرة بقوله إنه يصعب على إسرائيل خاصة من الناحية العسكرية أن تدخل في حرب شاملة مع لبنان، متوقعا حدوث تصعيد بين الاحتلال وحزب الله.
غير أن الدكتور مكي أشار إلى أن إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل بقاء الترسانة العسكرية لحزب الله، ولن يتحقق لها ذلك إلّا بحسم عسكري.
ورغم أن الإدارة الأميركية لا تريد حربا شاملة في منطقة الشرق الأوسط، فإنها -يواصل مكي- قد توافق على رغبة إسرائيل مقابل موافقة الأخيرة على صفقة إنهاء الحرب في غزة.
ورأى أن واشنطن تريد إعادة قوة الردع الإسرائيلية وردع حزب الله، لكنها تفضل تأجيل المعركة لما بعد الحرب على غزة.
ومن جهته، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى إن إسرائيل تفتقد إلى الشرعية الدولية التي تمكنها من الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، مشيرا إلى وجود نقاش عميق داخل إسرائيل حول إمكانية شن هذه الحرب.
ويدور الخلاف بين تيارين إسرائيليين- يضيف الأكاديمي والخبير- الأول يتحفظ على مسألة الدخول في حرب شاملة مع حزب الله ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، وهؤلاء يدركون أن الحرب ستكون لها انعكاسات وخسائر كبيرة خصوصا على الجيش وعلى الاقتصاد.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عما وصفته بالهجوم الأكبر الذي شنه حزب الله الخميس مستخدما طائرات دون طيار وصواريخ وقذائف على أهداف إسرائيلية عدة، مشيرة إلى أن تلك الهجمات أجبرت مئتي ألف إسرائيلي على النزول إلى الملاجئ وتسببت في اندلاع ما لا يقل عن 15 حريقا في مناطق مختلفة.
14/6/2024المزيد من نفس البرنامجغزة.. ماذا بعد؟.. أبعاد تزامن مفاوضات صفقة التبادل مع التصعيد بين حزب الله وإسرائيلتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الله شاملة مع
إقرأ أيضاً:
تحركات أوروبية ودولية تجاه غزة.. خبراء لـ "الفجر": الدعم رمزي والمطالبات بتفعيل الضغط على إسرائيل
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، تتزايد التحركات الدولية، لا سيما الأوروبية، لمحاولة كبح التصعيد والدفع نحو تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية.
في هذا السياق، تباينت تحليلات الخبراء السياسيين حول مدى فاعلية هذه التحركات وقدرتها على إحداث تغيير فعلي في المشهد الفلسطيني – الإسرائيلي المعقّد.
أبو عطيوي: الموقف الأوروبي يجب أن يُبنى عليه بتحرك عربي مشتركالمحلل السياسي الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، ثائر نوفل أبو عطيوي، وصف الموقف الأوروبي الأخير تجاه القضية الفلسطينية بأنه "متقدم وإيجابي"، مشيرًا إلى أن دعم بعض دول الاتحاد الأوروبي للمطالب الفلسطينية، ونداءاتها المتكررة لوقف الحرب وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، يعكس تضامنًا واضحًا مع معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قال أبو عطيوي: "هذا الموقف الأوروبي يلقى التقدير من أبناء شعبنا، ويجب أن يُستثمر فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، من خلال تحرك مشترك تقوده جامعة الدول العربية، عبر عقد مؤتمر وزاري عربي لدعم التوجهات الأوروبية وتنسيق المواقف لإحداث ضغط حقيقي على إسرائيل".
ثائر أبو عطيويودعا أبو عطيوي إلى بلورة مشروع فلسطيني – عربي – أوروبي مشترك، يهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار وضمان الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة الخروج من الإطار الرمزي إلى خطوات عملية على الأرض، من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام العادل وفق مبدأ حل الدولتين.
سعد خلف: التحركات الأوروبية رمزية ولا تملك أدوات ضغط فعالةمن جانبه، رأي الدكتور سعد خلف الباحث في الشؤون الأوروبية أن التحركات الأوروبية، رغم رمزيتها السياسية، لا تزال تفتقر إلى الآليات التنفيذية القادرة على إحداث تأثير ملموس.
أضاف خلف في حديثه لـ "الفجر" أن إشارات بعض الدول الأوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطينية تندرج ضمن محاولات إحياء المرجعيات الدولية، لكنها لا ترتقي بعد إلى مستوى الضغط الحقيقي على إسرائيل.
الدكتور سعد خلفأوضح خلف: "الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول التعاطي مع الملف الفلسطيني، إضافة إلى المصالح الاقتصادية والعسكرية المشتركة مع تل أبيب، تحد من قدرة أوروبا على تبني إجراءات مثل العقوبات أو تعليق الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل".
وأشار إلى أن التحركات الأوروبية تعكس كذلك ضغطًا متزايدًا من الرأي العام الأوروبي، الغاضب من "العدوان السافر على المدنيين الفلسطينيين"، إلا أن هذا الغضب لم يُترجم حتى الآن إلى سياسة أوروبية موحدة وفاعلة.
روسيا: دعم دبلوماسي ودعوة لحوار متعدد الأطرافوفي محور متصل، تطرّق الدكتور سعد خلف إلى الموقف الروسي، معتبرًا أن موسكو تحافظ منذ عقود على دعم سياسي واضح لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن السياسة الخارجية الروسية تنص على التوازن في علاقاتها بالمنطقة، حيث ترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل دون التخلي عن دعمها للحقوق الفلسطينية.
وأكد أن الدور الروسي يتمحور حول دعم المفاوضات متعددة الأطراف والدعوة إلى كسر احتكار الولايات المتحدة للعملية السلمية، لافتًا إلى أن تصريحات المسؤولين الروس الأخيرة، وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، كانت أكثر انتقادًا لسياسات إسرائيل في غزة.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتعثر المساعي الدولية لإيقافه، تبرز التحركات الأوروبية والروسية كمؤشرات على وجود رغبة دولية متزايدة للخروج من الجمود السياسي.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن هذه التحركات تبقى حتى اللحظة ضمن الإطار الرمزي، ما لم تُدعم بإرادة سياسية واضحة وإجراءات عملية تضغط على إسرائيل للانخراط في حل سياسي شامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وينهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة.