دبلوماسيو الاحتلال متهمون بالفشل.. ونتنياهو متورط بتعيينات لأغراض حزبية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال فشلا وإخفاقا عز نظيره في العدوان الدائر على غزة، فإن ذلك يتكرر وبشكل أخطر في المجال السياسي والدبلوماسي، لاسيما في ضوء الأداء الكارثي لممثليها في المؤسسات الدولية والأممية والعاملين في السفارات والقنصليات المنتشرة حول العالم.
وكشف الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، آفي شيلون، أنه "في الوقت الذي تتصدر فيه تحقيقات الشرطة في الاشتباه بالاحتيال وخيانة الأمانة في سلوك وزارة المواصلات في عهد ميري ريغيف عناوين الأخبار، فإننا أمام مظهر جديد من المظاهر الإجرامية التي تشهدها الدولة، وهي أحد أشكال الاحتيال والفساد في أسوأ الأحوال، كدليل آخر على إخفاقات الحكومة في أسوأ الأحوال".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "مظهرا جديدا من مظاهر الفساد يتمثل في قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعيين داني دانون سفيراً لدولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة، مع العلم أنه سفير سابق لدى المنظمة الأممية، لكنه اليوم يُعاد تعيينه، والتحفظات على ذلك كثيرة، ليس لأنه غير جدير بالمنصب المهم، لاسيما في وقت تتدهور فيه مكانة دولة الاحتلال الدولية، بل لأنه قد يهدد موقف نتنياهو في داخل حزب الليكود، ولهذا السبب يفضله أن يكون خارج الدولة".
وأشار أن "هذا التعيين الغريب لدانون في الأمم المتحدة ينضم إلى تعيين أكثر غرابة لـ"أوفير أكونيس" قنصلا عاما في ولاية نيويورك، مع أن أي شخص يعرف نيويورك، وجيلها الشاب النابض بالحياة، يعرف إلى أي مدى يعتبر أكونيس، الذي لا يزال يميل للتحدث بأسلوب مناحيم بيغن، مواطناً غير نيويوركي إطلاقا، لأن المظاهرات التي شهدتها الجامعات في أمريكا تعبير عن الكيفية التي يعيش بها هذا الجيل الشباب، ممن يحمل رموزًا ثقافية جديدة ومختلفة عن أسلافه، فكيف سيتعامل معهم أكونيس وهو شخص محافظ ومتشدد؟".
وبين الكاتب أن "هذه التعينات الغريبة والمثيرة للجدل تسلط الضوء على سلوك وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الذي تجادل على تويتر مع كل شخص ممكن، وهذا دليل لفهم تعيين رجل على رأس وزارة الخارجية لا علاقة له بالدبلوماسية، لدرجة أن اتحاد كرة القدم الإسرائيلي طالبه بعدم التدخل في محاولات حماية مكانة كرة القدم الإسرائيلية في الفيفا، لأن مواقفه الأخيرة لن تؤدي إلا للإضرار بجهود الاتحاد للحفاظ على علاقات طبيعية مع نظرائه حول العالم".
وأوضح أن "دانون وأكونيس وكاتس يمكن لهم أن يكونوا سياسيين جديرين لمن يؤمنون بطريق الليكود، لكنهم معاً أبعد ما يكون عما تحتاجه دولة الاحتلال على جبهة المناصرة الدولية، وبالتأكيد في نيويورك، كما ينطبق الشيء نفسه على السفير الحالي لدى الأمم المتحدة، غلعاد أردان، ذو الأداء الإشكالي في المنظمة الأممية، لاسيما مع الأيام الأولى من الحرب على غزة، مما ترك دولة الاحتلال في موقف الفاعل العدواني، ومثال على كيفية التعامل مع مطالب مقاطعتها الثقافية والأكاديمية، مما كشف عن عدم إدراك حقيقي لمدى أهمية وخطورة الجبهة الدولية، والنتيجة أن دولة الاحتلال ستدفع الثمن كالعادة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو الإسرائيلي تل أبيب إسرائيل نتنياهو الدبلوماسية الاسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.
وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.
149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.
وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.
وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".
ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.
دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية
ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.
في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.
ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.