إيران تتوجه نحو الأنظمة الديكتاتورية في أميركا الجنوبية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
في الوقت الذي تنتشر فيه شبكة لوكلاء إيران في الشرق الأوسط، تتجه أنظار طهران نحو دول في أميركا الجنوبية، حيث تنتشر العديد من الدول "الديكتاتورية" و"شبه الديكتاتورية" بحسب تقرير نشره موقع "ناشيونال إنترست".
معد التقرير، لويش فليشمان، وهو أكاديمي ومؤسس مشارك في مركز بالم بيتش للديمقراطية وأبحاث السياسات يشير إلى أن تحركات إيران تكشف توجهها نحو "النصف الغربي" للكرة الأرضية حيث تقوم بمساعدة دول في أميركا الجنوبية.
وتحركات طهران في تلك الدول تجري إما بشكل مباشر أو خلال وكلائها، إذ يحافظ حزب الله على تواجده في دول أميركا اللاتينية منذ عدة عقود.
وتحتفظ إيران بعلاقات قوية مع الديكتاتوريات اليسارية، مثل نيكاراغوا وكوبا، وحتى مع أنظمة "ليست استبدادية بشكل رسمي" مثل كولومبيا والبرازيل، وبدرجة أقل المكسيك، فيما تكشف سياسات طهران وجود علاقات مع 12 دولة على الأقل في تلك المنطقة، بما في يشمل الأرجنتين وتشيلي وغيانا وبارغواي وترينيداد وتوباغو وسورينام وأوروغواي، فيما تتمتع بعلاقات تحالف مع فنزويلا.
وفي فنزويلا منذ أن تولى هوغو شافيز مقاليد الحكم، يتزايد وجود وصلات حزب الله في البلاد، وينقل التقرير عن الصحفي الإسباني إميلي بلاسكو تأكيده عقد لقاءات بين مسؤولين فنزويليين وزعيم حزب الله، حسن نصر الله، في 2007، حيث اتفاق الجانبان على تثبيت وجود خلايا لحزب الله في فنزويلا، وهو ما مكّن حزب الله من تهريب مخدرات والاستمرار في غسيل الأموال، وتوريد الأسلحة وتوفير جوازات فنزويلية لأفراد في حزب الله.
ويشير التقرير إلى اسم غازي نصر الدين، مستشار سابق في السفارة الفنزويلية لدى سوريا، الذي أشرف على إعداد جوازات السفر والتأشيرات التي يحتاجها حزب الله، فيما كانت تجرى رحلات جوية أسبوعية بين طهران وكراكاس تحمل 300 شخصا من حزب الله، بينهم على الأقل 10 أشخاص مدرجين على قوائم الإرهاب.
وبعد وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرة في مايو الماضي، نعاه الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال: "نشعر بحزن عميق لاضطرارنا الى توديع قائد استثنائي هو أخونا إبراهيم، إنسان ممتاز، مدافع عن سيادة شعبه وصديق كبير لبلادنا".
وفي البرازيل، كان الرئيس، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الداعم الرئيس لنظام شافيز ومادورو في فنزويلا، إذ أيد إنشاء منظمات مثل جماعة شافيز لدول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، التي تستبعد منها الولايات المتحدة وكندا.
وفي فبراير من عام 2023، سمحت الحكومة البرازيلية لسفينتين حربيتين إيرانيتين بالرسو في ريو دي جانيرو رغم المعارضة الأميركية.
وانتقد لولا دا سيلفا الهجوم الذي شنته إسرائيل مطلع أبريل الماضي على محيط السفارة الإيرانية لدى دمشق، معتبرا أن هذا الأمر أجبر طهران على الدخول في صراع مع الولايات المتحدة.
وفي كولومبيا، حتى وصول الرئيس غوستافو بيترو للسلطة، في عام 2022، كانت على علاقة ممتازة مع إسرائيل، ولكن بيترو انضم إلى زعماء يساريين آخرين في أميركا الجنوبية وألقوا باللوم على إسرائيل بأنها كانت السبب وراء دفع إيران لشن هجمات على إسرائيل بعد تعرض مبنى يتبع للسفارة الإيرانية لدى دمشق للقصف.
ويشير التقرير إلى أن علاقات طهران وحزب الله في منطقة أميركا الجنوبية، ليست مع الدول فقط، بل مع الجماعات الإجرامية، إذا لدى حزب الله علاقات مع العصابات البرازيلية، ويساعد وسطاء لبنانيون في توفير الأسلحة لحزب الله من خلال مسارات التهريب الدولية.
ويحذر التقرير أن المنظمات الإجرامية القوية التي لها تواجد في جميع أنحاء دول أميركا الجنوبية يمكن أن توفر فائدة لإيران ووكلائها، وقد تصبح حاضنة للهجمات الإرهابية وأنشطة طهران ووكلائها، ما قد يفتح الباب لتعاون بين "المنظمات الإرهابية" و"المنظمات الإجرامية" وهو ما قد يعني ظهور "سيناريو" جديد على الولايات المتحدة وحلفائها النظر إليه بجدية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أمیرکا الجنوبیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
اعتذر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن عدم تلبية الدعوة التي وجّهها إليه نظيره الإيراني، عباس عراقجي، لزيارة طهران في الوقت الراهن.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان لها، إن «رجي» ردّ رسميًا على رسالة عراقجي، موضحًا أن الحوار مع إيران يبقى ممكنًا، لكنه جدد اقتراحه عقد لقاء بين الجانبين في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
وأعرب رجي عن استعداد لبنان لـ «فتح صفحة جديدة» من العلاقات البنّاءة مع إيران، شرط أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل وتحت أي ذريعة.
وشدد على أن «بناء دولة قوية يستوجب أن يكون السلاح محصورًا حصريًا بيد الدولة وجيشها الوطني، وأن تكون لها الكلمة الفصل في قرارات الحرب والسلم، مؤكداً أن الامتناع عن الزيارة لا يعني رفض النقاش، بل يعود إلى غياب الأجواء المناسبة في ظل الظروف الحالية».
وكانت وسائل إعلام لبنانية أفادت بأن «وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، استدعي مؤخرا، السفير الإيراني مجتبى أماني، على خلفية تصريحاته حول حصرية السلاح».
وقال السفير الإيراني لدى لبنان عبر حسابه على منصة «إكس» حينها، إن مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول، محذرًا من «الوقوع في فخ الأعداء».
وأكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، في وقت سابق، أن القضايا الخلافية، ومنها موضوع سلاح «حزب الله» اللبناني، لا تعالج عبر الإعلام، بل بالحوار الهادئ مع المعنيين، على حد قوله.
وشدد عون، عقب لقائه مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على أن «اللبنانيين لا يريدون الحرب، وأن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية سيادة البلاد واستقلالها».
بدوره، صرح الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، بأن الحزب لن يسمح لأحد بنزع سلاح المقاومة.
وأضاف أن «ميزة المقاومة في لبنان أنها بدأت بإنجازات عظيمة وكبيرة ومؤثرة، ولم يكن الاحتلال ليخرج لولا المقاومة» حسبما نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية.
ويرى الأمين العام لـ «حزب الله» أن «المقاومة ردة فعل على الاحتلال وفي حال عدم قدرة الدولة اللبنانية بأن تقوم بنفسها بحماية الأراضي والمواطنين».
اقرأ أيضاً«أبو علي الطبطبائي» الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الرجل الثاني في حزب الله
«يونيفيل»: احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه أمر محوري في تنفيذ القرار 1701
«السنيورة»: لبنان يلتزم باتفاقية الهدنة مع إسرائيل ويواجه إذعانًا خارجيًا بعد اتفاق نوفمبر 2024