حفظ اللسان من أهم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الطفل المسلم

الكلمة الطيبة من صفات أهل الجنة

عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، النسخة الثامنة والثلاثين من ملتقى الطفل، والذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تحت عنوان " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، حيث دار موضوع حلقة اليوم حول "حفظ اللسان" ، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبمتابعة د.

عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وأوضح الشيخ محمد مصطفى عويس، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن حفظ اللسان من أهم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الطفل المسلم، وبه أوصت الآيات القرآنية والسنة المطهرة، قال تعالى{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري.

وبيّن الشيخ محمد عويس، أن حفظ اللسان والكلمة الطيبة لهما جميل الأثر على النفس ولهما جزيل الأجر من الله تعالى، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ"، فالكلمة الطيبة تؤلف القلوب وتقرب الناس إلى علام الغيوب، كما أنها تُرفع إلى الله تقديرا لصاحبها، قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (٢٦) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (٢٧)﴾

وأضاف: الكلمة الطيبة من صفات أهل الجنة، وهي علامة على إسلام المسلم، ففي حديث عبدالله بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وهي أيضا دليل  على إيمان المؤمن، فقد روى الإمام البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- من طريق أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.

وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول الدكتور محمود أبو العلا، منسق العلوم الشرعية بالأروقة الخارجية، الجملة الفعلية موضحا أن الجملة في اللغة العربية تنقسم إلى قسمين: جملة اسمية، وهى التي تبدأ  باسم. والاسم مادل على إنسان، أو حيوان، أو نبات، أو جماد، أو مكان، أو زمان، أو صفة من الصفات، مثل( أحمد، وأسد، و زهرة، وكرسي، ومسجد، أو المساء، أو الصدق).

وتابع : وتتكون الجملة الاسمية من مبتدأ  وخبر وهما مرفوعان، مثل (الشجرةُ مثمرةٌ) (فالشجرة) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(مثمرةٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

وأضاف د. أبو العلا، أن الجملة الفعلية هى التي تبدأ بفعل، والفعل ثلاثة أقسام: ماض ومضارع وأمر؛ مثل: كتب ويكتب واكتب، وتتكون الجملة الفعلية من ركنين هما الفعل والفاعل، والفعل وهو الركن الأول من ركني الجملة الفعلية، وهو ما دل على حدث مقترن بزمن، مثل (قام محمد)، و(يشرح المعلمُ الدرسَ)، بينما الفاعل وهو الركن الثاني من أركان الجملة الفعلية هو من قام بالفعل واتصف به مثل زيد في قولنا (تسلق زيدُ الشجرةَ).

وفي نهاية الملتقى، ختم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة. 

وبمشاركة مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال، قام القارئ والمنشد الصغير، الطفل عبدالعزيز ربيع جلال، مبدع مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال، بقراءة ماتيسر من القرآن الكريم، كما ألقى بعض القصائد النبوية في مدح المصطفى ﷺ.

يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الازهر الأزهر ملتقى الطفل بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 217 من سورة البقرة: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا”.
في هذه الآية الكريمة يقرر الله تعالى حقيقة ماثلة ودائمة، لم تنتهي بانتصار الدعوة على القوة المعادية وهي مشركي قريش، وإنما ستبقى دائمة متواصلة بدلالة (وَلَا يَزَالُونَ).
هؤلاء المعادون المحاربون لمنهج الله هم من سماهم الله تعالى بالكافرين، وهم من حددهم بوضوح في سورة البينة، والتي ابتدأت بكشف عنصري الكفر الذي يتألف منه معادو الرسالة المحمدية، وهما أهل الكتاب والمشركين: “لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ”، وتشكل هذا التحالف فور أن أنزل الله البينة، التي تعني الأمر الواضح الجلي، وهي ان الدين عند الله هو الاسلام، وأنه أستكمل نهائيا بهذه الرسالة، لذلك فهذا هو منهج الله الذي يجب ان يتبعه من يعتبر نفسه مؤمنا بما أنزل الله من رسالات سابقة (أهل الكتاب)، أو لم يكن مؤمنا وظل يتبع آلهة غير الله.
هذه البينة حددها تعالى بنص صريح بانها رسوله والقرآن الذي أنزله عليه ليتلوه على الناس ويبين لهم آياته: “رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَة”ً، ثم يبين أن هذه الرسالة لا تخالف ما أمر به أهل الكتاب على لسان أنبيائهم، وهو المرتكزات الأساسية للدين، التي هي المبدأ العقدي للإيمان (التوحيد)، والمبدأ العبادي التطبيقي الذي يؤكده وهو العبادات المفروضة وهي الصلاة والزكاة، ونلاحظ أنه تعالى لم يذكر المرتكز التالث للدين وهو التشريعات، وذلك لأن لكل رسالة تشريعات خاصة بها كان يعدلها في كل رسالة تالية، وبالطبع فكل تعديل هو بديل يلغي ما قبله، لذلك كانت تشريعات الرسالة المحمدية مغنية على كل ماسبقها، والكتاب الأخير (القرآن) مهيمن عل جميع الكتب السابقة، لأنه يحتوي على المبدأين الأساسيين ويحدّث كثيرا من الأحكام بما استوجبه التطور البشري.
المعاندة وخوف فقدان االمكاسب، والكبر والميل الى اتباع المنظومة الفكرية للسلف، هي العائق الأكبر أمام اتّباع الرسالة المحمدية، لكن رفض أهل الكتاب اتباعها، كان أكثر تشددا لوجود عامل آخر هو الحسد لمن أنزلت عليهم الرسالة، فقد اعتادوا أن تكون النبوة في نسل الفرع الاسحاقي من بني ابراهيم، وانتقالها الى الفرع الاسماعيلي حرق قلوبهم حسدا، خاصة وأنهم يعلمون أنها آخر الرسالات وأهمها.
هذا هو تفسير سبب عداء أهل الكتاب الشديد للإسلام، مع أنه يفترض أن يكون الأقرب لهم من منهج الكفر، إلا أننا نشهد تحالفا والتقاء بين جميع الأطراف المتبعة للمناهج الزائعة على تعددها وتناقض مصالحها، وشهدنا هذا الاصطفاف يلتئم على محاربة متبعي منهج الله على مر العصور، وفي كل الحالات:
ففي فجر الدعوة تحالف أهل الكتاب مع المشركين في المعركة المصيرية (الخندق)، مع أن عقيدة المسلمين أقرب لهم، فكان الأحرى أن يحالفوا من يعبدون الله وليس عبدة الأصنام.
ورأينا الروم يحالفون أعداءهم التاريخيين الفرس على محاربة المسلمين في معركة الفراض.
كما انخرط الأوروبيون المتصارعون طوال تاريخهم، على مختلف قومياتهم في الحلف الصليبي لمحاربة المسلمين، وغزوهم في عقر دارهم، مع أن الدولة الاسلامية في فتوحاتها تجنبت أوروبا ولم تهدد بغزوها، وانخرط الطرفان المتعاديان: الأوروبي الغربي الكاثوليكي مع الشرقي الارثوذوكي، في كل الحملات الصليبية ضد المسلمين.
وفي الحرب العالمية الأولى، لم يشفع للدولة العثمانية انضمامها لتحالف المحور الذي قادته ألمانيا ضد دول أوروبا الغربية، فبقي عداؤها للمسلمين الأتراك قائما الى اليوم، فظلت الأشد عداء لتركيا التي ناصرتها، والأكثر ممانعة لانضمامها للاتحاد الإوروبي، وتعلن وبشكل صريح أن ذلك بسبب أن عقيدة الأتراك إسلامية، بالمقابل فهي تبدي ودا وتلتقي مع المتعصبين الأوروبيين ضدها، وتنضوي تحت تحالفاتهم في محاربة المسلمين (مثل دعم الكيان اللقيط وفي حروب امريكا على الارهاب وعلى أفغانستان والعراق وعلى القطاع وعلى ايران)، وتتناسى إذلالات الأوروبيين وأمريكا لها على مر العصور، وما أذاقوها من ويلات ودمار غير مسبوق في الحربين العالميتين.
هكذا يبين كتاب الله ان الحروب العدوانية التي تتعرض لها أمتنا طوال تاريخها، ليست صراعات قوميات ولا أطماع بالموارد الطبيعية، بل هي بهدف صدها عن الدين.
لذلك نرى الأنظمة الاسلامية: بقدر ابتعادها عن الدين تكون مقربة عندهم، وبمدى معاداته يساعدونها بالمنح والقروض.

مقالات ذات صلة كاريكاتير عماد عواد 2025/06/19

مقالات مشابهة

  • الأزهر: الإسلام دعا إلى الإحسان للكائنات ورتب عليه الأجر والثواب
  • تفسير قوله تعالى: «ولا يؤوده حفظهما» في آية الكرسي
  • بدء النسخة الرابعة من "ملتقى نور على نور" لتعزيز القيم التربوية في نخل
  • نهاية عام 1446
  • استشاري علاقات أسرية: أخطاء شائعة في تربية الأطفال تهدد حياتهم العاطفية مستقبلًا
  • ما هي علامات الحسد والعين في الرزق؟.. الإفتاء: اتقوه بـ3 سور
  • رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله
  • من كل بستان زهرة – 102-
  • خطيب المسجد الحرام: محاسبة النفس أوضح دليل على كمال عقل المرء
  • تأملات قرآنية