محللان: إسرائيل تُستنزف والمقاومة تصعّد دون تنازلات
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
يرى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أن هناك تحولا متناميا داخل إسرائيل نحو قناعة بأن الحرب عبء سياسي واقتصادي لا يخدم إلا بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحكم.
وأوضح للجزيرة نت، أن كتابا ومحللين إسرائيليين يطرحون علنا فكرة "صفقة داخلية"، تقضي بإنهاء محاكمات نتنياهو مقابل تفكيك تحالفه مع الصهيونية الدينية وتشكيل حكومة وسطية، وهو ما ينسجم مع رغبة أميركية بإنهاء الحرب وتهيئة المشهد السياسي الإسرائيلي لمسارات تطبيع جديدة.
وأضاف أبو عواد، أن نتنياهو بدأ يستعيد قوته في استطلاعات الرأي بحصوله على نحو 30 مقعدا، ما يدفع خصومه للتفكير في تقليص نفوذ الأحزاب الدينية بتسوية سياسية تضمن خروجه الآمن من المحاكمة.
وأشار إلى أن قطاعات داخل حزب "الليكود" تعارض الحرب بشكل غير معلن، في ظل الخسائر البشرية اليومية، وتراجع الإنتاج، وتآكل الثقة في المؤسستين العسكرية والسياسية.
وأكد أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حماية نتنياهو ليست صدفة، بل تأتي في سياق دعم تسوية داخلية تنهي الحرب وتفتح الباب لتوسيع ما تسمى بـ"اتفاقيات أبراهام" في المرحلة المقبلة.
مقاومة ثابتهفي الجهة الأخرى، يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن المقاومة تدير المعركة بثقة وتماسك، وتُصعّد عملياتها ضمن معادلة واضحة دون تقديم تنازلات.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن الثوابت السياسية للمقاومة لا تزال قائمة، وتتمثل في ما يلي:
وقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع ورفع الحصار عن غزة وتنفيذ صفقة تبادل أسرى.
وأشار المدهون إلى أن المقاومة نجحت في رفع وتيرة عملياتها الميدانية، مما أدى إلى زيادة التكلفة البشرية واللوجستية على الجيش الإسرائيلي، وأسهم في خلق حالة استنزاف تؤثر على القرار السياسي في تل أبيب.
إعلانوأوضح أن المقاومة تولي أهمية كبيرة لتحصين الجبهة الداخلية رغم الحصار والمجازر، من خلال تطوير حلول داخلية وتنظيم حالة الصمود، وتفعيل البنية المجتمعية والعائلية كركيزة في معركة الثبات.
وأكد أن الفصائل لا تزال تمتلك القدرة على المبادرة والعمل الميداني، وأن بنيتها العسكرية لا تزال متماسكة رغم القصف المكثف والظروف القاسية، مما يربك حسابات الاحتلال ويمنعه من تحقيق أي إنجاز إستراتيجي.
بين تل أبيب وطهرانوربط المدهون بين مسار الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي الأخير مع إيران، مشيرا إلى أن الحرب مع طهران أثرت تأثيرا غير مباشر على مجريات المواجهة في القطاع، لصالح المقاومة الفلسطينية.
وقال إن إسرائيل دخلت المواجهة مع إيران بوهم فرض معادلة ردع جديدة، لكنها خرجت بخسائر كبيرة، أبرزها فشل أنظمتها الدفاعية، وانكشاف هشاشتها وانخراط أميركي مباشر حدّ من هامش مناورتها.
وأضاف أن المقاومة قرأت هذا التحول الإقليمي بدقة، واعتبرته فرصة لتثبيت موقفها وشروطها، بعد أن أصبحت إسرائيل أبعد ما تكون عن تحقيق نصر عسكري وأقرب إلى البحث عن مخرج سياسي.
واختتم المدهون حديثه، "إن المقاومة الآن أكثر يقينا بأن الاحتلال الذي فشل في طهران سيتراجع في غزة أيضا، إذا ما استمرت في ضغطها الميداني والسياسي والإعلامي.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة بدعم أميركي، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 188 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أن المقاومة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف قصفها على مدينة غزة بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم
غزة - الوكالات
أفاد فلسطينيون بتعرض مناطق شرق مدينة غزة اليوم الاثنين لأعنف قصف منذ أسابيع، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يتوقع استكمال هجوم موسع جديد في القطاع "بسرعة معقولة".
وأدت غارة جوية على خيمة بمجمع مستشفى الشفاء إلى مقتل ستة صحفيين من بينهم المراسل البارز لقناة الجزيرة أنس الشريف.
وقال شهود إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت أحياء الصبرة والزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع اليوم الاثنين، مما دفع عددا من العائلات إلى النزوح غربا.
ووصف بعض سكان مدينة غزة الليلة الماضية بأنها كانت إحدى أسوأ الليالي منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من استعدادات عسكرية لشن هجوم أعمق على مدينتهم التي تقول حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إنها تؤوي حاليا نحو مليون شخص بعد نزوح السكان من الأطراف الشمالية للقطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت نيران المدفعية على مسلحين من حماس في المنطقة. ولم تظهر على الأرض أي مؤشرات على توغل القوات في عمق مدينة غزة ضمن الهجوم الإسرائيلي الذي تمت الموافقة عليه في الآونة الأخيرة والذي من غير المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة.
وقال عمرو صلاح (25 عاما) "الوضع كان وكأنه الحرب بتبلش من جديد". وأضاف لرويترز عبر تطبيق دردشة " قذايف من الدبابات على الدور، كذا دار انضربت والطيارات كمان عملت أحزمة نارية، صواريخ كتيرة على أماكن وطرق شرق غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قامت أمس الأحد بتفكيك موقع إطلاق صواريخ شرق مدينة غزة استخدمته حماس لإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية عبر الحدود.
وقال نتنياهو أمس الأحد إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بتسريع خططه للهجوم الجديد.
وأضاف "أريد أن أنهي الحرب في أسرع وقت ممكن، ولهذا السبب أصدرت تعليماتي لقوات الدفاع الإسرائيلية باختصار الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة".
وذكر أمس الأحد أن الهجوم الجديد سيركز على مدينة غزة، التي وصفها بأنها "عاصمة إرهاب حماس". وأشار إلى خريطة ملوحا إلى أن المنطقة الساحلية في وسط غزة قد تكون الهدف التالي، قائلا إن مسلحي حماس قد تم دفعهم إلى هناك أيضا.
وأثارت الخطط الجديدة القلق في الخارج. وأعلنت ألمانيا يوم الجمعة أنها ستوقف صادرات العتاد العسكري لإسرائيل الذي يمكن استخدامه في قطاع غزة، رغم أنها حليف أوروبي أساسي لإسرائيل. وحثت بريطانيا ودول أوروبية حليفة أخرى إسرائيل على إعادة النظر في قرارها الخاص بتصعيد الحملة العسكرية على القطاع.
وقال مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل لرويترز إن بعض الدول تضغط فيما يبدو على إسرائيل بدلا من أن تضغط على حماس. واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
* مقتل صحفيين
كان الهجوم الذي أودى بحياة أنس الشريف الصحفي بقناة الجزيرة وأربعة من زملائه عند مستشفى الشفاء، الأكثر دمية بالنسبة للصحفيين منذ بدء الحرب وأثار تنديدا من صحفيين ومنظمات حقوقية.
وقال مسعفون في المستشفى اليوم الاثنين إن الهجوم تسبب أيضا في مقتل الصحفي المحلي المستقل محمد الخالدي، مما يرفع عدد القتلى من الصحفيين في ضربة واحدة إلى ستة.
وتلقى الشريف في السابق تهديدات من إسرائيل التي أكدت أنها استهدفته وقتلته، قائلة إنه كان يقود خلية من حماس وشارك في هجمات صاروخية على إسرائيل.
ورفضت الجزيرة هذا الاتهام كما رفض الشريف قبل مقتله أيضا الاتهامات الإسرائيلية بأن له صلات بحركة حماس.
وربطت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بين قتل الصحفيين وخطط الهجوم الموسع الجديد.
وقالت حماس إن عملية القتل قد تكون مؤشرا على بدء الهجوم الإسرائيلي الجديد. وأضافت في بيان "اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة".
وقال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس إن 238 صحفيا قتلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وقالت لجنة حماية الصحفيين إن 186 صحفيا على الأقل قتلوا خلال الحرب الدائرة في غزة.
وأدى هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 إلى إشعال فتيل الحرب. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
ولا يزال هناك نحو 50 رهينة رهن الاحتجاز في قطاع غزة لكن يعتقد أن نحو 20 فقط منهم لا يزالون على قيد الحياة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن أكثر من 61 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع. ونزح أغلب السكان عدة مرات وسط أزمة إنسانية متفاقمة بعد تحول مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض.