رفض دعوى قضائية رفعها مؤلفون ضد «ميتا» بشأن تدريب الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
انحاز قاضٍ فيدرالي إلى شركة ميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لـ«فيسبوك»، في رفض دعوى قضائية تتعلق بانتهاك حقوق الطبع والنشر رفعها مجموعة من المؤلفين الذين اتهموا الشركة بسرقة أعمالهم لتدريب تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
كان حكم يوم الأربعاء الصادر عن قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية فينس تشابريا هو الثاني خلال أسبوع من المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو الذي يرفض دعاوى رئيسية تتعلق بحقوق الطبع والنشر من مؤلفي الكتب ضد صناعة الذكاء الاصطناعي سريعة التطور.
خلص تشابريا إلى أن 13 مؤلفًا رفعوا دعوى قضائية ضد ميتا قدموا حججًا خاطئة ورفض القضية، لكن القاضي قال أيضًا إن الحكم يقتصر على المؤلفين في القضية، ولا يعني أن استخدام ميتا للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر قانوني.
وكتب تشابريا: «هذا الحكم لا يدعم الادعاء بأن استخدام ميتا للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذجها اللغوية قانوني. إنه يدعم فقط الادعاء بأن هؤلاء المدعين قدموا حججًا خاطئة ولم يقدموا سجلًا يدعم الحجج الصحيحة».
على الرغم من فوز ميتا في طلبها رفض القضية، إلا أنه قد يكون انتصارًا باهظ الثمن، ففي حكمه المكون من 40 صفحة، أشار تشابريا مرارًا وتكرارًا إلى أسباب تدفع للاعتقاد بأن ميتا وشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى قد تحولت إلى منتهكي حقوق الطبع والنشر بشكل متسلسل من خلال تدريب تقنياتها على الكتب وغيرها من الأعمال التي أنشأها البشر، وبدا وكأنه يدعو مؤلفين آخرين إلى رفع دعاوى أمام محكمته بطريقة تسمح لهم بالمضي قدمًا في المحاكمة.
وسخر القاضي من الحجج القائلة بأن إلزام شركات الذكاء الاصطناعي بالالتزام بقوانين حقوق الطبع والنشر التي مضى عليها عقود من الزمن من شأنه أن يبطئ التقدم في تقنية بالغة الأهمية في مرحلة محورية.
وقال: «من المتوقع أن تدر هذه المنتجات مليارات، بل تريليونات، من الدولارات للشركات التي تطورها، إذا كان استخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب النماذج ضروريًا كما تدعي الشركات، فسوف تجد طريقة لتعويض أصحاب حقوق الطبع والنشر عن ذلك».
وفي يوم الاثنين، حكم قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ويليام ألسوب من نفس المحكمة بأن شركة الذكاء الاصطناعي أنثروبيك لم تنتهك القانون من خلال تدريب روبوت المحادثة كلود على ملايين الكتب المحمية بحقوق الطبع والنشر، ولكن لا يزال يتعين على الشركة المثول للمحاكمة بتهمة الحصول بشكل غير مشروع على تلك الكتب من مواقع الويب المقرصنة بدلاً من شرائها.
اقرأ أيضاً«زوكربيرج» يعزز فريق الذكاء الاصطناعي في ميتا بضم ثلاثة باحثين بارزين
قد يسبب لك مرضا مميتا.. احذر هذا الطعام المفضل للكثيرين
«ميتا AI».. تطبيق ذكاء اصطناعي جديد بمزايا تعزز البعد الاجتماعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فيسبوك ميتا دعوى قضائية سان فرانسيسكو تدريب الذكاء الاصطناعي مؤلفون حقوق الطبع والنشر الذکاء الاصطناعی دعوى قضائیة
إقرأ أيضاً:
عبيدات يكتب ( توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العام )
صراحة نيوز – بقلم : طارق عبيدات
يشهد قطاع النقل العام نقلة نوعية في الأردن وجدت ارتياحا من قبل غالبية المواطنين المستخدمين للنقل العام لكن ما زال هناك تحديات كبيرة تتمثل في الازدحام المروري الخانق والناتج عن الفوضى الحاصلة في القطاع والتي من أحد أهم أسباب هذه الفوضى انتشار التطبيقات غير المرخصة ، وهذا يقود إلى تدني مستوى الخدمة حيث أن غالبية العاملين مع التطبيقات غير المرخصة يعملون على سيارات ليست بالحديثة كما أنهم لا يخضعون للرقابة جراء العمل دون الحصول على التراخيص اللازمة.
ولغايات ضبط العمل وفي ظل الثورة الحاصلة في تكنولوجيا المعلومات، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) كحل استراتيجي لإحداث تحول جذري.
ولا يخفى على أحد أن الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات هائلة لتحسين الكفاءة والسلامة وتجربة الركاب، حيث تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في النقل تحسين تخطيط المسارات، إدارة تدفق الحركة المرورية، تطوير أنظمة تذاكر ذكية، ومراقبة الأداء والصيانة التنبؤية للمركبات والبنية التحتية، مما يساهم في تحقيق نقل أكثر استدامة وكفاءة.
وعلى الرغم من البدء بمشاريع حيوية ومهمة في قطاع النقل العام والتي يعد أبرزها مشروع ربط المحافظات بالعاصمة، إلا أنه لا زالت مشكلة النقل في الأردن قائمة بسبب عدة عوامل رئيسية، منها تجزئة نظام النقل العام على المستويين التشغيلي والمؤسسي، مما يعيق التنسيق الشامل. كما أن تدني مستوى الخدمة يدفع الركاب للبحث عن بدائل، بينما تساهم أزمات السير الخانقة والفوضى المرورية في المدن الرئيسية في تفاقم الوضع. كما يشكل تزايد أنشطة التطبيقات غير المرخصة تحديًا كبيرًا، حيث تؤثر سلبًا على المنظومة المرخصة وتزيد من حالة عدم التنظيم، إلى جانب ضعف البنية التحتية ونقص المواقف ومراكز الانطلاق.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في معالجة هذه التحديات في الأردن. فمن خلال تطوير منصة وطنية موحدة للنقل العام تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن تنظيم وتوحيد القطاع، ومكافحة التطبيقات غير المرخصة عبر تحليل أنماط الحركة وتحديد الأنشطة غير القانونية. كما يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين تخطيط المسارات والجداول الزمنية بناءً على بيانات الطلب، وإدارة الازدحام المروري ديناميكيًا، وتحسين تجربة الركاب بتوفير معلومات دقيقة وخدمات مخصصة، بالإضافة إلى الصيانة التنبؤية للبنية التحتية والمركبات.
ولغايات التأكد من مدى فائدة توظيف الذكاء الاصطناعي يمكن متابعة الممارسات التي تبنتها العديد من المدن والدول حول العالم أفضل الممارسات في توظيف الذكاء الاصطناعي في النقل. ففي سنغافورة، تُستخدم أنظمة إدارة مرور ذكية لتعديل إشارات المرور بناءً على الكثافة المرورية، بينما في الإمارات العربية المتحدة، يساهم مشروع “غرين لايت” في تحليل البيانات المرورية لتحسين التدفق. وعلى صعيد آخر تستفيد موسكو من الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة النقل العام وجداول الحافلات، وتستخدم شركات مثل جوجل مابس وويز الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور الذكية.
وعلى ضوء ما تم ذكره، يمثل توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع نقل الركاب فرصة ذهبية للأردن لتحقيق نقل عام أكثر كفاءة، أمانًا، وتنظيمًا.
يتطلب ذلك تبني استراتيجية وطنية شاملة تركز على تطوير إطار تشريعي وتنظيمي واضح، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وبناء القدرات البشرية العاملة في قطاع النقل العام في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أن الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الوعي بأهمية هذه التقنيات، ستكون عوامل حاسمة لتحقيق قفزة نوعية في هذا القطاع الحيوي، مما يلبي تطلعات المواطنين ويساهم في التنمية الشاملة للمملكة.