بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا :منذ عام ٢٠٠٣ حيث سقوط نطام صدام حسين في العراق واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول التحالف الدولي الأخرى صار العراق الوجه الآخر إلى لبنان البائس سياسياً واقتصاديا وإدارياً.والسبب لأن النظام السياسي الذي ولد في العراق عام ٢٠٠٣ وبإشراف المحتل الاميركي ولد على الطريقة اللبنانية الطائفية والمناطقية والزعاماتية البائسة .

فصار الذي يحدث في لبنان بعد فترة يحدث في العراق وهكذا .ولقد شجع التوغل الإيراني في العراق على ترشيح اللبننة في العراق وترسيخها بأسوأ حالاتها. وبسب ذلك تشظى القرار السياسي والاجتماعي، وصعدت الطائفية والحزبية والاثنية والعرقية فجاءت خدمات مجانيّة للمشروع الصهيوأميركي والى نظرية الصهيوني برنارد لويس .. واليوم وعندما يُستدعى قائد الجيش اللبناني العماد ” جوزوف عون على عجل “إلى الولايات المتحدة واللقاء مع الجهات العسكرية العليا والقادة في امريكا فهذا حتما يمر على العراق ( صبرا انتظروا لآخر المقال )!
ثانيا :والتدريب المكثف جدا منذ فترة قليلة ولازال في المعسكرات الاميركية في الأردن حيث الجيش الاميركي والغربي المنتشر في الاردن هذا ايضا سيمر على العراق . واعتماد استراتيجية تموين المعركة لمدة 5 سنوات في المعسكرات الاميركية في الأردن والمنطقة ( وباشروا بها فعلا ) هذا يعني اننا ذاهبون إلى متغير في المنطقة جوهره العراق !
ثالثا : مفاوضات جارية منذ اكثر من 10 أيام بين روسيا والمجتمع الدولي حول صفقة كبيرة تقود لإبتعاد روسيا عن إيران. تقضي بقبول الهيمنة الروسية على الأراضي الاوكرانية التي سيطر عليها الجيش الروسي في أوكرانيا مقابل الابتعاد عن ايران ،وترك الرئيس الاوكراني دون عقاب، والتفاهم على انهاء الحرب في أوكرانيا .وروسبا لازالت تصر على محاكمة الرئيس الاوكراني وعدم استمراره . وعندما عرفت ايران بذلك هرولت بوفدين إلى ( نيويورك والنمسا ) لطلب التفاوض على موضوع العراق وتقديم التنازلات لإنقاذ إيران الدولة وبسرعة !
رابعا :-ومثلما أشرنا أعلاه شعرت إيران بأنها في خطر حقيقي هذه المرة . وشعر المرشد السيد الخامنئي بخطر حقيقي على شخصه وعلى خط نظام ولاية الفقيه وموقع المرشد في ايران عندما تم استهداف خط المرشد وخط ولاية الفقيه عند ( سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي والمرافقين له واهمهم وزير الخارجية عبد اللهيان الذي يعد رئيسا لايران، ورئيسي مرشدا أعلى بمكان الخامنئي ) وهذا المشروع انتهى بموت أدواته. فاستشعر المرشد الإيراني الخطر الحقيقي هذه المرة وهو الرجل الذكي والبراغماتي .فسارعت ايران لفتح باب المفاوضات السرية بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان . ومن ثم تشكيل وفدين رفيعين إلى النمسا والى نيويورك للتباحث حوّل ( ضمان مصالح إيران في العراق مقابل التسوية بين إيران والمجتمع الدولي ) .ولقد سمعت إيران طلبات المجتمع الدولي وهي ( التخلي عن الفصائل العراقية المسلحة والحشد ، والتخلي عن حلفاء إيران من الإسلام السياسي الراديكالي في العراق ، ورفع يدها عن ما يسمى بمحور المقاومة … مقابل قبول المجتمع الدولي لايران بالتخصيب ل 60% فقط ولها الحق بالبحث العلمي والتطوير ولكن لحد هذه النسبة فقط ، والقبول بأيران دولة منكفئة لداخلها بدون تهديد لأحد ،ولا تطلق رصاصة واحدة للدفاع عن حلفاءها في العراق والمنطقة … ووافقت إيران على ذلك تماما واهمها التخلي عن جميع حلفاءها العراقيين مقابل الحفاظ على ايران )
خامسا : مباشرة تم تفعيل ( الناتو العربي) الذي تقرر في قمة الرئيس ترامب في السعودية قبل سنوات ( قمة الدول العربية والإسلامية ) تلك القمة التي اقرت تأسيس قوة عسكرية خليجية وعربية ومعها إسرائيل للدفاع عن المصالح المشتركة .وبالفعل باشر هذا المخطط” الناتو العربي” قبل ايام ايام بالاجتماع في دولة البحرين .حيث ضم الاجتماع اكبر جنرالات اسرائيل مع نظرائهم من جيوش عربية لبحث التعاون الامني في المنطقة ولقد نشر تقرير عن ذلك في موقع ( أكسيوس). وحضر الاجتماع كل من رئيس الاركان الإسرائيلي الجنرال ” هالبفي” ورئيس القيادة المركزية الاميركية الجنرال ” مايك اريك” وكبار الجنرالات من البحرين والإمارات والسعودية والأردن ومصر … ولقد عقد الاجتماع تحت رعاية القيادة المركزية الاميركية ( سنتكوم)وتم بشكل سري بسبب الحساسية في موضوع حرب غزة .وان هذا الاجتماع قد دشن بالفعل التعاون العسكري المباشر بين إسرائيل والدول العربية تحت اشراف أميركي من خلال ( سنتكوم)… ونتوقع سوف يكون له دور كبير في دعم التغيير القادم في العراق بإشراف المجتمع الدولي !.
الخلاصة :
الدول الخليجية والعربية ممتعضة جدا من انهاء الفوضى في العراق نحو عودة العراق القوي والمؤثر. لان جميع هذه الدول لا تريد للعراق العودة. وفوق ذلك سيكون الحليف الاول للولايات المتحدة في المنطقة . فنهوض العراق يعني انتقال بورصة المال والأعمال من دبي إلى بغداد ، ويعني هرولة الاستثمارات والشركات الكبرى نحو العراق . ويعني جمود في موانىء هذه الدول لصالح موانىء العراق، ويعني رفع تصدير النفط في العراق من 6 والى8 مليون برميل ، وتحويل العراق إلى عاصمة تشابك خطوط الحرير (الصيني ، والهندي الاميركي السعودي ، والقطري الإيراني العراقي التركي الأوربي) …والاهم سيصبح العراق بموقع النمسا ابان الحرب الباردة ) .. هذا كله اقتنع به المجتمع الدولي اخيرا وقرر انهاء الفوضى في العراق وانهاء رموز النظام السياسي الفاشل والفاسد في العراق والذي صار عارا على الولايات المتحدة .
سمير عبيد
١٦ حزيران ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المجتمع الدولی فی المنطقة فی العراق

إقرأ أيضاً:

العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية

مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025

محمد حسن الساعدي

يُعدّ العراق من الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتاريخه السياسي، وموارده الطبيعية الغنية، ولا سيما النفط. ومع ذلك، فإن دوره السياسي خلال العقود الأخيرة كان مرهونًا بجملة من العوامل الداخلية والخارجية، ما جعله ساحةً لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي، وفي ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يبرز التساؤل حول قدرة العراق على استعادة توازنه السياسي واستقلال قراره الوطني.

الموقع الجغرافي وتعدد مراكز النفوذ

يمتلك العراق حدودًا مع ست دول، من بينها إيران وتركيا والسعودية، وكل منها تسعى بدرجات مختلفة لتوسيع نفوذها داخل الساحة العراقية. فإيران، على سبيل المثال، تربطها علاقات تاريخية ودينية عميقة مع قوى سياسية وفصائل مسلّحة داخل العراق، ما يمنحها نفوذاً ملموساً، خاصة بعد عام 2003. وفي المقابل، تحاول دول الخليج والولايات المتحدة موازنة هذا النفوذ عبر دعم قوى سياسية أخرى وتكثيف الحضور الدبلوماسي والاقتصادي.

التحديات الداخلية وتأثيرها على القرار السياسي

تشهد الساحة العراقية تحديات داخلية كبيرة تتمثل في الانقسام الطائفي، وضعف البنية المؤسساتية، والفساد الإداري، إضافة إلى التحديات الأمنية مثل بقايا تنظيم “داعش” وتوترات الميليشيات، هذه الأوضاع تجعل العراق بيئة خصبة للتدخلات الخارجية، حيث تجد القوى الإقليمية في هذا الضعف مدخلاً للتأثير في السياسات والقرارات، منذ عام 2003، مرّ العراق بتحولات سياسية كبيرة أثّرت على موقعه الإقليمي إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة تدريجية لدوره الإقليمي، من خلال سياسة متوازنة تقوم على الحوار والانفتاح على جميع الأطراف، بما في ذلك دول الجوار. وقد لعب العراق دور الوسيط في عدد من الملفات الحساسة، مثل التقريب بين إيران والسعودية، وتعزيز العمل العربي المشترك، وتقديم مبادرات لخفض التوتر في المنطقة.

التحولات الإقليمية وتبدل التحالفات

شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة تحولات كبرى، منها تقارب بعض الدول العربية مع إسرائيل، وعودة العلاقات السعودية الإيرانية، بالإضافة إلى انسحاب نسبي للولايات المتحدة من بعض الملفات. كل هذه التغيرات أعادت تشكيل موازين القوى، والعراق يجد نفسه مضطرًا لإعادة حساباته السياسية بما يتناسب مع هذه المستجدات، دون أن يفقد توازنه أو يتحول إلى تابع لهذا الطرف أو ذاك.

نحو دور عراقي مستقل؟

رغم التحديات، هناك مؤشرات على رغبة عراقية متزايدة للعب دور توافقي في المنطقة، كما ظهر في محاولات بغداد لاستضافة محادثات بين إيران والسعودية، وسعيها للانفتاح الاقتصادي على المحيط العربي. إلا أن هذه الخطوات تتطلب إصلاحًا سياسيًا داخليًا يعزز من مكانة العراق كدولة مستقلة ذات قرار سيادي.

يبقى العراق لاعبًا محوريًا في معادلة الشرق الأوسط، لكنه في مرحلة دقيقة تتطلب منه إعادة بناء مؤسساته الداخلية وتقوية وحدته الوطنية، لكي يتحول من ساحة صراع إلى محور توازن، قادر على صياغة دوره السياسي الإقليمي بعيدًا عن التبعية والضغوط التي حولها بدوره الاستراتيجي الى محور عمل مشترك مع جيرانه، وعنصرًا فاعلًا في المنطقة، بما يمتلكه من مقدرات وإرادة سياسية لتحقيق الاستقرار والازدهار، ورغم التحديات فإن موقعه الجغرافي وثقله السياسي والنفطي يؤهلانه لأن يكون جسرًا للتقارب الإقليمي، ومحورًا في صياغة مستقبل أكثر توازنًا للشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • السوداني يخاف ان يفتح فمه أمام إيران بشأن قطعها المياه عن العراق وكذلك مع تركيا
  • رئاسة الجمهوية: إيران وتركيا وراء شحة المياه في العراق
  • بغداد عاصمة ثقافية وإعلامية وسياحية من جديد
  • انطلاق مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه
  • السوداني:حكومتي قطعت شوطاً في الإصلاح الاقتصادي والمالي..وصندوق النقد الدولي يؤكد ان الحكومة غير جادة بذلك
  • إيران: أي مغامرة أمريكية في المنطقة ستنتهي بما شهدته أفغانستان وفيتنام
  • بينها العراق .. إيران تقترح تشكيل مجموعة للتنمية الاقتصادية تتألف من 8 دول
  • العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية
  • المبعوث الأمريكي إلى روما لعقد جولة جديدة من المباحثات مع إيران
  • نائب:السوداني مستمر في بيع العراق من أجل ولايته الثانية