«طلبتها ونالتها».. قصة حاجة من كفر الشيخ «تمنت الموت في رحاب الحرم»
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
بعد سنوات كثيرة من الانتظار، انطلقت الحاجة سهير محفوظ حجازي، صاحبة الـ53 عاماً، من محافظة كفر الشيخ، بصُحبة زوجها الحاج محمد قايد، إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج 2024، لكنّ قدر الله غالب، وشاء لها أنّ تُنهي رحلتها الدنيوية في رحاب الحرم المكي بعد الانتهاء من رمي الجمرات، وأعلنت أسرتها وفاتها أثناء أداء مناسك الحج خلال الساعات الماضية، تاركة ورائها دعوات لا تنقطع من جميع من يعرفونها بالرحمة والمغفرة.
أسماء محمد قايد، نجلة الحاجة سهير محفوظ حجازي، تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة والدتها، التي فارقت الحياة في رحاب الحرم المكي بشُكل مفاجئ، إذ تضمنت المكالمة الهاتفية الأخيرة التي أجرتها السيدة الخمسينية قبل وفاتها مع نجلتها حديثاً قصيراً عن كواليس وقوفها على جبل عرفات وأداء ركن الحج الأعظم: «آخر مكالمة بيننا كانت أثناء نفرة الحجيج من عرفات إلى المزدلفة، وكانت فرحانة إنّها قضت ركن الحج الأكبر، وكأنها كانت بتودعني ليلة العيد أنا وعيالي، وقالتلي كل سنة وانتوا طيبين خدي بالك من نفسك ومن العيال، وكان صوتها مرهق، وسألتها على علاجها قالتلي إنّها مش حاسة بأي تعب، وإنّها بقت كويسة، لحد ما عرفنا خبر وفاتها من والدي لأنه معاها في الرحلة».
الدقائق التي سبقت وفاة السيدة الخمسينة بعد أنّ رمت الجمرات شعرت فيها بدوخة ثم خرجت روحها إلى بارئها في دقائق معدودات وفقاً لنجلة الحاجة سهير: «بعد ما رميت الجمرات قالت لوالدي أنا هموت هنا قال لها أنا اللي هموت هنا قبلك عشان يخفف عنها، قالت لأ والله أنا اللي هموت وقالت له إنّها دايخة وأخدها على صدره، وعطاها تمرة وشوية مية وبعدها روحها خرجت لبارئها وهي في رحاب الحرم المكي».
نجلة الحاجة سهير: ودعت أهل البلد كلهم قبل ما تسافرقبل أنّ تتوجه الحاجة سهير إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج 2024 شعرت أنّها لن تعود وستُفارق الحياة في أطهر بقاع الأرض بحسب نجلتها: «ودعت أهل البلد كلهم، وقالت لهم اللي يحبني يدعيلي أموت هناك، وقالت أنا هروح ومش هرجع تاني، وكمان كانت دائماً بتدعي وتقول: اللّهم لا تجعل لي ردة من بيتك الحرام يارب، واندفن بجوار رسولك يارب، وفعلاً طلبتها ونالتها والله، الحمد لله على كل حال، ووصت إننا نعمل لها صدقة جارية».
رغم فقدان الحاجة سهير عين من أعيُنها وإصابة الثانية بضعف شديد إلى أنّها كانت صابرة وراضية بقضاء الله كما أكدت نجلتها في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أُصيبت بقرحة في عينيها الاتنين من كام سنة وعين منهم راحت خالص والتانية نظرها قل أوي، وكانت ماشية بالعلاج، وكانت صابرة ومحتسبة وراضية باللي ربنا باعته».
إقامة صلاة الجنازة على جثمان الحاجة سهير في الحرم المكيوأشارت نجلة الحاجة الراحلة، إلى أنّه قد أقيمت صلاة الجنازة على جثمان والدتها الحاجة سهير في الحرم المكي، ووُريت الثرى في الأراضي المقدسة، فيما أدت أسرة الفقيدة صلاة الغائب عليها، على أنّ تتلقى الأسرة العزاء بمنزلهم بقرية القني بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ.
وتُعد وفاة الحاجة سهير محفوظ حجازي، هي الحالة التاسعة بين حجاج محافظة كفر الشيخ خلال أداء مناسك الحج 2024، وذلك بعد رحيل 5 سيدات و3 رجال في الأراضي المقدسة.
وفاة 9 حجاج من أبناء كفر الشيخ بالأراضي المقدسةوجاءت وفاة الحاجة سهير محفوظ حجازي، بعد ساعات قليلة من وفاة الحاجة فهيمة محمد نصر، إحدى أبناء قرية الشهابية التابعة لمركز البرلس بمحافظة كفر الشيخ، خلال الوقوف بجبل عرفات أثناء أداء مناسك الحج 2024، ووفاة الحاجة سحر حميدان، إحدى أبناء مركز البرلس التي توفيت أثناء الطواف حول الكعبة أمس الأحد، والحاج عبد السلام فتح الله شتا قاسم، إحدى أبناء مركز البرلس، والذي توفي أثناء قيامه بعمل طواف الإفاضة، ووفاة الحاجة صفاء مبروك عاشور، إحدى أبناء مركز سيدي سالم، ووفاة الحاج عماد السيد الخواجة، أحد أبناء مركز مطوبس، والحاجة زمزم عبد البر عبد القوي، إحدى أبناء مركز البرلس، والحاج علي أبو جوهر، أحد أبناء مركز الحامول، والحاجة سامية رجب جاد الله، إحدى أبناء مركز دسوق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ مناسك الحج 2024 وفاة حجاج حجاج كفر الشيخ موسم الحج الحرم المكي الأراضی المقدسة مناسک الحج 2024 الحرم المکی وفاة الحاجة کفر الشیخ
إقرأ أيضاً:
مركز الشيخ محمد بن خالد الثقافي وجمعية الاجتماعيين ينظمان ندوة حول قضايا الشباب والهوية
العين (وام)
نظم «مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي» و«جمعية الاجتماعيين» في الشارقة، محاضرة بعنوان «الشباب والهوية الثقافية في عالم متغير.. جسر بين الأصالة والمستقبل»، بتوجيهات من الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية.
تأتي المحاضرة، التي استضافتها «مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية»، في إطار دعم رؤية الدولة لعام المجتمع، واستهدفت إبراز دور الشباب في صون الهوية الثقافية، والتفاعل الإيجابي مع التغيرات العالمية.
تمكين الشباب
قدمت المحاضرة الدكتورة سعاد العريمي، الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية، رئيسة قسم الحكومة والمجتمع في جامعة الإمارات والباحثة في مجال الهوية الوطنية وعضو جمعية الاجتماعيين، فيما أدارها الدكتور محمد بن جرش السويدي، عضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين رئيس اللجنة الثقافية.
سلطت المحاضرة الضوء على أهمية تمكين الشباب ليكونوا فاعلين في إعادة صياغة الهوية الثقافية، بأساليب معاصرة تُراعي روح العصر دون الإخلال بالقيم والمرجعيات الأصيلة، وشهدت حضوراً لافتاً من الأكاديميين والباحثين والشباب، إلى جانب شخصيات بارزة، من بينها مريم حمد الشامسي، الأمين العام لمؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، والدكتور صلاح المزروعي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين.
الهوية الثقافية
تناولت الندوة أبرز التحديات التي تواجه الشباب على صعيد الحفاظ على هويتهم الثقافية، في ظل موجات العولمة والتطور الرقمي، إلى جانب آليات تعزيز الوعي الثقافي من خلال التعليم والإعلام والمبادرات المجتمعية.
وأكدت الدكتورة سعاد العريمي أن الهوية الثقافية ليست مجرد ماضٍ يُروى، بل طاقة محركة للإبداع والابتكار، داعية إلى توفير بيئة محفزة تتيح للشباب التعبير عن هويتهم بثقة والانخراط بفعالية في تشكيل ملامح المستقبل.
من جانبه، أكد الدكتور محمد بن جرش السويدي أن الحوار الثقافي بين الأجيال وتمكين الشباب من قيادته يعد أساس بناء مجتمع راسخ ومتجدد.