هل يسبب التوتر قرحة المعدة؟ معلومات هامة
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
على الرغم من اعتقاد الناس منذ فترة طويلة - واعتاد الأطباء على الادعاء - أن التوتر يمكن أن يسبب قرحة المعدة، إلا أن العلاقة بين الاثنين ليست واضحة، كما يقول الخبراء، بحسب تقرير للصحفية ميليندا وينر موير في صحيفة نيويورك تايمز.
صحيح أن بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة، مثل أولئك الذين يتم إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة، يمكن أن يصابوا بقرح الإجهاد، وهي تقرحات في بطانة الجهاز الهضمي والتي تنشأ بسرعة بعد الإجهاد البدني الشديد.
ومع ذلك، فمن الممكن أن يدفع التوتر الأشخاص المعرضين لخطر كبير للإصابة بالقرح - لأسباب أخرى مثل الإفراط في استخدام أدوية معينة أو الإصابة بنوع معين من البكتيريا - إلى حافة الهاوية بين، بحسب ميثا ماثور، طبيبة الجهاز الهضمي في مستشفى هيوستن ميثوديست.
قالت أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى نيويورك بريسبيتيريان، الدكتورة كارولين نيوبيري إن هناك نوع شائع من القرحة - يسمى القرحة الهضمية - يتشكل عندما يؤدي حمض المعدة إلى تآكل البطانة الواقية للمعدة أو الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في ظهور القروح. وهناك نوع آخر، يعرف باسم قرحة المعدة، يتشكل عندما تتطور القروح في بطانة المعدة على وجه التحديد.
يقدر الباحثون أن حوالي 5 إلى 10 بالمائة من الأشخاص في جميع أنحاء العالم سيصابون بالقرحة.
قالت الدكتورة ماثور إن معظم الأشخاص المصابين بالقرحة الهضمية لا يعانون من أعراض. لكن قد يعاني البعض من آلام في الجزء العلوي من البطن، أو اضطراب في المعدة، أو حرقة في المعدة، أو انتفاخ، أو غثيان. تنزف بعض القرح أيضا، مما يسبب برازا داكنا يشبه القطران أو برازا مشوبا بدم أحمر فاتح.
وأضافت ماثور بأنه ليس من غير المعقول الاعتقاد بأن التوتر يمكن أن يسبب القرحة، مع الأخذ في الاعتبار أن "الإجهاد يمكن أن يسبب بالتأكيد العديد من أمراض الجهاز الهضمي"، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي، والارتجاع الحمضي الشديد ومرض التهاب الأمعاء.
لكن دور التوتر في التسبب في القرحة ما زال أقل وضوحا، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة والبعض الآخر لا يشير إلى ذلك. وفي دراسة أجريت عام 2015 على حوالي 3400 شخص بالغ، وجد باحثون في الدنمارك أن أولئك الذين أبلغوا عن أعلى مستويات التوتر، مقارنة بأولئك الذين أبلغوا عن أدنى مستوى من التوتر، لديهم احتمالات أعلى بمقدار 2.2 مرة للإصابة بالقرح على مدى 11 إلى 12 سنة القادمة. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن حوالي ثلث هذا الخطر الزائد لم يكن على الأرجح بسبب التأثيرات المباشرة للإجهاد، ولكن بسبب كيفية تفاعل الناس مع التوتر - ربما من خلال التدخين أو الإفراط في شرب الكحول، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر القرحة.
من ناحية أخرى، عندما قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية لما يقرب من 24000 شخص بالغ في كوريا الجنوبية خضعوا لإجراء يسمى التنظير الداخلي لتشخيص القرحة، وأجروا اختبارا للمرضى لتقييم مستويات التوتر لديهم، وجدوا أن التوتر كان مرتبطا بارتفاع ضغط الدم. زيادة خطر الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز الهضمي، ولكن ليس القرحة.
وقالت الدكتورة نيوبيري إن الإجهاد قد يساهم في تطور القرحة، لكن الشخص المتوتر قد لا يصاب بالقرحة دون وجود عوامل خطر أخرى.
هناك عدة أسباب معروفة للقرحة. وفي دراسة نشرت عام 2020، قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية لنحو 1.3 مليون مريض زاروا مراكز التنظير الأمريكية بين عامي 2009 و2018، ووجدوا أن 17% من القرحة الهضمية كانت ناجمة عن العدوى ببكتيريا تسمى هيليكوباكتر بيلوري. وأوضحت الدكتورة ماثور أنه عندما يبتلع الناس البكتيريا، فإن أجهزتهم المناعية تطلق خلايا التهابية يمكن أن تلحق الضرر ببطانة الجهاز الهضمي.
في دراسة تاريخية أجريت عام 1987، قام الباحثون بتقييم الجهاز الهضمي لـ 63 رجلا وامرأتين تناولوا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل مستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل لعلاج التهاب المفاصل. ووجدوا أن 68% من المرضى أظهروا أدلة على إصابة الجهاز الهضمي و15% أصيبوا بقرح.
قالت الدكتورة ماثور إن الأشخاص الذين يستخدمون بانتظام المنشطات أو العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (مثل الأيبوبروفين أو الأسبرين) يمكن أن يصابوا أيضا بالقرح. عند تناولها بشكل مستمر على مدى فترة طويلة من الزمن، وخاصة عند تناول جرعات عالية، يمكن لهذه الأدوية أن تلحق الضرر ببطانة الجهاز الهضمي.
وقال الدكتور آدامز إن تدخين السجائر والإفراط في تعاطي الكحول يمكن أن يسببا القرح أيضا، لأنها تؤدي إلى التهاب الجهاز الهضمي وإلحاق الضرر به. وأضاف الدكتور آدامز أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة زولينجر إليسون، وهو اضطراب نادر يتسبب في إطلاق الخلايا في الجهاز الهضمي لكمية كبيرة من الحمض، غالبا ما يصابون بالقرح أيضا.
يعتمد علاج القرحة على سببها. وقالت الدكتورة ماثور إنه إذا كانت البكتيريا متورطة - والتي يمكن للأطباء تحديدها عن طريق إجراء اختبارات البراز أو التنفس أو عن طريق إجراء التنظير الداخلي - فعادة ما يتم وصف المضادات الحيوية للمرضى بالإضافة إلى مضادات الحموضة القوية الموصوفة طبيا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فعادة ما يتم علاج الأشخاص بمضادات الحموضة الموصوفة طبيا ويتم تقديم المشورة لهم بشأن التغييرات المحتملة في نمط الحياة، مثل تقليل التدخين أو شرب الكحول أو استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
في كثير من الأحيان، وللتأكد فقط، يقوم الأطباء بإجراء التنظير بعد ستة إلى ثمانية أسابيع للتأكد من نجاح العلاج. قالت الدكتورة ماثور: "نريد العودة والتأكد من الشفاء".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الأطباء التوتر العناية المركزة قرحة المعدة الأطباء التوتر العناية المركزة قرحة المعدة بامراض خطيرة المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمراض الجهاز الهضمی یمکن أن یسبب
إقرأ أيضاً:
رسالة تعزية إلى الدكتورة آلاء النجار
يا آلاء: لا أستطيع وضعَ نفسي مكانك، ولا الدخولَ في الغلاف الذي أفترض أنك قد أحطتِ نفسَكِ به، حمايةً لها وضمن محاولات الاستعانة بالإيمان والصبر من أجل التماسك، حتى لو أدت إلى الانفصال عن الواقع ومتطلبات استكمال رحلة الحزن حتى الاكتفاء منه، فيا لقلبك المكسور، ويا لقلب كل أُمٍ فاقدة في قطاع غزة أو أُمٍ تستشعر أن الموت يقترب من عائلتها، ولا تملك شيئاً إزاءه سوى الدعاءِ إلى الله على إبقاء أبنائها في حضنها وعدم تمكين الاحتلال من انتزاعهم منه.
وأنتِ يا آلاء الطبيبة، تعرفين أكثر من الجميع أن كل طفل في غزة قد حُكم عليه بالقتل، ففي المستشفى حيث تعملين، تشاهدين بأُم عينِكِ وتعُدّين الأرقام الداخلة إلى الثلاجات وحكاياتها.. متأكدةً من صحة ما ذهبتِ له من استخلاصِ تجربةِ الأمهات المُرّةِ ومشاهداتك المتكررة بأن على الأمهات الفلسطينيات المزيدَ من الإنجاب ما استطعنَ إليه سبيلا، وبادرتِ إلى تطبيقه على نفسك، عاملةً على تعويض الفاقد بشكل مُسبق، وقد كان لمبادرتك منطقُها الخاصُ وموضوعُها العام في غزة، لأنها البقعةُ الجغرافيةُ المُشَرَّعةُ على جميع الاحتمالات المجنونة، الممكنةِ والمستحيلة، فكان قرارُكِ بالإنجاب المفتوح على عشرة، وجيهاً من جميع الوجوه.
كنتِ حكيمةً يا آلاء وعملية، فالأبناءُ العشرة قد يصبحون في أسوأ الكوابيس نصفَهم، أقل قليلاً أو أكثر قليلاً، لكنها تعليمات الإبادة الجماعية وشهوة الاحتلال للقتل والدماء تفوقَتْ على قراءتِكِ العمليةِ وعلى خططك المُسْبقة، فطبيعتُكِ ومهنتُكِ وفطرتُكِ الانسانية، تتعارض مع طبيعة الاحتلال وغرائزه التي لا تشبع من الدماء الفلسطينية، لقد وُجدوا ليَقتلوا!
يا آلاء: لا مناصَ أو مخرجَ لحزنك الذي لا يمكن لكل مصطلحات اللغات توصيفُه أو تعريفُه، سيبقى الحزنُ ملازماً لك للأبد، ما زالت الصواريخ تنهمر كالمطر ساحقةً أجساد الأطفال تحت المنازل، وما دام الجيش الفاقد لبشريته يطرق الأبواب بالرصاص، وما زال الدخان يتصاعد من البيت الذي التصقَت بجدرانه الأشلاء.
يا آلاء الأُم: ستبقى فصول المأساة تتوالى أمام عينيكِ الزائغتين، ستتردّدين على القبرَين الصغيرَين اللذينِ احتضنا أشلاء البنات والأولاد، وتنظرين إلى صورهم التي تحتفظين بها في جيوب قلبك، مرددةً أناشيدهم العالقة على لسانكِ وفوق ما بقي من الجدران المتهالكة، ستبقى المأساة تمر أمامك كشريطٍ مُصوَّرٍ، بينما يستمر الاحتلال في تقطيع الأجساد الصغيرة وإرسالها إلى السماء، وتستمر أرواح الغزيين تهيمُ على وجهها تبحث عن مكانٍ لا يُقصف، عن مأوى لم يُدَمّر، عن كلمةِ حقٍ يتردد صداها من آخر الدنيا، تُردّدها الانسانيةُ التي ما انفكت تتظاهر في الشوارع وعلى مقربة من سفارات الاحتلال منذ الإبادة.
يا أُختي في الحزن المقيم: أنت تعلمين أكثر من أي فلسطينية أخرى، من موقعك كطبيبة في مستشفى تغص ثلاجاتُها بالجثث والأشلاء، وتواظبين على استقبال الجرحى منذ أكثر من ستمائة يوم، وتحت ناظرَيكِ تتم مراسمُ الرثاء والوداع، تعرفين تماماً أيَّ مجرمين نواجه في معركة غير متكافئة على الإطلاق، تصبح فيها خطتكِ في التعويض عن الفاقد أُمَّ الخطط الاستراتيجية.. تقابل خطط الاحتلال في اغتيال مئات ألوف الحيوات لأناس بسطاء وأطفال أبرياء وشباب واعدين كانوا يملكون آمالاً وخططاً ومواهب، كالخطط التي رسمتِها من أجل أبناء يستكملون بناء العائلة الطبيّة.. قام جيش الاحتلال المجرد من المبادئ ببترها، فاتحاً مقبرةً عملاقة غير مسبوقة تعادل مساحة غزة.
يا آلاء الأُم الجميلة: ثمةَ كلامٌ كثير حزين عن خذلان بحجم التاريخ، وثمةَ جراحٌ وأرواح لا تشفى أو تتعافى حتى تغلَق المأساة تماماً بالوصول إلى العدالة، فردياً وجماعياً.
وحتى تحين اللحظة المنتظرة لا أطلب منك النسيان، وكيف أفعلُ بينما نتبنى وعد النكبة الأولى وشهدائها: «لا ننسى ولن نغفر»، فلن يكون بمقدورك النسيان ولا نريده لك كما لا نريده لشعبنا، لكن ما أتمناه منك المسارعةُ الى تجفيف دموعك والانخراطُ في حملة عالمية تروين فيها القصة بحذافيرها، لكل ولد وبنت فيها حصة، يحيى وجبران وسيدرا ولقمان وريفال وراكان وإيف ورسلان وسيدين وآدم، ومعهم أطفال فلسطين..
تحملين رسائلهم عن مدارس مدمرة أصبحت ملاذاً للقلوب المنهكة عن الخيام التي يتم حرقها بمن يسكنها، عن دفاتر صغارِكِ وثيابهم التي ما زالت مطويةً في الأدراج مع لعبهم المهجورة، وذكرياتهم التي يتردد صداها في الغرف الصغيرة، مختلطةً مع ذكرى لم تكن عابرةً على الإطلاق.. لحظةَ تعرفتِ على أشلائهم.
الأيام الفلسطينية