قال رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، إن رفض ألمانيا الاعتراف بالحصار المفروض على لينينغراد يتحدث عن الكثير.

 

وقال باستريكين في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "رفض ألمانيا الاعتراف بحصار لينينغراد باعتباره إبادة جماعية له دلالة كبيرة".

وأضاف: "يوجد في المواد والأدلة المادية المتوفرة ما يكفي من البيانات التي تشير إلى علامات هذه الجريمة.

التحليل التراكمي للمواد التي جمعناها من مختلف المناطق يؤكد أن كل هذا تم ارتكابه وفقًا للخطة الإجرامية لنظام هتلر بهدف إبادة السكان المسالمين ليس فقط في المناطق الفردية بل الشعب السوفيتي بأكمله. إن الحقائق التي نتعرف عليها الآن لا يمكن وصفها إلا بالفظيعة".

الغزاة الفاشيون والألمان

 

وكمثال على ذلك، أشار إلى أنه في عام 1941 في ميكولينو بالقرب من موسكو، قتل الغزاة الفاشيون الألمان أكثر من 500 مريضة من النساء في مستشفى لوتوشينسكي الإقليمي للأمراض النفسية. ماتت النساء نتيجة الجوع والتجمد والتسمم بالسموم والغازات والإعدام. في عام 2022، تم اكتشاف مقبرة جماعية لبقايا العظام على أراضي مستشفى موسكو الإقليمي للأمراض النفسية رقم 12، في الموقع الذي تم فيه إطلاق النار على المريضات.

 

وتابع: "من غير المفهوم كيف يمكن إطلاق الرصاص على الناس العزل، وخاصة الأطفال، إنه ببساطة أمر فظيع. لا يتم تأكيد هذه الحقائق وغيرها من الحقائق الأخرى المتعلقة بالفظائع النازية في أراضي الاتحاد السوفيتي من خلال المواد الأرشيفية فقط، بما في ذلك الوثائق المترجمة، ولكن أيضًا من خلال نتائج إجراءات التحقيق. ويشمل ذلك استجوابات نزلاء معسكرات الاعتقال السابقين وأقارب الموتى، والبيانات المستمدة من عمليات تفتيش مواقع الدفن، واستنتاجات الفحوصات الطبية الشرعية المعقدة والفحوصات الجينية الجزيئية وغيرها من الفحوصات".

وقال: "إذا فكرت في هذه القصص، فإنها تصبح مثيرة للقلق للغاية، وليس من قبيل الصدفة أن السياسيين الأوروبيين يريدون نسيان هذه الحقائق، فهم يشعرون بالمسؤولية والعار".

في عام 2021، أعلن المؤتمر المعني بالمطالبات المادية اليهودية ضد ألمانيا أن الناجين من محرقة الهولوكوست الذين نجوا من حصار لينينغراد سيحصلون على إعانة شهرية قدرها 375 يورو من الحكومة الألمانية. في سبتمبر 2023، دعا سكان حصار لينينغراد والمشاركون في الدفاع عن المدينة، برلين إلى تقديم مدفوعات إنسانية لجميع الناجين من الحصار، بغض النظر عن جنسيتهم.

وفي نوفمبر من العام الماضي، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن الحكومة الألمانية رفضت تقديم المساعدات الإنسانية لجميع الناجين من حصار لينينغراد، والتي لا يحصل عليها الآن سوى اليهود.

وقد أعلنت محكمة مدينة سان بطرسبورغ، في وقت سابق، أن حصار لينينغراد (إبان الحرب العالمية الثانية) يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية لشعوب الاتحاد السوفييتي.

وكانت محكمة نورمبرغ العسكرية، التي شكلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية للنظر في جرائم الحرب آنذاك، قد أكدت وقائع الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبها الفاشيون الألمان بحق سكان لينينغراد، مرفقة بوثائق عديدة.

 

يُذكر أن ألمانيا النازية شنت، في 22 يونيو 1941، هجومًا مفاجئًا دون إعلان مسبق على الاتحاد السوفييتي، مما أدى إلى مقتل ملايين من المدنيين السوفييت. ويُذكر أيضًا، أنه في الـ 9 من مايو عام 1945، وقّعت ألمانيا النازية معاهدة الاستسلام.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لجنة التحقيق الروسية رفض ألمانيا الاعتراف بحصار لينينغراد إبادة جماعية دلالات كبيرة حصار لینینغراد

إقرأ أيضاً:

مراسلو الجزيرة: هذه دلالات رفع الراية الحمراء في قم وهذا شكل الرد الإيراني

تتجه الأنظار إلى إيران ورد فعلها على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف قادة بارزين وعلماء نوويين ومنشآت إستراتيجية، في وقت قالت فيه وكالة أنباء فارس إن راية الانتقام الحمراء رفعت على قمة مسجد جمكران في قم جنوبي العاصمة الإيرانية.

وفي هذا السياق، قال مدير شبكة الجزيرة في إيران عبد القادر فايز إن هذه الراية للثأر وفق التقليد في المذهب الشيعي الرسمي في البلاد، مؤكدا أن الأمر يحمل دلالات سياسية أيضا.

ورفعت هذه الراية قبل عمليتي "الوعد الصادق 1 و2" التي شنتهما إيران على إسرائيل، وكذلك رفعت بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

ووفق فايز، فإن هذه الراية ترفع عندما تقرر إيران الأخذ بالثأر، واصفا الخطوة بأنها تبقى "رمزية"، بعد استيعاب ما وقع وسد الفراغات التي حدثت في المناصب العسكرية العليا.

أما مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير فقال إن العادة جرت على رفع راية الانتقام الحمراء بعد مراسم التشييع والدفن.

لكن إيران لم تنتظر هذه اللحظة -حسب الدغير- وترى الأولوية في تنفيذ عمل عسكري بانتظار الترتيبات العملية على مستوى القيادات والأدوات والآليات.

إعلان

وشنت إسرائيل -فجر اليوم الجمعة- ضربات واسعة النطاق على إيران، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، مؤكدة أنها "بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي".

وقال الجيش الإسرائيلي قال إن عشرات المقاتلات نفذت ضربة افتتاحية في قلب إيران، تلتها هجمات وضربات أخرى.

الرد الإيراني

وبناء على ذلك، فإن إيران تذهب باتجاه الاستعداد الكامل للرد، مشيرا إلى أن إرسال طائرات مسيّرة يفهم منه بأنه "إشغال المجال الجوي الإسرائيلي، واختبار مسارات معينة للرد الإيراني"، حسب فايز.

وشدد على أن رد إيران آت ولكن "توقيته ومضمونه ومساراته مسألة تبقى قابلة للنقاش"، إذ توجد الولايات المتحدة كحاجز دفاعي في الطريق، لافتا إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد مظاهرات شعبية في البلاد تطالب بالرد على إسرائيل.

ووصف الهجوم الإسرائيلي "بالتهديد الحقيقي والوجودي"، وأنه يعد اختراقا للسيادة الإيرانية، مما يشير إلى استهداف إسرائيلي لمراكز قوة إيران.

ومن ثم، فإن "إيران مطالبة برد واضح وصريح لكي تعدل في موازين القوى والخسائر التي تكبدتها"، وفق فايز.

ولفت إلى أن إيران متعودة على سد الفراغات بشكل سريع على مستوى القيادة، رغم التأثير المعنوي لاغتيالهم، لكنه أشار إلى أن إيران تحدثت سابقا أن لديها سيناريوهات تتعلق بغياب جزء من القادة "لكنه لن يكون مؤثرا على الرد الإيراني في الميدان".

وكشف التلفزيون الإيراني عن تعيين المرشد الإيراني علي خامنئي قائد الجيش عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان، واللواء محمد باكبور قائدا عاما للحرس الثوري، واللواء علي شادماني قائدا لمقر خاتم الأنبياء التابع لهيئة الأركان.

وجاءت هذه التعيينات "الدائمة" -حسب فايز- بعد ساعات قليلة من تعيين حبيب الله سياري بالوكالة رئيسا للأركان وأحمد وحيدي قائدا للحرس الثوري بعد اغتيال إسرائيل سلفيهما محمد باقري وحسين سلامي.

إعلان

بدوره، قال مراسل الجزيرة في إيران نور الدين الدغير إن السلطات أغلقت الممر الذي توجد فيه منشأة نطنز النووية ومجمع لتخصيب اليورانيوم تفاديا لأي تلوث بيئي في المنطقة.

ووصف المواقع العسكرية التي استهدفت "بالحيوية"، خاصة المقرات الحدودية الإستراتيجية، إذ تم استهداف مواقع الرادارات ومنظومات الصواريخ والمسيّرات، بما يؤثر على الرصد والمراقبة.

ووفق الدغير، فإن هناك حراكا سريعا داخل هيئة الأركان الإيرانية والمواقع القيادية الأخرى من أجل لملمة تبعات الهجوم الإسرائيلي.

وقال إن الهجوم الإيراني قد يكون "مركبا، ولا يقتصر على المسيّرات والصواريخ الباليستية".

ولفت إلى أن قراءات عسكرية تقول إن إيران "قد تخترق الداخل الإسرائيلي وتربك القدرات العسكرية الإسرائيلية"، مستفيدة من الوثائق التي حصلت عليها مؤخرا بشأن أهداف عسكرية نووية في إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • دلالات الرد الإيراني والانهيار الصهيوني
  • العودة الفلسطيني: لندن مطالبة بتحقيق في دور بريطانيا بـإبادة غزة
  • المرزوقي يتهم السيسي.. من اغتيال مرسي إلى التواطؤ في إبادة غزة
  • العفو الدولية: محو إسرائيل بلدة خزاعة دليل على ارتكابها إبادة جماعية في غزة
  • الأمن العام يوضح دلالات صافرات الإنذار
  • الأمن العام يوضح دلالات صفارات الإنذار التي دوت صباحًا
  • ما معنى رفع إيران للراية الحمراء في قم؟.. دلالات الانتقام وسيناريوهات الرد على إسرائيل
  • مراسلو الجزيرة: هذه دلالات رفع الراية الحمراء في قم وهذا شكل الرد الإيراني
  • عادا من ألمانيا لقضاء العيد.. ففقدا حياتهما في “أفيون قره حصار”.. تفاصيل مؤلمة جدا
  • وهبي: مهنة التوثيق تساهم في تحقيق الأمن التعاقدي باعتباره من بين مؤشرات قياس مناخ الأعمال