ننتظر أن يموتوا واحدا تلو الآخر.. فلسطيني في شمال غزة يبكي طفلته الوليدة بعد وفاتها بسبب سوء التغذية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
(CNN)-- "نحن ننتظر أن يموتوا واحدا تلو الآخر"، كانت هذه كلمات أحمد مقاط، السبت، بعد وقت قصير من وفاة طفلته في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة.
وكانت زوجة مقاط، سماهر، قد عانت ضعفا بسبب سوء التغذية وأنجبت قبل الأوان ابنتها أمل. لكن المستشفى لم يتمكن من إبقاء أمل على قيد الحياة.
وقال الدكتور أحمد كحلوت، رئيس قسم الحاضنات في مستشفى كمال عدوان، لشبكة CNN إن سوء صحة الأم يعني أن ابنتها المولودة حديثا "تنتظر الموت".
وأضاف الدكتور كحلوت: "إنها الطفلة الرابعة منذ بداية الأسبوع التي تُوفيت في هذا القسم، بسبب نقص الإمكانيات وعدم وجود أي طعام للأمهات المرضعات والحوامل، وكذلك الأطفال دون سن 12 عاما".
وبحسب وكالات الإغاثة الإنسانية، كان هناك نقص حاد في الغذاء في أجزاء من شمال غزة منذ أشهر، مما أدى تدريجيا إلى تدهور في صحة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون هناك.
وقال الدكتور كحلوت لشبكة CNN إن "قسم سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان مليئ بالحالات الناتجة عن سوء التغذية الحاد، والذي تصاحبه بعض المشاكل الصحية: مشاكل في التنفس، والتهابات بالصدر، والجفاف الشديد. وتحتاج هذه الحالات إلى رعاية خاصة، وهذه الإمكانيات غير موجودة في شمال قطاع غزة أو في مستشفى كمال عدوان".
وأضاف: "المجاعة ستدمر جميع الفئات العمرية للشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة. إذا لم نعالج هذه المسألة عاجلا، فإننا نتجه إلى مجاعة حقيقية قد تسفر عن الموت في سن مبكرة للغاية".
وقال أحمد مقاط لشبكة CNN إن زوجته تحملت شهورا دون نوم أو أكل أو شرب وهي حامل. "لدينا مجاعة حقيقية وهؤلاء الأطفال يموتون. إنه قدر الله، لكن سببه الناس. لكل حالة وفاة سبب".
وأضاف: "لا توجد أدوية أو علاجات أو مكملات طبية أو مكملات غذائية. ليس لدينا حياة".
وقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان لشبكة CNN: "لدينا 250 حالة سوء تغذية في شمال غزة، بما في ذلك 50 حالة تتلقى خدمة الرعاية الطبية، و6 حالات في خطر وتتلقى رعاية طبية مكثفة للغاية".
وأضاف أبو صفية: "هناك أماكن أخرى تعاني من سوء التغذية. نحاول إحصاء الحالات، وبدأنا تشكيل فرق وإرسالها إلى أماكن النزوح حتى يتم إحصاء جميع الحالات".
وقال أبو صفية لشبكة CNN: "لم تصلنا أي مواد أساسية في شمال غزة، وخاصة طعام الأطفال. بعض الأمراض تعود إلى الظهور، مثل التهاب الكبد والتهاب المعدة والأمعاء".
وأوضح أبو صفية أن "عدم وجود الغذاء الصحي والمياه النظيفة يسرع من انتشار الأمراض. كل ما نقدمه هو بعض المحاليل الطبية السائلة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".
وتحدث أيضا عن حادث إصابة نحو 45 طفلا بالمرض، السبت، بعد تناولهم زجاجات مشروبات منتهية الصلاحية.
وقال: "بسبب الجوع في غزة، تناول الأطفال هذا المشروب، وبسبب انقطاع الكهرباء وسوء التخزين، للأسف انتهت صلاحيته".
وأوضح أنهم "تحت المراقبة ويتناولون المحاليل"، ويجب أن يتعافوا.
وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، إن المجاعة انتشرت من مناطق شمال غزة إلى المناطق الوسطى والجنوبية، حيث يوجد أكثر من 1.8 مليون شخص.
وقدر أن 90% من الأطفال يعانون من درجة ما من فقر الدم وسوء التغذية.
وقال عدنان أبو حسنة لشبكة "القاهرة الإخبارية" المصرية، إن "جميع سكان غزة يشربون المياه غير الآمنة، بالإضافة إلى تعطيل البنية التحتية للصرف الصحي. كل هذا يؤدي إلى انتشار الأمراض، والمخاوف من انتشار الكوليرا في الفترة المقبلة. لم يعد لدى الناس القدرة على مقاومة الأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية وسوء التغذية، وتوجد عائلات تتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أيام".
وفي أحدث تحديث له، الجمعة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن "قيود الوصول لا تزال تعيق بشدة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية الأساسية بجميع أنحاء غزة، بما في ذلك توفير المساعدات الغذائية والتغذية الحيوية والرعاية الطبية والحماية والمأوى، فضلا عن خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تعرقل توزيع المساعدات في شمال غزة بجانب انعدام الأمن. وأكد أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى من يونيو/حزيران الجاري، قامت إسرائيل بتيسير 36 مهمة من مهمات المساعدة البالغ عددها 71 مهمة، لكن ثماني مهمات مُنعت من الوصول، وعُرقلت 18 مهمة، وأُلغيت 9 مهمات لأسباب لوجستية أو تشغيلية أو أمنية.
وأوضح أن الصورة كانت أفضل في الجنوب. فمن بين 210 مهمة مساعدة إنسانية منسقة إلى مناطق جنوب غزة، سهلت السلطات الإسرائيلية 146 مهمة، وتم رفض وصول 13 مهمة.
ومع ذلك، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن انعدام الأمن على طول طريق صلاح الدين لا يزال يشكل مصدر قلق كبير "بسبب القتال المستمر، والأنشطة الإجرامية، وخطر النهب".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأونروا الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة فی مستشفى کمال عدوان سوء التغذیة فی شمال غزة أبو صفیة
إقرأ أيضاً:
بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
أعلنت مجموعة أطباء سودانية الثلاثاء عن وفاة 13 طفلاً لأسباب تتعلق بسوء التغذية الشهر الماضي في مخيم للنازحين في إقليم دارفور بالسودان، حيث تسببت الحرب الأهلية في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. اعلان
تُعدّ الوفيات في مخيم لقاوة بشرق دارفور أحدث مأساة في السودان، الذي دخل في حالة من الفوضى في أبريل/ نيسان 2023 عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وانتشرت بسرعة إلى باقي مناطق البلاد.
مأساة المخيم
وأفادت شبكة أطباء السودان، وهي مجموعة من المهنيين الطبيين السودانيين في جميع أنحاء البلاد الواقعة في شمال شرق أفريقيا، بوفاة الأطفال في بيان. وقالت إن المخيم، الذي يستضيف أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، يعاني من نقص حاد في الغذاء.
وحثت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة على زيادة المساعدات الإنسانية للمخيم في ظل تزايد معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال. لكن منظمات الإغاثة ناشدت الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
انتشار سوء التغذية وأمراض أخرى
أفادت اليونيسف في وقت سابق من هذا الشهر بارتفاع بنسبة 46% في عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم - وهو أخطر أشكال سوء التغذية - في جميع أنحاء دارفور بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأضافت الوكالة الأممية أن أكثر من 40 ألف طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولاية شمال دارفور، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وُجدت مجاعة في مناطق متعددة في دارفور ومنطقة كردفان الجنوبية.
كشفت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، الثلاثاء، عن تسجيل 2145 حالة إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة، ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع تسجيل معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات.
Related مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفورالنازحون في دارفور يصارعون الجوع وسط صراع مستمر وغياب للمساعداتالسودان: خمسة قتلى وعدد من الجرحى في الهجوم على قافلة إغاثة أممية في دارفورتشكيل حكومة موازية
على صعيد تعميق الأزمة السياسية في البلاد، أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة يرفضها الجيش، وحذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة السودان.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.
وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور، أعلن المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد، أنه جرى تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء في حكومة الدعم السريع، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.
ووقّع أكثر من 20 كياناً سياسياً وفصيلاً مسلحاً في نهاية فبراير/ شباط الماضي في العاصمة الكينية نيروبي على الوثيقة السياسية التي شكّلت الأساس الذي ستقوم عليه الحكومة التي كُشف عنها.
سارعت وزارة الخارجية السودانية إلى شجب خطوة تشكيل الحكومة الموازية، ووصفتها، في بيان، بالحكومة بالوهمية والتي تسعي فيها قوات الدعم السريع إلى توزيع مناصب حكومية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة فيها تغافل تام عن معاناة الشعب السوداني، على حد تعبير البيان.
وأدانت الخارجية السودانية موقف الحكومة الكينية التي استضافت الاجتماعات التحضيرية الخاصة بتشكيل الحكومة واعتبرتها انتهاكاً للسيادة السودانية.
وطالبت الحكومة السودانية كل المنظمات الدولية والحكومات بإدانة خطوة تشكيل الحكومة الموازية وعدم الاعتراف بها. وقالت إن أي تعامل مع حكومة الدعم السريع يُعتبر تعدياً على حكومة السودان وسيادتها على أراضيها.
كما وصف الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، خطوة تشكيل حكومة موازية بواسطة قوات الدعم السريع وفصائل موالية لها بالتمثيلية السمجة، على حد وصفه.
النظام الصحي يدفع ثمن الصراع
دمرت الحرب الأهلية النظام الصحي في السودان، مما أوجد بيئة خصبة للأمراض، وأثّر على صحة الملايين، بما في ذلك المجتمعات الضعيفة أصلاً. وتعاني البلاد من تفشي الكوليرا والحصبة والملاريا.
وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: "هذه لحظة فارقة؛ فحياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيختار التحرك أم تجاهل الأمر".
أودت الحرب بحياة آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليونًا من ديارهم، منهم 4 ملايين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
كما اتسم القتال بفظائع، منها اغتصاب جماعي وقتل بدوافع عرقية، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في دارفور، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة