الثورة نت:
2025-07-06@04:03:20 GMT

الحرب على لبنان حرب على العالم!!

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

 

 

منذ طوفان الأقصى أشبعنا مسؤولو الكيان الإسرائيلي – السياسيون والعسكريون – بتهديد غزو لبنان على طريقة تحويل بيروت إلى غزة وإعادة لبنان إلى العصر الحجري ونحو ذلك..
ربما الغريب هو أن هذا الكيان في كل الحروب لم يعتمد تصريحات بهذه العجرفة والحدة ـ وقبل الحروب تحديداً ـ وذلك قد يعني أن هذه التصريحات هي إما من الحرب النفسية أو هي بين أدوات الضغوط للوصول إلى أهداف أخرى.

.
ومع ذلك فإننا لا ننفي احتمالية الحرب بل نتوقعها ولا نستبعدها وذلك ما أكده السيد حسن نصر الله في آخر خطاب له، “نحن أستعدينا لأسوأ الاحتمالات”..
موقف حزب الله – كما جبهات الإسناد في محور المقاومة – ثابت ويتمثل في اشتراط إنهاء العدوان على غزة وإيقاف الإبادة الجماعية وستتوقف تلقائياً جبهات الإسناد، وبالمقابل فكل ما تريده أمريكا وإسرائيل هو سحب الورقة الأهم لدى المقاومة بإطلاق الأسرى الإسرائيليين ومن ثم استئناف ومواصلة العدوان..
وكل ما تقدم من مبادرات للمقاومة من أمريكا والوسطاء تطلب إطلاق الأسرى الإسرائيليين وترفض وقف العدوان والحرب وتستعمل صيغاً وعبارات مطاطية لإخفاء المكر والخداع الأمريكي الإسرائيلي وكلاهما واحد..
بالعودة إلى تهديد الحرب على لبنان لنا التوقف والتمعن عند ثلاثة مواقف:
الأول: أن الكيان الإسرائيلي يؤكد أنه أكمل الاستعداد للحرب على لبنان أو غزوه..
الثاني: أن حزب الله يؤكد أنه لا يريد ولا يسعى إلى حرب واسعة أو مفتوحة، ولكنه لا يخاف الحرب إن فرضت على لبنان وهو قادر على التعامل معها باعتبارها بين أسوأ الاحتمالات..
الثالث: الموقف الأمريكي ومؤداه أن أمريكا تنصح أو تطلب من الكيان الإسرائيلي عدم التصعيد باتجاه لبنان..
هذا الموقف يعني أنه إذا سارت إسرائيل في خيار الحرب على لبنان فالأمر الواقع لأمريكا أن تكون داعمة لإسرائيل أو شريكة في الحرب وفق مجريات هذه الحرب..
الموقف الأمريكي لم يعد يركز أو يرتكز على منع الحرب على لبنان أو حتى معارضتها وإن حدثت هذه الحرب فأمريكا تصبح شريكاً وليس مجرد داعم..
ولذلك فإسرائيل سياسياً تتمنى أن تجر حزب الله ليكون البادئ في الحرب الأوسع لأنه بذلك سيكون “حزب الله” هو من جر أمريكا إلى الحرب وليس إسرائيل أو نتنياهو..
بالإجمال، فإذا كانت الحرب على لبنان هي الخيار الأوحد لبقاء نتنياهو في الحكم فهو سيسير في هذه الحرب فوق أي حسابات وفوق أي تقاطعات أو تباينات مع أمريكا، حيث أن أمريكا ليست قادرة على منع الحرب أو لا تريد المنع، وحيث الحرب مسألة مصيرية لنتنياهو فالحرب كأنما باتت قائمة وليس فقط قادمة..
إذا حدثت الحرب على لبنان فمن بمقدوره منع أقلمتها أو توسعها إلى إقليمية ربطاً بإيران تحديداً..
فإذا موقف أمريكا بعد الحرب سينبع من نتائج أو معطى الحرب في الميدان، فكذلك سيكون موقف إيران وكأننا نصبح في سباق بين الدخول الإيراني المباشر وبين تصعيد التدخل الأمريكي إلى أعلى مستوى من المباشرة..
هل بين التوقعات التدحرج أكثر إلى عولمة هذه الحرب أو عالميتها وتكون رغبة نتنياهو قد فجرت حرباً عالمية ثالثة؟..
من بمقدوره فرز هذه الاحتمالات على أساس المعقول واللامعقول ومن سيصدق أمريكا الإسرائيلية أو إسرائيل الأمريكية بتحميل المقاومة الفلسطينية المشروعة – وعلى رأسها حماس – “المسؤولية”؟..
هؤلاء الذين يمارس أبشع دمار لوطنهم وأسوأ إبادة جماعية في العصر الحديث لشعبهم وكل ما يريدونه هو التحرير والحرية لوطنهم وشعبهم فإن الجنون في تحميلهم مسؤولية حرب عالمية ثالثة..
كل العالم بات يجمع على حل الدولتين على أساس حدود 1967م، ماعدا شخص واحد في العالم يعارض بل ويرفض، وهو النتن ياهو، والحرب العالمية ـ إن حدثت ـ فهي انصياع لرغبات ونرجسية هذا الشخص لكنه ومادامت أمريكا تنصاع له فالمسؤولية ستحمل الشعب المباد جماعياً تحت عنوان “حماس” أو أي عنوان أو تخريجة..
إسرائيل لا تقبل ببساطة إلا أن يترك حق إبادة الشعب الفلسطيني، كما حدث مع سكان أمريكا الأصليين ومع سكان أستراليا والبديل هو حرب عالمية ثالثة، وأمريكا لا يعنيها غير أن تخوض هذه الحرب طوعاً وتطويعاً أو إكراهاً ومكرهة..
الوصول إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية وبغض النظر عن النتائج وما تفضي إليه هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني ومقاومته ولحزب الله ولمحور المقاومة، لأن هذه الحروب بين ما تعنيه أنه ولأول مرة منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني يحدث التكافؤ بين الشعب الفلسطيني وبين هذا الكيان..
وحيث نتنياهو يشترط إبادة الشعب الفلسطيني – كما الهنود الحمر في أمريكا – فالحرب الإقليمية أو حتى العالمية هي الأرحم له وبه من تكرار الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في أي قارة وأي وطن..
أصبحت عند ذكر الإبادات الجماعية أذهب في تفكيري وتلقائياً إلى مشروع “المليار الذهبي”، فهل جديد وتجديد الإبادات الجماعية له علاقة بهذا المشروع الأمريكي؟!!..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا الإمبراطورية المأزومة..!

 

مرة أخرى أعود للحديث عن أمريكا الإمبراطورية المأزومة، بعد أن تحولت من دولة ليبرالية إلى دولة إمبريالية تسعى لديمومة هيمنتها من خلال القوة وبالقوة تحاول فرض السلام على طريقتها، ولكن هل السلام الذي تقصده إدارة ترامب هو السلام العربي – الصهيوني؟ أم المقصود به “سلام وسلامة كيانها اللقيط” الذي تحاول تطويع كل دول وأنظمة الوطن العربي والعالم الإسلامي للخضوع لهيمنة كيانها الاستيطاني العنصري..

لكن دعونا -أولا – نقف أمام أدلة وظواهر الأزمة التي تنهش في مفاصل أمريكا الدولة العظمى التي فقدت فعلا عظمتها من خلال ما أقدمت عليها من إجراءات تعسفية بحق المهاجرين في خطوة أظهرتها كدولة ديكتاتورية تتماهي بإجراءاتها مع إجراءات بقية أنظمة العالم الثالث التي تتهم أمريكيا كأنظمة قمعية وديكتاتورية ولم تتردد في اتخاذ إجراءات عقابية ضدها طيلة العقود الخمسة الماضية..

مواقفها تجاه المسيرات الطلابية التي عبرت عن تضامنها مع أطفال ونساء قطاع غزة الذين سقطوا نتاج العدوان الصهيوني الذي لم يكن مجرد رد فعل على أحداث السابع من أكتوبر 2023م بل ما حدث ويحدث في غزة وكل فلسطين هي حرب إبادة وجرائم حرب مكتملة الأركان، جرائم ترتكب برعاية أمريكية -غربية، في ظل صمت عربي _إسلامي سببه تهديدات أمريكا لكل أنظمة المنطقة التي تلقت تحذيرات وتهديدات حاسمة من قبل واشنطن والعواصم الغربية، مفادها أن أي محاولة للتدخل أو التعاطف مع المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة سوف تعتبره أمريكا والكيان والغرب إعلان حالة عداء معهم، وبالتالي ضرب اقتصادهم الضعيف أصلا خاصة وغالبية أنظمة المنطقة مرتبطة اقتصاديا بالبنك والصندوق الدوليين بما فيها الدول النفطية، التي رغم طفرتها النفطية تعاني من أزمات اقتصادية وتنموية، الأمر الذي أجبر هذه الأنظمة على الصمت والخنوع للمنطق الأمريكي الراعي للجرائم الصهيونية.

الأمر الآخر والمهم هو الخطاب السياسي والإعلامي الذي يتبناهما ترامب وإدارته والسلوكيات التي تمارس من قبلهم، لدرجة أفقدوا فيها هيبة أمريكا ومكانتها كدولة عظمى.

نعم يمارس “ترامب” وإدارته خطاباً وسلوكاً مثيراً لم يكن أحدا يتصور حدوثه، حتى النخب السياسية الأمريكية مذهولة من طريقة تعاطي ترامب مع القضايا المحلية والدولية، بصورة تدفع المتابع لمواقف “ترامب” وإدارته، وكأنه يتابع “بلياتشوا في سيرك” فالرجل أسقط فعلا _هيبة الرئاسة الأمريكية وهيبة البيت الأبيض، والطقوس والتقاليد التي اعتاد عليها سكان البيت الأبيض على مدى ثلاثة قرون، طقوس دمرها ترامب وحط من مكانة الرئاسة والبيت الأبيض، واعتمد استراتيجية ” الكذب السافر” حتى أصبح شعاره” اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس”..!

فالرجل يمارس سياسة تسويق الوهم مع الداخل الأمريكي، ويمارس سياسة الكذب والخداع مع العالم، ويستخدم القوة المفرطة لشرعنة أكاذيبه، ويصرح بأحداث لوسائل الإعلام وعبر صفحاته، ليس لها وجود في الواقع، لكنها أماني يتمناها، ثم يوظف القوة لتحقيقها، بصورة جعلت مصداقية دولة بحجم أمريكا محل شكوك وتوجس وريبة من كل دول وأنظمة العالم بما في ذلك حلفاء أمريكا أنفسهم..

لم تكن أحداث “الكابيتول” التي شهدها العالم نهاية عهد ترامب الأول مجرد حدث عابر، بل كانت حصيلة أزمة تتفاعل في مفاصل الدولة العظمى، التي تعاني من أزمات مركبة، أبرزها اقتصادية ومالية، فأمريكا يمكن القول أنها دولة شبه مفلسة، وأنها تعمل بأموال دول وشركات العالم مستغلة عملتها كعملة دولية من ناحية، ومن الأخرى سيطرتها على اغلب ثروات دول العالم والشركات الدولية والشخصيات الذين يضعون في بنوكها كل أملاكهم، لذا تعمل هي على تدوير ثروات العالم وتطبع عملتها بطريقة مخالفة لكل القوانين الاقتصادية والمالية، فعملتها فئة المائة الدولار لا تكلفها سوى 13 سنتاً، وكذا اعتمادها على إدارة الشئون الدولية عن طريق الحروب وصناعة الأزمات، أضف إلى كل هذا احتياجاتها خلال العقد القادم لأكثر من 15 ترليون دولار، لإعادة تجديد وترميم بنيتها التحتية، مثل شبكات النقل الكهربائي، وشبكة الهاتف، وصيانة الطرقات، وخطوط السكة الحديد، والمطارات والموانئ، بحسب آخر تقرير صادر عن مركز “كارتر للدراسات الاستراتيجية لعام 2023″..!

لم تكن عودة ترامب للبيت الأبيض مجازفة، أو فعلاً من صدف، بل حصيلة مخطط إنقاذ للاقتصاد الأمريكي -أولا – ثم إنقاذ للكيان اللقيط والمضي فيما بدأه ترامب في عهده الأول ومنها توسيع نطاق ” الاتفاق الإبراهيمي” وإعادة ضبط إيقاعات السياسة في المنطقة، وضرب نفوذ “إيران ” وتصفية ما يطلق عليه بأذرعها، سوريا وحزب الله، والمقاومة، وانصار الله..

لكل ما سلف يحاول ترامب وفريقه في البيت الأبيض تصدير أزماتهم الداخلية للخارج عبر توظيف القوة تحت سحب التضليل والخداع والأكاذيب، بل وحتى التهريج وهو ما جعله في حالة صدام مع وسائل الإعلام الأمريكية الأكثر حضورا وشهرة في أمريكا والعالم، يتحدث البعض عن شخصية رجل الصفقات الباحث عن مكاسب فورية، لكن معطيات واقع الحال تشير إلى أن الرجل كما وصفته ” بنت شقيقه” مصاب بحالة انفصام ويعاني من اضطرابات نفسية..

مضاف إلى ذلك ثقافة مهنية مكتسبة كونت شخصيته على مدى عقود خلف ” طاولة القمار، فجمع ثروة هائلة أهلته لأن يشتري منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن أول صدام يحدث في إدارته بينه وبين صديقه المفترض _إيلون ماسك -الذي يريد “ترامب” في آخر مواقفه منه إعادة تصديره إلى جنوب إفريقيا..

 

 

مقالات مشابهة

  • دعا لتجاوز خلافات الماضي.. المبعوث الأمريكي: فرصة تاريخية لـ«حصر السلاح» في لبنان
  • العلاقة الطبيعية مع أمريكا هي الحرب
  • «حزب أمريكا».. هل يقلب ماسك المشهد السياسي الأمريكي؟
  • هل تستطيع أمريكا دعم إسرائيل وأوكرانيا في ذات الوقت؟
  • ‏المبعوث الأمريكي توم براك: هذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتوترة في الماضي وتحقيق الوعد الحقيقي للبنان
  • أمريكا الإمبراطورية المأزومة..!
  • استنزاف الساحات.. ولاية الفقيه بين نيران أمريكا ومُر الاستسلام في لبنان
  • بعد الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة... حان الوقت لتسليم السلاح
  • دراسة تكشف ما يفعله الجيش الأمريكي بـمناخ العالم
  • تقرير عن مقاتلي حزب الله... ما هو عددهم؟