الثورة نت:
2025-05-12@18:35:49 GMT

الحرب على لبنان حرب على العالم!!

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

 

 

منذ طوفان الأقصى أشبعنا مسؤولو الكيان الإسرائيلي – السياسيون والعسكريون – بتهديد غزو لبنان على طريقة تحويل بيروت إلى غزة وإعادة لبنان إلى العصر الحجري ونحو ذلك..
ربما الغريب هو أن هذا الكيان في كل الحروب لم يعتمد تصريحات بهذه العجرفة والحدة ـ وقبل الحروب تحديداً ـ وذلك قد يعني أن هذه التصريحات هي إما من الحرب النفسية أو هي بين أدوات الضغوط للوصول إلى أهداف أخرى.

.
ومع ذلك فإننا لا ننفي احتمالية الحرب بل نتوقعها ولا نستبعدها وذلك ما أكده السيد حسن نصر الله في آخر خطاب له، “نحن أستعدينا لأسوأ الاحتمالات”..
موقف حزب الله – كما جبهات الإسناد في محور المقاومة – ثابت ويتمثل في اشتراط إنهاء العدوان على غزة وإيقاف الإبادة الجماعية وستتوقف تلقائياً جبهات الإسناد، وبالمقابل فكل ما تريده أمريكا وإسرائيل هو سحب الورقة الأهم لدى المقاومة بإطلاق الأسرى الإسرائيليين ومن ثم استئناف ومواصلة العدوان..
وكل ما تقدم من مبادرات للمقاومة من أمريكا والوسطاء تطلب إطلاق الأسرى الإسرائيليين وترفض وقف العدوان والحرب وتستعمل صيغاً وعبارات مطاطية لإخفاء المكر والخداع الأمريكي الإسرائيلي وكلاهما واحد..
بالعودة إلى تهديد الحرب على لبنان لنا التوقف والتمعن عند ثلاثة مواقف:
الأول: أن الكيان الإسرائيلي يؤكد أنه أكمل الاستعداد للحرب على لبنان أو غزوه..
الثاني: أن حزب الله يؤكد أنه لا يريد ولا يسعى إلى حرب واسعة أو مفتوحة، ولكنه لا يخاف الحرب إن فرضت على لبنان وهو قادر على التعامل معها باعتبارها بين أسوأ الاحتمالات..
الثالث: الموقف الأمريكي ومؤداه أن أمريكا تنصح أو تطلب من الكيان الإسرائيلي عدم التصعيد باتجاه لبنان..
هذا الموقف يعني أنه إذا سارت إسرائيل في خيار الحرب على لبنان فالأمر الواقع لأمريكا أن تكون داعمة لإسرائيل أو شريكة في الحرب وفق مجريات هذه الحرب..
الموقف الأمريكي لم يعد يركز أو يرتكز على منع الحرب على لبنان أو حتى معارضتها وإن حدثت هذه الحرب فأمريكا تصبح شريكاً وليس مجرد داعم..
ولذلك فإسرائيل سياسياً تتمنى أن تجر حزب الله ليكون البادئ في الحرب الأوسع لأنه بذلك سيكون “حزب الله” هو من جر أمريكا إلى الحرب وليس إسرائيل أو نتنياهو..
بالإجمال، فإذا كانت الحرب على لبنان هي الخيار الأوحد لبقاء نتنياهو في الحكم فهو سيسير في هذه الحرب فوق أي حسابات وفوق أي تقاطعات أو تباينات مع أمريكا، حيث أن أمريكا ليست قادرة على منع الحرب أو لا تريد المنع، وحيث الحرب مسألة مصيرية لنتنياهو فالحرب كأنما باتت قائمة وليس فقط قادمة..
إذا حدثت الحرب على لبنان فمن بمقدوره منع أقلمتها أو توسعها إلى إقليمية ربطاً بإيران تحديداً..
فإذا موقف أمريكا بعد الحرب سينبع من نتائج أو معطى الحرب في الميدان، فكذلك سيكون موقف إيران وكأننا نصبح في سباق بين الدخول الإيراني المباشر وبين تصعيد التدخل الأمريكي إلى أعلى مستوى من المباشرة..
هل بين التوقعات التدحرج أكثر إلى عولمة هذه الحرب أو عالميتها وتكون رغبة نتنياهو قد فجرت حرباً عالمية ثالثة؟..
من بمقدوره فرز هذه الاحتمالات على أساس المعقول واللامعقول ومن سيصدق أمريكا الإسرائيلية أو إسرائيل الأمريكية بتحميل المقاومة الفلسطينية المشروعة – وعلى رأسها حماس – “المسؤولية”؟..
هؤلاء الذين يمارس أبشع دمار لوطنهم وأسوأ إبادة جماعية في العصر الحديث لشعبهم وكل ما يريدونه هو التحرير والحرية لوطنهم وشعبهم فإن الجنون في تحميلهم مسؤولية حرب عالمية ثالثة..
كل العالم بات يجمع على حل الدولتين على أساس حدود 1967م، ماعدا شخص واحد في العالم يعارض بل ويرفض، وهو النتن ياهو، والحرب العالمية ـ إن حدثت ـ فهي انصياع لرغبات ونرجسية هذا الشخص لكنه ومادامت أمريكا تنصاع له فالمسؤولية ستحمل الشعب المباد جماعياً تحت عنوان “حماس” أو أي عنوان أو تخريجة..
إسرائيل لا تقبل ببساطة إلا أن يترك حق إبادة الشعب الفلسطيني، كما حدث مع سكان أمريكا الأصليين ومع سكان أستراليا والبديل هو حرب عالمية ثالثة، وأمريكا لا يعنيها غير أن تخوض هذه الحرب طوعاً وتطويعاً أو إكراهاً ومكرهة..
الوصول إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية وبغض النظر عن النتائج وما تفضي إليه هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني ومقاومته ولحزب الله ولمحور المقاومة، لأن هذه الحروب بين ما تعنيه أنه ولأول مرة منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني يحدث التكافؤ بين الشعب الفلسطيني وبين هذا الكيان..
وحيث نتنياهو يشترط إبادة الشعب الفلسطيني – كما الهنود الحمر في أمريكا – فالحرب الإقليمية أو حتى العالمية هي الأرحم له وبه من تكرار الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في أي قارة وأي وطن..
أصبحت عند ذكر الإبادات الجماعية أذهب في تفكيري وتلقائياً إلى مشروع “المليار الذهبي”، فهل جديد وتجديد الإبادات الجماعية له علاقة بهذا المشروع الأمريكي؟!!..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دروس الفشل العسكري الأمريكي

 

شهدت السياسة الأمريكية تحولاً لافتاً في تعاملها مع ملف الأزمة اليمنية. فبعد سنوات من الاعتماد بشكل كبير على التواصل والتعاون مع دول إقليمية في إدارة هذا الملف المعقد، تتجه واشنطن اليوم نحو التفاوض المباشر مع “أنصار الله”. هذا التحول، الذي يعكس اعترافاً ضمنياً بقوة الأمر الواقع التي فرضها “أنصار الله” على الأرض، يسلط الضوء على دروس قاسية من الفشل العسكري الأمريكي، ويحمل في طياته خسائر فادحة لما يسمى بـ “الشرعية”.

إن قرار الولايات المتحدة بالجلوس مباشرة مع “أنصار الله” لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة تراكم لتحديات وعوامل عديدة أفشلت المساعي السابقة، وعقدت الحملة العسكرية التي استهدفت الحركة. ومن اللافت للنظر أن هذا التفاوض المباشر يجري مع جماعة تصنفها الولايات المتحدة نفسها حالياً كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO). هذه الحقيقة تجعل من التحول في النهج الأمريكي أكثر دلالة، وتشير إلى مدى الإدراك الأمريكي بضرورة التعامل مع القوة المهيمنة على الأرض بغض النظر عن التصنيفات الرسمية.

فمنذ البداية، اصطدمت واشنطن بحقيقة دامغة تتمثل في سيطرة “أنصار الله” الفعلية على مناطق واسعة ومكتظة بالسكان في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء وميناء الحديدة الاستراتيجي. هذه السيطرة جعلت من أي محاولة لتجاوز الحركة في البحث عن حلول أو تهدئة للأوضاع أمراً غير واقعي، بل وعقيماً.

علاوة على ذلك، أثبتت “أنصار الله” أنها قوة متجذرة بعمق في النسيج اليمني، تمتلك معرفة تفصيلية بالتضاريس المحلية، وولاءات قبلية واجتماعية يصعب اختراقها. طبيعة اليمن الوعرة نفسها شكلت تحدياً إضافياً، حيث يصعب تحديد وتدمير مواقع الحركة في الجبال والوديان المترامية الأطراف. وقد تفاقم هذا التحدي بسبب محدودية قدرة الولايات المتحدة على جمع معلومات استخباراتية دقيقة حول هذه المواقع، مما أعاق أي عمليات برية محتملة.

ولم تقتصر التحديات على الجغرافيا والانتشار، بل امتدت لتشمل القدرات العسكرية المتطورة التي يمتلكها “أنصار الله”. فقد كشفت الحركة عن ترسانة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى، وامتلاكها لصواريخ فرط صوتية، وطائرات مسيرة حديثة أظهرت قدرة على اختراق المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية. هذه القدرات مكنت “أنصار الله” من شن هجمات مؤثرة على أهداف بعيدة، ابتداءً من منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر ثم المواجهة المباشرة مع حاملات الطائرات الأمريكية وتحقيق إصابات مباشرة، وكذلك تحقيق ضربات مباشرة لكيان الاحتلال في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها استهداف مطار اللد المسمى إسرائيلياً “بن غوريون” وصولاً إلى اتخاذ قرار بفرض حصار جوي شامل على الكيان بالتزامن مع قرار العقوبات الذي اتخذته صنعاء ضد عدد من الشركات الأمريكية، مما أجبر الولايات المتحدة على إعادة تقييم استراتيجيتها.

إن قدرة “أنصار الله” على التكيف مع الضربات الأمريكية واستمرار عملياتها النوعية، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تكبدتها الولايات المتحدة، بما في ذلك إسقاط عدد كبير من الطائرات المسيرة باهظة الثمن وخسارة 3 طائرات مقاتلة من طراز F18، كلها مؤشرات على فشل الرهان على الحل العسكري.

لكن هذا التحول في السياسة الأمريكية يحمل في طياته ثمناً باهظاً لما يسمى بـ “الحكومة اليمنية الشرعية”، التي كانت تُعد الشريك الأساسي لواشنطن في إدارة الملف اليمني. فالتفاوض المباشر مع “أنصار الله”، وهي حركة مصنفة إرهابياً من قبل الولايات المتحدة ولم تحظَ بالاعتراف الدولي الذي تتمتع به الحكومة المدعومة من الرياض، يمثل تآكلاً لمكانة “الشرعية” وتقويضاً لادعاءاتها بتمثيل الشعب اليمني.

هذا التحول يرسل رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة باتت تتعامل مع القوة الفعلية على الأرض، بغض النظر عن الشرعية الدولية أو حتى تصنيفاتها الخاصة. إنه اعتراف ضمني بأن “الحكومة الشرعية” لم تعد قادرة على تحقيق أهداف واشنطن في اليمن، سواء كانت تلك الأهداف تتعلق بمكافحة الإرهاب أو استقرار المنطقة.

في الختام، يمكن القول إن قرار الولايات المتحدة بالتفاوض المباشر مع “أنصار الله” هو بمثابة شهادة على فشل الاستراتيجيات السابقة، وعلى قوة وصلابة “أنصار الله” كطرف لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مستقبلية لليمن. وبينما قد يفتح هذا التحول آفاقاً جديدة نحو تهدئة الصراع، فإنه في الوقت نفسه يمثل خسارة كبيرة لما يسمى “الحكومة الشرعية” التي وجدت نفسها مهمشة في معادلة إقليمية ودولية جديدة تفرضها حقائق القوة على الأرض. إن دروس الفشل العسكري الأمريكي في اليمن ستظل ماثلة للأذهان، مؤكدة على أن الحلول السياسية الشاملة هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في هذا البلد المنكوب.

مقالات مشابهة

  • حاملات الإرهاب الأمريكي.. قرون من الهيمنة
  • هل تنتهي الحرب التجارية؟ تقدم في المحادثات بين أمريكا مع الصين
  • الاتفاق الأمريكي اليمني صار واضحاً
  • ترامب: سعر الدواء في أمريكا سيكون هو الأقل في العالم
  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • ترامب يصعق نتنياهو.. اليمن يهزم أمريكا والأطلسي
  • ترامب يصعق نتنياهو ويبطش بالبنتاجون.. اليمن يهزم أمريكا والأطلسي
  • دروس الفشل العسكري الأمريكي
  • أمريكا عدوة البشرية
  • الماركا: فيفا يرغب في فكرة مشاركة رونالدو بكأس العالم للأندية في أمريكا