نصيحة من مُحب لـ"الطيران العُماني"
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
حمود بن علي الطوقي
أمس الأول السبت الموافق الخامس من أغسطس الجاري، تعرقل عدد كبير من المسافرين عبر رحلة الطيران العماني في مطار كوالالمبور الدولي، وكنت متابعًا لمسار هذه الرحلة وقلت في تغريدة عبر حسابي على تويتر بعد ما تواصل معي عدد من الركاب على متن هذه الرحلة:
"إلى الطيران العماني الرحلة رقم Wy 0824، عالقة في مطار كوالالمبور واستياء من المسافرين وبعد حبسهم داخل الطائرة لأكثر من ساعة ونصف الساعة تم إنزالهم وإبلاغهم بوجود عطل فني في أحد المحركات، الآن أكثر من 6 ساعات انتظار دون تقديم أي وجبة طعام للمسافرين هل يرضيكم هذا الوضع؟!".
تفاعل مع هذه التغريدة عدد كبير من المتابعين مؤكدين أن هذه المواقف من قبل الناقل الوطني تتكرر بشكل مستمر في وجهات مختلفة. وطالب المغردون بأهمية تعويض المسافرين وتقديم أفضل الخدمات لهم مادام المسافر ليس له ذنب.
مازال المسافرون عالقين في أحد فنادق كوالالمبور، حتى كتابة هذا المقال، وهناك من كان ملتزمًا بمواعيد مسبقة اضطر إلى البحث عن طيران بديل، وشراء تذكرة جديدة حتى لا يتأخر عن مواعيده.
الكل يتفق على أن أي طيران في العالم قد يتعرض لعطل فني، وهذا الأمر وارد في كل خطوط الطيران، ولكن طريقة معاملة الركاب تختلف من طيران لآخر، حسب خبرة الطاقم المشرف على الرحلة.
يعد الناقل الوطني (الطيران العماني) من أقدم خطوط الطيران في دول الخليج؛ حيث تأسست الشركة عام 1981 وتضم الشركة أسطولًا جويًا يتألف من أكثر من 50 طائرة وتسيِّر رحلاتها لحوالي 50 وجهة حول العالم؛ الأمر الذي يعني أن هذه الخطوط العريقة أصبح لديها خبرات متراكمة للتعامل مع المسافرين عبر خطوطها.
أعود الى رحلة الطيران العماني رقم Wy 0824 والعالقة في مطار كوالالمبور بسبب عطل فني في أحد المحركات رغم عدم إصدار أي توضيح رسمي من قبل إدارة الشركة، إلّا أن المسافرين تم إبلاغهم بأن هناك عطلًا فنيًا، وقرر الطاقم المتواجد في مطار كوالالمبور بعد 8 ساعات من التأخير- منها ساعتان داخل الطائرة- نقل المسافرين إلى أحد الفنادق القريبة لحين إصلاح العطل الفني. وحسب متابعتي فإن المسافرين ما زالوا في الفندق ولم يتم إبلاغهم بالموعد الجديد للرحلة التي ستنقلهم إلى مسقط!!
أتمنى من الطيران العماني متابعة هذه الشكوى والردود، لكي يكتشف مواقع الخلل ويعالجها، وكذلك يستفيد من التعليقات الواردة من المتابعين؛ لأنها تصب في صالح الطيران، لأنهم ينتقدون مُتطلعين لأهمية التحرك لتحسين الخدمة لأن الخدمة المتميزة مهمة لاية خطوط طيران.
هنا كمواطن محب للناقل الوطني وأحرص أن يكون سفري من خلاله على الرغم من ارتفاع تكلفة التذكرة مقارنة بخطوط أخرى، وذلك لقناعتنا بأن الناقل الوطني يمثلنا كعمانيين وسمعة ونجاح الشركة يشرفنا وأي انتقاد يُقلقنا.. فأرجو من الإخوة في إدارة الطيران العماني تقبُّل هذه النصيحة من مواطن محب للشركة، وأُجزِم أن الطاقم الفني الذي يتعامل مع حالات التأخير الطارئة مُلمٌ بما يقوم من أعمال لتوفير الحلول المُرضِيَة للمسافرين. هذه نصيحة أتمنى أن تصل إلى الطاقم المسؤول في حالات حدوث عطل فني مستقبلا، واسمحوا لي أن أبعث لكم هذه النصيحة في حالة التأكد من أن العطل الفني سوف يعطل الطيران، هنا يتطلب اتباع الآتي في كيفية إدارة الأزمات:
الاعتذار والإفصاح الفوري عن المشكلة. تأمين وبشكل عاجل مقر إقامة للمسافرين. توفير الأكل والشرب؛ حيث يتواجد في الطائرة المعطلة مأكولات جاهزة تُقدَّم للركاب. تسهيل خروج المسافرين من المطار إلى مقر الإقامة مع ضرورة وجود مرافق. التعويض المادي إذا كانت القوانين تسمح بذلك. إبلاغ المسافرين بموعد الرحلة التالية.هذه نصيحة من مُحِبٍ وأرجو أن تتقبلوها بصدر رحب مع تمنياتنا للقرارات الجديدة والجادة في إعادة هيكلة إدارة الطيران العماني التوفيق والأثر الملموس في تغيير خارطة الطريق للناقل الوطني إلى مرحلة جديدة، بعدما عانى من عثرات متتالية على مدى سنوات طويلة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كيف أسهم أدب الرحلة في توثيق العادات والتقاليد عبر العصور؟
يتزايد الاهتمام في العالم العربي بأدب الرحلة وإعادة نشر نصوصه التراثية ودراستها، وتكثر الدراسات التي تتناول ذلك الجنس الأدبي الذي يُعد من أبرز الأشكال الأدبية التي تعكس تجارب الإنسان في استكشاف المجهول، وتوثيق العادات والتقاليد، وتبادل الثقافات.
وقد أثرى كُتّاب وباحثون المكتبة العربية بالكثير من الإصدارات التي اهتمت بذلك الجنس الأدبي، وعدّته من أهم الأجناس الأدبية التي أسهمت في توثيق العادات والتقاليد عبر العصور، حيث يقوم الرحالة بدور الراوي الذي ينقل مشاهداته وانطباعاته عن المجتمعات التي يزورها، مستخدما أساليب سردية متنوعة تعكس رؤيته وثقافته الخاصة. فالرحالة ليس مجرد ناقل محايد للمعلومات، بل هو عنصر أساسي في تشكيل الخطاب الرحلي، إذ يتداخل السرد الذاتي مع التوثيق الواقعي ليخلق نصا أدبيا يجمع بين المعرفة والتجربة الشخصية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كتابة الذات وشعرية النثر في تجربة أمجد ناصرlist 2 of 2من نابلس إلى القدس: رحلة روائية تسرد تاريخ فلسطين عبر شخصية الإمام علي النابلسيend of listويأتي كتاب "الراوي في أدب الرحلة: تمثلات العادات والتقاليد عبر السرد"، لمؤلفه الدكتور عبد الحكيم خليل سيد أحمد، ضمن تلك الإصدارات التي تدور في فلك أدب الرحلة، وتغوص في عوالم الرحالة وكتاباتهم التي يروون فيها تفاصيل رحلاتهم ومشاهداتهم خلال تنقلهم بين البلدان.
يتحدث الكتاب عن الراوي في أدب الرحلة بوصفه وسيطا بين القارئ والعالم الموصوف، حيث تتباين أنماطه بين الراوي العيان الذي يصف ما يراه بحيادية، والراوي المتفاعل الذي يشارك في الأحداث ويؤثر في تفاصيلها. وتُبرز الرحلات الكلاسيكية مثل "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لابن بطوطة، مدى تأثير منظور الرحالة في وصفه للعادات والتقاليد، حيث تمثل ملاحظاته انعكاسا لرؤيته الثقافية والدينية.
ووفقا لمقدمة الكتاب، فإن عملية تمثيل العادات والتقاليد في الرحلات لا تخلو من الذاتية والتأويل، إذ يعمد بعض الرحالة إلى مقارنة المجتمعات التي يزورونها بثقافتهم الأصلية، ما قد يؤدي إلى تكوين صور نمطية أو أحكام قيمية. فعلى سبيل المثال، في "الرحلة إلى أوروبا" للطهطاوي، يظهر الراوي مندهشا من بعض العادات الفرنسية التي يراها متناقضة مع الأخلاق الشرقية، لكنه في الوقت ذاته يعترف ببعض جوانب التقدم لديهم.
إعلانكتاب "الراوي في أدب الرحلة: تمثلات العادات والتقاليد عبر السرد"، الصادر عن معهد الشارقة للتراث، ينطلق من تساؤلات رئيسة حول طبيعة الدور الذي يؤديه الراوي في تصوير العادات والتقاليد في أدب الرحلة، ومدى تأثير خلفيته الثقافية في رؤيته للأحداث، كما يحاول استكشاف التقنيات السردية التي يوظفها الرحالة في نقل تجاربهم، عبر دراسة مجموعة من النصوص الكلاسيكية والحديثة في أدب الرحلة.
منهجية الكتابوتعتمد منهجية هذا الكتاب على تحليل السرد الرحلي من منظور السرديات، مع الأخذ بعين الاعتبار مقاربات الدراسات الثقافية والأنثروبولوجيا الأدبية في فهم تمثيل العادات والتقاليد عبر الرحلة.
وقد أورد لنا المؤلف قائمة بأهم الدراسات المرتبطة بموضوع كتابه هذا، وهي: "السرديات: مفاهيم وتطبيقات" لعبد الله إبراهيم، وهو كتاب يُناقش مفهوم السرديات بشكل عام، ويحلل الأدب الرحلي بوصفه نوعا من السرد، ويشرح كيف يؤثر السرد الرحلي في نقل الثقافة والتقاليد عبر العصور.
و"تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لابن بطوطة، وهو كتاب يشتمل على العديد من أوصاف الرحالة حول العادات الاجتماعية والاحتفالات في المجتمعات التي زارها، وهو مثال حي على كيفية نقل الرحالة تفاصيل الحياة اليومية.
و"نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" للإدريسي، ويتناول وصف المؤلف للمناطق الجغرافية المختلفة وكيفية تأثيرها في فهم الثقافات والعادات، كما يناقش دور السرد الرحلي في توثيق الأماكن.
و"تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لرفاعة رافع الطهطاوي، ويتضمن هذا الكتاب مقارنات ثقافية بين العادات الأوروبية والعربية، ويقدم مثالا على السرد النقدي في الرحلات الأدبية.
و"عادات المصريين المحدثين" لإدوارد وليام لين، ويتناول الكتاب أوصاف رحلة إدوارد وليام لين إلى مصر، ويركز على توثيق العادات والممارسات الاجتماعية بشكل استشراقي.
و"رحلات ماركو بولو" لماركو بولو، ويركز هذا الكتاب على وصف أساليب الحياة في آسيا عبر السرد الرحلي، ويعرض نماذج عدة للثقافات والتقاليد التي عاش فيها المؤلف.
و"الرحلة والترحال في الثقافة العربية" لسعيد يقطين، ويناقش هذا الكتاب تطور أدب الرحلة في الثقافة العربية وارتباطه بالسرد الرحلي والتوثيق الثقافي للآخر.
محتوى الفصولكتاب "الراوي في أدب الرحلة: تمثلات العادات والتقاليد عبر السرد"، يبدأ بمقدمة شاملة حول أدب الرحلة، توضح تطوره عبر العصور، وأهمية الراوي في تشكيل النصوص الرحلية. وفي المقدمة يشير المؤلف إلى أن فهم العلاقة بين الرحلة والتوثيق الثقافي يُعد أمرا جوهريا، حيث يسهم في تعزيز الروابط بين الشعوب ويعكس التنوع الثقافي الذي يميز كل مجتمع.
كما يتناول الكتاب دور الرحالة في نقل العادات والتقاليد بين الثقافات، مما يبرز كيف أن هذه الرحلات لم تكن مجرد تنقلات جغرافية، بل كانت أيضا جسورا للتواصل الفكري والاجتماعي.
وبينما حمل الفصل الأول عنوان "مدخل إلى أدب الرحلة والسرد الرحلي"، جاء الفصل الثاني بعنوان "أنماط الراوي في أدب الرحلة"، ويتناول فيه المؤلف دور الراوي في الرحلة، ويستعرض أنواعا مختلفة من الرواة، مثل الراوي العيان، والراوي المتفاعل، ما يتيح للقارئ فهم كيفية تأثير الخلفية الثقافية للراوي في وصفه للعادات والتقاليد.
إعلانأما الفصل الثالث، فركز فيه المؤلف على تقنيات السرد المستخدمة في نقل العادات والتقاليد، حيث يبرز أهمية الأساليب السردية المتنوعة والتفاعل بين الراوي والمجتمع المحلي. وأكد فيه أن هذه التقنيات ليست مجرد أدوات أدبية، بل هي وسائل تعزز من فعالية نقل التجارب الإنسانية.
وفي الفصل الرابع، يُقدم لنا الكتاب تحليلا تفصيليا لصور من العادات والتقاليد في أدب الرحلة، حيث يستعرض العادات الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية، مما يتيح للقارئ فهما أعمق للتراث الثقافي الذي تم توثيقه عبر العصور.
وفي الفصل الخامس، يتم تحليل تأثير الخلفية الثقافية للراوي في تمثيل العادات، بينما يعرض الفصل السادس دراسة تحليلية لنماذج مختارة من الرحلات الشهيرة مثل رحلة ابن بطوطة، مما يعكس كيف أسهمت هذه الرحلات في حفظ التراث الثقافي.
ويناقش الفصل السابع أثر أدب الرحلة في حفظ التراث الثقافي وتشكيل الوعي الحضاري.
وفي الفصل الثامن "عادات وتقاليد المصريين بمرآة الرحالة ابن بطوطة"، يتم استكشاف رحلة ابن بطوطة إلى مصر، حيث يقدم وصفا دقيقا لعادات أهل مصر وتقاليدهم، كما يتناول الكتاب صورة المرأة المصرية عند ابن بطوطة، مما يعكس كيف كان يُنظر إلى المرأة في تلك الفترة. ويُبرز أيضا البعد الصوفي في رحلة ابن بطوطة لمصر، مما يضيف عمقا روحيا إلى تجربته.
ويختتم الكتاب بالفصل التاسع الذي يتناول "أطلس الرحالة العرب والمسلمين عبر العصور"، حيث يتم تصنيف الرحلات من حيث النوع والهدف، إضافة إلى تصنيفها من حيث الأماكن الجغرافية. هذا الفصل يُعد مرجعا مهما لفهم التنوع في تجارب الرحالة وكيفية تأثيرها في الثقافة العربية والإسلامية.
كتاب "الراوي في أدب الرحلة: تمثلات العادات والتقاليد عبر السرد"، يُمثل محاولة للإجابة عن إشكاليات جوهرية تتعلق بدور الراوي في تشكيل الصورة الثقافية للمجتمعات المختلفة، عبر توثيق العادات والتقاليد بأساليب سردية متباينة. ومن خلال تحليل نصوص الرحالة من مختلف الفترات التاريخية، يسعى الكتاب إلى تسليط الضوء على ديناميكيات السرد الرحلي ودوره في التفاعل بين الثقافات.