بينها الهجرة والعلاقات الدولية.. مقارنة بين برامج الأحزاب الفرنسية
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
من القدرة الشرائية والتعليم والمعاشات التقاعدية، إلى الهجرة والعلاقات الدولية، في ما يأتي مقارنة بين برامج أبرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية في فرنسا، وهي "التجمّع الوطني" (يميني متطرف) وائتلاف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون.
القدرة الشرائيةتقع القدرة الشرائية في قلب برامج التكتلات الرئيسية الثلاث، خاصة لأنها الشغل الشاغل للفرنسيين، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة.
وبالنسبة لحزب التجمع الوطني، فقد تعهد بخفض ضريبة القيمة المضافة على منتجات الطاقة من 20 إلى 5.5%، على أن "تجمّد" هذه الضريبة لاحقا على نحو 100 من المنتجات الأساسية "في حال اشتداد التضخّم".
أما ائتلاف اليسار، فتتمحور خطته الاقتصادية على راتب بحدّ أدنى يبلغ 1600 يورو صافيا في مقابل حوالي 1400 اليوم. ويعتزم اليسار أيضا ربط الأجور بنسبة التضخم وتكييف رواتب الموظفين العموميين.
وفي حين يرفض اليسار "ميثاق استقرار الميزانية" الأوروبي الذي ينص في جملة بنوده على عجز عام دون 3% من إجمالي الناتج المحلي، تتعهد الغالبية الماكرونية المنتهية ولايتها من جهتها العمل بهذه القاعدة بحلول 2027 (في مقابل 5.5% في 2023) من دون زيادة الضرائب.
وتريد أن تسمح للشركات بأن ترفع إلى 10 آلاف يورو في السنة بلا رسوم أو ضرائب، قيمة علاوة على القدرة الشرائية تُعرف بـ"علاوة ماكرون" أقرّت في 2018 في أعقاب احتجاجات ما عُرف بـ"السترات الصفر".
الهجرة
بالنسبة للتجمع الوطني، فقد تعهد بقانون هجرة جديد "طارئ" في 2024 يقوم على إلغاء حق الأرض (حق المواطنة بالولادة) وتشديد شروط لمّ شمل العائلات، وتغريم الإقامات غير النظامية وتحويل المساعدة الطبية التي توفرها الدولة إلى الأجانب في أوضاع غير نظامية إلى "مساعدة طارئة حيوية".
كما أعرب الحزب اليميني المتطرّف عن نيته منع مزدوجي الجنسية من شغل بعض "المناصب الحساسة"، لكن من دون إعادة النظر في مبدأ ازدواج الجنسية كما فعل في 2022.
من جهته، ينوي ائتلاف اليسار إبطال قانون الهجرة الذي اعتمد هذا الشتاء في البرلمان وتكريس "حق الأرض كاملا" وإحداث "صفة نازح مناخي"، في جملة مقترحاته في هذا الصدد.
تبرز الخلافات بين الأحزاب على هذا الصعيد أكثر من غيره، فمن جهته اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، أن من شأن الاعتراف الفوري بدولة فلسطين أن يحاكي اليوم "اعترافا بالإرهاب".
كما تعهّد بارديلا بالتحلّي "بيقظة شديدة" إزاء "محاولات التدخل الروسية"، مع تحديد "خطوط حمراء" في ما يخص إرسال جنود إلى أوكرانيا "أو صواريخ طويلة المدى أو معدات عسكرية" من شأنها أن "تستهدف مباشرة المدن الروسية".
من جهته، سعى ائتلاف اليسار إلى تخطي الخلافات العميقة بين مكوناته منددا في برنامجه بما وصفها بـ"المجازر الإرهابية" التي قال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ارتكبتها، ومتعهدا بمكافحة "الارتفاع الشديد المقلق" في "الأفعال العنصرية والمعادية للسامية والمناهضة للإسلام"، كما دعا الائتلاف إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وتتعارض مواقف حزب التجمع الوطني مع تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون المؤيّد لاستخدام أسلحة غربية في أوكرانيا لـ"تعطيل" قواعد عسكرية روسية، كما أن موقف مارين لوبان الزعيمة السابقة للحزب التي اعتبرت أن منصب "قائد الجيش" الذي يتولاه رئيس الجمهورية هو مجرد "صفة فخرية"، يُنذر بعلاقة مشحونة مع ماكرون في حال فوز التجمع الوطني.
المعاشات التقاعدية والصحة
في هذا المجال يقترح كل من اليمين المتطرف وائتلاف اليسار أن يبطل، في حال فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات في السابع من يوليو/تموز المقبل، التأمين على البطالة الذي أقرته الحكومة والذي يشدد شروط الأهلية ويقصّر مدة التعويضات، كما تريد كلتا الكتلتين التراجع عن قرار تأخير سن التقاعد إلى 64 عاما مع اقتراح اليسار السعي إلى "هدف مشترك" هو التقاعد في الستين.
وأدلى بارديلا بتصريحات متضاربة في هذا الصدد، مؤكدا نيته اعتماد نظام للتقاعد في سن 62 مع آلية "تدريجية" لمزاولي المهن الطويلة تتيح تقاعدا في الستين لمن بدؤوا العمل قبل سنّ العشرين وسدّدوا اشتراكات لأربعين سنة.
أما المعسكر الرئاسي من جهته، فربط المعاشات التقاعدية بالتضخّم وإنشاء صندوق تعاضدي عام بيورو واحد في اليوم للمتقاعدين والطلاب وأصحاب المهن الحرّة والباحثين عن عمل.
ويريد "التجمّع الوطني" إعفاء الأطباء المتقاعدين الذين يعاودون العمل من الضريبة على عائدات النشاط المهني، في حين يعتزم اليسار تقديم تعويضات في حالات المساعدة على الإنجاب فضلا عن منح عطلة خلال الدورة الشهرية للنساء.
التعليمفي حين أن ماكرون يؤيد حظر حمل الهاتف قبل سن 11 عاما، واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل سنة 15، فإن بارديلا يدعو إلى "سلطة مشدّدة" في المدارس، وخصوصا عبر حظر الهواتف المحمولة في المؤسسات التعليمية وفرض زيّ موحّد.
أما اليسار، فيعتزم تطبيق "مجانية كاملة" في المدارس على نحو تدريجي، من المقاصف إلى الحافلات المدرسية، مرورا بالقرطاسية والأنشطة خارج إطار الدراسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القدرة الشرائیة التجمع الوطنی
إقرأ أيضاً:
«الأعلى للجامعات» يناقش تعزيز الوعي الوطني والابتكار وتعظيم التصنيفات الدولية
ترأس الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، بحضور الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس، وأعضاء المجلس، وذلك بمقر جامعة قناة السويس، حيث قدم المجلس الشكر لأسرة الجامعة برئاسة الدكتور ناصر مندور على حسن الاستضافة والتنظيم.
وخلال الاجتماع، وجّه الوزير بتنفيذ مجموعة من الأنشطة التوعوية والتثقيفية لتعريف الطلاب بعظمة الحضارة المصرية وتراثها الثقافي الفريد، وتشمل الندوات والمعارض الطلابية والمسابقات البحثية التي تربط بين الماضي والحاضر، فضلًا عن تنظيم زيارات طلابية للمتحف المصري الكبير للتعرف على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
ودعا الوزير إلى استمرار الجامعات في تنفيذ حملات التوعية بتحديات الأمن القومي المصري والوعي الديني المستنير لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية، من خلال استضافة رموز الفكر الديني وخبراء الأمن القومي.
وأشاد الدكتور أيمن عاشور بجهود الجامعات في تفعيل مبادرة "تمكين" للعام الدراسي 2025- 2026، التي انطلقت في جامعات الأقاليم السبعة للتعريف بخدمات مراكز دعم الطلاب ذوي الإعاقة، وتنمية الوعي بثقافة الشمول والمساواة داخل المجتمع الجامعي، موضحًا استمرار الأنشطة حتى 4 ديسمبر المقبل تزامنًا مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما أشاد الوزير بالإنجازات المحققة في التصنيفات الدولية، والتي تضمنت إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف ليدن الهولندي 2025، و25 جامعة في تصنيف شنغهاي للتخصصات العلمية 2025، و29 جامعة في تصنيف QS العالمي للاستدامة 2026، و36 جامعة في تصنيف التايمز للتخصصات البينية 2026، مؤكدًا أهمية مواصلة دعم الباحثين لزيادة النشر العلمي في المجلات العالمية المرموقة.
وثمّن الوزير حصول وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على شهادة "المنظمة الحكومية المبتكرة المعتمدة" من المعهد العالمي للابتكار (GInI) بتقدير خمس نجوم، لتصبح أول جهة حكومية متخصصة في التعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم تنال هذا الاعتماد الدولي المرموق.
واستعرض المجلس تقريرًا شاملًا حول أنشطة الوزارة خلال شهر نوفمبر، أبرزها الزيارة التاريخية لرئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ إلى مصر وإلقائه كلمة بجامعة القاهرة، بحضور عدد من الوزراء والسفراء والقيادات الجامعية، حيث وجّه الوزير الشكر لجامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد سامي عبد الصادق على التنظيم المتميز.
كما تناول التقرير زيارة الوزير إلى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في مؤتمر Going Global الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني، حيث عقد سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين من عدة دول، وشهد إطلاق التقرير الإستراتيجي بعنوان "توسيع نطاق التعليم العالي الرقمي في مصر".
وأشار التقرير إلى مشاركة الوزير في المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بمدينة سمرقند بأوزبكستان، حيث ألقى كلمة مصر وفازت البلاد بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة عن المجموعة العربية للفترة 2025 - 2029.
كما شملت فعاليات الوزير زيارة جامعة الأقصر الأهلية لتفقد سير العملية التعليمية والمشروعات الجاري تنفيذها بتكلفة 2.377 مليار جنيه، وشهد توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ووزارة التضامن الاجتماعي ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر.
وتضمنت الأنشطة كذلك مشاركة الوزير في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، وإطلاق مبادرة وطنية جديدة بالتعاون بين الوزارة وإدارة نظم المعلومات بالقوات المسلحة لتوفير أجهزة حاسوبية مؤمنة فائقة السرعة للباحثين.
كما تفقد الوزير جامعة ساكسوني مصر للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومبنى الوزارة بحي السفارات لمتابعة سير العمل ميدانيًا، وشهد الاحتفالية الكبرى للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمي لتقديم المسلسل الكرتوني الجديد "نور وصندوق الأسرار"، إلى جانب احتفال محافظة الجيزة بانضمامها إلى شبكة اليونسكو لمدن الإبداع في مجال صناعة الأفلام لعام 2025.
وفي إطار التعاون الدولي، استقبل الوزير الممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الثقافي الدولي، لبحث مشروع إنشاء مركز بحثي بجامعة برج العرب التكنولوجية بالتعاون مع الجامعات الروسية، كما عقد اجتماعًا مع وزير الأوقاف لبحث التعاون بين الوزارتين في دعم مبادرة "صحح مفاهيمك".
وشهد التقرير أيضًا سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء والسفراء وممثلي الجامعات الأجنبية، من بينهم وزراء من تشاد ونيجيريا وغانا ومقدونيا الشمالية، إضافة إلى مسؤولي المجلس الثقافي البريطاني وجامعة كينجز كوليدج لندن والجامعة المفتوحة بالصين.
وعلى هامش الاجتماع، شهد المجلس توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة السويس وجامعة الغردقة لتطوير المناهج وتنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس وتعزيز التعاون البحثي، كما شهد توقيع بروتوكول تعاون بين اللجنة العليا للمسؤولية الطبية وسلامة المريض والمجلس الأعلى للجامعات لتبادل الخبرات في فحص الشكاوى الطبية وضمان التنسيق المؤسسي المستدام.
واستعرض المجلس جهود لجنة الترويج الإعلامي برئاسة الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، في تعزيز الصورة الإيجابية للجامعات المصرية عبر إنتاج محتوى رقمي متنوع، إلى جانب استعراض التقارير السنوية لأنشطة جامعات المنصورة والمنوفية والوادي الجديد وجنوب الوادي.
كما أحاط المجلس علمًا بقرار مجلس جامعة الأقصر بتعديل شعار الجامعة.