مشاورات مسقط بالنسبة للحوثيين.. فرصة لإنقاذ اقتصادهم المهدد وتوسيع نفوذهم
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
لا يستبعد أن تستغل ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، مشاورات مسقط التي بدأت الأحد، بشأن الأسرى والمعتقلين، لتحقيق مكاسب اقتصادية أقلها إيقاف إجراءات البنك المركزي اليمني والحكومة الشرعية التي باتت تهدد اقتصادهم وتنذر بفقدان الكثير من مواردهم.
وتدخل ميليشيا الحوثي هذه الجولة من المفاوضات بعد سلسلة ضربات تلقتها من البنك المركزي اليمني والحكومة الشرعية في إطار الصراع الاقتصادي، ردت عليها باختطاف موظفي المنظمات الدولية والأممية والسفارات الأجنبية وأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
>> مفاوضات مسقط.. تنازل مُذل يفضح مأزق ذراع إيران
ومن أبرز الضربات التي أوجعت الحوثي هي قرار مركزي عدن بشأن نقل مقرات البنوك التجارية والأهلية والإسلامية من صنعاء إلى عدن باعتبارها عاصمة البلاد حالياً والذي أتبعه من قرار بإيقاف التعامل مع ستة بنوك رفضت تنفيذ قرار النقل، أعقبه قرار وزير النقل بشأن نقل مقر الخطوط الجوية اليمنية إلى عدن وحصر بيع تذاكر السفر سواء عبر مطار صنعاء أو عدن على المحافظات المحررة فقط، وسبق كل ذلك مطالبات حكومية للمنظمات الأممية والدولية بشأن نقل مقراتها الرئيسية إلى عدن، والتي لاقت استجابة واسعة بسبب الحصار الذي فرضته الميليشيات على نشاطها.
وعجزت إجراءات الميليشيات عبر بنك صنعاء في إيقاف تأثير قرارات مركزي عدن الذي وصل إلى إيقاف التحويلات المالية الخارجية إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
ويرى رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، أن الميليشيات ستستغل المفاوضات لطرح رؤيتها بشأن العديد من القضايا منها إيقاف إجراء نقل المنظمات الدولية التي كانت تدر عليها مليارات الدولارات، مستغلة بذلك اختطافها لموظفي المنظمات الذين وبحسب عبدالسلام أصبحوا رهائن.
ولفت عبدالسلام في تدوينة على منصة إكس، إلى محاولة الحوثيين فرض التراجع عن قرار نقل طيران اليمنية إلى عدن باحتجازهم أربع طائرات رهائن أخذوها هدية قبل يومين من انطلاق المفاوضات، منوهاً بأن "الطيران المدني بالنسبة للحوثيين مصدر مهم للعملة الصعبة وارتباط بالخارج".
وبحسب عبدالسلام، "سيساوم الحوثيون في المفاوضات بملف الأسرى والمعتقلين والمختطفين، مقابل الملف الاقتصادي وضرورة تراجع الشرعية عن الإجراءات الاقتصادية للبنك المركزي، وقد يضغط الوسطاء ومكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق صفقة إطلاق الكل من الجانبين مقابل إيقاف البنك المركزي إجراءاته التصحيحية".
فالحوثيون، وفق عبدالسلام، يأملون "أن يعودوا وقد حققوا هدف إعادة الثقة إلى اقتصادهم المهدد بإجراءات البنك المركزي"، وقال: "لن يطلقوا سراح الجميع دفعة واحدة، بل بأقساط متعددة يقطعها إكمال الاستعدادات العسكرية والذهاب لحرب قصيرة وحاسمة".
وبشأن هذه الحرب يرى عبدالسلام، أن الميليشيات الحوثية أعدت لها قبل جولة مفاوضات مسقط وتستهدف هذه المرة بدرجة رئيسية مكاسب اقتصادية، لذلك سيركزون على النفط والغاز والموانيء والمطارات والمعابر الحدودية، بمعنى أن الحرب ستكون في مارب وشبوة والحدود مع السعودية والمخا في تعز، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف قد نجد حروبا صغيرة تفتح في الضالع وأبين ولحج.
ويشير عبدالسلام إلى أن هدف الحوثيين من الحرب خلخلة الشرعية والبدء في البحث عن مشروعية حكم المناطق التي تحت سيطرتهم من خلال اتفاقات مع جهات أو دول أو جماعات محلية وخارجية، مضيفاً إن الحوثيين يريدون من الحرب القادمة التواجد في المناطق الشرقية، حضرموت والمهرة بدرجة رئيسية وهذا لا يتحقق لهم إلا في حال السيطرة على صافر في مارب أو سينتقلون لمربع الاختراقات والتنظيم والتجنيد السري، وهو بدأ فعليا منذ بضع سنوات بتجنيد بعض أبناء هذه المناطق في صنعاء، وقد يثمر ذلك إلى معسكرات أو تمردات وأحداث.
اختتم عبدالسلام تحليله بالتذكير أن أي تحرك للحوثيين في أي مجال إنساني أو اقتصادي أو سياسي هو لتحقيق أهداف عسكرية فقط، فهم غير مهتمين بمعيشة وحال اليمنيين، بل بالنفوذ والسيطرة العابرة للحدود، وهو ذات توجه حليفهم إيران للسيطرة على المنطقة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البنک المرکزی إلى عدن
إقرأ أيضاً:
غدامس تخرج من قائمة التراث المهدد بفضل تعاون محلي ودولي
يونسكو ترفع غدامس من قائمة الخطر بعد سنوات من الترميم والتعاون الدولي
ليبيا – سلط تقرير دولي نشره موقع “ترافل آند تور وورلد” الضوء على إنجاز حققته ليبيا بالتعاون مع مصر ومدغشقر، بعد أن أُعلن عن شطب ثلاث مواقع تراثية من قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي المعرّض للخطر، من بينها مدينة غدامس القديمة.
جهود ترميم وتعاون دولي
التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز مضامينه صحيفة المرصد، أفاد بأن لجنة التراث العالمي التابعة لـ”منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (يونسكو) اتخذت القرار خلال اجتماعها في باريس، نتيجة لجهود ترميم واسعة ودعم تقني دولي استمرت لسنوات.
ونقل التقرير عن المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، إشادتها بالخطوة، قائلة:
“الإزالة من القائمة لا تعني فقط الفخر للدول المعنية، بل تُعد تأكيدًا للالتزام العالمي بالحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي المشترك للبشرية.”
غدامس.. من خطر الاندثار إلى رمز للنجاح
وبحسب التقرير، كانت مدينة غدامس القديمة، المدرجة منذ عام 1986 ضمن التراث العالمي، قد أُدرجت عام 2016 ضمن قائمة المواقع المهددة، بسبب الاضطرابات الأمنية، الصراعات المسلحة، والكوارث الطبيعية.
لكن السلطات المحلية، وبدعم من شركاء دوليين، أطلقت خطة شاملة شملت ترميم المباني التاريخية وخطوط المياه والبنية التحتية التقليدية، إلى جانب برامج لتمكين المجتمع المحلي وتعزيز الحوكمة، مع وضع استراتيجية لإدارة المخاطر وضمان استدامة الحماية.
نتائج إيجابية ومستقبل واعد
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذه النتائج الإيجابية تُعد خطوة مهمة نحو حماية الإرث الثقافي الليبي، وفتح آفاق واعدة أمام السياحة المستدامة، وعودة غدامس إلى موقعها الريادي كـ”لؤلؤة الصحراء” ومركز تلاقي حضارات إفريقيا والمتوسط.
ترجمة المرصد – خاص