لمحبّي السياحة... أماكن رائعة في الشوف تنبغي زيارتها
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
ما إن تدخل منطقة الشوف حتى يغمرك هذا الشعور الجميل بأنك في قلب بلدات لبنانية عريقة تذكّرك بأجواء القرية الحقيقية. وعلى الرغم من حداثتها، فإنها استطاعت أن تحافظ على دفئها في مجال عمارتها الهندسية ومعالمها التاريخية. فاذا كنتم تحتاجون لقضاء يوم هادئ بعيداً عن ضجيج المدينة وزحمتها، الجواب سهل، الوجهة هي الشّوف.
محمية أرز الشوف
لا يمكن حصر الزيارة إلى الشوف بمنطقة أو اثنتين، فضيعها كلّها تستحقّ الزيارة. ولكن، لقضاء يوم بين الطبيعة والتاريخ والأرض والقصص توجّهوا إلى محمية أرز الشوف، التي أعلنتها "اليونسكو"، "محمية محيط حيوي"، تغطّي مساحة قدرها 50000 هكتار، أي ما يعادل حوالَي 5 في المئة من إجمالي مساحة لبنان، ما يجعلها واحدة من أكبر المناطق الجبليّة المحميّة في الشرق الأوسط.
تُعدّ المحمية وجهة شهيرة للرحلات والمشي لمسافات طويلة، مع مسارات تُناسب كل مستويات اللياقة البدنية. ومن قمم الجبال الوعرة، يتمتّع الزائرون بإطلالة بانوراميّة على الرّيف، شرقاً إلى وادي البقاع وبحيرة القرعون، وغرباً باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
أُنشئت في المحميّة شبكة من خدمات السياحة البيئيّة لضمان استدامة حقيقيّة، حيث خُصِّصت بيوت ضيافة لتوفير إقامة (منامة وفطور) للزائر، إلى جانب مائدة الضيافة المتمثّلة بالمنازل الخاصّة المحيطة، والتي تقدّم الغداء والعشاء المحضَّر من إنتاج المزارعين والمنتجين المحلّيين. أمّا عن أنشطة السياحة البيئية التي تقدّمها المحمية فهي: إعادة التشجير، الـhiking، ركوب الخيل، التخييم، ركوب الدراجات الهوائيّة على طول الطرق أو الممرات المحدّدة، ومساعدة المنتجين المحليين في الأنشطة اليومية مثل قطف الزيتون والخضراوات والفاكهة والعسل ومرافقة الرعاة أثناء رعيهم للمواشي وحلبهم الأبقار، وزيارة الحرفيين المحليين في ورش عملهم.
صحيح أنّ للمحمية أهميّة بيئيّة وطبيعيّة كبرى، إلّا أنّه لا يمكن ذكر الشوف مع تاريخه الغنيّ وجباله الخضراء ومعالمه المميّزة، من دون التطرّق إلى أبرز الأماكن الأثرية التي ينبغي لكلّ زائر المرور بها. قصر بيت الدين
من على تلال بلدة بيت الدين التي تعلو دير القمر في قضاء الشوف وعلى ضفاف نهر الدامور يطل قصر بيت الدين، أحد ابرز المعالم الاثرية اللبنانية، الذي شيّده الامير بشير الشهابي الثاني الذي حكم إمارة "جبل لبنان" نحو نصف قرن. ويمتاز هذا القصر بمستوى هندسي عالٍ يتلاقى فيه الابتكار المعماري بالمواد الفاخرة. وقد شكل القصر النموذج الامثل للهندسة المعمارية اللبنانية الخاصة بالقرن التاسع عشر. واستغرقت عملية بنائه 30 عاماً. يذكر ان معظم جدران القصر تتضمن نقوشاً عربية.
قصر المير أمين في بيت الدين
بُني من قِبل الابن الأصغر للأمير بشير، وتم تحويله مؤخّراً إلى فندق (5 نجوم) ومطعم. قلعة موسى الشهيرة استغرق بناؤها 60 عاماً من قِبل موسى المعماري، وهو رجل كان يحلم في طفولته ببناء قلعته الخاصّة. التجوال في شوارع دير القمر بلدة دير القمر واحدة من أروع القرى في لبنان، وتشتهر بمنازلها التقليدية، وبأزقّتها الضيّقة ومعالمها التاريخية. وفي هذه المنطقة، تقع بعض المعالم السياحيّة الشهيرة أيضاً، كقصر فخر الدين، وقصر يونس.
نهر بعقلين زيارة نهر بعقلين حيث البحيرات والشلالات الزرقاء الخلابة، للاستمتاع بوجبة لذيذة بجوار الشلالات.
قرية المختارة ينبغي زيارة قرية المختارة الشهيرة بتاريخها وهندستها المعمارية وطبيعتها، والتجوال بين منازلها الحجرية وطواحين المياه والجسور القديمة، بالإضافة إلى إمكانية التوجّه إلى شلالات النبي مرشد في المختارة، للتمتّع بمنظر رائع مع تناول الغداء.
قلعة نيحا التمتع بالمنظر الخلاب من قلعة نيحا، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2800 عام. هي معروفة أيضًا باسم مغارة طيرون، وهي منحوتة في الصخر، وتطلّ على بعض المناظر الخلابة المطلّة على مرج بسري. قرية الجاهلية تسلّق مسار درب النهر في قرية الجاهلية، الذي يُعدّ من أجمل المسارات في لبنان، حيث تكون النزهة محاطة بالشلالات والبحيرات الطبيعية والجسور القديمة والمساحات الخضراء في كلّ مكان. بحيرة سرجبال التنزّه إلى بحيرة سرجبال الرائعة وشلالاتها الجاذبة لهواة الـhiking. فبعد الجولة على هذه الاماكن العريقة، يمكننا القول "اقصدوا الشوف وشوفوا الجمال".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بیت الدین
إقرأ أيضاً:
الفنانة التركية أمينة صولاك: فن الإبرو يحتاج لصبر وتأنِ.. وفيه لمسات فنية رائعة
إسطنبول "العُمانية": يعد فن الرسم على الماء أو كما يطلق عليه الأتراك "الإبرو" من أهم الفنون التشكيلية التقليدية في تركيا والتي توارثها الأتراك جيلًا بعد جيل.
وتقول الفنانة التركية أمينة صولاك عنه إنه الفن الذي يقدم ويعرض علينا جماليات لعالم دقيق وصغير لا يرى بالعين المجردة.
وأضافت: "أقوم: "أقوم بتدريس فن الإبرو منذ أكثر من 20 عاما وهذا النوع من الرسم يمدني بشعور رائع وخاصة عندما أرى الدهشة في عيون الناس الذين لم يسمعوا ولم يتخيلوا يومًا أنه يمكن الرسم على وجه الماء، إضافة إلى أن الإبرو فن تراثي قديم من الجميل أن نسهم في بقائه.
وتضيف بأن تعلّم فن الإبرو يحتاج لنوع من الصبر والتأني وفيه لمسات فنية رائعة، قد تتخيل في البداية أن الأمر صعب لكن بمجرد حضورك لحلقة تعليم الإبرو سوف تجد نفسك ترسم لوحات رائعة وغير متوقعة من شدة جمالها".
وعن تاريخ فن الإبرو في تركيا قالت الفنانة صولاك إن "الإبرو" فن تشكيلي يدوي تقليدي آسيوي الأصل عرفته الكثير من الشعوب مثل إيران والهند والصين، ثم تطور في عهد الدولة العثمانية ووُظف في مجال الفنون الإسلامية.
وتضيف "صولاك" بأن "هذا الفن الذي ورثناه من العصر العثماني واجه خطر الاندثار طوال عشرات السنين، ولكن في مطلع تسعينيات القرن الماضي بدأ بعض الفنانين الأتراك يحيونه من جديد، وتوج هذا الجهد لأستاذ فن الأبرو في تركيا الفنان الشهير حكمت بارودجي بسبب جهوده في قيام قسم لتدريسه في أكاديمية الفنون الجميلة التركية، ومن ثم أقام هذا القسم أول مؤتمر دولي للإبرو في إسطنبول عام 1997".
وأردفت: "استطاع هذا الفن العريق أن يجد لنفسه طرقًا مبتكرة للدخول إلى حياة الناس من خلال اقترانه بالرسم وظهوره في أعمال الجرافيك والزخارف التقليدية والحديثة، ما أعاد إحياءه في فن العمارة".
وحول طريقة إنجاز لوحة بفن الإبرو، أشارت إلى أن طريقة إنجاز لوحة بهذا الفن يحتاج إلى ورق يمتص الصبغات وإلى حوض على شكل مربع، ويتم خلط مادة بيضاء صمغية بمقادير معينة مع الماء، وبعدها تفرغ الصبغات المجهَّزة على وجه الحوض المليء بالـمادة الصمغية، ثم تحرك البقع الموجودة على سطح الماء بالفرشاة التي يتكون رأسها من إبرة بأشكال متعددة، ونتيجة لذلك تظهر أشكال مبهرة رائعة، وبعد ذلك توضع الورقة الخاصة على سطح هذه الأشكال ثم تُمسك من الأطراف وترفع ثم تقلب دون هز أو تحريك، وعندها تتشكل النماذج بألوان زاهية وجميلة.
في السنوات الأخيرة ازداد الطلب على تعلم فن الإبرو في كل من تركيا وخارجها، حيث تكثر حلقات تعليمه ومعارضه في عدد من العواصم العربية والأوروبية، وهو ما أكدته الفنانة التركية صولاك " ذهبت إلى إسبانيا البرتغال، وقمت بحلقة لتعليم الإبرو، اهتمام الناس بالفنون التركية جيد، وأنا أريد أن أشارك دائمًا في هذه الحلقات من أجل تعريف العالم بهذا الفن الجميل" وتضيف "هناك توافد كبير على تعلم الإبرو من طرف الأتراك والأجانب وخصوصًا من الدول العربية بسبب جهود فناني الإبرو الأتراك المبدعين في تنظيم المعارض داخل وخارج تركيا.
وخلصت الفنانة التركية إلى القول عن هذا الفن العريق بأن فن الإبرو يعد من أرقى الفنون التقليدية التي تعكس الجمال والروحانية في الثقافة التركية والإسلامية. فهو ليس مجرد رسم على الماء، بل تجربة جمالية، وممارسة تتطلب صبرًا وإحساسًا مرهفًا بتشكيل الألوان والحروف ليولد في النهاية فنٌ فريد في تشكيل الحروف بأسلوب يجمع بين الإبداع والسكينة.
يذكر أن أول مؤتمر دولي خاص بهذا الفن أقيم في إسطنبول عام 1997. وفي نوفمبر 2014 أدرجته منظمة “اليونسكو” ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي غير المادي باسم تركيا.