«تنشيط السياحة» بـ الإسكندرية: المدينة تزخر بالآثار التي تثبت تاريخها الحضاري العريق
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
قالت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية، إن مدينة الإسكندرية تزخر بالعديد من المعالم الأثرية المختلفة التي تثبت تاريخها الحضاري العريق عبر العصور.
ونشرت هيئة تنشيط السياحة- في تقرير أهم المناطق الأثرية بمدينة الإسكندرية، متمثلة في الآثار الغارقة بخليج أبي قير شرق الإسكندرية، ويعود اكتشافها تحت الماء إلى أوائل القرن العشرين، حيث لعبت الصدفة عام 1933 دورًا في اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، وذلك في خليج أبي قير شرق الإسكندرية وكان مكتشفه طيار من السلاح البريطاني، وقد أبلغ الأمير عمر طوسون الذي قام بتمويل عملية البحث والانتشال ثم توالت أعمال التنقيب الأثري لتكشف لنا كنوزًا من الآثار الغارقة التي بلغت الآلاف من القطع الأثرية والمدن المغمورة التي ترقد تحت سطح الماء.
واحتلت مدينتا كانوبيس وهيراكليون موقعهما بخليج أبو قير قبل بناء مدينة الإسكندرية، وكانتا مزدهرتين للغاية، وقد استمدتا ثرواتهما من الضرائب المفروضة على البضائع التي جلبت إلى الموانئ القريبة لتنقل إلى النيل، وكشف حديثًا عن أطلال المدينتين من قِبل بعثة المعهد الأوربي للآثار البحرية وبالتعاون مع الإدارة العامة للآثار الغارقة بوزارة السياحة والآثار، وتم اكتشاف بهما أجزاء من معبد وتماثيل لمعبودات مثل لوحة إنشاء المدينة أو شاهد المدينة وتمثال لملكة بطلمية تشبه كليوباترا الثالثة وتمثال آخر لملكة بطلمية من الجرانيت الأحمر وتمثال ضخم من الجرانيت الأحمر يمثل المعبود حابي وتمثال المعبود نيلوس والذي كان يمثل إله نهر النيل عند اليونان، كما تم العثور على مجموعة من اللقى مثل أواني شُرب فخارية وبعض قطع من الحُلي ذهبية وعملات ذهبية دنانير وأخرى فضية علاوة على ذلك وجود أحد حُطام السفن القديمة وقد تم انتشال جميع الاكتشافات ثم عرضها بمتاحف مصر التابعة لوزارة السياحة والآثار.
وفيما يتعلق بقلعة قايتباي، يعد هذا الموقع من أهم المواقع الأثرية المغمورة بالمياه وهو أطلال منارة الإسكندرية القديمة الذي يقع عند حد جزيرة فاروس الشرقي في مواجهة قلعة قايتباي من الجهة الشرقية ويحوي الموقع ما أسقطه الزلزال من الفنار وجزيرته، حيث عمل مركز الدراسات السكندرية في هذا الموقع بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار وتم العثور على آلاف القطع الأثرية الحجرية ذات أحجام وأوزان ضخمة تمثل غالبيتها من عناصر معمارية مثل الأساطين وقواعدها ومسلاتها وأعتاب وعناصر زخرفية و7 تماثيل لأبي الهول (سفنكس) وقد تم انتشال نماذج من هذه القطع الآثرية منها ما هو معروض حالياً بالمسرح الروماني بكوم الدكة وكذلك الآثار التي أحاطت بعمود السواري، كما عثر على حطام ثلاث سفن ترجع إلى ما بين القرنين الثالث ق.م والسابع الميلادي.
ويعد الميناء الشرقي هو الميناء الملكي للعاصمة القديمة، حيث احتوى على القصور، والمعابد، ومنارة الإسكندرية الأسطورية بجزيرة فاروس واليوم أصبح هذا الحي راقدًا تحت مياه البحر المتوسط.
نتجت أعمال التنقيب الأثري في موقع الميناء الشرقي من قِبل بعثة المعهد الأوربي للآثار البحرية وبالتعاون مع الإدارة العامة للآثار الغارقة والتي بدأت منذ بداية القرن العشرين، انتشال مجموعة من التماثيل منها تمثال لأبوالهول في هيئة صقر وتمثال لكاهن يحمل جرة أوزوريس يعود للقرن الأول قبل الميلاد عثر عليه في معبد إيزيس بجزيرة أنتيروديس الغارقة بالميناء الشرقي، ورأس من الجرانيت لبطليموس الخامس عشر يعود تاريخه للقرن الأول قبل الميلاد وبعض تماثيل لأبو الهول مصنوعة من الجرانيت.
وكشفت الحفائر الأخيرة في الميناء عن أرضية رخامية يعتقد أنها جزء من قصر كليوباترا، كما عثر على معبد لإيزيس وأبو الهول وعدة تماثيل غارقة في قاع البحر، ويستمر التنقيب في الموقع ليكشف لنا الكثير من أسرار وكنوز الميناء.
ومن أبرز المواقع الأثرية في الإسكندرية، موقع الشاطبي الذي يمتد من السلسلة أمام مكتبة الإسكندرية حاليًا - في متاخمته لما يُعرف برأس لوخياس في العصر البطلمي، وعندما بدأ المعهد الهليني العمل بهذا الموقع عام 1998م، عثر على قطع حول لسان السلسلة من جهة الشرق من المرجح أن تكون بقايا معبد إيزيس، أو قصر الملكة كليوباترا السابعة، كما كشفت البعثة عن بقايا فخارية معظمها لأوانٍ فخارية على طراز الأمفورات تعود إلى العصر الروماني المتأخر.
أما خليج المعمورة، المعروف بضخامته، يمتد من حدائق المنتزه الملكية في الغرب إلى خليج أبوقير في الشرق، وكان هذا الخليج بمثابة بوابة السفن القادمة من البحر المتوسط إلى النيل، حيث كانت تلك السفن تبحر عبر فرع النيل الكانوبي لنقل بضائعها إلى بقية أنحاء مصر، وعثر في الموقع على كسرات فخارية، وبقايا أمفورات (أوان فخارية ضخمة) منتشرة في قاع الخليج، مما يدل على وجود حطام العديد من السفن وهو ما يشير بدوره إلى ازدهار التجارة بين مصر القديمة والعالم، كما كشفت عملية المسح الأثري لقاع البحر عن العثور على حطام سفينة رومانية قديمة، كما عثر على ميناء صغير ورصيف يعودان إلى العصر اليوناني الروماني، بالإضافة إلى محجر للحجر الجيري الذي استخدم في بنائهما.
ونتجت أعمال التنقيب الأثري من قِبل فريق عمل الإدارة المركزية للآثار الغارقة على مسافة 650 مترا تقريباً من شاطئ مدينة العالمين بالساحل الشمالي العثور حُطام سفينة تجارية يقع على عمق 5 أمتار تقريباً في مياه البحر المتوسط يرجع للعصر البطلمي تحديداً القرن الثالث قبل الميلاد، ومن المُرجح أن السفينة كانت قادمة من جزيرة رودس مُتجهة إلى الإسكندرية، كما عثر على صخرة كبيرة تبلغ مساحتها من 300- 400 متراً تقريباً مُلتصق بها كم هائل من الأمفورات الفخارية.
اقرأ أيضاًصُنّاع السعادة.. احتفالية إنسانية تُبهج قلوب 200 طفل على شاطئ جزيرة الدهب بالإسكندرية
الإسكندرية تبدأ المرحلة الأولى من تطوير محور محمد نجيب وتعلن تحويلات مرورية جديدة
وفد برلماني يتفقد عدد من المشروعات بالإسكندرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية الآثار تنشيط السياحة المدينة للآثار الغارقة من الجرانیت کما عثر على
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأوغندي يدعو للاعتراف بإسرائيل ويدافع عن تاريخها
دعا الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، عبر منشور على حسابه بمنصة "إكس"، إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة قائمة في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن هذا الاعتراف يشكّل مدخلا أساسيا لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل دائم وسلمي.
وقال موسيفيني إن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب اعترافا متبادلا بين جميع الأطراف، داعيا إلى تجاوز ما وصفه بـ"الاعتبارات التاريخية التي تعيق هذا الاعتراف".
ارتباط ديني وجغرافيوأضاف الرئيس الأوغندي أن الاعتراف بإسرائيل لا يصب فقط في صالح السلام، بل يستند -حسب رأيه- إلى "حقائق جغرافية ودينية" تؤكد امتداد وجود اليهود في المنطقة منذ آلاف السنين، مشيرا إلى أن هذا البعد التاريخي يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار في أي مقاربة سياسية.
كما استعاد موسيفيني نقاشاته مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارته طهران في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، قائلا إن رفض إيران الاعتراف بإسرائيل "موقف غير صائب"، وإنه شدد في تلك اللقاءات على أن إسرائيل "ليست كيانا دخيلا على المنطقة".
واستُشهد موسيفيني بما سماه "منهجا تاريخيا" يؤكد -وفق تعبيره- أن الشتات اليهودي عقب الاحتلال الروماني لم يقطع الارتباط بين اليهود وفلسطين، معتبرا أن إقامة إسرائيل في القرن العشرين جاءت استجابة لـ"تاريخ طويل من المعاناة والتشرد".
وأشار في السياق إلى عرض بريطاني في بداية القرن الماضي بشأن إقامة وطن لليهود في أوغندا، موضحا أن رفض اليهود لذلك العرض يُظهر تمسكهم التاريخي بفلسطين كوطن لهم.
وفي معرض انتقاده لسياسات بعض الأطراف، قال موسيفيني إن رفض الاعتراف بإسرائيل يُسهم في إطالة أمد الصراع، مؤكدا أن إسرائيل تتحمل هي الأخرى جزءا من المسؤولية بسبب عدم التزامها الكامل بحل الدولتين.
إعلانوشدد على أن الحل السلمي يقوم على أسس من "الاعتراف المتبادل" و"احترام الحقوق"، محذّرا من أن التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط تُفاقم الأوضاع بدلا من معالجتها.
وفي ختام بيانه، جدد الرئيس الأوغندي دعوته للعودة إلى المسار الدبلوماسي، مؤكدا أن اللجوء إلى القوة يجب أن يقتصر على حالات الدفاع المشروع عن النفس، وداعيا إيران وبعض القوى الإسلامية في المنطقة إلى الاعتراف بإسرائيل والعمل على تنفيذ حل الدولتين كخيار لإنهاء النزاع.