رُستاقنا تحتاج إلى بنية أساسية كُبرى
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
حمود بن علي الحاتمي
alhatmihumood72@gamil.com
أثناء قراءتي لخبر استعراض محافظ جنوب الباطنة سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي المُخطَّط الهيكلي لولاية الرستاق والذي لم أتمكن من الحصول على معلومات أكثر عنه، راودتني أسئلة حول البنية الأساسية لولاية الرستاق وهل هي مكتملة أم لا؟ وما الذي تحتاجه من خدمات؟
الحقيقة أن الولاية تحتاج الخدمات التالية:
الصرف الصحي، وهو مشروع وجد ليكون إضافة حقيقية لولاية الرستاق وتم تنفيذه ليخدم قرى قريبة منه، ولم يعد يخدم كامل الولاية؛ لأنَّ محطة الصرف الصحي أُقيمت في مكان لا يخدم استدامة الخدمات بالولاية.
المدارس والمراكز الصحية، تم استحدات مخططات إسكانية في الرستاق الحديثة والبشائر والحزم الجديدة وشهدت هذه المخططات زيادة سكانية على القرى القديمة كالحزم والشبيكة والأفلاج (العالي والوسطى ودارس) ومع الكثافة السكانية تم استحدات مدرسة مسائية إلا أن الحل مؤقت والمخططات الجديدة بحاجة إلى بناء مدارس متعددة المراحل لتلبية احتياجات المخططات الجديدة والشروع في بناء مركز صحي يخدم هذه المخططات والقرى المحيطة بها.
مياه التحلية: توقف إمداد المخططات القديمة بمياه التحلية منذ سنوات، ولم نعد نسمع بمد القرى القديمة والمخططات الجديدة بمياه التحلية.
البستنة والتشجير: كانت فترة التسعينيات من القرن الماضي فترة بستنة بالرستاق ووجود مسطحات خضراء، في مختلف أرجاء الولاية بدءا من بيت القرن ومرورا بالمسيمدة والمربا. والدوارات وفي فترة الألفينات تم إلغاء تلك المسطحات الخضراء لتصبح الرستاق بدون مسطحات خضراء، رغم وجود محطة الصرف الصحي وما تُنتجه من مياه صالحة للزراعة إلّا أن تلك المياه تذهب هدرًا.
مركز ثقافي للولاية: رغم الشغف الثقافي الذي يوجد في الولاية وذلك الحضور عند إقامة أي أمسية ثقافية (محاضرات وإنشاد ومسرحيات وليال وأمسيات متنوعة) إلّا أنَّ الولاية تفتقر إلى مركز ثقافي يحاكي المركز الثقافي في صلالة والولاية بحاجة إلى مركز ثقافي.
رصف طرق بالولاية: نظرًا للتفرُّد السياحي والطبيعي الذي تتمتع به الولاية والمتمثل في قراها كقرى المارات ويصب وبلد سيت فإنَّ هذه القرى بحاجة إلى رصف هذه الطرق لتخفيف المعاناة عن الأهالي وتنشيط السياحة وإيجاد ميزة تنافسية سياحية تحاكي محافظة الداخلية ومحافظة ظفار.
إلى جانب أهمية استكمال رصف المخططات الجديدة والقرى القديمة، وإنشاء محفظة استثمارية لتشغيل أبناء الولاية.
المنطقة الصناعية في الرستاق: نعتقد أن صناعية الرستاق لا تُلبي احتياجات الولاية لصغر مساحتها وكذلك ارتفاع القيمة الإيجارية للمحال، والتي لا تساعد على إقامة المشاريع وبالتالي نقترح إقامة منطقة صناعية تحاكي منطقة سندان منخفضة القيمة الإيجارية وتلبي المشاريع القائمة في الولاية.
الخدمات السياحية: رغم أن الرستاق تتميز بالسياحة على مدار العام لتنوع تضاريسها بين السهل والجبل، إلّا الخدمات السياحية تَقِل فيها، مثل الفنادق الراقية والنزل السياحية والنقل السياحي. واقترح على سعادة محافظ جنوب الباطنة إقامة ندوة تُعنى بالفرص الاستثمارية بالولاية بهدف طرح الأفكار الاستثمارية وغير التقليدية كباقي الندوات التي تتحول إلى ملفات محفوظة في الأرشيف؛ بل يُراد لهذه الندوة أن تتحول إلى خطة عمل بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين والمستثمرين الآخرين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
احميد: المصالحة الوطنية أول طرق بناء الدولة في ليبيا
قال الباحث السياسي إدريس احميد، إن المصالحة الوطنية، في حقيقتها، ليست مجرد ورقة توقع أو بيان يعلن، بل هي حالة نفسية واجتماعية تحتاج وقتًا كافيًا لتنضج، واليوم، يعيش كل الليبيين معاناة مشتركة: من حيث غياب الدولة، وتراجع الخدمات، والخوف من المستقبل، إلى جانب انهيار اقتصادي وبنية تحتية.
أضاف في مقال رأي له “هذه المعاناة وحدت الجميع بصمت تحت عبء الأزمة، وأوصلت الناس إلى قناعة أن استمرار الخصام لا يجلب سوى الخسائر، ومع زوال هذه المعاناة أو بدايات نهايتها، قد يعود الليبيون للتفكير الجدي في المصالحة الحقيقية: تلك التي تقوم على إرادة العيش المشترك، لا على اتفاقات مؤقتة”.
ورأى أن المصالحة الوطنية، كغيرها من شروط بناء الدولة، تحتاج قبل كل شيء إلى الإنسان الواعِي: إنسان يؤمن بأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وأن الوطن لا يُبنى بالانتقام أو إقصاء الآخر، بل بالحوار والقبول والتعاون.
وأشار إلى أن بناء الدولة في ليبيا ليس حلمًا بعيدًا، بل هو واقع يحتاج منا أن نواجه أنفسنا بصدق، ونتجاوز أوهام الماضي، ونؤمن بأن التغيير يبدأ من الفرد قبل المؤسسات، وفق قوله.