بغداد تعزز مكانتها كوسيط إقليمي بين دمشق و أنقرة بعد نجاح وساطتها بين طهران والرياض
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
1 يوليو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة اجتماع مهم بين تركيا وسوريا بهدف إعادة التفاوض واستئناف تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. تأتي هذه الخطوة بعد نجاح بغداد في الوساطة بين طهران والرياض، مما يعزز مكانتها كوسيط إقليمي فعال.
تدهورت العلاقات بين تركيا وسوريا منذ عام 2011 بسبب الأزمة السورية، حيث دعمت أنقرة مجموعات مسلحة في المناطق الشمالية من سوريا، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة جهوداً دبلوماسية مكثفة، خاصة من قبل روسيا، لتجسير الفجوة بين دمشق وأنقرة. وقد تم تسليم مسودة خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين البلدين، مما يعكس انفتاحاً جديداً من الجانبين على الحوار والتفاوض.
عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق تحمل في طياتها فوائد كبيرة لاستقرار العراق. فالتعاون بين البلدين يمكن أن يسهم في مكافحة الإرهاب، خاصة ضد بقايا تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني والجماعات الأخرى التي تسبب الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. كما أن تطبيع العلاقات يمكن أن يسهم في حل مشكلة اللاجئين السوريين، مما يخفف من الأعباء على الدول المجاورة، بما في ذلك العراق.
من جهة أخرى، فإن تطور العلاقات بين تركيا وسوريا يمكن أن يقطع الطريق على التدخلات الخارجية التي تسعى إلى استغلال الفوضى في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة. فالتعاون الإقليمي يمكن أن يعزز من سيادة الدول واستقلالها، ويحد من تأثير القوى الخارجية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار.
بغداد، التي نجحت في الوساطة بين طهران والرياض، تسعى الآن إلى تحقيق نجاح آخر من خلال استضافة هذا الاجتماع المهم. إن نجاح هذه الوساطة يمكن أن يعزز من مكانة العراق كوسيط إقليمي قادر على حل النزاعات وتعزيز الاستقرار في المنطقة. كما أن استضافة بغداد لهذا الاجتماع تعكس رغبة العراق في لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية، وتعزيز علاقاته مع جيرانه.
و عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق تصب في صالح استقرار العراق والمنطقة بشكل عام. فالتعاون بين البلدين يمكن أن يسهم في مكافحة الإرهاب، وحل مشكلة اللاجئين، وتعزيز الاستقرار الإقليمي. كما أن نجاح بغداد في هذه الوساطة يمكن أن يعزز من مكانتها كوسيط إقليمي فعال، ويعكس رغبتها في لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية.
وكشفت صحيفة الوطن السورية، أن العاصمة العراقية بغداد ستستضيف اجتماعا تركياً – سورياً من اجل اعادة التفاوض واستئناف تطبيع العلاقات بين انقرة ودمشق.
ونقلت الصحفية السورية عن مصادر، أن التصريحات السورية التركية المتتابعة والتي جاءت في سياق معطيات سياسية متغيرة على الصعد الميدانية والسياسية وحتى على صعيد المنطقة، كشفت عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار.
المصادر ذاتها أكدت أن اجتماعا سوريا تركيا مرتقبا ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.
وأشارت إلى أن الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
أكدت المصادر أن خطوة إعادة التفاوض والحوار للتقريب بين أنقرة ودمشق، تلقى دعماً عربياً واسعاً، كما تلقى دعما روسيّاً وصينياً وإيرانياً.
وتدعم تركيا المعارضة في شمال سوريا سواء سياسيا أو بالعتاد العسكري كما تنتشر قوات تركية في محافظة إدلب ومناطق من ريف حلب الشمالي والشرقي.
العراق وسوريا
واستقرار سوريا يؤثر بشكل كبير على استقرار العراق لعدة أسباب لأن استقرار سوريا يسهم في تقليل نشاط الجماعات الإرهابية مثل داعش التي تستغل الفوضى في سوريا لتنفيذ عملياتها في العراق.
والتعاون الأمني بين البلدين يعزز من جهود مكافحة الإرهاب ويحد من تهديداته كما أن استقرار سوريا يمكن أن يسهم في عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم مما يخفف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على العراق الذي يستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: العلاقات بین بین البلدین یعزز من کما أن
إقرأ أيضاً:
إلى أين قد تنقل زيارة الشيباني العلاقات بين دمشق وموسكو؟
فتحت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو على رأس وفد رفيع المستوى الباب على مصراعيه بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين والدور الذي قد تلعبه روسيا في سوريا الجديدة.
واتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السوري على إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية وتطلعهما إلى علاقات صحية، كما التقى الشيباني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء وصفته الخارجية السورية بـ"التاريخي" ويؤكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري.
في أول زيارة لمسؤولين سوريين إلى موسكو منذ سقوط نظام الأسد.. وكالة الأنباء السورية تقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى في الكرملين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني#الأخبار pic.twitter.com/3WyADOy5dW
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 31, 2025
وتعد هذه أول زيارة لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى موسكو منذ سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان حليفا لروسيا ويستند إلى دعمها عسكريا وسياسيا، لكن موسكو لم تتخذ موقفا صداميا من الرئيس السوري أحمد الشرع وحكومته الجديدة.
مرحلة تأسيسيةوفي هذا الإطار، يرتكز الشرع في العلاقة مع روسيا على 3 مستويات وفق حديث الكاتب والمحلل السياسي محمود علوش لبرنامج "ما وراء الخبر":
الأول: القلق من دور روسيا في زعزعة المرحلة الانتقالية، فلديها حضور عسكري في الساحل السوري. الثاني: التحوط الإستراتيجي، فالعلاقة مع الغرب غير واضحة، والتحدي الإسرائيلي يلعب دورا إضافيا. الثالث: المصالح المتبادلة في ظل العلاقة التاريخية بين البلدين.وتمثل زيارة الشيباني -وفق علوش- بداية مرحلة تأسيسية في العلاقات مع موسكو، ونتائج حصيلة 7 أشهر من عملية إعادة بناء الثقة، مؤكدا أن حالة انعدام الثقة ستبقى في بعض الجوانب.
لكن الهامش المتاح للشرع في العلاقة مع موسكو والقوى الفاعلة يبقى "محدودا"، إذ لم تستعد سوريا قرارها بعد، ويبدو التدخل الخارجي في سوريا مؤثرا، ولذلك فإن أولوية الشرع "تحييد المخاطر".
إعلانوحسب علوش، فإن الإشكالية في هذه العلاقة لا تشكلها المصالح المتبادلة، فسوريا لا تزال ساحة تنافس إقليمي ودولي، إلى جانب الهوية الجيوسياسية لـ"سوريا الجديدة"، فضلا عن الموقف الأميركي والغربي من الوجود العسكري الروسي في سوريا.
وزير الخارجية السوري: نتطلع إلى تعاون روسي كامل وصادق لدعم مسار العدالة الانتقالية في #سوريا، والتعاون مع #روسيا لا يقوم على إرث الماضي بل على الاحترام المتبادل والسيادة#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/J6qX3jdVLU
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 31, 2025
ناظم دولي جديدبدوره، شدد الكاتب والباحث السياسي مؤيد غزلان قبلاوي على أهمية ذهاب الإدارة السورية الجديدة إلى روسيا، إذ قد تفضي الخطوة إلى نتائج مهمة ودور روسي فاعل في المنطقة، في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح الهجوم الإسرائيلي المستمر على سوريا.
وبناء على هذا المشهد، تحتاج سوريا الجديدة إلى "ناظم دولي جديد يحدِث توازنا بعد الفراغات التي تركها الموقف الغربي، الذي يتفهم الموقف السياسي والأمني الإسرائيلي".
كما أن التوازنات الإستراتيجية مطلوبة بين الشرق والغرب، لافتا إلى وجود تحفظ أميركي على عودة روسيا إلى المنطقة، وغياب الحسم الغربي ضد انتهاكات إسرائيل واستقوائها بالورقة الطائفية وخلخلة الجنوب السوري.
وفي ضوء هذا الوضع، أعرب قبلاوي عن قناعته بأن موسكو بإمكانها أداء دور فاعل في إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية، مستدلا بممارستها سابقا "دور الضامن في الجنوب السوري"، مؤكدا أن الخلخلة الأمنية في الجنوب قد توقف عملية إعادة الإعمار.
وزير الخارجية السوري: حماية الدروز مسؤولية الدولة السورية، وندعو إسرائيل إلى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية واستخدام ورقة الأقليات#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/5K2MRUK3gF
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 31, 2025
خيارات روسيةمن جهته، شدد المحلل السياسي الروسي نيكولاي سوركوف على رغبة روسيا في التعاون مع الشرع اقتصاديا وعسكريا، مشيرا إلى أن الرئيس السوري الجديد حصل على اعتراف دولي كامل، مما يعزز موقفه إقليميا ودوليا.
لكن سوركوف ربط التعاون الروسي بإيجاد حكومة الشرع حلولا سريعة بشأن ملف الأمن وغيره، مشيرا إلى أن موسكو تراقب تطور الأحداث في الجنوب والساحل.
ويبرز الغذاء والوقود من بين الخيارات التي قد تقدمها روسيا للاقتصاد السوري، وكذلك الدعم السياسي على مستوى مجلس الأمن، إضافة إلى الاستفادة من العلاقات بين موسكو وتل أبيب.
وحسب سوركوف، فإن مجلس الأمن قد يتخذ قرارات جديدة "قد تكون أساسا للمجريات السياسية في الشأن الداخلي السوري"، كما أن الشرع قد يواجه ضغطا غربيا، ولهذا ينوع علاقاته.