أفادت منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 55 ألف شخص فرّوا خلال اليومين الماضيين إلى ولايات القضارف وكسلا شرقي البلاد، والنيل الأبيض والنيل الأزرق جنوبي البلاد.

وتأتي موجة النزوح الجديدة بعد امتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مدينة سِنجة عاصمة ولاية سنّار، جنوب شرقي السودان.

وأفادت لجان المقاومة بمدينة الدمازِين عاصمة ولاية النيل الأزرق، في تغريدة على منصة "إكس"، بتدفق موجة كبيرة من النازحين القادمين من سنار، مؤكدة الحاجة العاجلة إلى جميع أنواع المساعدات للأسر النازحة.

على الصعيد الميداني، أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، تصديه لهجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة الميرم بولاية غرب كردفان، في حين تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور معارك عنيفة، وفق ناشطين.

وقال الجيش السوداني في بيان مقتضب "دحرت قواتنا في الميرم صباح اليوم هجوما غادرا من الدعم السريع"، دون مزيد من التفاصيل.

وتقع مدينة الميرم جنوب غرب ولاية غرب كردفان، وتبعد نحو 40 كيلومترا عن الحدود مع جنوب السودان.

بدورها، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (ناشطون) في بيان الأربعاء بـ"تعرض مدينة الفاشر لهجوم عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل الدعم السريع".

وقالت التنسيقية إن الهجوم "استهدف بشكل مكثف جنوب المدينة وغربها وسوق المواشي وسوق الخضار وحي الرديف"، مشيرة إلى وجود أنباء عن "إصابات كثيرة وسط المواطنين وعدد من الشهداء" على خلفية الهجوم.

وضع إنساني خطير

وفي السياق ذاته، لفتت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان منفصل، إلى أن هناك "زيادة في عدد الوفيات وسط الأطفال المصابين بسوء التغذية، بعد تدمير مركز التغذية العلاجية الوحيد بالمدينة"، دون تحديد العدد.

وأضافت أن "مرضى الفشل الكلوي وأصحاب الأمراض المزمنة يواجهون أيضا خطر الموت، إثر شح الأدوية وصعوبة الحركة".

وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، باستمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر غربي البلاد.

وأضافت المنظمة "وفق الفرق الميدانية، نزحت حوالي 50 أسرة من معسكر أبو شوك للنازحين إلى مواقع أخرى في الفاشر ومنطقة طويلة بولاية شمال دارفور، بينما ورد أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين".

ومنذ 10 مايو/أيار الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وفي 24 يونيو/حزيران الماضي أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 143 ألف شخص نزحوا من الفاشر بولاية شمال دارفور جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقوات الدعم السریع الجیش السودانی بین الجیش

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور

حذرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الخميس من حدوث ما سمتها فظائع جماعية وأعمال عنف ذات طابع عرقي في دارفور (غربي السودان) مع احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في الإقليم.

وأصدرت المنظمة تقريرا يستند إلى عشرات المقابلات التي أجريت بين مايو/أيار 2024 ومايو/أيار 2025، وأشار إلى مخاوف مما وصفه بعنف ممنهج ضد الجماعات العرقية غير العربية.

وقال مسؤول الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود ميشال أوليفييه إن الناس يُستهدفون في دارفور بشكل متكرر من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها، ولا سيما على أساس عرقي.

وأشارت المنظمة إلى تهديدات بشن هجوم شامل على الفاشر عاصمة شمال دارفور -التي يقطنها مئات آلاف الأشخاص- وسط انقطاع إمدادات الغذاء والماء إلى حد كبير وحرمان السكان من الرعاية الطبية.

عنف ممنهج

وتحدث تقرير منظمة أطباء بلا حدود -الذي استند إلى 80 مقابلة مع نازحين ومرضى- عن أشكال ممنهجة من العنف تشمل النهب والقتل الجماعي والعنف الجنسي والاختطاف والتجويع وهجمات على مدنيين ومرافق صحية.

ونقل التقرير عن شهود عيان قولهم إن عناصر قوات الدعم السريع تحدثوا عن خطط "للتطهير الفاشر" من مجتمعاتها غير العربية، خصوصا قبيلة الزغاوة، مما أثار مخاوف من وقوع مذبحة مماثلة لفظائع عام 2023 ضد قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور.

وقالت مستشارة الشؤون الإنسانية في "أطباء بلا حدود" ماتيلد سيمون "نخشى تكرار مثل هذا السيناريو في الفاشر".

واضطرت المنظمة الإنسانية الطبية إلى وقف عملياتها في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين القريب الذي اقتحمته قوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء إقليم دارفور، وهي تحاصر الفاشر منذ أكثر من عام، وفي الأشهر الماضية كثفت هذه القوات هجماتها على المدينة في محاولة لإخراج الجيش وحلفائه منها، وتسبب القصف المتكرر للمدينة ومخيمات النازحين القريبة منها في مقتل العشرات وإحداث دمار كبير.

إعلان

واتهمت الولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية قوات الدعم السريع بتنفيذ "إبادة جماعية" و"تطهير عرقي" في دارفور، لكن تلك القوات تنفي ذلك.

مقالات مشابهة

  • خلال عام.. ضبط وإتلاف أكثر من 31 طناً من المخدرات قادمة من مناطق سيطرة العدوان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفيه قيادي بـ "حزب الله" في جنوب لبنان
  • الجيش السوداني يسعى لاستعادة زمام الأمور في محور كردفان
  • “المشتركة” ترد على أكاذيب “الدعم السريع”
  • الخوي تشتعل من جديد... الجيش السوداني يقترب من استعادتها والدعم السريع تتكبد خسائر فادحة
  • الفاشر تغلي.. الآن
  • السودان: كامل إدريس يُعيّن ثلاثة وزراء جدد في حكومته
  • أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
  • اشتباكات قبلية في حطيب شبوة ونزوح عشرات الأسر
  • الجيش السوداني يطرق أبواب الخوي.. وقوات العمل الخاص تكشف التفاصيل