ذكر موقع "Aljazeera" القطري الناطق بالإنكليزية أن "الجهود التي يبذلها حزب الله لاحتواء صراعه المنخفض المستوى مع إسرائيل، بدلاً من إنهائه، تثير الثناء والإدانة في مختلف أنحاء لبنان. ويعود هذا الانقسام إلى الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، والتي قسمت الفصائل السياسية طبقياً وطائفياً تأييدا أو معارضة للكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل الذي يشن انطلاقا من لبنان.

والآن، في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بشن حرب شاملة ضد حزب الله المدعوم من إيران، تتصاعد التوترات الطائفية. ويلقي منتقدو حزب الله وخصومه السياسيون اللوم عليه في شن حرب ضد إسرائيل من دون استشارة الفصائل الأخرى بينما يكافح لبنان للتعافي من الاقتصاد المدمر".
وبحسب الموقع، "بدأ حزب الله المواجهة مع إسرائيل في الثامن من تشرين الأول قائلا إنه سيستمر حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة حيث قتلت إسرائيل أكثر من 37 ألف شخص وهجّرت معظم السكان. وبدأت الحرب الإسرائيلية على غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1139 شخصًا وأسر 250 آخرين. ومع عدم وجود أي انتصار أو إنجازات يمكن المطالبة بها بعد تسعة أشهر، فربما تجد إسرائيل نفسها في مأزق في غزة، ولكنها رغم ذلك ترد بشكل غير متناسب على هجمات حزب الله وتهدد بحرب أخرى هناك".
وتابع الموقع، "قال قاسم قصير، المحلل السياسي المقرب من حزب الله: "لا أحد يريد الحرب الآن، لكن إسرائيل هي التي تشن الصراع". وأضاف: "إذا شنت إسرائيل حربًا واسعة النطاق، فستكون حربًا مفتوحة وكبيرة". في الواقع، بعض اللبنانيين، وخاصة من الطائفة المسيحية، غير راضين للغاية عن حزب الله. يلوم كل من رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل حزب الله على جر لبنان إلى "حرب استنزاف" يمكن تجنبها وجذب الهجمات الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية. إن خطاب جعجع والجميّل يمكن أن يشير إلى أنهما لا يريدان الانجرار إلى صراع إقليمي، كما يقول مايكل يونغ، المحلل المتخصص بالشأن اللبناني للموقع".
وأضاف الموقع، "قال يونغ: "العديد من الزعماء المسيحيين يعارضون قرار حزب الله فتح جبهة ضد إسرائيل"، مضيفًا أن الهدف الإضافي قد يكون "إظهار أن لبنان ليس كله يدعم حزب الله على أمل تجنيب مناطقه أسوأ ما في الحرب مع إسرائيل". ويتفق آخرون على أنه لم يكن على حزب الله أن يتخذ قراراً "أحادياً". وينظر آخرون إلى حزب الله باعتباره جماعة مقاومة شعبية حررت جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 18 عاماً في عام 2000.وقال خبراء لقناة "الجزيرة" إن حزب الله أصبح أكثر تطورا منذ ذلك الحين، حيث قام بتوسيع قدراته القتالية وترسانة الأسلحة ومصادر الإيرادات".

وتابع الموقع، "إن القتل اليومي للفلسطينيين في غزة يجعل بعض مؤيدي حزب الله يدعون إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد إسرائيل. وقال عضو في الحزب القومي الاشتراكي السوري، جمال حسنية، لقناة "الجزيرة": "لا أعتقد أن حزب الله يفعل ما يكفي. يجب عليه غزو إسرائيل وليحدث ما يجب أن يحدث". ومع ذلك، اعترف الحسنية بأن إسرائيل سترد بقوة، مما قد يؤدي على الأرجح إلى نزوح جماعي. وحينها، سوف يكون لزاماً على الشيعة اللبنانيين أن يستقروا في المناطق السنية، وربما المسيحية، في مختلف أنحاء البلاد. وقال باتريك ريشا، المتحدث باسم "الكتائب"، إن موجة النزوح إلى البلدات والأحياء المسيحية "قد" تؤدي إلى حرب أهلية.لذلك، سيتعين علينا الفصل بين المدنيين والعسكريين". وأضاف: "لن نقبل أي منصات عسكرية قد تؤدي إلى تداعيات عسكرية". لكن يونغ لا يرى أن حزب الله سيقوم بعمليات عسكرية في أي مناطق مسيحية إذا اندلعت حرب مع إسرائيل لأنه لا يريد إثارة التوترات الطائفية، الأمر الذي سيكون في صالح إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع إسرائیل ضد إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

الأسد الصاعد.. من نص توراتي إلى عاصفة نار.. إسرائيل تعلن الحرب بلغة النصوص المقدسة | تقرير

أطلقت إسرائيل فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية واسعة ضد أهداف استراتيجية داخل إيران، تحت الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، مستهدفة منشآت نووية وقيادات عسكرية بارزة، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ عقود، وتفتح أبواب تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز صباح اليوم، أن العملية "مُحددة الهدف" وتهدف إلى "دحر التهديد الإيراني الذي يهدد وجود إسرائيل"، على حد قوله. وأكد نتنياهو أن العملية ستتواصل "لأيام عديدة"، مشيراً إلى استهداف منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز، التي تُعد قلب البرنامج النووي الإيراني.

إيران.. حقيقة تسرب تلوث إشعاعي أو كيميائي خارج منشأة نطنزليست دولة حليفة.. إسرائيل لم تخطر فرنسا مسبقا بهجومها على إيران

كما أعلنت تل أبيب عن اغتيال شخصيتين بارزتين في الضربات الجوية: اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، والفريق محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني. وقد أكدت مصادر إيرانية مقتل القياديين، وسط حالة من الاستنفار العسكري والسياسي في طهران.

أبعاد رمزية من النصوص التوراتية
 

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استُوحي اسم العملية، "الأسد الصاعد"، من نص توراتي ورد في "سفر الصحراء"، يُشير إلى صورة محارب لا يهدأ حتى يُجهز على فريسته "شعب كالأسد يقوم وكالليث يشرئب، لا ينام حتى يأكل فريسته، ومن دم ضحاياه يشرب".


وهي تسمية تحمل دلالات عقائدية تعبّر عن تصعيد عسكري يُغلفه الخطاب الديني والرمزي.

الرد الإيراني: “الوعد الصادق 3”

في المقابل، ردّت إيران بعد ساعات قليلة من بدء الهجوم، بإطلاق عملية انتقامية أسمتها "الوعد الصادق 3"، حيث أفادت وسائل إعلام رسمية بأن طهران أطلقت نحو 800 طائرة مسيرة وصاروخ كروز باتجاه أهداف في العمق الإسرائيلي. ووصفت العملية بأنها "رد قانوني ومشروع"، استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في إطار الدفاع عن النفس.

رُصدت حالة من الشلل شبه الكامل في الأجواء فوق إيران والمنطقة، حيث أُفرغ المجال الجوي من الطائرات المدنية والعسكرية غير المشاركة، تحسباً لضربات متبادلة. كما أظهرت تقارير دولية مؤشرات لحشد قوات أميركية وأوروبية قرب قواعدها في الخليج تحسباً لتطورات لاحقة.

تحول خطير في الشرق الأوسط

تُمثّل هذه الضربات تحولاً خطيراً في المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، وتنذر بإعادة تشكيل خريطة التحالفات والتوازنات الإقليمية. فبينما تحاول إسرائيل كبح البرنامج النووي الإيراني بالقوة، تبدو طهران مصممة على الرد بأساليب هجومية مباشرة وغير مسبوقة.

المجتمع الدولي يراقب بقلق بالغ، وسط دعوات للتهدئة من أطراف أوروبية وعربية، بينما تسود حالة من الغموض حول مدى اتساع رقعة التصعيد، وإن كانت العملية ستبقى في إطارها المحدود، أم ستفتح الطريق أمام حرب إقليمية شاملة.

طباعة شارك إسرائيل عملية عسكرية واسعة إيران الأسد الصاعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي البرنامج النووي الإيراني التهديد الإيراني

مقالات مشابهة

  • مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل... ولبنان يحاول تجنّب نيران الحرب
  • عن صواريخ إيران وحزب الله.. ماذا كشف تقرير إسرائيلي؟
  • لماذا لم تٌقحم إيران حزب الله في الحرب مع إسرائيل؟
  • مش مسرحية..نجيب ساويرس يثير تفاعلا بتعليق على المواجهات بين إيران وإسرائيل
  • إيران ليست حزب الله.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • هل تستطيع إسرائيل تدمير المواقع النووية الإيرانية؟ .. تقرير «فاينانشيال تايمز» يجيب
  • فجأة بتولع... إليكم ما توقّعه ميشال حايك عما يحدث بين إيران وإسرائيل
  • الأسد الصاعد.. من نص توراتي إلى عاصفة نار.. إسرائيل تعلن الحرب بلغة النصوص المقدسة | تقرير
  • بشأن نزع سلاح حزب الله.. تقرير لـNational Interest: الكرة في ملعب عون
  • تحذيرات إسرائيلية من تغييرات متعمدة في المسجد الأقصى والضفة.. قد تؤدي لانفجار جديد