ملك ماليزيا لشيخ الأزهر: قطعت زيارتي لولاية جوهور للقائكم والترحيب بكم
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
استقبل الملك إبراهيم بن السلطان إسكندر، ملك ماليزيا، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم الخميس، في القصر الملكي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، لمناقشة سُبُل استفادة ماليزيا من خبرات الأزهر في مجالات مكافحة التطرف.
في بداية اللقاء، رحَّب الملك بشيخ الأزهر في بلده الثاني ماليزيا، مؤكدًا تقديره الكبير لما يقوم به من جهودٍ عالميةٍ كبيرةٍ لإرساء قيم الحوار والتعايش، مشيرًا جلالته إلى أنَّه اتخذ قرارًا بقطع جولته إلى ولاية جوهور، لاستقبال شيخ الأزهر اليوم، والترحيب به والتحاور معه حول سُبُل تعزيز الجهود مع المؤسسة الأزهريَّة العريقة.
وأكَّد ملك ماليزيا ثقة الماليزين؛ قيادةً وشعبًا، في الأزهر الشريف، وحبهم له وانتماءهم إليه، وهو ما يدفع الكثير من العائلات الماليزية إيفاد أبنائهم لتلقي العلوم الشرعيَّة في الأزهر، مصرِّحًا: "لقد تشرفتُ بزيارة الأزهر ثلاث مرات، ولدينا ٧٠٠ طالب من ولاية جوهور التي أنتمي إليها، وهم محظوظون بالدراسة في الأزهر الآن، ونشجع المزيد لتلقي تعليمهم من الأزهر؛ حيث وجدنا فارقًا كبيرًا في طريقة التفكير والسلوك والتأثير في المجتمع بين خريجينا الذين تلقَّوا تعليمهم من الأزهر وبين أقرانهم ممن تلقَّوا تعليمهم من أماكن أخرى".
وطلب ملك ماليزيا من شيخ الأزهر زيادة أعداد المبعوثين الأزهريين في مختلف الولايات الماليزية، وإتاحة المزيد من الفرص التعليميَّة لأبناء ماليزيا للالتحاق بجامعة الأزهر، والاستفادة من خبرات الأزهر الكبيرة في مجالات مكافحة التطرف والتشدد، من خلال عقد مؤتمر حواري في ماليزيا يشارِكُ فيه علماء الأزهر لبيان المنهج الإسلامي الصَّحيح للشباب في مختلف القضايا المعاصرة، وبخاصة قضايا التعايش ونبذ التعصب والكراهية.
من جهته، هنَّأَ شيخ الأزهر جلالة الملك إبراهيم بن السلطان إسكندر، بتنصيب جلالته ملكًا لماليزيا، داعيًا المولى -عز وجل- أن تحظى ماليزيا في عهده بمزيد من الرفعة والتقدم، مشيرًا إلى سعادته بزيارة ماليزيا للمرة الأولى منذ تولي فضيلته مشيخة الأزهر، وأنه وجد في ماليزيا أنموذجًا حقيقيًّا للدولة المسلمة القادرة على تحقيق استدامة في التقدم والازدهار، واعتزاز الأزهر بعلاقاته التاريخيَّة المتينة التي تربطه بماليزيا، والتي كان الطلاب الماليزيون الوافدون عاملًا محوريًّا مهمًّا في تشكيلها وتطورها.
وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر استعدادَ الأزهر لزيادة أعداد المبعوثين الأزهريين الموفدين إلى ماليزيا، وزيادة المنح الدراسية لأبناء ماليزيا للالتحاق بجامعة الأزهر، واستقبال أئمة ماليزيا وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وفتح أفق التعاون مع ماليزيا، بما يُلبِّي احتياجات المجتمع الماليزي ويناسب تحدياته الداخلية.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى تجارب الأزهر ومجلس حكماء المسلمين الرَّائدة في ترسيخ قيم الحوار، وتعزيز ثقافة التعايش والأخوة والاندماج الإيجابي، والتي تُوِّجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، عام ٢٠١٩، التي أعادت الحياة للعلاقات بين الأزهر والفاتيكان، وكذلك مشروع بيت العائلة المصرية، تلك المبادرة التي أطلقها الأزهر مع الكنائس المصرية، ويجني المجتمع المصري ثمارَها اليوم من اندماج حقيقي وتآلف بين جميع أطياف المجتمع، مؤكدًا أنَّ الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين يُولِي أهمية كبيرة لتوحيد صف الأمة الإسلامية وتعزير الحوار الإسلامي الإسلامي، بالإضافة إلى تفعيل دور قادة الأديان ورموزها في مواجهة التَّحديات الإنسانية المعاصرة مثل قضايا تغير المناخ والفقر وتحديات التنمية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان ملك ماليزيا شيخ الأزهر الملك إبراهيم بن السلطان إسكندر ملک مالیزیا شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
«الإمارات للإفتاء»: السلام قيمة أخلاقية تمثّل جوهر الدين وغايته
طوكيو (وام)
شارك معالي العلّامة الشيخ عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبوظبي للسِّلم، عبر كلمة مرئية مسجّلة، في النسخة الثالثة من «المائدة المستديرة للسلام» التي نظّمتها المنظمة الدولية «أديان من أجل السلام» و«منظمة أديان من أجل السلام - اليابان»، بالتعاون مع «تحالف الحضارات» التابع للأمم المتحدة.
وضم اللقاء المنعقد في العاصمة اليابانية طوكيو، خلال الفترة من 1 إلى 3 يوليو الحالي، نخبة من القادة من مختلف الأديان والفلسفات الإنسانية، وعدداً من صنّاع السياسات وخبراء بناء السلام، لمناقشة سبل تعزيز الحوار بين الأديان ومواجهة التحديات الإنسانية المشتركة.
وأكد معالي الشيخ عبد الله بن بيّه في كلمته أن الاجتماع ينعقد في وقتٍ تزداد فيه الحاجة إلى السِّلم والعافية، لافتاً إلى تعدد التحديات التي تواجه البشرية اليوم من الحروب والنزاعات، إلى الأزمات البيئية، والأوبئة، والمجاعات، وصولاً إلى الحاجة الملحّة لإدماج الأطر الأخلاقية في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وشدّد معاليه على أن الطريق إلى السلام لا يكون عبر سباق التسلّح، بل عبر استعادة الثقة وبناء جسور التعاون، وتخفيض التسلح الذي كان حلم البشرية إلى وقت قريب.
وتناول معاليه الدور الحيوي الذي يمكن أن تنهض به القيادات الدينية من مختلف الأديان في تسخير الحوار والتعاون للحد من الصراعات، مؤكداً أن هذه القيادات، وإن لم تكن تملك أدوات وقف الحروب، فإن بإمكانها الإسهام في منع تحوّل النزاعات إلى أحقاد مزمنة وضغائن موروثة، من خلال ترسيخ قيم الصفح والعفو والتضامن ونصرة المظلومين دون تمييز.
وأضاف معالي رئيس منتدى أبوظبي للسلم، أن المجتمعات الدينية قادرة على إشاعة قيم التسامح والرحمة، والحث على إغاثة الملهوف، معتبراً أن هذا هو الدور الجوهري للقيادات الدينية، وهو في الوقت ذاته لبُّ الرسالات ومبدؤها الأسمى.
وتحدث الشيخ عبد الله بن بيّه عن الجهود التي يقوم بها منتدى أبوظبي للسِّلم في هذا السياق، موضحاً أن المنتدى لا ينظر إلى السلام بوصفه خياراً ثانوياً، بل يعتبره ضرورة حضارية وقيمة أخلاقية عليا، تمثّل جوهر الدين وغايته النبيلة.
إحياء قيم التعايش
ختم معاليه بالتأكيد على أن كل عصر له قيَمُه التي توجبها عليه التحديات والاختلالات التي تطرأ فيه، مشدداً على أن عصرنا الراهن يتطلب إحياء قيم التعايش والتسامح والتضامن، في مواجهة خطاب الكراهية ومشاريع الإقصاء والعنف.
إلى ذلك، أشاد النائب ديفيد سميث، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة لحرية الدين أو المعتقد بدور الإمارات الريادي في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
وأكد سميث أن الحوار الحضاري أصبح اليوم ضرورة ملحة في ظل التوترات المتزايدة، مما يجعل هذه المبادرات ركيزة أساسية لتوجيه السياسات الدولية نحو مزيد من التفاهم والتعايش.