أمينونو.. محطة سياحية تلخص جمال إسطنبول الساحر
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
جلسات مميزة وأسواق كبيرة في منطقة إمينونو الشهيرة بإسطنبول، تلخص جمال المدينة العريقة، إذ تطل على الشطرين الآسيوي والأوروبي على مدخل مضيق البوسفور وتلاقيه مع خليج القرن الذهبي.
من بين مرافئ ومحطات الانطلاق البحرية، وعلى أصوات مراكب النقل المتحركة على مدار الساعة في أمينونو، تنتشر مقاعد وأماكن مخصصة للجلوس والاستمتاع بمشاهد مدينة إسطنبول الجميلة.
إمينونو تعد من أبرز المناطق وأكثرها حيوية في إسطنبول، لما فيها من تاريخ عريق، وأسواق تجارية، وجمال طبيعة وعقدة مواصلات، وتركز مطاعم السمك الطازج، فضلا عن المشاهد المميزة من المنطقة.
وتقع إمينونو في منطقة الفاتح بإسطنبول الأوروبية داخل المنطقة القديمة، على مدخل القرن الذهبي المتفرع من مضيق البوسفور، في مكان يرتاده عشرات الآلاف من الزوار والسياح وأصحاب الأعمال يوميا لما يحويه من أسواق كبيرة متنوعة ومناظر خلابة وكأنها مشاهد من سينما أو فيلم سينمائي.
**جلسات ومشاهد
الجلسات الممتعة في إمينونو تحقق للزائرين والسواح مشاهد مميزة لمعالم إسطنبول، وخاصة جسرها المعلق الأول المعروف باسم جسر شهداء 15 تموز/يوليو، إذ يقصده الزوار ليلا ونهارا للاستمتاع بمنظره الجميل وأضوائه التي تربط شطري المدينة.
على الجانب الآسيوي، يمكن مشاهدة تلة تشاملجا المعروفة باسم تلة العرائس، وكذلك جامع تشاملجا أكبر الجوامع المبنية في تاريخ الجمهورية التركية وبرج تشاملجا والتي افتتح قبل سنوات.
على الجانب الأوروبي، يمكن مشاهدة برج غالاطة التاريخي الجميل بأضوائه وبعض القصور والجوامع القديمة ومنطقة قره كوي وجسر غالاطة، في مشهد واحد يجمع ما على شطري المدينة.
هذه الإطلالة تشمل حركة السفن والمراكب التي تنقل الركاب بين شطري المدينة، وفي رحلهم بمضيق البوسفور، ولمختلف الأسباب الأخرى السياحية، وفي الليل تصبح المشاهد مميزة مع تداخل الأضواء مع عتمة الليل.
ويستغل السياح والزائرون القادمون للمدينة هذه الفرصة بالجلوس في هذه الأماكن على ضفة خليج القرن الذهبي في إمينونو للاستمتاع بالمشاهد والتقاط الصور التذكارية وصور السلفي وتصوير المنطقة الساحرة.
وتضم منطقة إمينونو مناطق تاريخية قديمة مثل السوق المصري، والجامع الجديد، وأسواقا عديدة متميزة، وعلى جسر غالاطة ينتشر صيادو السمك، وتحت الجسر تنتشر عشرات مطاعم السمك.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا السياحة في تركيا سياحة
إقرأ أيضاً:
جولة في الريف السويسري بين جبال الألب وساردونا التكتونية
لاكس – على ارتفاعات تكسوها الغيوم، تبدو مدينة لاكس جنوبي سويسرا كما لو أنها صفحة جديدة في دفتر الجغرافيا، حيث تتحول التضاريس إلى قصة، والصخور إلى سجل مفتوح لزمن سحيق صنع ملامح هذا الكوكب.
لا تبدو الرحلة مجرد فسحة سياحية، بل هي نافذة تطل على تاريخ الأرض بقدر ما تكشف عن حاضر الإنسان، ومشهد أشبه برحلة داخل كتاب علمي نابض بالحياة، فهذه المنطقة تعد تجسيدا للذاكرة العميقة للأرض، حيث لا تزال تنبض كل صخرة بماضيها، وترسّخ شعورا بأن الزمن ليس خطا مستقيما، بل طبقات ومنحدرات.
وبين الطريق إلى منطقة ساردونا التكتونية التي تحكي تاريخ ملايين السنين، ومزرعة "ألب ناغنز لاكس" التي تقدم تفاصيل وبساطة الريف السويسري، يجد الزائر نفسه أمام تجربة تتجاوز الحدود التقليدية للسياحة.
تعد منطقة ساردونا التكتونية شرقي سويسرا أحد أهم المواقع الجيولوجية في أوروبا، وربما في العالم، حيث تقدم رؤى فريدة حول تاريخ نشأة الجبال والوديان الألبية نسبة لجبال الألب.
فعلى امتداد خط صدع غلاروس، المعروف أيضا باسم "الخط السحري" والذي يمكن رؤيته من بعيد، اندفعت صخور يتراوح عمرها بين 250 و300 مليون سنة فوق صخور أحدث منها بكثير، بعضها لا يتجاوز عمره 35 إلى 50 مليون سنة، حيث تُعد هذه المنطقة ذات قيمة كبيرة للمدارس والباحثين، إذ تشهد على عمليات تكوين الجبال وحركة الصفائح التكتونية.
وعلى مدى أكثر من قرنين، دأب العلماء من جميع أنحاء العالم على دراسة عمليات تكوين الجبال، كاشفين بذلك أسرار تشكّلها في موقع ساردونا المدرج ضمن قائمة التراث العالمي.
وتبرز أهمية زيارة هذه المنطقة في كونها واحدة من 200 موقع فقط مُدرج ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، ومن الناحية الجيولوجية تعتبر من أكثر المواقع تنوعا.
إعلانويضع هذا التكريم العالمي -الأرفع لمورد طبيعي- منطقة ساردونا في مصافّ مواقع تاريخية كبرى، مثل غراند كانيون بالولايات المتحدة الأميركية، وجزر غالاباغوس في الإكوادور، والحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.
ولهذا السبب يُطلب من زوار ساردونا الالتزام بقواعد السلوك لضمان عدم تدمير هذه النظم البيئية الهشة، ومنها البقاء على مسار المشي الرسمي، وتجنب قطف أي نباتات، والتخييم في المواقع المخصصة لذلك فقط.
يوم بطيء على ارتفاع شاهق
على بعد مسافة قصيرة جدا من سارودنا الجيولوجية، تقع مزرعة "ألب ناغنز لاكس" التي تجمع بين بساطة الريف وشغف المغامرة وأجواء رومانسية جبلية ساحرة.
وفي هذا العالم الصغير البعيد عن إيقاع المدن، يمتزج صوت الريح بجلجلة الأجراس المعلقة في أعناق الأبقار، حيث تُصنع المنتجات المحلية بيد أصحاب المزرعة كما كانت تُصنع قبل عقود طويلة.
هنا، يمكن اكتشاف طريقة تحضير الجبن والزبدة، حيث يصل الحليب الطازج مباشرة من مصدره، أو بوسع الزائر المشي في المسارات المحيطة بالمزرعة للاستمتاع بالهواء النقي، أو تجربة الضيافة الريفية التي تجعلك جزءا من المكان، ولو لوقت قصير.
وتقول مديرة المزرعة أيلين للجزيرة نت إن العمل يبدأ من الساعة الثالثة والنصف صباحا وينتهي الثانية ظهرا، حيث يتم تجهيز حوالي 900 لتر من حليب الأبقار لصنع الجبن السويسري اللذيذ، وتشرح المتحدثة مراحل الإعداد قائلة "بعد وضع الحليب لمدة يوم كامل في قدر كبير مسخن بالبخار، تأتي المرحلة الثانية وهي حمام الملح ليكتسب الجبن مذاقه المالح".
ويمكن للزائر أيضا قضاء ليلة في نزل جبلي في المنطقة، يمكن الوصول إليه بواسطة التلفريك من فليمز القريبة من لاكس، أو تناول وجبة ساخنة في المطعم التابع له، أو الاسترخاء في الساونا وغيرها من الخيارات الترفيهية.
يُذكر أنه خلال موسم الشتاء، قد يزيد سعر الليلة الواحدة في النزل الجبلي عن 500 دولار لشخصين مع وجبة الفطور، نظرا لما يوفره من سهولة في الوصول إلى منحدرات التزلج.
تبلغ تكلفة الجولات الإرشادية في منطقة ساردونا التكتونية ما بين 25 و40 فرنكا سويسريا للشخص (28 إلى 45 دولارا)، كما يمكن للزوار دخول المسارات العامة بالمجان إذا فضلوا الاكتشاف الفردي.
وخلال الصيف الذي يمتد من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، يمنح المكان وضوحا بصريا لا مثيل له، يجعل التجربة أقرب إلى درس حي في علم الأرض.
وعندما يأتي الشتاء يتغير المشهد في لاكس وما حولها بالكامل، إذ تصبح المنطقة واحدا من أشهر منتجعات التزلج في سويسرا، وبالإمكان الوصول إلى محيط ساردونا عبر التلفريك، الذي تتراوح تذكرته بين 20 و30 فرنكا (بين 23 و34 دولارا)، حسب الارتفاع والموسم، في حين تخضع بعض المسارات الجيولوجية للإغلاق بسبب تراكم الثلوج.
لكن الجو البارد والثلوج الكثيفة لا تحرم السائح من الاستمتاع برحلته، إذ توفر المنطقة مسارات للمشي على الثلج، ورحلات بانورامية تظهر الجبال عن قرب، أما في الأيام الصافية فيبقى الخط الجيولوجي مرئيا من بعض النقاط العالية.
أما بالنسبة لمزرعة "ألب ناغنز لاكس"، فتقدم وجهين مختلفين في كلا الموسمين، مما يجعل زيارتها جزءا أساسيا من الجولة. ففي الصيف تستقبل ضيوفها وسط المراعي الخضراء، وفي الشتاء تتحول إلى استراحة جبلية يقصدها المتزلجون لأخذ قسط من الراحة، أو تناول وجبة ريفية بسيطة بأسعار تتراوح بين 15 و30 فرنكا (ما بين 16 و34 دولارا).
إعلانوقد يكون هذا التبدل الموسمي هو ما يميز لاكس وضواحيها، إذ يمنح الصيف المسافر مساحة واسعة للتأمل في الطبيعة وتشكيلاتها في الهواء الطلق، أما الشتاء فيعيد إظهار الجبال في صورة أكثر صلابة وهدوءا وبياضا.