سؤال يدور فى خاطرى دائماً بحكم مهنتى «المحاماة» ، لماذا الناس تخاف تذهب إلى قسم الشرطة حتى لو كانوا أصحاب حقوق؟ وقلت فى نفسى لعل السبب هو المعانى غير اللطيفة التى يتعاملون بها سواء كان الشخص الشاكى أو المشكو فى حقه ، حيث يتم احتجاز الشاكى مع المشكو فى حقه حتى يُعرضوا على النيابة العامة لإصدار قرارها إما بالحبس أو الإفراج ، وفى حالة الإفراج ينتظر الشاكى مع المشكو فى حقه العرض الذى يتم فى كل يوم فى أقسام الشرطة لفحص هؤلاء المحجوزين لديهم وبيان ما إذا كانوا عليهم أحكام أم لا، والكل يعرف مكان الاحتجاز فى أقسام الشرطة ، أى «التخشيبة» التى كانت لها مواصفات فيما سبق، حيث كانت ارضيتها تُصنع من الخشب حتى يتم إستخدامها للنوم والجلوس دون أن يتعرض المحجوز للأذى ، لذلك سُميت بهذا الأسم من الخشب، والآن لم تصبح كذلك.
لم نقصد أحدا !!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى التخشيبة
إقرأ أيضاً:
اصنع لنفسك حلمًا جميلا
من منا لا ينشد أن يعيش حياة مليئة بالسعادة والتصالح مع الذات والآخرين، ومن منا لا يريد أن يحيك من فجر الصباح مستقبلا ينعم فيه بالراحة والسكنية، وهذا السكون المنشود ما هو إلا رغبة إنسانية نستمدها من كل معاني «التآلف والتجانس» مع الأحداث والظروف.
في بعض الأحيان، يصدمنا الواقع بأنه ليس كل من يعيش إلى جوارنا لديه الشعف الإنساني نفسه، بل يلملم كافة التفاصيل الصغيرة في قالب يحمله على ظهره كشقاء بشري يتعزز مع صعود الإنسان في سلم العمر فيهبط بكل ما حمله في جوفه من إرهاصات الحياة وشقاء البشر نحو عالم يعج بالقلق والخوف من المجهول.
وحتى نريح أنفسنا كأشخاص مسالمين يرغبون في سكون العواطف ولطف الأحداث الهروب من كل الحماقات التي يرتكبها الآخرين، وتفسر على أنها جزء من تكوينهم الفكري وطريقة تعاملهم مع الغير.
علمنا عالم الفيزياء الشهير نيوتن في قانونه الثالث « لكل فعل ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه «، وبحسب ما هو مثبت علميا هذا القانون يعتبر من القوانين المهمة لتحليل وحلّ مشكلات التوازن والأجسام الثابتة، ولهذا نحن نتجنب أذية الآخرين حتى لا يؤثر ذلك على مستوى الهدوء النفسي الذي نود أن نعيش فيه بقيت حياتنا، وحتى لا تكون هناك ردة فعل تخرج من الآخر فتقلق مسارات نحو الجحيم.
لهذا السبب، كثيرا ما ينصحنا من هم أكثر وعيًا منا بأمور الحياة وشؤون الناس: بأن «لا تبالغ في بعثرة الأوراق، أو أحداث ضجيج في الأماكن التي نرتادها أو نعيش فيها، والأهم من كل ذلك هو أن لا نكسر الحواجز مع الآخرين، فإن النتائج ربما تكون عكسية لا توازي مقدار طاقتنا على التحمل أو تكون أكبر بكثير من سقف توقعاتنا من الغير» . لهذا أحيانا نلوم انفسنا بأننا لا نتوقع سلوكا أو قولا من حولنا.
فلسفة الحياة بها الكثير من الغموض والأسرار والخبايا التي يجب أن نسبر أغوارها بهدوء تام، فأحد العقلاء قال يوما: «إذا أحببت كثيرا أو وثقت بدون وعي فقد تخدع في أي لحظة، أما إذا تكلمت كثيرا فستكذب في بعض الأمور، وإذا بكيت كثيرا ستفقد بصرك، أما إذا فكرت كثيرا فستصاب بالاكتئاب، فلا تفرط في كل شيء..لأن هذا الإفراط سيؤذيك كثيرا «..فلو أخذنا كل جزئية من القول السابق، لوجدنا أنه قد أبدع في تلخيص عشرات الكتب القيمة.
لقد درجت العادة عند بعض الناس فهم الأمور على غير حقيقتها، فمثلا: «الإفراط في العطاء يعلم الناس استغلال، والإفراط في التسامح يعلم الناس التهاون في رد الحقوق إلى أصحابها، أما الإفراط في الطيبة يجعل الشخص الطيب يعتاد على الانكسار، والإفراط في الاهتمام بالآخرين يعلمهم الاتكالية.. فكم من طباع جميلة انقلبت على أصحابها بالإفراط فيها، وهذا ما نراه واضحا لدى كثير من الناس».
من أجمل الحكم القديمة التي لا نستغني عنها في مسارات حياتنا هي تلك التي تنصحنا: «اصنع لنفسك من لون السماء والغيم حلمًا يشبهك يشبه الفرح الذي بداخلك فالأرض متعطشة لمطر حلمك، واصنع سعادتك بنفسك فأنت مسؤول عنها، لا أحد يستطيع تغيير حالتك النفسية ما دمت لا تريد، وتذكر أن ما تمر به الآن مُجرد وقت لتشعر بنكهة السعادة الحقيقة التي يخبئها الله لك..».
فقديما قيل، لا تكن ليّنا فتعصر ولا صلبا فتكسر، فالاعتدال في تناول الأشياء يضمن لك حرية الحركة في نطاق أوسع في الحياة، لكن هذا الاعتدال ليس شيئا ثابتا فقد تتعدى ميزان الأمور في لحظة فرح أو ردة فعل فتقع في الخطأ بدون أن تدرك ذلك إلا متأخرا.