صحيفة البلاد:
2025-07-04@08:35:09 GMT

دماء وأشلاء وموتى

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

دماء وأشلاء وموتى

ليس من عادتي أن أتطرق الى الأحداث التى تؤلم النفس البشرية ،إذ يكفي مانشاهده كل لحظة على وسائط التواصل الرقمية من دماء وأشلاء وموتى، وممارسات الحقد والكراهية والظلم الذي يقع على الغزاويين ، وكيف يعيشون ويتعاملون مع كل لحظة قادمة في الحياة.

إلا أن أحداث السادس من أكتوبر 2023 ، فرضت عليّ أن أفضّفض عمّا يدور في خلجات نفسي وعقلي وقلبي وأنا أشاهد أن حياة الغزاويون تحسب بالثواني والدقائق وليست بالسنين.

تمتد آثار هذه الحرب النفسية والإقتصادية والصحية والإجتماعية والثقافية وغيرها على عدة أجيال قادمة . يتنازع كل تلك الآثار ، البحث عن الأمل في المستقبل إذا كان هناك من يصنع لهم الأمل بقوة إيمانهم وعزيمتهم وإصرارهم على الحياة ، ولكن للأسف لا أرى أن المجتمع الدولي قادر على صنع الأمل والسلام والسلامة لهم .

الأجيال الجديدة في غزة ومن حولهم أجيال العالم ، وهم يشاهدون ما يجري هناك من ممارسات ظالمة وأحداث العنف والقتل والتدمير والتشريد والإبادة الجماعية والتي تتسبب في فقدان الأسر والعائلات وجميع مقومات الحياة الأساسية ، مثل هذ الممارسات والتجارب تخلق لديهم شعوراً متجذِّرا بالظلم والغُبن والذعر والخوف والقلق والتوتر والإكتئاب وأمراض نفسية وعضوية تتطلب علاجاً ، بما يسمي علاج ما بعد الصدمة بالتزامن مع إعادة بناء البشر قبل الحجر.

هذه الحرب وغيرها من الحروب التي فرضت على الفلسطينيين ،كانت ولا زالت مليئة بالتحديات ولكن إيمانهم وإرادتهم وقوتهم وتصميمهم على مواصلة الحياة وإسترجاع حقوقهم المسلوبة ، جعل منهم أسطورة في الكفاح وقدوة لشعوب العالم المقهورة.

لقد تم تدمير غزة بالكامل من مبان سكنية ومدارس ومستشفيات وبنى تحتية خاصة بشبكات المياه والكهرباء والإتصالات والطرق الخ ، كل ذلك يتطلب موارد مالية ضخمة ودوراً رئيسياً مكثّفا وفاعلاً من المجتمع والمنظمات الدولية ، وخططاً استراتيجية لإعادة البناء والإعمار.

لذلك كله ، أرى وأشدِّد بقوة على أن هذه مسؤلية الدولة المعتدية إسرائيل ومن والاها بالسلاح والمال والمعلومات وليس غيرهم ، فمن الواجب أن تضطلع تلك الدول بهذه المسؤلية المحورية والهامة من أجل بثّ الأمل وإعادة الحياة والحقوق للشعب الفلسطيني الذي عانى لأكثر من 75 عاماً ظلماً وقهراً ودماراً وتشريداً دونما أدني ذنب إقترفه.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«أمنية» ترافق حمد في رحلته مع الأمل

أبوظبي(الاتحاد)
لم يكن صباح ذلك اليوم عادياً في مزرعة عائلة الطفل حمد، فقد بدا الهدوء وكأنه يتهيّأ لاستقبال حدثٍ سيبقى محفوراً في ذاكرة فتى لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، لكن قلبه كان أكبر من سنواته بكثير.
منذ طفولته، نشأ حمد بين جمال مزرعة العائلة وجمالها، يراقبها بعين العاشق، يحاكي صوتها، ويبتسم كلما اقتربت منه، وكأن بينها وبينه لغة لا تُفهم إلا بالمحبة.لطالما تمنى حمد الحصول على جمل خاص به، لا ليركبه فقط، بل ليكون صديقه، يسمّيه، يعتني به، يسقيه بيده، وكانت هذي الأمنية ترافقه في رحلته مع المرض، يتحدّى به الألم، ويرسمه في خياله ملاذاً دافئاً كلّما اشتدّ عليه التعب.
وبلمسة حنان وإنسانية، تحقّقت هذه الأمنية النبيلة بفضل مؤسسة «تحقيق أمنية»، التي عملت بتنسيقٍ دقيق مع عائلة حمد لإهدائه جملاً يكون له كما تمنّى، وفي صباح يومٍ مشمس، وصل الجمل إلى مزرعة العائلة، وسُمح له بالتجوال في المكان الذي سيغدو بيته الجديد.
ما إن اقترب حمد حتى توقّف الزمن في عينيه، وارتعشت الدهشة في ملامحه، ثم انفجرت سعادته ضحكةً دافئة كأنها أنارت المزرعة بأكملها، ثم احتضن حمد صديقه الجديد.
عائلة حمد عبّرت عن امتنانها العميق لمؤسسة «تحقيق أمنية»، مؤكّدة أن هذه اللفتة الإنسانية قد أعادت إلى قلب ابنهم الفرح، وأضاءت دربه بالأمل، فقد رأوا بأعينهم كيف يمكن لأمنية أن تحوّل لحظة عادية إلى ذكرى لا تُنسى، وتصنع من البسمة حياة.
قال هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»، إن سعادة الأطفال هي البوصلة التي تهتدي بها المؤسسة في كل مبادراتها، مشيراً إلى أن رؤية فرحة حمد هي برهان حيّ على أن الأمل أقوى من الألم، وأن بإمكاننا، بكل بساطة، أن نزرع نوراً في قلبٍ صغير بمجرد الاستماع إلى أمانيه.
وأضاف الزبيدي أن هذه الأمنية ما كانت لتتحقق لولا التعاون البنّاء من عائلة الطفل، والدعم الكريم والمُلهم من السيد بدر بن سعد بن سويلم المحرمي، الذي كان له الدور الأبرز في إدخال السعادة على قلب الطفل عبر تحقيق أمنيته بتقديم الجمل له».
وتابع قائلاً: «نثمّن عاليًا هذه اللفتة النبيلة من السيد بدر، والتي تعكس روح العطاء الأصيل وقيم التضامن الإنساني، ونعبّر له عن خالص شكرنا وامتناننا لما قدمه، فقد كان عطاؤه سبباً في رسم ابتسامة لا تُنسى على وجه الطفل حمد».
وفي ختام اليوم، بقيت صورة حمد بجانب جمله تمثّل جوهر العمل الإنساني الحقيقي، الذي يلامس الروح قبل الجسد، ويمنح كل طفل يعاني من مرض نافذة يطلّ منها على عالمٍ مليءٍ بالحب والرعاية.

أخبار ذات صلة «تحقيق أمنية» تُسعد 22 طفلاً مريضاً في رأس الخيمة "تحقيق أمنية" تُسعد طفلاً بمنحه صقراً يحقق حلم طفولته

مقالات مشابهة

  • حماس تنعى 3 من محرري صفقة وفاء الأحرار.. دماء الشهداء وقود المقاومة
  • حماس : دماء الشهداء لن تذهب هدرًا وستبقى وقودًا لاستمرار مسيرة المقاومة
  • من الإعاقة إلى الأمل.. فريق طبي يُعيد الحياة لركبة مريضة خمسينية بمستشفى بني سويف التخصصي
  • «أمنية» ترافق حمد في رحلته مع الأمل
  • توكل كرمان: ميليشيا الحوثي تثبت تفوقها في الإجرام وفي استباحة دماء اليمنيين وأموالهم وأمنهم وأمانهم
  • “رياضة عسير” تسجّل حضورًا لافتًا في الصيف بمبادرات مجتمعية لتعزيز نمط الحياة
  • فوربس: شركات التكنولوجيا الكبرى تعود لقيادة السوق ولكن بأي ثمن؟
  • الأهلي يرغب في إعارة عبد القادر في الموسم المقبل.. ولكن
  • غزة.. حصيلة دماء ثقيلة وترامب يجتمع مع نتنياهو وسط تحذير أممي
  • دواء جديد ينقص الوزن دون حقن ولكن هل يحافظ على الكتلة العضلية؟