يشير الذكاء الاصطناعي (AI) إلى التكنولوجيا التي تمكن أجهزة الكمبيوتر الرقمية أو الروبوتات من أداء المهام المرتبطة غالبًا بالكائنات الذكية. ويتعلق المصطلح غالبًا بالجهود المبذولة لتطوير أنظمة ذات عمليات فكرية مشابهة للإنسان، مثل الاستدلال أو اكتشاف المعنى أو التعميم أو التعلم من تجارب الماضي، منذ أربعينيات القرن العشرين، تمت برمجة أجهزة الكمبيوتر الرقمية لتنفيذ مهام معقدة للغاية، مثل اكتشاف البراهين النظرية الرياضية أو لعب الشطرنج بكفاءة عالية.



على الرغم من التقدم في سرعة المعالجة وقدرة الذاكرة، لا يمكن لأي برامج حتى الآن أن تضاهي المرونة البشرية عبر مجالات أوسع أو في المهام التي تتطلب معرفة يومية واسعة النطاق. ومع ذلك، فقد حققت بعض البرامج أداءً على مستوى الخبراء البشريين في مهام محددة، مما يجعل الذكاء الاصطناعي مفيدًا في تطبيقات متنوعة مثل التشخيص الطبي، ومحركات البحث، والتعرف على الصوت أو الكتابة اليدوية، وروبوتات الدردشة.

 

كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية


لقد أدى الذكاء الاصطناعي (AI) إلى تطوير الصناعات وتحويلها بسرعة، مما أعاد تشكيل الممارسات والعمليات التجارية. رغم أن الذكاء الاصطناعي موجود منذ الخمسينيات، إلا أن تطبيقاته الأخيرة كانت ثورية. يستكشف هذا المقال التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الأنشطة اليومية، ويوضح بالتفصيل تأثيراته المتنوعة عبر الصناعات والقطاعات.


تطبيقات حجز سيارات الأجرة
من المحتمل أنك استخدمت تطبيقات نقل الركاب مثل Uber، ولكن هل تعرف كيف تضمن أن الرحلة تكون على بعد دقائق فقط؟ ويحقق الذكاء الاصطناعي ذلك من خلال تحليل البيانات التاريخية لتخصيص برامج التشغيل بكفاءة.
تتنبأ الخوارزميات المتقدمة بأنماط الطلب باستخدام البيانات التاريخية والخارجية، مما يعمل على تحسين تخصيص السائق للمناطق ذات الطلب المرتفع. وهذا يحسن أوقات الاستجابة والكفاءة التشغيلية الشاملة.
يعد تحسين المسار مجالًا آخر يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي في هذه التطبيقات. تقوم الخوارزميات بتحليل بيانات حركة المرور في الوقت الفعلي، وإغلاق الطرق، والمتغيرات الأخرى لاقتراح أسرع الطرق للسائقين، مما يقلل وقت السفر ويعزز رضا المستخدم.


مساعدين صوتيين
يستخدم المساعدون الرقميون مثل Siri وGoogle Home وAlexa واجهات المستخدم الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (VUI) لمعالجة الأوامر الصوتية وتفسيرها. يمكّن الذكاء الاصطناعي هذه التطبيقات ليس فقط من فهم التعليمات الصوتية ولكن أيضًا من الوصول إلى قواعد البيانات الشاملة المخزنة في الأنظمة الأساسية السحابية. يتيح لهم ذلك تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة لإكمال المهام وتقديم نتائج بحث مخصصة.
يتزايد قبول المستهلكين لهذه التكنولوجيا، لا سيما في مجال الرعاية الصحية حيث يتم استخدام المساعدين الصوتيين للكشف عن الأمراض من خلال المؤشرات الحيوية الصوتية. تدعم روبوتات الدردشة الصوتية أيضًا تطبيقات الرعاية الصحية عن بعد للفرز والفحص.


روبوتات الدردشة
تعتبر Chatbots أمثلة عملية للذكاء الاصطناعي أثناء العمل، حيث تتطور من أنظمة بسيطة قائمة على القواعد إلى وكلاء محادثة متطورين مثل ChatGPT الذي طورته OpenAI. تستفيد هذه الأنظمة من تقنيات مثل البرمجة اللغوية العصبية (NLP) والتعلم الآلي لفهم استعلامات المستخدم والسياق والنية. فهي توفر استجابات مخصصة، وتوجه المستخدمين خلال العمليات المعقدة، وتتعلم من التفاعلات للتحسين المستمر.
تقوم الشركات بدمج برامج الدردشة الآلية في تطبيقاتها ومواقعها الإلكترونية لتقديم تجارب محادثة تفاعلية وديناميكية. في خدمة العملاء، توفر روبوتات الدردشة المساعدة على مدار الساعة، وحل الاستفسارات بكفاءة وتعزيز رضا المستخدم من خلال تحليل المشاعر.


تطبيقات البث الترفيهي
تستخدم خدمات البث مثل Netflix وSpotify وHulu خوارزميات التعلم الآلي لتحسين تجارب المستخدم. تقوم هذه الأنظمة الأساسية بتحليل تفاعلات المستخدم للتوصية بالمحتوى المخصص. يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة كميات هائلة من بيانات المستخدم لإنشاء كتالوجات مخصصة للموسيقى والأفلام والبرامج التلفزيونية.
يلعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا حاسمًا في ضمان البث دون انقطاع من خلال تخصيص الخوادم تلقائيًا وضبط عرض النطاق الترددي بناءً على شعبية الوسائط.


التسويق الشخصي
تستفيد العلامات التجارية من حلول التخصيص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لإشراك العملاء بشكل فعال. من خلال تحليل بيانات العملاء، يقوم الذكاء الاصطناعي بتصميم الحملات التسويقية ورسائل البريد الإلكتروني والتوصيات، مما يعزز رضا العملاء ويزيد التحويلات. تتضمن ابتكارات الذكاء الاصطناعي في التسويق استخدام رؤية الكمبيوتر للتنبؤ بأداء الإعلان وإنشاء شعارات لها صدى لدى الجماهير المستهدفة.


التعرف على الصور من خلال عدسة جوجل
تستخدم Google Lens الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشياء والمعالم والنصوص في الصور. فهو يستخدم تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR) لاستخراج النص والتفاعل معه، مثل ترجمة إشارات اللغة الأجنبية أو حفظ معلومات بطاقة العمل كجهات اتصال.


خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي
تستخدم منصات مثل Instagram وFacebook وYouTube خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجارب المستخدم. تعمل هذه الخوارزميات على تحليل سلوك المستخدم لتنظيم خلاصات المحتوى واقتراح الاتصالات وعرض الإعلانات المستهدفة. تضمن نماذج التعلم الآلي أيضًا سلامة النظام الأساسي من خلال تحديد المحتوى غير المناسب وتصفيته.


لوحات مفاتيح الإدخال الذكية
لوحة مفاتيح محمولة تعمل بالذكاء الاصطناعي تعمل تطبيقات oard على تحسين تجربة المستخدم من خلال ميزات مثل التصحيح التلقائي واكتشاف اللغة والكتابة التنبؤية. تستخدم هذه التطبيقات خوارزميات التعلم الآلي لفهم السياق والتنبؤ بالكلمات بدقة، وتدعم أكثر من 300 لغة ولهجة.


كشف الاحتيال في البنوك
تستخدم المؤسسات المالية أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة المعاملات في الوقت الفعلي واكتشاف الاحتيال. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل أنماط المعاملات والسلوكيات للكشف عن الحالات الشاذة والأنشطة الاحتيالية المحتملة، مما يعزز الأمان في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.


الملاحة والسفر
تستخدم تطبيقات التنقل مثل خرائط Google الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات حركة المرور في الوقت الفعلي وتحسين المسارات للمستخدمين. تعمل النماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تحسين دقة المسار وتوفير التحديثات بناءً على صور الأقمار الصناعية والبيانات الجغرافية.


العلاج بالألعاب
تم تصميم تطبيقات الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لقياس الحالات العقلية للمستخدمين وتقديم فوائد علاجية. تعمل سماعات الواقع الافتراضي (VR) على تعزيز المشاركة في العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وتكييف أسلوب اللعب بناءً على سلوك المستخدم.


كشف السقوط واكتشاف حوادث السيارات
تستخدم الأجهزة القابلة للارتداء خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف حالات السقوط ومراقبة سلوكيات القيادة تحسبًا للحوادث المحتملة. يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز ميزات السلامة في المركبات من خلال تحليل المناطق المحيطة والتنبؤ بالاصطدامات.


المركبات ذاتية القيادة
تتيح تطورات الذكاء الاصطناعي للمركبات ذاتية القيادة العمل بشكل مستقل باستخدام التعلم المعزز العميق والتعريب المتزامن ورسم الخرائط (SLAM). تتنقل هذه المركبات في البيئات، وتتنبأ بالعقبات، وتحسن السلامة على الطرق.


تقنيات التعرف على الوجه
تستخدم تقنية التعرف على الوجه، المدمجة في الهواتف الذكية وأنظمة الأمان، الذكاء الاصطناعي لفتح الأجهزة وتعزيز الأمان. يقلل الذكاء الاصطناعي من التحيز ويحسن الدقة في برامج التعرف على الوجه، ويدعم التطبيقات في مختلف الصناعات.


التعرف على الكلام القائم على الذكاء الاصطناعي
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين التعرف على الكلام في تطبيقات مثل Google Recorder وLive Captions، مما يؤدي إلى نسخ الكلمات المنطوقة إلى نص في الوقت الفعلي. تعمل هذه الميزات على تحسين إمكانية الوصول وتفاعل المستخدم مع محتوى الوسائط المتعددة.


الأمن والمراقبة
تقوم أنظمة مراقبة الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل لقطات المراقبة للكشف عن السلوك غير القانوني وتعزيز الأمن في الأماكن العامة. يحدد برنامج التعرف على الوجه المعتمد على الذكاء الاصطناعي الأفراد ويمنع انتهاكات الخصوصية.


تصفية البريد الإلكتروني
تقوم أنظمة تصفية البريد الإلكتروني المعتمدة على الذكاء الاصطناعي باكتشاف البريد العشوائي وتصفيته، وتنظيم رسائل البريد الإلكتروني في مجلدات، وتحسين كفاءة الاتصال من خلال ميزات الكتابة التنبؤية والتصحيح التلقائي.


مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي
تقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل DALL-E بإنشاء صور فريدة بناءً على المطالبات النصية، مما يدعم التصميم الإبداعي وإنشاء المحتوى المرئي في مختلف الصناعات.


التنبؤ بالطقس
تعمل نماذج الأرصاد الجوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحليل بيانات الطقس لتقديم تنبؤات دقيقة وتحديثات في الوقت الفعلي لتخطيط الأنشطة اليومية.


إنترنت الأشياء (IoT)
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين أجهزة إنترنت الأشياء من خلال تحليل بيانات المستشعر وتحسين استجابات الجهاز للمحفزات البشرية، مما يتيح أجهزة منزلية أكثر ذكاءً ومهام آلية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الروبوتات روبوتات الدردشة على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی فی الوقت الفعلی من خلال تحلیل التعلم الآلی تحلیل بیانات التعرف على على تحسین

إقرأ أيضاً:

السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي

في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.

واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of list

وفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.

وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.

سباق مفتوح

وفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.

لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.

الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام

كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.

إعلان

ففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.

وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.

منافسون آخرون

ليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".

وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.

أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.

ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".

وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.

ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.

لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعي

في المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.

وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.

وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.

إعلان

ويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.

الصين في الصورة

ورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".

موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له

وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.

ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.

وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".

مقالات مشابهة

  • يوتيوب يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد المستخدمين القاصرين
  • خالد عبد الرحمن يتعرض لموقف محرج بسبب سؤال عن الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • طفرة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. 1.87مليار عائدات في أشهر
  • شعبة الاقتصاد الرقمي وإيتيدا تطلقان دورة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • استمراراً لسلسلة الدورات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي… التنمية الإدارية تواصل تطوير الكوادر الحكومية في تحليل البيانات
  • “السعودية للكهرباء” تستضيف ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات أنظمة الطاقة الكهربائية
  • «السعودية للكهرباء» تستضيف ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات أنظمة الطاقة الكهربائية
  • ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية