تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن، لاستقبال قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» في قمة تاريخية تنطلق اليوم الثلاثاء، على مدار 3 أيام، احتفالًا بمرور 75 عاما على تأسيس الحلف.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وفقا لقناة «الحرة» الأمريكية، إن قمة حلف شمال الأطلسي ستبحث سبل تعزيز قدرات الردع، والدفاع المشترك لأعضاء الحلف، مشيرا إلى أن القمة ستعمل على تعميق الروابط الاستثنائية عبر الأطلسي وتعزيز الأمن المشترك.

وأضاف زير الدفاع الأمريكي، أن الرئيس بايدن فخور باستضافة هذه القمة وهو يتطلع للاحتفال بالإنجازات التاريخية للولايات المتحدة مع قادة دول الحلف البالغ عددها الآن 32 دولة.

وتابع زير الدفاع الأمريكي، أن قوات الحلف حققت تقدما ملحوظا في تعزيز الردع والدفاع وبنينا على التقدم الذي أحرزناه في الاجتماعات السابقة واظهرنا للعالم أن حلف شمال الأطلسي أقوى وأكبر وأكثر اتحادا من أي وقت مضي.

من جهته، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، أن القمة ستتخذ قرارات تعزيز قدرات الدفاع والردع المشترك، داعيا الدول الأعضاء إلى زيادة إنفاقها الدفاعي.

وقال ستولتنبرج، إننا سوف نحتفل هذا الأسبوع بالذكرى 75 لتحالفنا وسنتخذ أيضا قرارات بشأن الردع والدفاع بما يضمن أن تكون لدينا القوات والجاهزية والقدرات التى نحتاجها لمواصلة ردع أي معتد، وكذلك ضمان أن يواصل الحلفاء تحمل نصيبهم العادل من الأعباء.

وأعرب الأمين العام للناتو، عن تفاؤله بشأن مواصلة الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لأن 2% هو الحد الأدنى، وهناك حاجة لمواصلة زيادة الإنفاق الدفاعي.

وأعرب ستولتنبرج، عن شكره لأوستن على التزامه تجاه حلف شمال الأطلنطي وقيادته الشخصية القوية فيما يتعلق بأوكرانيا، مشيرًا إلى أن تلك القيادة أحدثت فرقًا حقيقيًا ومكنت جميع الحلفاء من تقديم دعم غير مسبوق لأوكرانيا.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، أدان الأمين العام للناتو، الهجمات الصاروخية المروعة التي وقعت اليوم على المدن الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل مدنيين أبرياء بمن فيهم الأطفال.

وأشار الأمين العام، إلى أن الحلفاء سيتخذون خلال القمة قرارات لتعزيز دعم الناتو لأوكرانيا، وسوف تتناول المحادثات أيضًا قضايا الردع والدفاع، لتُظهر أن حلف شمال الأطلنطي لديه القوات والاستعداد والقدرات التي يحتاجها لمواصلة ردع أي معتد، مشيرا إلى أن الحلفاء سوف يواصلون تحمل نصيبهم العادل من العبء.

وقدم أوستن، وسام وزارة الدفاع الأمريكية للخدمة العامة المتميزة لستولتنبرج، وهي أعلى جائزة يمكن أن تمنحها الوزارة لمواطن أجنبي.

وقبل لقائه بوزير الدفاع الأمريكي، شارك الأمين العام للناتو في حفل وضع إكليل من الزهور في مقبرة أرلينجتون الوطنية، مشيرا إلى أنها تضم رفات آلاف الجنود الأمريكيين الذين فقدوا أرواحهم على الأراضي الأوروبية في حربين عالميتين، معربا عن تقديره لخدماتهم وتضحياتهم.

اقرأ أيضاًرئيس وزراء بريطانيا: الدفاع عن الوطن ومساندة «الناتو» على رأس الأولويات

تعيين رئيس وزراء هولندا السابق كأمين عام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»

حلف الناتو: الردع النووي ضروري بعد توسيع روسيا مناوراتها في بيلاروسيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الناتو حلف شمال الأطلسى الناتو لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن الأمین العام للناتو حلف شمال الأطلسی الدفاع الأمریکی ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

العمل السياسي: من تأسيس التنظيم إلى تأسيس البودكاست

ما لفتَ نظري لكتابة هذا المقال، أني، ومنذ السابع من أكتوبر، قد شاهدت كثيرا من حلقات البودكاست التي تروي التجارب التاريخية والأيديولوجية في العمل التنظيمي للحركات والأحزاب السياسية، في مصر ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين وغيرها من بلدان منطقتنا العربية. وهنا المقال ليس نقدا لصناعة المرئيات وفي قلبها البودكاست، بل هو محاولة لسؤالك هل انتقلنا من زمن الفعل السياسي لزمن الحكي السياسي؟

منذ بضع سنوات أصدر المركز العربي لدراسة السياسات والأبحاث سلسلة "مذكرات"، وهي تعنى بنشر وتحرير ونقل تجارب شخصيات تاريخية ومعاصرة نظموا وشاركوا في العمل السياسي والفكري والعسكري. أيضا، منذ سنوات، برنامج بذات الاسم "مذكرات" على قناة العربي يتناول سير أهم الشخصيات السياسية والفكرية والرسمية الذين تركوا أثرا في تاريخ المنطقة العربية، مثل أبي ماهر اليماني، شفيق الحوت، فاروق الشرع، على القزق، دلال بزري، جورج حبش، كمال عدوان، وغيرهم من شخصيات عاشت ورحلت بتاريخ وأحداث مثيرة غير عادية.

الاطلاع على ما في داخل هذه المذكرات فضلا عن الأحداث المعقدة؛ تعطيك إدراكا أوسع لفهم حجم التفاصيل التي مرَّ بها التاريخ السياسي والفكري للمنطقة العربية في القرن الماضي، لا سيما النصف الثاني منه، هذا بجانب إدراك المجهود الكبير الذي بُذل في تأسيس العمل السياسي بما يشمل من تدوين فكري مُتباين، ومختلف عليه، ما يُؤسس فيما بعد لعمليات انشقاق وتأسيس تنظيمات جديدة. أيضا توضح لك تفاصيل الأحداث، كما في مذكرات السياسي الفلسطيني شفيق الحوت، كيف ساعد عمل التنظيمات غير المهني؛ لماذا في وقتنا الحالي لا نفكر في إعادة تأسيس تنظيمات سياسية أخرى، نعمل من خلالها لتحقيق مفاهيم الحرية والتحرر، ونتعلم مِن أخطاء مَن سبقونا؟ ولماذا صِرنا نكتفي بقراءة الماضي وسرده في برامج البودكاست وكتابة المقالات دون أن نمارس السياسة في حاضرنا؟من حيث توظيف الكفاءات والاستفراد بالقرار السياسي وعدم وجود الشفافية، إلى انحدار هذه التنظيمات وموتها تدريجيا بفعل عدم قدرتها على التعاطي مع التغيرات الداخلية والخارجية، مستحضرا حركة فتح كمثال قوي على هذا الانحدار.

كذلك في حوارات جورج حبش التي صدرت العام الماضي، بتحرير الباحث والكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر، حيث يجيب "الحكيم" على عشرات الأسئلة التي وُجهت له من قبل المناضَلين الراحلَين شريف الحسين وسائدة الأسمر. من إجابات حبش، نفهم حجم الصعوبات التاريخية التي تأسست عليها هذه التنظيمات، وحجم المعاناة التي خاضتها قادة هذه الحركات من أجل تحقيق أهدافها، سواء معاناة الحشد والاستقطاب وجمع الأموال والسلاح والتنسيق والتخطيط والتحالفات مع الأنظمة البعثية والقومية، مثل نظاميَّ سوريا الأسد ومصر عبد الناصر.

مع كل هذه الكواليس التي أقرأها، وأحاول من خلالها فهم كيف كانت تتأسس وتعمل التنظيمات وسط مناخ فكري نشِط، أتساءل: لماذا في وقتنا الحالي لا نفكر في إعادة تأسيس تنظيمات سياسية أخرى، نعمل من خلالها لتحقيق مفاهيم الحرية والتحرر، ونتعلم مِن أخطاء مَن سبقونا؟ ولماذا صِرنا نكتفي بقراءة الماضي وسرده في برامج البودكاست وكتابة المقالات دون أن نمارس السياسة في حاضرنا؟

والإجابة على أسئلة مثل هذه تتطلب طرح أسباب وقراءات ورؤى كثيرة، لكني هنا أود ذكر بضعة أسباب رئيسية بإيجاز؛ وهي أن واقع الأنظمة العربية وقتها سمح بتأسيس هذه التنظيمات لأسباب متباينة. لبنان كان ساحة سياسية لهذا التأسيس، ومن ثم قابلية أنظمة مصر وسوريا والأردن والعراق، والكويت من بعدها، ولم يكن لديها مانع في وجود بعض هذه التنظيمات حتى لو حاربت وجودها فيما بعد، فكانت أنظمة برغم استبدادها تحمل أيديولوجيات "تحرّرية"، وإن كانت شكلية في الممارسة. أما الأنظمة الحالية، فهي أنظمة قمعية تحظر الجماعات والتنظيمات وتنشئ وتترك الأحزاب المؤيدة لها كي تصفق لها في البرلمانات على التعديلات الدستورية فحسب، كما أنها لا تحمل أي أيديولوجيات، بل هي أنظمة ترعى بيدها الأمنية قوى النيوليبرالية وسردياتها المُتجددة من أجل السوق والربح.

نعيش في حالة صراع قوي مع كل المنظومات التي تُدير حياتنا والتي تُبعدنا عن العمل السياسي، بشكل مباشر قمعي أو غير مباشر، رمزي ومفاهيمي. لكن الجزم بأن حالة الموات السياسي مستمرة لزمن طويل ليس حتميا، بل هي حالة ظرفية، ربما تطول وتقصر حسب التغيرات التي تمر بها الحالات الاجتماعية والفكرية للشعوب العربية
من جانب آخر، نحن في عصر الإعلام الرقمي، الصورة والفيديو وكافة أشكال الظهور المرئي. هذا العصر وفَّر فضاءات كثيرة للوجود والشهرة، أي نيل الاعتراف، والكلام عن السياسة لا العمل من أجلها، فضلا عن التربّح المالي سواء الذي توفره المؤسسة لمقدّمي المحتوى أو حتى الذي توفره المنصات ذاتها مثل فيسبوك ويوتيوب وغيرهما بسبب المشاهدات. الآن، الكلام عن السياسة، في أحايين، يجلب الراحة من حيث الوجود والاعتراف والمال، عكس العمل من أجلها، فالثاني يجلب المتاعب والسجون وكل تمثلات العذاب، الأول يتطلب الظهور والثاني يتطلب الخفاء، وربما لم يعد كثيرا يتحمّل مشقَّات القهر والقمع.

هنا أيضا، يجب فهم أن الشعوب العربية، بما فيها من نخب ثقافية وصحافية وسياسية وغيرها ممن عملت في الشأن العام، هي نخب مُنهكة، فقد طالها القمع في الميادين والسجون والمنافي، من ستينات القرن الماضي وصولا إلى ثورات الربيع العربي، وربما لم تعد هذه الأجيال قادرة على المواجهة وبناء الفعل السياسي ذاته، على قدر ما هي قادرة عن الكلام واسترجاعه وغير ذلك.

من هنا، ربما نحاول أن نرى أو نستشرف الماهية السياسة للأجيال القادمة في منطقتنا العربية، والتي لم تتعرض لتجارب قمعية استطاعت تذويب واستنفاد طاقتها في العمل والبناء، لكنها أجيال نشأت في حرب مع أنظمة وسرديات ليست قمعية بالمعنى المباشر، بل سرديات تمتلك عنفا رمزيا، غير مرئي، عنفا أيديولوجيا متمثلا في مفاهيم صاعدة جديدة ترعاها منظومات اقتصادية وتقنية وثقافية تحاول القضاء على العمل السياسي، والتفرغ فقط للعمل من أجل ظهور الذات فحسب؛ راحتها وتلميعها وشهرتها وفردانيتها وابتعادها عن كل ما يمثل الآخر من أفراد أو تنظيمات.

نحن نعيش في حالة صراع قوي مع كل المنظومات التي تُدير حياتنا والتي تُبعدنا عن العمل السياسي، بشكل مباشر قمعي أو غير مباشر، رمزي ومفاهيمي. لكن الجزم بأن حالة الموات السياسي مستمرة لزمن طويل ليس حتميا، بل هي حالة ظرفية، ربما تطول وتقصر حسب التغيرات التي تمر بها الحالات الاجتماعية والفكرية للشعوب العربية، فكل عقد يختلف عن سابقه، من حيث تطورات وتغيّرات المفاهيم والتمثلات للمجتمعات. ربما في سنوات قادمة، ننتقل أو نحاول العمل السياسي مع الكلام في تاريخ السياسة ذاتها، فيكون الوعي والعمل، البودكاست والتنظيم، أدوات وفضاءات مشتركة تُكمل بعضها نحو تحقيق مزيد من الحرية والكرامة والمساواة والعدالة لمنطقتنا العربية.

مقالات مشابهة

  • الاحتفال بمرور 10 سنوات على انطلاق برنامج مشواري لتمكين الشباب
  • العمل السياسي: من تأسيس التنظيم إلى تأسيس البودكاست
  • عضو حزب المحافظين البريطاني: واشنطن تنصب فخًا لطهران
  • بغداد تستضيف نصف المارثون الدولي
  • إيران تعلن القبض على عضوين من عناصر الموساد الإسرائيلي
  • ترامب يشعل تفاعلا بالعرض العسكري في يوم ميلاده الذي يصادف ذكرى تأسيس الجيش
  • هجوم إسرائيلي يستهدف مقر وزارة الدفاع الإيرانية بطهران
  • إعلان تأسيس مجلس الأعمال الأمريكي السوري في واشنطن
  • وزير الخارجية العماني: محادثات واشنطن وطهران لن تعقد
  • الناتو يوقع اتفاقية مع الأردن لافتتاح أول ممثلية له بالشرق الأوسط