سودانايل:
2025-05-28@09:58:11 GMT

الدولة السودانية الخامسة تطرق الأبواب

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

تعج ذاكرة التاريخ البشري بأنواع عديدة من أشكال الدول التي سادت وبادت وفق الحركة الحتمية للتاريخ الإنساني، ومنذ أن عرف الانسان مفهوم الدولة ككيان سياسي وشكل من أشكال ممارسة السلطة ، تطور هذا المفهوم من الدولة البدائية إلى ان وصلت بنا الحداثة بعد آلاف السنين إلى الدولة الاكترونية ...لقد بينت التجارب التاريخية أن عمر الدول القائمة على نظم عقدية أحادية أو إثنية يتراوح مابين 70 إلى مأئة عام وقد يبلغ أقصاها ألف عام ويزيد قبل أن تضمحل أو تتفكك وتغير مسارها ، ويتم ذلك عبر مترسبات وعوامل متداخلة عبر عقود ينتج عنها في نهاية المطاف إنهيار الدولة أو تشظيها إلى دويلات متناحرة ،ولعل انتشار الفساد والمحسوبية في أوصالها إلى جانب سياسة البطش والتنكيل اللفظي والمادي ضد الخصوم ابرز عناصر إضعافها تدريجيا حتى الإندثار،التاريخ السياسي الإنساني حافل بدول وأنظمة عقدية أو إثنية سادت ثم بادت،فالاتحاد السوفيتي مثلا إنهار تدريجيا وتفكك بعد تخطيه عتبة السبعة عقود من الهيمنة الشيوعية الأحادية على مفاصل الدولة والمجتمع دولة ذات قبضة بوليسية صارمة،دولة قامت على البطش والصلف العقائدي،ولم يعد التاريخ يذكر اليوم سطوة الاتحاد السوفيتي ولا عظمة الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس ،ولا الامبراطورية العثمانية التي انزوت الان وانكمشت في جغرافيا صغيرة تقاتل بعض مواطنيها الأكراد.

..،أما السودان وبمنطق التاريخ المعاصر قامت على أرضه أربعة دول وأ نظمة حاكمة،فاذا جاز القول لقد شكل الاحتلال التركي نواة الدولة السودانية الحالية جغرافياً ( الدولة السودانية الاولى)، وقادت المهدية ثورية تحريرية نشأت بعد تحرير السودان الدولة السودانية الثانية وأول دولة وطنية حرة... أما الدولة السودانية الثالثة أنشأها الاحتلال البريطاني وبدأت الدولة السودانية الرابعة في 56 وحتى اليوم وتعتبر الدولة الوطنية الثانية بعد الدولة المهدية ...
يتهم معظم السودانيين ان الدولة الرابعة أو ما يصطلح على تسميتها دولة 56 دولة مارست الظلم والاستبداد الإنتقائي في كل مفاصلها منذ نشأتها ،كما انها فشلت في إدارة التنوع السوداني إلى جانب فشلها في تحقيق التنمية والاستقرار في كافة ارجائها .
تتعالى الان اصوات كثيرة وتنادي بحتمية تفكيك دولة 56 كفكرة ومفهوم مركزي كرّس السلطة لخدمة مصالح إنتقائية ضيقة فضلا عن إهمال متعمد لدور الدولة الاساسي المتمثل في تحقيق التنمية وتطوير المجتمعات ورفاهيتها ،ولكن يبدو أن حرب الخرطوم الحالية حبلى بارهاصات تاريخية توحي بالكثير،كما ان هذه الحرب أحدثت هزة عنيفة في بعض المفاهيم،فكل هذه المعطيات تشي بأن أفق بناء وطن يسع الجميع وفق أبحديات جديدة بدأ في الإقتراب وسيشهد العالم ميلاد الدولة السودانية الخامسة التي مازالت ملامحها غامضة...غير انها حتما ستكون دولة المواطنة في الحقوق والواجبات

msharafadin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدولة السودانیة

إقرأ أيضاً:

سعود بن صقر يصل إلى ماليزيا للمشاركة في قمتي «الآسيان»

كوالالمبور - وام

نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصل صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، اليوم، إلى العاصمة الماليزية «كوالالمبور» على رأس وفد الدولة المشارك في القمة الثانية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، إضافة إلى القمة الثلاثية المشتركة بين مجلس التعاون و«الآسيان» وجمهورية الصين الشعبية، تحت شعار «الشمولية والاستدامة»، والتي تستضيفها ماليزيا في إطار رئاستها الدورية لرابطة «الآسيان» لعام 2025.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله العاصمة «كوالالمبور»، محمد خالد نور الدين وزير الدفاع في ماليزيا، وعدد من المسؤولين الماليزيين.

ويضم الوفد الرسمي المرافق لسموه إلى القمتين كلا من، الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير برأس الخيمة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وأحمد الصايغ وزير دولة، وخليفة شاهين المرر وزير دولة، وخليل محمد شريف فولاذي عضو مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، والدكتور مبارك سعيد الظاهري سفير الدولة لدى مملكة ماليزيا، وعبدالله سالم الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة الآسيان.

تعزيز التعاون في مختلف المجالات

ومن المقرر أن تناقش القمتان اللتان ستشهدان حضور عدد من القادة ورؤساء الحكومات وممثلي الدول المشاركة، سبل تعزيز التعاون المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، وجمهورية الصين الشعبية، في مختلف المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والتنموية، والسياسية، إلى جانب استكشاف فرص جديدة للتعاون، بما يخدم تطلعات شعوب الدول لتحقيق التنمية والازدهار.

وتُعد هذه القمة الثانية التي تجمع مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، بعد «قمة الرياض» التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة عام 2023، والتي تم خلالها إقرار عقد القمة بين مجلس التعاون و«الآسيان» مرة كل عامين.

مقالات مشابهة

  • الموصل تطرق أبواب التراث العالمي عبر بوابة شمس.. والطاقة الشمسية تجتاح العراق
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين
  • هل نحن أمام دولة اجتماعية حقيقية أم تصفية رمزية للفئات الهشة؟
  • لماذا تنتصر الدولة السودانية
  • الاستقلال؛ كيف يكون مكتملاً بعد 79 عاماً..؟؟
  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • خطيب المسجد الأقصى: الاحتلال حول القدس إلى ثكنة عسكرية ويفرض سيطرة تامة على الأبواب
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • سعود بن صقر يصل إلى ماليزيا للمشاركة في قمتي «الآسيان»
  • وزارة الإصلاح المؤسسي: ضرورة وطنية لإنقاذ الدولة السودانية