تحركات دبلوماسية متسارعة بالدوحة والقاهرة بشأن صفقة التبادل
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة غدا الأربعاء جولة جديدة من المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى، وسط مخاوف من عرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي اتفاق.
ونقلت "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع قوله إن "مفاوضات غزة ستستأنف في الدوحة غدا الأربعاء ثم في القاهرة الخميس، وهناك اتفاق على نقاط كثيرة بين حماس وإسرائيل".
بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين أن الاجتماع الذي سيعقد يوم الأربعاء في الدوحة بخصوص صفقة التبادل بالغ الأهمية بالنظر إلى أن الوسطاء ينتظرون ما إذا كانت لدى إسرائيل أي مقترحات عملية لجسر الهوة مع حماس بعد أن وضع نتنياهو خطوطا حمراء لإتمام الصفقة.
وقال أحد المصادر إن مشكلة نتنياهو هي أن التوصل إلى أي اتفاق سيكون على حساب الائتلاف الحكومي.
وقال مصدر أجنبي لهآرتس إن الجميع بانتظار ما سيحمله رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، لافتا إلى أنه ما زال بالإمكان التوصل إلى خطة مقبولة من جميع الأطراف، لكن ملاحظات نتنياهو لا تساعد على دفع المحادثات قدما، إنما على العكس، إذ إنها عمقت انعدام الثقة بين الأطراف وعقّدت قدرة المفاوضين على إجراء هذه المفاوضات.
اتصالات دبلوماسيةمن جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بحث مع باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي جهود إنهاء الحرب في غزة.
وأضافت الخارجية القطرية في بيان أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كما قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد لمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز رفض مصر استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأضاف بيان للرئاسة المصرية أن السيسي شدد خلال لقائه مع بيرنز اليوم الثلاثاء في القاهرة على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في وقف الحرب وإيصال المساعدات الإغاثية.
وفي واشنطن، قال مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن تعمل بجد مع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولكن لا تزال هناك فجوات بين الجانبين.
وأضاف كيربي في مؤتمر صحفي أن الإدارة الأميركية لم تكن لترسل فريقا إلى المنطقة لو لم تكن تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
إفشال المفاوضاتوفي سياق متصل، اعتبرت فصائل فلسطينية اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل إفشال المفاوضات ويراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية (تضم أغلبية الفصائل الفلسطينية) في بيان نشرته حركة حماس عبر موقعها الإلكتروني الرسمي إن "جيش الإبادة يراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين في مجازر مروعة تكشف سوء نوايا نتنياهو وحكومته الفاشية تجاه جهود الوسطاء في قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية".
ومساء أمس الاثنين، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الوسطاء من أن التصعيد الذي ينتهجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي غزة ورفح وباقي مناطق القطاع سيعيد العملية التفاوضية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى "نقطة الصفر"، وفق بيان للحركة.
وقالت حماس في بيانها إنه "في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من غزة وطلب إخلائها بالتزامن مع المجازر والتهجير أجرى هنية اتصالات عاجلة مع الوسطاء (لم يسمهم)"، محذرا من "التداعيات الكارثية لما يجري في غزة كما في رفح وغيرها" من مناطق القطاع.
تصعيد عائلات الأسرىوفي تل أبيب، طالبت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة نتنياهو بالتوقيع على اتفاقية تبادل الأسرى لإعادة أبنائها قبل سفره إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلقي خطابا أمام الكونغرس في 24 يوليو/تموز الجاري.
واعتبرت عائلات الأسرى أن إلقاء خطاب في الكونغرس قبل التوقيع على صفقة يشكل خطيئة إزاء هدف الحرب الأساسي المتمثل في إعادة المختطفين، حسب تعبيرها.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدريْن أن قادة الأجهزة الأمنية صُدموا من بيان مكتب نتنياهو بشأن صفقة التبادل، كما أن مشاركين في مباحثات دعا إليها نتنياهو لبحث مسار المفاوضات انتقدوا سياسته ووضعه شروطا قبل بدء الاجتماع.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مسؤولين أمنيين عبروا عن خوفهم من عرقلة نتنياهو صفقة التبادل بسبب خشيته من تفكك حكومته.
وكان مكتب نتنياهو قال في بيان إن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل يسمح بعودة المحتجزين دون التنازل عن أهداف الحرب.
وشدد البيان على أن أي صفقة يجب ألا تسمح بتهريب السلاح لحماس عبر الحدود مع مصر ولا بعودة آلاف المسلحين إلى شمال غزة.
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على الحرب والعلاقات الخارجية، وكذلك السيطرة على حكومته حيث يفعل أعضاؤها ما يحلو لهم.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن لبيد قوله إن "الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، وإسرائيل تسعى إلى حروب قصيرة، ولا يمكن تجنيد الاحتياط إلى الأبد، والاقتصاد الإسرائيلي لا يتحمل".
وبشأن صفقة الأسرى، أعرب لبيد عن اعتقاده بأن حماس اتخذت خطوات لجعل صفقة إعادة المختطفين ممكنة، مشددا على أن بيان مكتب نتنياهو كان ضارا وغير ضروري وحطم قلوب عائلات المختطفين، حسب تعبيره.
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر منذ 18 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صفقة التبادل التوصل إلى إلى اتفاق فی غزة
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة " المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، حوالي الساعة الثانية ظهرا (11:00 ت.غ) في مكتب الأخير ب القدس الغربية، وفق القناة.
وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأربعاء، بلغ عدد الوفيات 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
القناة تابعت: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.
و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
وزادت القناة أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع".
ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في قطاع غزة، وفق القناة.
وأردفت أن زيارة المركز تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/ أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و239 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و152 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.
القناة العبرية قالت إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق مهم وتحتاج إلى اتخاذ قرار: هل تمضي قدما في صفقة وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم تختار تصعيدا قد يوسع نطاق الحرب إلى أبعاد جديدة؟".
وتابعت أن "ويتكوف، القادر على ممارسة الضغط، قد يكون حاضرا في محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية المتصاعدة".
في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام اتفاق فوري لإعادة ذويهم من غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ودعت أمهات الأسرى، في المظاهرة، ويتكوف إلى الضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أنه يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتهاء عربات جدعون - الجيش الإسرائيلي يسحب عدة ألوية من قطاع غزة تفاهمات مع 5 دول - يديعوت تكشف تفاصيل جديدة بشأن تهجير سكان غزة إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس الأكثر قراءة وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب بيت ليد الإعلام الحكومي بغزة: احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعيا جريمة بلا حليب: إسرائيل الهمجية وغزة تموت جوعاً عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025