صدر عن المستشار في العلاقات الدبلوماسية الشيخ مؤمن مروان الرفاعي بيان، تعليقا على المجالس العاشورائية التي تقام إحياء لنهج الإمام الحسين وخدمة للوحدة الإسلامية وثقافة المقاومة، قال فيه: "نقف سنة وشيعة لتحقيق الغاية المثلى التي أرادها الإمام الحسين، وهي الوحدة بين المسلمين، وذلك نفهمه في حديثه حين قال: إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".


وأضاف: "نفهم من هذا الحديث بعدين في الإصلاح، الأول ديني، والثاني إنساني عام. ولذلك، نحن اليوم هنا لنقول إن الإصلاح تحقق بوحدتنا وفي مواجهتنا للظلم والاستكبار العالمي الذي يستهدف أمتنا وديننا ووجودنا. وإنا على نهج الحسين نتمسك بثقافة المقاومة، وإنا بحول الله لمنتصرون". (الوكالة الوطنية)
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية

شهد الشرق الأوسط في حزيران/ يونيو 2025، تصعيدا غير مسبوق بين الكيان الإسرائيلي وإيران، حيث نفذت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد"، وهي ضربات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، واغتيال شخصيات ذات ثقل سياسي وعسكري بالإضافة إلى علماء قائمين على المشروع النووي الإيراني، ردا على تقدم طهران نحو امتلاك سلاح نووي ودعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله. ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا، في رد فاق توقعات قيادات الاحتلال وحجم الدمار الذي لحق بمنشآت ذات أهمية عالية للاحتلال مما أدى إلى توتر إقليمي خطير.

كشفت العمليات عن اختراق مخابراتي إسرائيلي عميق البنية السياسية والعسكرية الإيرانية، شمل اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مما أضعف قدرات طهران.

عاش المجتمع في إسرائيل، حالة من الذعر، مع إغلاق المدارس والأعمال وتوقف الحياة اليومية. ارتفعت طلبات السفر إلى الخارج بشكل كبير، لكن قيودا صارمة على الرحلات الجوية عززت شعور الحصار.

أحاول هذا المقال إلى تحليل الصراع، وتداعياته على غزة والمقاومة، والاختراق المخابراتي، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل، مع التركيز على ديناميكيات السفر والتداعيات الجيوسياسية.

القسم الأول: السياق الاستراتيجي للصراع

يعود الصراع الإسرائيلي-الإيراني إلى تحولات عميقة. في عهد الشاه وقبل ثورة 1979، كانت إيران حليفا لإسرائيل، تزودها بالنفط وتتعاون في مشاريع عسكرية. لكن الثورة الإسلامية حولت إيران إلى خصم أيديولوجي، مع دعمها لجماعات المقاومة مثل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي.

تصاعدت التوترات مع تطور البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018. بحلول 2024، باتت إيران تمتلك يورانيوم مخصبا بدرجة كافية لإنتاج سلاح نووي خلال أشهر، مما دفع إسرائيل لاعتبار ذلك تهديدا وجوديا.

قصفت إسرائيل في نيسان/ أبريل 2024 القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل قادة من في الحرس الثوري، فردت إيران بهجوم صاروخي في 13 نيسان/ أبريل، في عملية "الوعد الصادق"، ممهدة لتصعيد أكبر في حزيران/ يونيو 2025.

استهدفت عملية "الأسد الصاعد" منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بهدف تقويض قدرات طهران وإضعاف "محور المقاومة". كانت العملية مدعومة باستخبارات أمريكية، مع تخطيط دقيق لتعطيل البرنامج النووي قبل وصوله إلى نقطة اللاعودة.

القسم الثاني: الضربات الإسرائيلية والرد الإيراني

نفذت إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو 2025، عملية "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية في نطنز وفوردو، وقواعد عسكرية في أصفهان وتبريز، باستخدام طائرات وقنابل موجهة، مدعومة بهجمات سيبرانية أعطلت الدفاعات الإيرانيةن مع مقتل قادة بارزين مثل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري.

ردت إيران خلال ساعات بإطلاق 250 صاروخا باليستيا وطائرة مسيرة على قواعد عسكرية إسرائيلية مثل نيفاتيم ومناطق في تل أبيب وحيفا. اعترضت "القبة الحديدية" معظم الصواريخ بدعم أمريكي، لكن بعضها تسبب في أضرار بمحطة كهرباء في حيفا، وسقوط 25 قتيلا.

أثارت الهجمات قلقا دوليا، حيث دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، بينما أكدت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل مع دعوتها لإيران للحاق بها على طاولة المفاوضات في سلطنة عمان.

القسم الثالث: تداعيات الحرب على غزة

امتدت تداعيات الصراع إلى حرب غزة. كانت إيران داعما رئيسيا للمقاومة الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، من خلال تمويل الأسلحة والتدريب. لكن الضربات الإسرائيلية على إيران وأذرعها مثل حزب الله واغتيال قادته، وتدمير منشآت نووية ومصانع صواريخ، أثارت مخاوف في غزة من تراجع الدعم.

نفسيا، كان التأثير على المقاومة معقدا. الهجمات الإيرانية على إسرائيل عززت الروح المعنوية لمقاتلي المقاومة الفلسطينية، الذين رأوا فيها دليلا على قوة "محور المقاومة"، لكن اغتيال قادة إيرانيين، مثل حسين سلامي، وشخصيات مرتبطة بحماس، مثل إسماعيل هنية في 2024، أثار مخاوف من ضعف التنسيق الإقليمي. وصف قادة المقاومة هذه الخسائر بأنها "تحدٍ يعزز الإصرار"، لكن الواقع يشير إلى ضغط نفسي متزايد بسبب نقص الإمدادات وتكثيف إسرائيل لعملياتها في غزة.

استغلت إسرائيل استراتيجيا، التصعيد لتشديد قبضتها على غزة، مع عمليات عسكرية مكثفة تهدف إلى إضعاف المقاومة. هذا الوضع دفع المقاومة للاعتماد أكثر على الموارد المحلية، مثل الصواريخ المصنعة محليا، مما عزز الإبداع في عمليات المقاومة الأكمنة المركبة التي اثخنت في العدو اعداد من القتلى والجرحى لكنه زاد من الإجهاد النفسي.

ورغم التحديات، يظل الدعم الشعبي في غزة قويا، مدفوعا بإحساس مشترك بالصمود.

القسم الرابع: الاختراق المخابراتي الإسرائيلي واغتيال القادة والعلماء

كشفت عملية "الأسد الصاعد" عن اختراق مخابراتي إسرائيلي عميق لإيران، نفذته أجهزة مثل الموساد. استهدفت العملية قادة عسكريين بارزين، بينهم سلامي وباقري، إضافة إلى قائد مقر خاتم الأنبياء غلام علي رشيد. كما استهدفت علماء نوويين، مثل رئيس جامعة آزاد الإسلامية مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأحمد رضا ذو الفقاري، الذين كانوا محوريين في البرنامج النووي. كما أصيب علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، بجروح خطيرة.

اعتمدت إسرائيل على استراتيجية تضليل، شملت تسريبات عن خلافات مع واشنطن لخلق شعور زائف بالأمان في طهران. استخدم الموساد تقنيات متقدمة، مثل المراقبة عبر الأقمار الصناعية واختراق أنظمة الاتصالات، إلى جانب هجمات سيبرانية أعطلت الدفاعات الإيرانية. هذه العمليات تكرر نمطا سابقا، حيث اغتالت إسرائيل علماء مثل مسعود علي محمدي في 2010، بهدف إبطاء البرنامج النووي وبث الرعب.

أثارت الاغتيالات غضبا في إيران، مع انتقادات لفشل الدفاعات الجوية. عززت العمليات سردية إسرائيلية حول تفوقها الاستخباراتي، مما أضعف الثقة في النظام الإيراني. لكن محللون يحذرون من أن هذه الضربات قد تدفع قادة جدد أكثر تطرفا لتسريع البرنامج النووي، مما يزيد من مخاطر التصعيد.

القسم الخامس: الحالة الداخلية في إسرائيل

يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الذعر مع الهجمات الإيرانية. أغلقت المدارس والأعمال، وتحولت مدن مثل تل أبيب وحيفا إلى مراكز ملاجئ تحت الأرض. تسببت الصواريخ الإيرانية في أضرار بمحطة كهرباء في حيفا والميناء مما عزز شعور الحصار.

أظهرت استطلاعات رأي تأييد 55 في المئة من الإسرائيليين للضربات على إيران، لكن 70 في المئة عبّروا عن قلقهم من حرب طويلة. تفاقمت الانقسامات السياسية، حيث اتهم معارضو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحكومة باستغلال الصراع لتجنب أزمات داخلية، والافلات من قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو.

تأثرت فئات المجتمع بشكل متفاوت. عانى الشباب، الذين يشكلون 30 في المئة من القوى العاملة، من توقف صناعات التكنولوجيا، بينما نظم المتدينون صلوات جماعية، ودعا العلمانيون إلى حوار وطني. شهدت المدن العربية توترات بسبب المواقف المتباينة تجاه الصراع. نفسيا، سجلت منظمات الصحة النفسية زيادة بنسبة 80 في المئة في حالات القلق واضطراب ما بعد الصدمة، خاصة بين الأطفال في الملاجئ. اقتصاديا، انخفض الشيكل بنسبة 5.1 في المئة، وتراجع مؤشر بورصة تل أبيب بنسبة 7 في المئة، مع توقف السياحة، التي تشكل 3.2 في المئة من الناتج المحلي.

القسم السادس: طلبات السفر والقيود الجوية

شهدت إسرائيل ارتفاعا غير مسبوق في طلبات السفر إلى الخارج، حيث تقدم حوالي 350 ألف مواطن بحجوزات طيران خلال الأسبوع الأول من التصعيد، مفضلين وجهات مثل قبرص واليونان. لكن الحكومة فرضت قيودا صارمة، حيث أغلقت المجال الجوي جزئيا في 14 حزيران/ يونيو 2025، وألغت شركة "العال" 85 في المئة من رحلاتها، بينما علقت شركات دولية رحلاتها حتى أيلول/ سبتمبر 2025.

تسببت القيود في خسائر اقتصادية كبيرة، حيث توقفت السياحة وتكبدت شركات الطيران خسائر يومية بـ10 ملايين دولار. أثر إغلاق المجال الجوي على سلاسل التوريد، مما تسبب في نقص الأدوية والمواد الغذائية. نفسيا، عززت القيود شعور المواطنين بفقدان السيطرة، حيث أبلغ 65 في المئة عن شعور باليأس بسبب الحصار، مما زاد من التوتر الاجتماعي.

القسم السابع: التداعيات الجيوسياسية

يستهدف الحوثيون السفن في البحر الأحمر مما يعني إغلاق مضيقي هرمز من اتجاه إيران وباب المندب من اتجاه الحوثيين في اليمن.

دوليا، أدانت الأمم المتحدة الضربات الإسرائيلية، بينما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بإرسال حاملة طائرات في طريقها للشرق الاوسط. اتخذت السعودية والإمارات موقفا حذرا، بينما دعت مصر وقطر إلى التهدئة.

اقتصاديا، ارتفعت أسعار النفط إلى 95 دولارا للبرميل، مما أثر على الاقتصادات الأوروبية. تراجعت أسواق الأسهم الإقليمية بنسبة 5-7 في المئة، مما عزز الحاجة إلى حل دبلوماسي لتجنب كارثة اقتصادية.

وأخيرا

يمثل الصراع الإسرائيلي-الإيراني في نقطة تحول خطيرة، مع تداعيات على حرب غزة والمجتمع الإسرائيلي. أضعفت الضربات الإسرائيلية إيران، لكنها عززت إصرار المقاتلين في غزة نفسيا عبر الرد الإيراني الموجع في قلب تل أبيب وحيفا. كشف الاختراق المخابراتي واغتيال القادة والعلماء عن تفوق استخباراتي إسرائيلي، لكنه قد يدفع إيران لتسريع برنامجها النووي. في إسرائيل، تفاقمت الانقسامات السياسية والضغوط النفسية، مع شعور بالحصار بسبب القيود.

لتجنب حرب شاملة، يجب تكثيف الوساطة الدولية بقيادة الأمم المتحدة، مع دور لدول مثل قطر وتركيا. إعادة إحياء مفاوضات الاتفاق النووي مع ضمانات أمنية ضرورية.

مقالات مشابهة

  • «حبيبي ونور عيني».. صلاح الشرنوبي يرثي نجله بهذه الكلمات
  • تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية
  • صلاح الشرنوبي ينعى نجله بكلمات مؤثرة: حبيبي ونور عيني
  • «يا نبض قلبي».. الشيخ محمد حسان يعلن وفاة والدته ويحدد موعد ومكان الجنازة
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف جامعة الإمام الحسين شرق طهران
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يهاجم جامعة الإمام الحسين شرق طهران
  • محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تفعّل اليوم العالمي لمكافحة التصحر “معًا نصنع أثرًا لبيئة أكثر ازدهارًا”
  • فاروق حسني: تعرضنا للظلم بعد 2011 وحكومة نظيف كانت ناجحة
  • الحكومة تؤمن 4.1 مليون أردني في الحسين للسرطان بـ 124 مليون دينار
  • تعديل مؤقت على دوام جسر الملك الحسين الاثنين والثلاثاء