يمانيون – متابعات
يمضي النظام السعودي في سياسة العقاب الجماعي للشعب اليمني، ضارباً بتهديدات ووعيد السيد القائد عرض الحائط.

وإلى جانب إعاقة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي، أقدم المرتزقة اليوم الأربعاء على اتخاذ خطوات جديدة، كلها تصب في سياق تجويع الشعب اليمني، وحربه اقتصادياً، وهي الحرب التي قال عنها السيد القائد بأنها أشد فتكاً على اليمن من الحرب العسكرية.

من ضمن حزمة الإجراءات العقابية التي اتخذها بنك المرتزقة بعدن اليوم، إيقاف التعامل مع عدد من شركات الصرافة، ومنها شبكة النجم للحوالات المالية، وشركة رشاد بحير، كما ألغى تراخيص عدة بنوك، وهي بنك التضامن، بنك اليمن والكويت، بنك اليمن والبحرين الشامل، بنك الأمل للتمويل الأصغر، بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، بنك اليمن الدولي.

بالتوازي مع هذه الإجراءات، نشرت “صحيفة الشرق الأوسط” المقربة من النظام السعودي، تقريراً موسعاً، ادعت فيه أن هذه القرارات خنقت “الحوثيين” مالياً، وعزلتهم عن العالم، مؤكدة أن إجراءات بنك المرتزقة في عدن لم تكن تستهدف البنوك في صنعاء بحد ذاتها، بل اقتصاد ما سمته “الجماعة الحوثية”.. هذا الأمر يشير بكل وضوح إلى أن الهدف من كل هذه الإجراءات هو معاقبة الشعب اليمني، تحت حجة، ومبرر، معاقبة “اقتصاد الحوثي”.

لكن السؤال هنا.. كيف يمكن خنق الشعب اليمني مالياً، وما هي الإجراءات التي يمكن أن يتخذها بنك المرتزقة لتحقيق ذلك.

تقول صحيفة “الشرق الأوسط” إن أهم إجراء في هذا الجانب يكمن في الحوالات المالية من خارج اليمن، حيث يحرص المرتزقة على نقل أي حوالات مالية من الخارج، مثل “ويسترن يونيون” و”موني غرام” إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المرتزقة، بدلاً من تحويلها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة صنعاء، وبالتالي لن يكون لدى صنعاء أي عرض نقدي من الدولار، سوى ما يتم تحويله من المناطق المحتلة.

ضغوط لوقف مساندة غزة

بالنسبة لصنعاء، فإنها تدرك جيداً، أن ما يحدث هي حرب اقتصادية بكل ما للكلمة من معنى، وأن من يقف خلفها هم الأمريكيون، والنظام السعودي، وهي ممارسات تهدف للضغط على القيادة الثورية والعسكرية في صنعاء، للتوقف عن مساندة المجاهدين في قطاع غزة، عن طريق إيقاف العمليات النوعية في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي.

وتعتقد واشنطن أن المزيد من الضغط على صنعاء اقتصادياً سيجبر القيادة على التراجع، باعتبار أن الشعب يعاني الأمرين، نتيجة تداعيات وآثار العدوان الأمريكي السعودي، وقرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما نتج عنه من توقف رواتب موظفي الدولة، وحرمان الشعب من حقوقه طيلة السنوات التسع الماضية.

لذا، فإنه ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية، ومنها وكالة “بلومبرغ” فإن خطوة البنك المركزي التابع للمرتزقة تأتي بدعم من الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، وبموافقة ضمنية من السعوديين، الذين يمولون حكومة المرتزقة وبنكها في عدن.

وأمام كل هذه الضغوط، يظل تهديد ووعيد السيد القائد هو الأكثر حضوراً في المشهد، فقد أكد في خطابه الأخير أنه “لن نقف مكبلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية أو نتفرج على شعبنا يتضور جوعاً وينهار وضعه الاقتصادي”.. ولهذا توجه صنعاء أصابع الاتهام إلى النظام السعودي، وتعتبره المنفذ والمحرك لهذه الخطوات، وهي بمثابة إعلان حرب، وهي تجهض كل المحاولات للجنوح إلى السلام، وإيقاف العدوان المتواصل على بلدنا للعام العاشر على التوالي.

ستحضر المعادلة التي أطلقها السيد القائد بقوة خلال الأيام القادمة (المطار بالمطار) و (البنك بالبنوك)، وهي المعادلة التي ستوقف جنون العدوان ومرتزقة كما تعتقد القيادة الثورية والعسكرية بصنعاء.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی السید القائد

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية في غزة: الاحتلال يكرس الفوضى عبر آلية تجويع لا إنسانية

حذر رئيس "شبكة المنظمات الأهلية" في قطاع غزة، أمجد الشوا، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض واقع من الفوضى والعنف عبر التحكم في توزيع مساعدات إنسانية شحيحة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع.

وقال الشوا، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، الخميس، إن "إسرائيل لا تريد لأي منظومة إنسانية أن تعمل وفق المعايير الدولية عبر مراكز توزيع وقواعد بيانات واضحة، بل تهدف إلى ترسيخ حالة اللانظام وخلق صدام داخلي بين السكان الفلسطينيين من خلال إضعاف دور المنظمات الدولية، ومنع دخول المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأشار إلى أن تل أبيب تعمل على إحلال شركة أمنية أمريكية محل المؤسسات الإنسانية، بهدف "إعادة هيكلة" آلية المساعدات بما يخدم أجندتها السياسية والأمنية، وليس الحاجات الفعلية للمدنيين المحاصرين.

عشائر فلسطينية تؤمّن الشاحنات  
وكانت عشائر فلسطينية قد تدخلت، أمس الأربعاء، لتأمين دخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة، بعد ورود تقارير عن محاولات نهب من قبل مجموعات تتهمها الجهات الحكومية بالعمل "تحت غطاء الجيش الإسرائيلي".

وعلق الشوا على الحدث بالقول: "ما شهدناه هو تدخل وطني من قبل بعض العائلات والعشائر لتأمين وصول المساعدات، وهو ما مكن المؤسسات من استئناف عملية التوزيع وفق القوائم المعتمدة".

وبالتزامن، أصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لوزير الحرب والجيش بوضع خطة خلال 48 ساعة لـ"وقف سيطرة حماس" على المساعدات، على حد تعبيره.

ورد الشوا بأن ما يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي هو تعزيز نفوذ الشركة الأمنية الأمريكية ومؤسسة تُعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي وصفها بأنها "جهة أمنية مقنّعة، تشرف على مواقع توزيع تفتقر لأبسط المعايير الإنسانية، وتُدار من قبل عسكريين وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي".

وأضاف أن هذه المواقع تحولت إلى "مصائد موت"، حيث يُقتل يومياً مدنيون يبحثون عن المساعدة، بفعل إطلاق النار المتكرر من الجيش الإسرائيلي.


549 شهيداً  بشهر بسبب "آلية المساعدات"
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأربعاء، أن "آلية المساعدات" التي يديرها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة، تسببت خلال شهر واحد في استشهاد 549 فلسطينياً وإصابة 4,066 آخرين، بنيران الجيش الإسرائيلي.

وبدأت هذه الخطة في 27 أيار/مايو الماضي، وتهدف إلى توزيع مساعدات محدودة في "مناطق عازلة" جنوب غزة، وسط انتشار جنود الاحتلال. غير أن الخطة فشلت مراراً بسبب التجمهر الكبير للمحتاجين وإطلاق النار عليهم، ما تسبب في حالة من الفوضى والذعر.

وأكد الشوا أن قطاع غزة يمر بـ"مرحلة حرجة من الكارثة الإنسانية"، نتيجة القصف المتواصل، والدمار الواسع، وسياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي. 

وناشد المجتمع الدولي "التحرك الفوري والفعلي للضغط على إسرائيل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات بكافة أشكالها، بما في ذلك البضائع الخاصة بالقطاع الخاص".

وشدد على ضرورة "تعزيز دور الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وفي مقدمتها الأونروا، إضافة إلى المنظمات الأهلية والدولية التي عملت في غزة لعقود طويلة، وتمتلك الخبرة والشفافية في إدارة الأزمات".

وأضاف: "للأسف الشديد، هناك تقاعس دولي واضح، والمواقف حتى الآن لا تتعدى الخطابات والبيانات، بينما يدفع سكان غزة ثمناً باهظاً من حياتهم وصحتهم، وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن".

الهيئة العليا للعشائر: الاحتلال يخلق "مصائد موت"
وفي السياق ذاته، نفت الهيئة العليا لشؤون العشائر بغزة، في بيان الخميس، مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن "سيطرة حماس على المساعدات"، مؤكدة أن "جميع المساعدات تخضع لإشراف مباشر من العشائر، وتُوزع حصرياً عبر الهيئات الدولية المختصة".


ودعت الهيئة مجلس الأمن الدولي إلى "إرسال وفد لمعاينة عملية توزيع المساعدات على الأرض، والتأكد من شفافيتها وسلامتها"، مشددة على أن ما دخل من مساعدات حتى الآن "لا يمثل سوى قطرة في بحر احتياجات المنكوبين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى".

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرباً وصفت بأنها "إبادة جماعية" ضد قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير المنهجي وعمليات تهجير قسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، خلف العدوان أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل القصف.

وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون يعيشون في القطاع بلا مأوى، في ظل شح المساعدات واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 18 عاماً، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • الهجرة النبوية ومسار أهل اليمن
  • السيد القائد يدعو أبناء اليمن للخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • المنظمات الأهلية في غزة: الاحتلال يكرس الفوضى عبر آلية تجويع لا إنسانية
  • جنرال أمريكي يعترف: اليمن تحول استراتيجي يقلق واشنطن ويقلب موازين الشرق الأوسط
  • العدوان السعودي يواصل استهداف المناطق الحدودية بصعدة: عشرات الشهداء والجرحى خلال شهر
  • افتتاح دورة تدريبية حول “صياغة العرائض” في نقابة المحامين اليمنيين بصنعاء
  • عبد المسيح التقى الرئيس عون: لضرورة الاستمرار في سياسة الحياد التي حمت لبنان
  • ثلاث شركات طيران تنظم للخطوط الجوية اليمنية بتشجيع حكومي لتخفيف الضغط على الناقل الوطني
  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • عاجل | خلل مفاجئ يوقف النظام الإلكتروني في جمرك العمري