أكد السفير علاء يوسف سفير مصر لدى باريس، أن الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة يستدعي سجلاً ناصعاً لكفاحِ الشعب المصري العظيم بقيمه ومبادئه الراسخة، والتي دفعته مرةً أخرى إلى تصحيح مسار بلده عبر ملحمة وطنية خالصة خلال ثورة 30 يونيو، والتي أسَّست دعائم الجمهورية الجديدة التي تُعلي من أسس التنمية والمواطنة ودولة القانون.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير خلال حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لثورة يوليو المجيدة، وحضرها جمع كبير من كبار المسئولين الفرنسيين وأعضاء مجلس الشيوخ والسفراء المعتمدين في فرنسا واليونسكو، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمة في فرنسا.

وقال السفير علاء يوسف إن ثورة يوليو المجيدة شكَّلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، مُشيراً إلى أن تأثيرها تجاوز حدود مصر، لتُصبح نموذجاً للحرية والاستقلال للعديد من دول العالم.

وأضاف أن الاحتفاء بذكرى ثورة يوليو هذا العام يكتسي طابعاً خاصاً لتزامنه مع مئوية افتتاح أول بعثة دبلوماسية لمصر في فرنسا، مُستعرضاً المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس على كافة المستويات، والتنسيق والتشاور المُستمرين حيال القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، وكذلك داخل المحافل الدولية متعددة الأطراف.

ونوه إلى أن مصر تولي اهتماماً خاصاً للدور المنوط بمختلف المنظمات الدولية، مُشيراً بشكل خاص إلى التفاعل المصري النشط داخل اليونسكو في قطاعات العلوم والتعليم والثقافة، مشيدا بالقدرات والإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الدكتور خالد العناني مرشح لمصر لمنصب مدير عام المنظمة خلال الانتخابات المُقررة العام القادم.

وتطرق السفير علاء يوسف في كلمته إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لتطوير قدراتها الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والفرص الاقتصادية الواعدة بها، وهو ما انعكس في قيام مؤسسات التنصيف الائتماني مؤخراً بتعديل نظرتها المستقبلية للاقتصاد المصري إلى "إيجابية".

وذكرت وزارة الخارجية، اليوم الخميس، أن السفير يوسف أشار إلى النجاح الكبير لمؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، والذي شهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة تقرب من 68 مليار يورو، بما يعكس مناخ الثقة المتنامي في الاقتصاد المصري.

وعلى هامش الاحتفال، تم إقامة حفل غنائي أحيته الفنانات المصريات أميرة سليم وريهام عبد الحكيم ومروة ناجي، حيث قُمن بأداء أشهر مقطوعات كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.

الحكومة توافق على العفو عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو

نجوم «أنا المصري» يختتمون احتفال الإنتاج الثقافي بثورة 23 يوليو «غدا»

اللواء صفوت الديب لـ«مصطفى بكري»: مبررات ثورة 23 يوليو «حيوية».. وهذه حقيقة الديون البريطانية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المنظمات الدولية باريس حدود مصر سفير مصر بباريس ثورة 23 یولیو

إقرأ أيضاً:

???? يوسف عبدالمنان: الغرق في الدموع

غرقت كردفان في دموع الموت والخوف والجوع والعطش، ومليشيات الدعم السريع تستبيحها في رابعة النهار، بعد عودتها وخروج القوات المسلحة من مدن الدبيبات والحمادي وقرى محلية القوز، التي تشهد الآن أسوأ حملة انتقام من المواطنين، تتمثل في القتل والسحل ونهب وحرق بيوت المساكين، وحرق القطاطي المشيدة بالعشب الجاف.

منذ تحرير مناطق كردفان حتى مشارف الدلنج، هرع الأهالي فرحين إلى القوات المسلحة، مبتهجين بتحررهم من عبودية الدعم السريع، من غلظته ونهبه وإذلاله للإنسان واحتقاره. عبّر الناس عما في دواخلهم بصدق وفرح، لكن لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى عادت المليشيا، وأحكمت سيطرتها على محليات القوز بجنوب كردفان، وعلى النهود وقرى السعاتات، وبدأت حملات الانتقام.

تسأل عن فلان، فيأتيك النبأ المفزع: قُتل بدم بارد. تسأل عن علان، فيقال لك: تم اختطافه وترحيله إلى سجون المليشيا في الفولة وأبوزبد. وتحت وهج الشمس الحارقة، ومع شح الماء، سار الناس رجالًا وأطفالًا ونساءً وشيوخًا، حملهم البعض على عربات الكارو، وهام المواطنون على وجوههم، فاتجه أغلبهم إلى الأبيض بشمال كردفان.

ويوم أمس الأحد، وصل الآلاف سيرًا على الأقدام، في حالة إنهاك وتعب وجوع وعطش. بعضهم لجأ إلى أهله، وآخرون افترشوا الأرض والتحفوا السماء، وتتهددهم دولة الإمارات بمسيّراتها التي تضرب بلا رحمة تجمعات المدنيين والمستشفيات.

هؤلاء لا يجدون سوى الخبز اليابس، وعصيدة الفتريتة، وملاح اللوبيا. ولا يزال السيل متدفقًا على الأبيض وأبوحراز، والناس في جزع وخوف. نساء تعرضن للإجهاض من شدة الإجهاد، وشيوخ دُفنوا في الطريق بين الدبيبات والأبيض. وقتلت المليشيا معلمًا ضريرًا في أحد الحواجز، ومزقت أحشاء آخر، واختطفت ماكن الصادق، منسق الدفاع الشعبي عام 1996، والذي كان حينها جنديًا.

لو علمت قيادة الجيش بما حلّ بالناس بعد سقوط الدبيبات، لجردت كل قوتها اليوم قبل الغد، وثارت لدماء الأبرياء، ومسحت دموع الباكيات بالكاكي الأخضر، الذي أحبه الشعب وهتف باسمه، وسيظل متمسكًا بجيشه وداعمًا له.

لكن المواطنين اليوم ينادون البرهان في الطرقات، تحت وطأة السياط والرصاص: “يا برهان، فاض الكيل، وسُفك الدم، وتشرد الناس!”

هجمات التتار وعرب الشتات على قرى كنانة وخزام والبديرية اتخذت أبعادًا عرقية. حتى بيت الناظر “البوكو الهادي أسوسه”، الذي توسل لعبدالرحيم دقلو لتجريد قوة الموت التي هاجمت الدبيبات وتسليحها، لم تنجُ أسرته من شر الجنجويد. اقتادوهم مصفدين من الحمادي، خمسة رجال إلى أبوزبد، وأشبعوهم ضربًا، حتى تدخل عبدالرحيم دقلو وأمر بإطلاق سراحهم فورًا، وقال: “إنها نيران صديقة.”

المليشيا، في الحقيقة، لا تفرّق بين صديق وعدو، وإلا لما اعتقلت أسرة الناظر بقادي، الذي بات اليوم يحرض ضد القوات المسلحة، ويصدر البيانات مع عمدٍ ويتوعد الجيش بالويل والثبور.
الجيش صامت، والرجال صدورهم تغلي غضبًا مما يحدث وسيحدث في كردفان، التي اتخذتها المليشيا أرضًا للمعركة والقتل، بعيدًا عن مسرح دارفور.

لقد قضت معارك الأسبوع الماضي على الحياة في قرى كردفان، وكتبت المليشيا، منذ الآن، فشلًا للموسم الزراعي، إذا لم تُحرر الدبيبات والحمادي، ويُفتح طريق الدلنج – الأبيض، ويُرفع الحصار عن جبال النوبة، قبل حلول شهر يوليو، حيث تتساقط الأمطار.

????يوسف عبدالمنان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • انسحاب أمريكي من سوريا يستدعي الحذر من شراذم داعش
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري بعيد الأضحى المبارك
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى
  • وفاة الفنان اللبناني يوسف أبو حمد قبل ساعات من حفله
  • الخدمة المدنية
  • استطلاع رأي: الازمة الاقتصادية وحبس عمدة إسطنبول يتصدران أكبر مشكلات تركيا
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية والعربية بمناسبة عيد الأضحي
  • لسان الكامل
  • ???? يوسف عبدالمنان: الغرق في الدموع
  • السفير الحصيني يلتقي وزير الاتصالات المصري