رفض رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، يوم الاثنين أي محاولة من الولايات المتحدة للتدخل في السياسة الأوروبية، وذلك بعد أن نشرت واشنطن استراتيجية أمنية جديدة تنتقد سياسات القارة بشدة.

الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في مقاطعتي زابوروجيه ودونيتسكأهم منطقة نفطية | الدعم السريع تسيطر على عصب الاقتصاد السوداني

وقال كوستا في مؤتمر عُقد في بروكسل: "ما لا يمكننا قبوله هو التهديد بالتدخل في السياسة الأوروبية".

استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة

وشهدت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة، التي صدرت الأسبوع الماضي، انتقادات لاذعة من الرئيس دونالد ترامب لأوروبا، واصفًا إياها بأنها قارة مُفرطة التنظيم، وتعاني من الرقابة، وتفتقر إلى "الثقة بالنفس"، وتواجه "انقراضًا حضاريًا" بسبب الهجرة.

وأوضحت الاستراتيجية أن الولايات المتحدة في عهد ترامب ستسعى بقوة لتحقيق أهداف مماثلة في أوروبا، بما يتماشى مع أجندات أحزاب اليمين المتطرف.

وأضافت أن الإدارة "ستُعزز مقاومة المسار الحالي لأوروبا داخل الدول الأوروبية".

وقال كوستا: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تحل محل المواطنين الأوروبيين في اختيار الأحزاب الجيدة والسيئة.

ولا يمكن للولايات المتحدة أن تحل محل أوروبا في رؤيتها لحرية التعبير".

قال كوستا، الذي يرأس، بصفته رئيسًا للمجلس، قمم قادة الاتحاد السبعة والعشرين، إن هناك خلافات طويلة الأمد مع إدارة ترامب حول قضايا مثل تغير المناخ، لكن الاستراتيجية الجديدة "تتجاوز ذلك".

 وأضاف: "تواصل هذه الاستراتيجية الحديث عن أوروبا كحليف. هذا جيد، ولكن إذا كنا حلفاء، فعلينا أن نتصرف كحلفاء". 

وتابع: "لا تزال الولايات المتحدة حليفًا مهمًا، وشريكًا اقتصاديًا مهمًا، لكن يجب أن تتمتع أوروبا بالسيادة".

أمريكا وروسيا

أضاف كوستا إن ترحيب روسيا برؤية واشنطن الجديدة باعتبارها "متسقة إلى حد كبير" مع رؤيتها الخاصة يُعد مؤشرًا مقلقًا.

وقال إن النهج المتبع في الاستراتيجية تجاه الحرب في أوكرانيا لا يدعم السعي لتحقيق سلام "عادل ودائم" كما دعت إليه أوروبا منذ فترة طويلة.

وأضاف: "إنها تهدف فقط إلى إنهاء المواجهات وبناء علاقات مستقرة مع روسيا".
 

فيما أفادت الحكومة الألمانية بأن  روسيا تظل أكبر تهديد لأمنها حيث أكدت الحكومة الألمانية أنها رفضت انتقاد أوروبا  لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة.

طباعة شارك ترامب أوروبا أحزاب اليمين المتطرف أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي واشنطن استراتيجية أمنية جديدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب أوروبا أحزاب اليمين المتطرف أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي رئیس ا

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة قياسية على منصة إكس وإيلون ماسك يهاجم بروكسل

فرض الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي غرامة قياسية قدرها 120 مليون يورو، أي ما يعادل نحو 140 مليون دولار، على منصة التواصل الاجتماعي إكس، المعروفة سابقًا باسم تويتر، في أول عقوبة كبرى بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA) الأوروبي.

 وجاء هذا الإجراء نتيجة انتهاكات تتعلق بقواعد الشفافية الرقمية، ما أثار مواجهة دبلوماسية حادة بين المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة.

ووفقًا للمفوضية الأوروبية، فقد غرّمت المنصة بسبب عدم الامتثال لالتزامات الشفافية، بما في ذلك التصميم المضلّل لعلامتها الزرقاء، وانعدام الشفافية في مستودع الإعلانات، ورفض إتاحة البيانات العامة للباحثين.

 وأكدت المفوضية أن هذه العقوبة تهدف إلى ضمان محاسبة الشركات الكبرى على التزاماتها تجاه المستخدمين والجهات التنظيمية في أوروبا.

لكن رد فعل منصة إكس لم يكن هادئًا. فقد وصف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا ومالك إكس، الغرامة بأنها "هراء"، وذهب أبعد من ذلك عبر منشورات على حسابه في المنصة، حيث دعا متابعيه البالغ عددهم 230 مليون شخص إلى "إلغاء الاتحاد الأوروبي". 

وكتب ماسك في أحد منشوراته: "يجب إلغاء الاتحاد الأوروبي وإعادة السيادة للدول، حتى تتمكن الحكومات من تمثيل شعوبها بشكل أفضل". وأضاف في منشور آخر: "أنا أحب أوروبا، لكنني لا أحب الاتحاد الأوروبي، ذلك الوحش البيروقراطي".

ويُعد موقف ماسك جزءًا من ردود فعل أمريكية أوسع، إذ انتقد عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الغرامة واصفين إياها بأنها هجوم على حرية التعبير الأمريكية، وبدوره، أبدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دعمها القوي لإيلون ماسك في هذه القضية، معتبرة أن العقوبة الأوروبية تمثل تدخلًا غير مبرر في أعمال الشركات الأمريكية.

واستند ماسك أيضًا في هجومه إلى تصريحات جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورغان تشيس، الذي قال مؤخرًا خلال منتدى ريجان للدفاع الوطني إن أوروبا تواجه "مشكلة حقيقية"، مشيرًا إلى أن السياسات الأوروبية تبعد الشركات والاستثمارات وتحد من الابتكار، وعندما استشهد ماسك بتصريح ديمون على حسابه في إكس، أضاف تعليقًا مقتضبًا: "إنه محق".

ويشير الخبراء إلى أن هذه الغرامة ليست مجرد قضية مالية، بل تمثل اختبارًا لقدرة الاتحاد الأوروبي على فرض معايير الشفافية الرقمية على أكبر المنصات العالمية، في وقت تتزايد فيه التحديات المتعلقة بالمحتوى والإعلانات الرقمية والبيانات الشخصية. 

في المقابل، يسلط موقف ماسك الضوء على التوتر بين الابتكار التكنولوجي وقيود الرقابة التنظيمية في أوروبا، وهو توتر من المتوقع أن يستمر في المستقبل القريب.

وتأتي هذه الغرامة في سياق توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول القوانين الرقمية والتجارية، حيث يطالب الاتحاد الأوروبي الشركات الكبرى بالالتزام بمعايير الشفافية وحماية المستخدمين، فيما يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن هذه القوانين تحد من حرية الشركات وتضعف قدرتها على الابتكار العالمي.

في النهاية، يضع هذا الصراع منصة إكس وإيلون ماسك في قلب مواجهة بين مصالح الابتكار الفردي واللوائح التنظيمية الجماعية، ما يجعل هذه القضية مؤشرًا هامًا على مستقبل تنظيم المنصات الرقمية الكبرى في أوروبا والعالم، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومات على فرض قواعد على شركات التكنولوجيا العملاقة دون التسبب في نزاعات دبلوماسية واقتصادية واسعة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة قياسية على منصة إكس وإيلون ماسك يهاجم بروكسل
  • أمريكا في مواجهة أوروبا: استراتيجية ترامب تهز الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يرفض التدخل في سياساته بعد إعلان “استراتيجية الأمن القومي” الأمريكية
  • الاتحاد الأوروبي يهاجم استراتيجية ترامب
  • الحكومة الألمانية: روسيا تظل أكبر تهديد لأمننا .. ونرفض انتقاد أوروبا في الاستراتيجية الأمريكية
  • رئيس المجلس الأوروبي: لن نقبل بتدخلات وتهديدات أميركا في سياساتنا
  • رئيس وزراء بولندا ينتقد الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة: أوروبا حليفكم الأقرب لا مشكلتكم
  • روسيا تعلّق على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة
  • أسقطت وصف التهديد عن روسيا.. الكرملين يعلق على الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة