محافظة بغداد: عمل مستمر ليلاً ونهاراً لإنجاز مشاريع المجاري بأطراف العاصمة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أوضحت محافظة بغداد، الخميس، تفاصيل مشاريع المجاري الخمسة الإستراتيجية في العاصمة، وفيما حددت موعد إنجازها، أشارت إلى أن العمل فيها سيستمر ليلاً ونهاراً لتسريع الإنجاز.
وقال النائب الفني لمحافظ بغداد هاني نور الله، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "العمل بدأ بمشروع مجاري سبع البور في السابع من آذار الماضي، حيث إن هذا المشروع يخدم 130 ألف نسمة"، مبينا، أن "المشروع يتضمن أربع محطات لمعالجة وصرف مياه الأمطار وصرف المياه الثقيلة".
وأضاف، أن "المشروع ما زال في بدايته، حيث تمت المباشرة بأعمال الحفر وإزالة التعارضات وسينفذ ضمن المدة المقررة وهي 3 سنوات"، مشيرا إلى، أن "التعارضات تحدث مع شبكات المياه وهي بسيطة".
وأكد، أن "العمل في محطات المشروع سيكون ليلا ونهارا حسب توجيه رئيس الوزراء وحسب توجيهات مجلس محافظة بغداد بأن تنفذ المشاريع في محافظة بغداد خلال الشفت الصباحي والشفت المسائي"، موضحا، أن "المشروع هو جزء من خمسة مشاريع في بغداد وهي مشروع مجاري أبي غريب ومشروع مجاري النهروان ومشروع مجاري الراشدية ومشروع مجاري ناحية الوحدة".
وأكد، أن "مشاريع مجاري سبع البور ومجاري النهروان ومجاري أبي غريب هي أكبر المشاريع الموجودة في بغداد"، موضحا، أن "مشروع مجاري النهروان يخدم اليوم 400 ألف نسمة أما مشروع مجاري مدينة أبي غريب يخدم أكثر من 130 ألف نسمة".
وتابع، أن "مشروع مجاري النهروان ينفذ على مساحة 36 دونماً، وهو الأضخم في العراق"، موضحا، أن "المشاريع الخمسة تمتد لثلاث سنوات".
وبين، أن "هذه المشاريع الخمسة ستفتتح بفترة واحدة، كون مناطق أطراف بغداد تفتقر اليوم للخدمات، والمحافظة ملتزمة بالقوانين والتعليمات"، لافتا إلى، أن "هذه المشاريع الإستراتيجية ستنجز خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث ننجز الجزء الأول من هذه المشاريع ويبدأ العمل بخدمات الطرق والخدمات الأخرى".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار محافظة بغداد مشروع مجاری
إقرأ أيضاً:
المشاريع الصغيرة سبيل خريجي الجامعات السورية لتحدي البطالة
حماة– لم يكن الطبيب البيطري عبد الرحمن الشيخ غنامة يتخيّل أن مشروعا صغيرا، بحجم كشك قهوة ولا تتجاوز مساحته مترًا مربعًا، سيمنحه شعورًا بالاستقلال والنجاح أكثر من سنوات دراسته الجامعية كلها. فبعد تخرجه من كلية الطب البيطري في حماة، اصطدم عبد الرحمن بواقع صعب: فلا توجد فرص عمل أو رواتب مجدية أو مستقبل واضح في اختصاصه.
ويقول عبد الرحمن "أسست مشروعي بمشاركة قريب لي ساعدني برأس مال بسيط، وبدأت بتطبيق أفكاري بعد أن رصدت وضع البلد السيئ عند تخرجي". ومن كشك متواضع أطلق عليه اسم "كافي بنز" استطاع أن يبني هوية خاصة له في المدينة، عبر تقديم القهوة بطرق مبتكرة مع حلويات محلية بسيطة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لا تحتاج أن تولد بائعا محترفا كي تبيع مثل المحترفينlist 2 of 2عُماني يقود ابتكارا تقنيا لإنتاج ماء الورد في الجبل الأخضرend of listوقصة هذا الشاب ليست استثناءً، بل هي واحدة من عشرات القصص التي تتكرر يوميا في حماة (وسط سوريا) حيث يتحوّل الخريجون الجامعيون إلى أصحاب مشاريع صغيرة، بعد أن أُغلقت أبواب الوظائف أمامهم، في القطاعين العام أو الخاص.
نقص الفرص واستغلال سوق العمل
ويعاني الشباب السوري بعد التخرج من فجوة واسعة بين المؤهل الأكاديمي والواقع العملي. فتراجُع سوق العمل في ظل الانهيار الاقتصادي، وخروج التجار، والركود الذي تعانيه البلاد منذ 2016، كلها عوامل دفعت الخريجين إلى البحث عن مسارات بديلة. وفي ظل غياب السياسات الحكومية الفعالة لاستيعاب الطاقات الشابة، باتت المشاريع الصغيرة ملاذًا لا مفر منه.
الشاب ورد حوّاري تخرج عام 2024 من كلية التجارة والاقتصاد قسم التسويق الإلكتروني، وقد تأخر في تخرجه حتى بلغ 34 عاما من عمره بسبب محاولته تفادي الخدمة الإلزامية في عهد النظام المخلوع.
ويقول ورد "أمضيت سنوات في الجامعة أتنقّل بين سنوات الرسوب كي لا أذهب إلى الجيش. وعندما تخرّجت، كان النظام قد سقط، لكن الصدمة كانت في سوق العمل".
وبعد بحث طويل، واجه ورد صدمة الرواتب المقترحة "العروض التي وصلتني لم تتجاوز 20 دولارًا شهريًا مقابل 10 ساعات عمل يوميًا".
إعلانولأنه لم يكن يمتلك رأس مال، بدأ بالتفكير بمشروع لا يحتاج إلى تمويل، فكانت فكرته بتنظيم وتنسيق الحفلات والمناسبات، ورغم أنها لم تكن فكرة مألوفة في المدينة لكنها فتحت له طريقًا جديدًا.
وأنشأ ورد مكتبا صغيرا، يعمل فيه اليوم مع فريق محدود لتنظيم الأعراس والحفلات. ويؤكد أن مشروعه بات مصدر دخله الأساسي، ويأمل أن يبني به مستقبله بعيدًا عن الوظائف الحكومية أو الخاصة التي "لم تَعُد تعني شيئًا في الواقع الحالي".
راما جمعة شحود، خريجة معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية في حماة عام 2024، لم تكن حالها أفضل. وتقول في حديثها للجزيرة نت "بحثت عن عمل يناسبني، مثل مهنة التعليم، لكن ضعف الرواتب كان عائقًا أمامي". وتضيف "ذهبت إلى خيار مشروع صغير يمكن أن يمنحني استقلالًا، فبدأت ببيع وتأجير فساتين السهرة، ومارست هوايتي في تصميم الأزياء وخياطتها".
وتقول راما "كوّنت فريقا صغيرا وفتحت متجرا بمساعدة بسيطة من عائلتي. واستعنت بنصائح من أهل الخبرة، وواجهت صعوبات كبيرة خاصة في الجانب المادي، لكنني بدأت خطوة بخطوة، مستندة إلى مبدأ أن لكل مجتهد نصيبا". وبفضل تصميمها، استطاعت تحقيق نجاح خلال شهرين فقط، وتطمح الآن إلى توسيع عملها وافتتاح فروع في سائر المحافظات.
وتضيف "أنصح كل شاب وشابة أن يبدأ من نقطة شغفه، وأن يضع أهدافًا مرافقة لمسيرته الدراسية، لأن تحقيق النجاح يتطلب قرارًا بالبدء، مهما كانت الظروف صعبة".
تحكّم السوق ورواتب متدنية
وفي ظل الواقع الاقتصادي المتردي، يشتد الضغط على الشباب السوري، خاصة في مدينة مثل حماة التي شهدت نزوح رؤوس الأموال وهجرة التجار. وقد ارتفعت البطالة إلى مستويات كبيرة، لكن المشهد واضح في الأسواق المحلية.
الصحفي نضال الياسين من صحيفة "حماة اليوم" يشير إلى أن الخريجين يعانون من استغلال واضح في سوق العمل، مضيفا "هناك عدد كبير من الشباب يقبلون برواتب متدنية فقط لأنهم لا يملكون خيارات بديلة، وأصحاب الأموال يستغلون قلة الفرص وكثرة الباحثين عن عمل".
ويضيف "القطاع الحكومي بدوره عاجز عن استيعاب الكم الهائل من الخريجين، رغم المرسوم الرئاسي الأخير الذي صدر في 19 يونيو/حزيران، ورفع الحد الأدنى للأجور الحكومية إلى أكثر من 750 ألف ليرة (ما يعادل 72 دولارا). لكن هذا الرقم لا يزال غير كافٍ، ولا تتوفر فرص فعلية حقيقية لتوظيف عشرات الآلاف من الخريجين".
ويؤكد الياسين أن انتشار مشاريع البيع الإلكتروني، وتجارة الملابس المستوردة عبر الإنترنت، وتسويق المنتجات اليدوية على منصات التواصل الاجتماعي، كلها مؤشرات على رغبة الخريجين في الخروج من دوامة الانتظار والالتحاق بركب العمل، حتى لو كان خارج اختصاصهم تمامًا.
بين المبادرة الفردية وغياب السياسات العامةوتشير هذه النماذج إلى حقيقة مثيرة للتأمل، فالنظام التعليمي السوري لا يواكب احتياجات السوق، والحكومة لا توفر أرضية اقتصادية تتيح تشغيل الشباب، مما يدفع الخريجين إلى الاعتماد على أنفسهم.
ورغم المبادرات الفردية الملهمة، لا يمكن اعتبار المشاريع الصغيرة حلا كافيا لأزمة البطالة البنيوية.
إعلانويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى سيبقى خريجو الجامعات السورية معلقين بين طموح أكاديمي لم يعد مجديًا، وواقع اقتصادي لا يمنحهم سوى خيارات محدودة؟ وهل يمكن أن تُبنى سياسات وطنية فعلية تحوّل هذه المبادرات الفردية إلى منظومة إنتاجية تصنع فرصًا، وتعيد بناء الثقة بين الجامعة وسوق العمل؟