متحف الديمقراطية بتركيا يستقطب أكثر من 250 ألف زائر
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
وصل عدد زوار متحف "الديمقراطية 15 تموز" في العاصمة التركية أنقرة إلى أكثر من 250 ألف زائر منذ افتتاحه من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان في 15 يوليو/تموز 2021.
ويضم المتحف المقابل للمجمع الرئاسي التركي 8 أقسام، ويحكي كل قسم منها قصة مختلفة عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت صيف 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويهدف المتحف إلى تذكير الزائرين بروح الوحدة التي حالت دون نجاح الانقلاب، ويتكون المتحف من أقسام تحمل أسماء مختلفة: "الانقلابات في تركيا والعالم"، و"تهديد الرصاصة"، و"الشجاعة ضد الظلام"، و"أطول ليلة"، و"الذين تركوا بصماتهم"، و"صلاة واحترام الشهداء"، و"مظاهرات من أجل الحفاظ على الديمقراطية".
وتلقي تركيا باللوم على زعيم جماعة غولن فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة في محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو/تموز 2016، وحكمت بالسجن على آلاف الأشخاص الذين لهم صلات بالرجل.
وينفي غولن -الذي كان حليفا في السابق لأردوغان- أي دور له في المحاولة الفاشلة التي خلّفت 251 قتيلا وأكثر من ألفي جريح، والتي ووجهت برفض ومواجهة شعبية عارمة في معظم المدن، مما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية.
ووصف الخبراء والمحللون تصدي الشعب التركي لمحاولة الانقلاب بأنه "مثال فريد من نوعه في العالم حيث تكاتف الشعب مع الحكومة دفاعا عن الديمقراطية".
ويهدف القسم الأول من المتحف إلى تمكين الأجيال القادمة من عيش أحداث 15 يوليو/تموز من خلال الوسائل الرقمية، وشرح تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا والعالم بشكل مكتوب ومرئي. فعلى سبيل المثال، يتيح الممر المظلم للزوار المرور تحت دبابة، مصحوبا بمؤثرات صوتية وضوئية.
كما يمكن للزوار مشاهدة أحداث محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز منذ بدايتها وحتى إحباطها في قسم "أطول ليلة" عبر تطبيق عرض فيديو.
ويضم المتحف قسما خاص لأقارب "الشهداء والجرحى" الذين يروون تجاربهم في ليلة الانقلاب، بالإضافة إلى قسم يروي قصص الذين سقطوا خلال تلك الليلة والذين بلغ عددهم 251.
وفي القسم الأخير من المتحف، تحت القبة الزجاجية، توجد شجرة الدب التي ترمز إلى ماضي تركيا بجذورها ومستقبلها المشرق بأغصانها وأوراقها.
ويبلغ ارتفاع الشجرة حوالي 23 مترا وتعتبر أكبر شجرة اصطناعية في تركيا، ويوجد تحتها 90 تمثالا من السيليكون ترمز إلى المظاهرات المؤيدة للديمقراطية التي شهدتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.
كما يضم المتحف قسما خاصا بالاستثمارات المهمة في تركيا، وهو منقوش على طريق بطول 235 مترا.
وبعد الخروج من المتحف، يصل الزوار إلى النصب التذكاري لـ"شهداء 15 تموز"، المصمم كمعرض مفتوح عند مخرج المتحف.
ويذكر أن عدد زوار المتحف منذ افتتاحه بلغ نحو 250 ألف شخص، بمعدل 8400 شخص شهريا و400 شخص يوميا.
من جانبه، قال مدير المتحف فيسي غون إن المتحف يسرد أحداث محاولة الانقلاب باستخدام التقنيات الرقمية، مشيرا إلى أن المتحف يستقبل زوارا من جميع شرائح المجتمع التركي، فضلا عن السياح المحليين والأجانب، مشيرا إلى أن كل قسم من أقسام المتحف يتيح للزوار تجربة مجموعة مختلفة من المشاعر.
ويوم السبت الماضي، قال أردوغان في حفل توزيع جوائز مسابقة "الشهيد مصطفى جمباز للتصوير الفوتوغرافي" في جزيرة الديمقراطية والحرية بإسطنبول، إن إحباط انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 كان "هدية النصر للأجيال القادمة في تركيا".
وأكد الرئيس التركي أن إحباط محاولة الانقلاب أظهر للعالم أن تركيا لا يمكن السيطرة عليها وأن إرادة الشعب لا يمكن تقييدها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محاولة الانقلاب یولیو تموز من المتحف فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
عمّان – بين أروقة متحف السيارات الملكي التي تتلألأ فيها سيارات كلاسيكية تستحضر ذاكرة الأردن التاريخية، ينبثق مشهد عصري يفاجئ الزائر، وكأنه قادم من زمن متطور مستقبلي، حيث يمتزج الماضي الذي ترويه المحركات الكلاسيكية الصامتة بالمستقبل الذي يقدمه روبوت حديث يصنع فنجان قهوة بلا أي لمسة بشرية، في تلاقٍ فريد بين عبق الماضي وروح الابتكار.
عبر جناح وآخر داخل متحف السيارات الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، يمتد ذراع معدني أنيق يخط مسارا جديدا للحضارة بين أجنحة المتحف، حيث يباشر روبوت صيني الصنع إعداد القهوة بخفة ودقة، كأنه يجسر الهوة بين تراث راسخ وطموح تكنولوجي يتقدم بثبات.
هذه التجربة غير المألوفة تمنح الزائر رحلة مزدوجة، يستدعي خلالها روح الماضي، ليصافح ملامح المستقبل في اللحظة نفسها.
يتجاوز المتحف الملكي كونه مجرد معرض للسيارات الكلاسيكية فحسب، بل هو جزء من بيئة تاريخية غنية، تضم مركبات ترتبط بمحطات مفصلية من تاريخ الأردن، من سيارات الملك المؤسس عبد الله الأول إلى مركبات كلاسيكية نادرة، ووسط هذا الإرث، يبدو الروبوت علامة فارقة تضيف بُعدا جديدا للرواية، ليؤكد أن المستقبل يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من الهوية السياحية لعمّان.
ليُمثل المتحف الكلاسيكي إحدى أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في الأردن، إذ يجمع بين التراث والتاريخ، ولا يقتصر دوره على كونه مجرد معرض للسيارات، بل يُشكّل منصة تعليمية تبرز الروابط بين التكنولوجيا والهوية الوطنية.
أما المقهى الحديث، فعمل الروبوت فيه يتجاوز تقديم خدمة مبتكرة، ليصل إلى بعد علمي واضح، إذ يشير القائمون على المقهى إلى أن الروبوت يشكّل نموذجا تجريبيا يمهد الطريق أمام استخداماته المستقبلية في المؤسسات السياحية والخدمية داخل المملكة.
إعلانومع ذلك، لم يقلل القائمون على المقهى جاذبيته بين الزوار، إذ يؤكدون أن المشروع لقي تفاعلا كبيرا وأصبح إضافة سياحية تعزز تجربة زوار المتحف، وتمنح المتحف الملكي نقطة جذب جديدة تشجّع الزائرين على التوقف والتصوير والتساؤل عن هذه التجربة الفريدة.
تجربة فريدةلعب الزوار والسياح دورا أساسيا في نجاح فكرة المقهى الآلي، إذ تحولت ردود أفعالهم وتعليقاتهم إلى وسيلة دعائية طبيعية للمشروع الناشئ، ومن بين هؤلاء يحيى البوريني -مهندس كمبيوتر في إحدى الدول الخليجية- الذي صرّح قائلا: "بينما كنت أتجول بين السيارات الكلاسيكية، شعرت وكأنني أعيش في حقبة تاريخية قديمة، وفجأة وجدت أمامي روبوتا يصنع لي القهوة دون أي تدخل بشري، وهو شعور غريب يمزج بين الماضي والمستقبل في مكان واحد".
ليضيف في حديثه للجزيرة نت: "أشعر بالفخر لأن لدينا شيئا كهذا في الأردن، وهو ما يُظهر أننا نتقدم ونمتلك أحدث التقنيات، واصفا التجربة بأنها "مشجعة"، مشيرا إلى أن عملية الطلب والدفع تتم عبر شاشة إلكترونية سهلة الاستخدام.
وبعيدا عن الجانب الانطباعي، يعتمد الروبوت على سلسلة خطوات دقيقة، تبدأ بالتقاط الكوب ووضعه على الميزان للتأكد من الوزن، قبل الانتقال إلى ماكينة المشروبات التي تعبئ الطلب، ثم العودة للميزان للتحقق النهائي، لتزيد هذه التفاصيل التقنية من جاذبية التجربة، وتحوّل طلب القهوة إلى لحظات مشاهدة وترقّب، خاصة للأطفال والسياح الذين يوثقون المشهد عبر هواتفهم.
من جانبه، أوضح عبد الإله السرور من قسم التسويق في متحف السيارات الملكي في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف لا يروي فقط قصة وتاريخ الأردن منذ نشأته، بل يعكس أيضا اهتمام المملكة بالمزج بين القديم والحديث، فبين سيارات تعود لبداية القرن العشرين، يبرز اليوم أحدث التطورات التكنولوجية من خلال الروبوت الذي يقدم القهوة للزائرين".
لا يمثل متحف السيارات الملكي تاريخ الأردن فحسب، بل يحتضن تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر، إذ يمسك الروبوت بخيط مختلف من الحكاية، ليؤكد أن التكنولوجيا قادرة على إثراء تجربة الزائر وابتكار أسلوب جديد لتقديم التراث الأردني.
بهذه التجربة، لا يقدم المتحف مجرد خدمة قهوة آلية، بل يطرح نموذجا متكاملا ينسجم مع رؤية مستقبلية لتطوير السياحة وتوظيف التكنولوجيا في فضاءات ثقافية وتاريخية، وفي مكان يلتقي فيه إرث السيارات الملكية مع ذراع روبوت حديث، تبدو عمّان كمدينة تعرف كيف تطل على مستقبلها دون أن تترك ذاكرتها خلفها.